رواية احفاد الجارحى اسياد العشق الفصل الحادى عشر11 بقلم آية محمد


 

رواية احفاد الجارحى اسياد العشق الفصل الحادى عشر  بقلم آية محمد

…..حينما تصعب عليك الأمور فأستمع جيداً قبل أن تتسرع …….
_لا يا “عدي” …
صوت العميد أكتسح الأرجاء فأثار ذهول الجميع من تواجده بذلك الوقت الحساس! ..
صعد الدرج ليقف أمام الجميع بسكون أستغلها “ياسين” وأنسحب بهدوء ،أقترب العميد من “عدي” قائلاٍ بضيق من حديثه السيء عن والده
_الموضوع مش زي مأنت متخيله …
تطلع له “عدي” بعينان تزداد تمرداً فأقترب منه “رعد” قائلاٍ برجاء
_طب فاهمنا ايه الحقيقة ؟ ..
حظى ببعض لحظات الصمت ثم قال بهدوء
_الموضوع أترتب ببراعة لدرجة أن أي حد مشكش فيه وللأسف مكنش هيتكشف لولا اللي حصل ..
هامت نظراتهم بأهتمام فأكمل وعيناه تطوف “عدي”
_ وصلنا بلاغ من واحد كان فى المقابر ولمح حد بيفتح قبر من مقابر “الجارحي” وخرج بجثه وبعدين قفلوا القبر تاني …
ذُهل الجميع فأسترسل حديثه بأهمية
_طبعاً لما الموضوع وصلني كان لازم أقولك بس الحالة اللي أنت كنت فيها منعتني فمكنش عندي حل تاني غير “ياسين ” بيه وبأمانه كان نعم الأختيار طلب مننا نكتم الخبر ونبدأ أجرائتنا بالسر والأهم أننا نلاقي الأجابة على أسئلتنا مين دول ؟ وليه سرقوا الجثة؟ ياتري ناس من اللي بيسرقوا الأعضاء وتوجيهم لقبور “الجارحي” كانت صدفة ولا كل دا متخططله والأهم من كل دا ليه بيعملوا كدا ؟ ..
تابعه الجميع فى صمت وأنتباه يحفل على الوجوه ، أقترب منه “عدي” قائلاٍ بلهجة تميل للضيق
_وليه مقولتليش الكلام دا يا فندم ؟ ..
تطلع له العميد قائلاٍ بثبات
_”ياسين الجارحي” منعني ..
ثم أكمل بحدة كنوع من التأنيب
_كان خايف تحط أمل أنها عايشة ومحدش لسه فينا متأكد من الأجابة على السؤال دا ..
أقترب منه “عمر” بفضول
_وعرفتوا أزاي ؟ .
أكمل حديثه بهدوء
_أبتدينا بالدكتور اللي أقر واعترف بكل شيء وقال أن “رحمة” من البداية معندهاش أي شيء دا ملعوب من البداية تنفيذ لأوامر شخص بيبعتله أول كل شهر مبلغ وقدره ..
تلونت عين “عدي” بالدماء القاتمة فود أن يرى هذا الطبيب فيفتك به ولكنه ألتزم الصمت ليستمع لما حدث …
أسترسل العميد حديثه قائلاٍ بلهجته الصارمة مع “عدي”
_ياسين الجارحي اللي مش عجبك دا هو السبب الأكبر أننا نربط بين اللي بيحصل وبين زعيم المافيا دا بس الخطوة اللي مكنتش محسوبة أختفاء الدكتور دا فجأة ودا أغضب باباك جداً وبدأ فى البحث عن أي شيء يوصلنا للناس دي بس أنت كملت اللي هو عمله وقدرت تكشف “هالة” بعد ما عرفت انها اللي اخدت الCD من مكتب “مازن” وكالعادة نفذت العملية بدون ما تقول لحد وبرضو “ياسين الجارحي” هو السبب بأنقاذك لأنه ببساطة يا “عدي” أب عظيم ..
شعر بوخذة تحتل قلبه لما تفوه به فوضع عيناه أرضاً بخزي بينما إبتسمت “آية” بخفوت بأنه يفعل ذلك لأجلهم هو برئ لم يرتكب تلك الجريمة البشعه التى وصفها “عدي” له ..
أقترب منه “ياسين” بغضب
_تسرعك دا أكبر غلط يا “عدي” أنت أهانت عمي قدامنا كلنا وأنت عارف كان ممكن يعمل فيك أيه ورغم كدا كان ساكت طول الوقت وسايبك تتكلم .
رمقه “عمر” بنظرة نارية قبل أن يجذب زوجته إلي غرفتهما
_عمرك ما هتتغير ..
تطلعت له “آية” بأنكسار وألم فحاول أن يقترب منها ولكنها هبطت من أمامه سريعاً ، لحقن بها الفتيات لمعاونتها على حمل “رحمه” للأعلى ومعالجة جروحها ، إبتلع الجميع ما بجعبتهم لعدي فتوجه كلا منهم لغرفته كدليل على غضبهم مما فعله بينما ظل “رعد” و”أدهم” مع العميد ..
أنسحب “عدي” من أمامهم محطم القلب تتردد الكلمات التي تفوه بها على مسماعه فتمزق صدره كالسكين التالم ، لا يعلم إلي أين الذهاب كل ما يشعر به بأنه أرتكب ذنباً فاضح ، وقف لثواني بذهول فلأول مرة يقف على عتبة بابه …نعم أمام غرفة “ياسين الجارحي” ….قبض على يديه بألم وهو يتذكر تلك المسافة الفاصلة بينه وبين الفراش المتهالك ليكشف عن وجه تلك الفتاة فكيف سيكون حاله أن أخبره العميد وزرع الأمال بأنها على قيد الحياة وأصبح الأمر سراب ؟! …
أن كان لم يحتمل تلك المسافة الضئيلة فكيف كان سيحتمل ذلك ؟ ..
“ياسين الجارحي” هو من قدم له الحصن والحماية من ذلك الخناجر الحادة ورغم ذلك ماذا قدم له ؟ …
طرق الباب بخفوت ثم فتح وولج يبحث عنه فوجده يقف أمام شرفته بكبرياء موليه ظهره بثباته الذي يلحق به ، تردد كثيراً بالأقتراب وبالنهاية فعلها ، وقف خلفه لثواني تطورت لدقائق ومازال كما هو لا يعلم من أين يبدأ أو ماذا سيقول ؟ ..
_مفيش داعي للأعتذار ..
قالها “ياسين” دون النظر إليه أو حتى ان يستدير فأقترب منه “عدي” ليقف جواره فكان على نفس طوله كأنهم شقيقين و ليس أب وإبنه …
طال الصمت قليلا حتى قال “عدي” بصوتٍ متقطع من الخزي
_الأعتذار مش كافي
إبتسم دون النظر إليه
_بس بالنسبالك شيء عظيم أن “عدي الجارحي ” يعتذر بس مفيش داعي
تطلع له بذهول فوضع “ياسين” يديه بجيب سرواله قائلاٍ بثبات
_متستغربش أنا مش زعلان منك لأني لو مكانك هعمل أكتر من كدا …
ثم إبتسم وعيناه هائمة بالسماء
_من اول ما شيلتك على أيدي وأنا عارف أنك نسخه مني عشان كدا متأقلم على طباعك ..،وصمت قليلاٍ بشرود قطعه بكلماته الخبيثة
_وبعدين يا أهبل أنت فاكر أنك لما تقولي يا بابا هفرح وأخدك فى حضني دانا لو صبغت شعري هبقى أصغر منك
إبتسم “عدي” فلم يجد سوى أنه يحتضنه لأول مرة منذ الصغر ، أنقلبت ملامح “ياسين” للسعادة لأول مرة فربت على ظهره بحنان ثم أستعاد جديته فأخرجه ليتطلع له وينصت لما سيقول
_”رحمة” محتاجالك
أشار له بتفهم وغادر والسعادة تمتزج مع روحه لأول مرة ، وقف “ياسين” يتأمل الحدائق التي تلمع تحت ضوء القمر كأنه تعمد أن يبرز جمالها الأخاذ فى مظهر ألهي مبدع ، حتى المسبح مياهه تتشكل بألوان ذاهية بفعل الضوء ….
شعر بوجودها خلفه فأستدار ببسمته الفتاكة ، بقي ثابتٍ لدقائق يتأمل بسمتها ثم قال ببسمة عذباء
_حبيت أوفر عليكِ مجهودك بالكلام عشان أسامحه .
أسرعت لأحضانه بسعادة ودمعة فرح تلمع بعيناها بعدما تخفت لتستمع ما يدور بين الأب وإبنه ، أحتضنها بجنون ثم همس قائلاٍ بعشق _مش عارف هتعملي فيا أي تاني ..
تعالت ضحكاتها قائلة بمكر_سبني أفكر
تطلع لها بخبث _أوك نفكر مع بعض ..
وولجوا سوياً للداخل لينسدل الستار الأبيض الذي أخترقه ضوء القمر بخفية
*************
بغرفة “عدي” .
ولج للداخل متلهفاً لرؤياها فود أن يتأكد بأنها ليست حلماً ، رأها تفترش الفراش كعادتها ولكن بحجم هزيل ووجهاً شاحب ، أقترب منها بحزن فجلس جوارها يتأمل وجهها الممتلأ بالكدمات بغضب يلوج بعيناه كالوحش المتحرر كأنه يقسم على الأنتقام …..
حطمت ذكرياته بسمة طفيفة حينما تذكر مقتها للون الذي عاونتها الفتيات على أرتدائه فكانت تكرهه كثيراً ، توجه لخزانتها فجذب القميص القطني ثم عاونها على أرتدائه ، قبض على يديه بقوة حينما رأى قدميها تحاوطها هالة من الجراح العميقة فكانت علامه على تلك الأساور الحديديه التى كانت ترتديها ، أقسم على أن ينتقم منه على ما فعله بنبضه العاشق …
تشنجت ملامحها كمن رأت كابوساً مروع فأنهارت باكية بقوة دون فتح عيناها ، أقترب منها “عدي” سريعاً قائلاٍ بألم
_”رحمة” …..
_متخافيش يا حبيبتي .
حاول أن يجعلها تسترد وعيها ولكن لم يتمكن من ذلك ، جذب المياه التى تغطي زهرات المزهرية فسكب منها بضعة قطرات ثم مررها على وجهها ففتحت عيناها بأنزعاج ، بدت الصورة مشوشة ببدأ الأمر حتى باتت حقيقة ، تطلعت له بصدمة فرددت بضعف ودموع
_”عدي” ! ..
أغلق عيناه بسعادة يدوي بها آنين قلبه على سماع أسمه مجدداً منها ، تطلعت للغرفة بلهفة ثم قالت بخوف وبكاء
_لا مش حلم ..
رفع يديه على وجهها بحنان
_لا يا روحي مش حلم ..أنتِ هنا فى القصر وأنا جانبك ..
وجذبها بقوة لأحضانه فأخرجت آنينها بدمعات قوية تخرج ما كبته القلب من آنين وجراح قائلة من وسط دمعاتها ..
_كنت فاكرة أن خلاص مش هشوفك تاني …كنت بدعي ربنا يأخدني بجد عشان أج…
قاطعها بحدة
_لااا مش عايز أسمع الكلام دا أنتِ متعرفيش أنا مريت بأيه ولا حسيت بأيه ؟ .
ثم أحتضن وجهها بيديه
_أسوء من الموت بمراحل …نار كانت بتحرق قلبي ومفيش شيء يطفيها …أنا حاسس أني رجعت للحياه من جديد ..
إبتسمت وهى تتأمله بأشتياق فجذب ما بيده ثم أنحني ليضمد جراح قدماها مقسماً على أن يذقه أضعاف ما رأته معشوقته ..
طرقات باب الغرفة بيد رقيقة جعلته يتنبئ بمن هناك ؟ …
تركها وفتحه ليجد “نور” أمامه بالصغيرة قائلة ببسمة هادئة لعدي
_أكيد هتفرح بيها .
إبتسم لها بأمتنان فحملها للداخل بعد أن غادرت ..
كانت تسترخي على الفراش فشعرت به يقترب منها ، فتحت عيناها لتجده يحمل فتاة بين يديه ، بمجرد رؤيتها تحركت غريزتها فتحملت على ذاتها ونهضت لتقترب منه بدموع ولهفة
_”لينا” ؟ ..
أشار لها ب لا فأنكست رأسها بخيبة أمل ليكمل ببسمته الفتاكة
_ “رحمة” .
رفعت عيناها له بصدمة تلونت بهبوط الدمع بصمت وذهول فأقترب منها ليضعها بين ذراعيها ، تطلعت له بعشق أزداد لأضعاف مضاعفة ثم نقلت نظراتها من عليه بصعوبة لتتأمل هذة الصغيرة ذات الوجه الملاكي فأخذت تقبلها بجنون ودموع ، إبتسم “عدي” وأحتضناهما معاً ليشهد ضي القمر على عشق مختلف من نوعه بين قلبين يتصلان بربط الروح والهوس …
*******
طلت الشمس بضوئها القوي على قصر الجارحي …
تململت “ملك” بفراشها فوجدته فارغ فجلست علي الفراش بحزن ودموع فأصبحت بائسة لا تعلم ما الذي أصاب زوجها فيحاول جاهداً لأخفائه عنها …
أما بالمشفي ..
قال الطبيب بحزن وهو يتأمل التقارير من أمامه ..
_كدا الوضع بقى خطير يا “يحيي” بيه لازم نلاقي المتبرع ونعمل العملية فوراً وبأقصى سرعة ..
تطلع له بوجه شاحب يوحي بالتعب الشديد
_قولتلك مش هعملها أكتبلي أي مسكنات بس أقوي من اللي كتبتها أهر مرة ..
حاول الطبيب أقناعه بلطف
_أنت ليه مصر على اللي فى دماغك دا ..حياتك فعلا على الهوامش ..
إبتسم برضا
_الأعمار بيد الله يا دكتور ..
ونهض قائلاٍ لتوديعه بلهجة تحذيريه
_ كل اللي طالبه منك أن محدش من القصر يعرف وخاصة “ياسين” ..
أخفى أرتبكه بحرافية ..
_متقلقش ..
حمل “يحيي” أغراضه وتوجه للمغادرة ، فتح الباب ليتصنم محله قائلاٍ بصدمة
_”ياسين” !! ….
………ربما الآن حان وقت كشف لغزاً أخر بحياة “ياسين الجارحي” ولكنه لن يقف مكتوف الأيدي ربما عليه أن يخضع لأصعب أختبار بحياته لأنقاذ رفيق الدرب ولكن هل أنتهت الألغاز أم أن هناك أشياء خفية تخبئ لتلك العائلة ؟ …..
ما مجهول كلا من ….نور …أحمد….أسيل …جاسم …..حازم …..مازن …مروج
وأخيرا …
أختبار سيتطلب وحدة ابناء العم فهل سيفلح ذلك العنيد بأن بكون حلفٍ لهم ؟!

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-