رواية السلطان وغصن الرمان الفصل الحادي عشر 11 بقلم كاتب مجهول

 

رواية السلطان وغصن الرمان الفصل الحادي عشر بقلم كاتب مجهول

حكاية #السّلطان_وغصن_الرّمان

عاشقان وراء الجدران (الحلقة 11 )

فتح الجنود الأبواب دون مقاومة ،ونزل الوزير إلي القبو، وأطلق كلّ السّجناء وكانوا بالآلاف ،ويبدو عليهم الجوع ، فتعجّب النّاس من كثرتهم ،وحمدوا الله أنّهم عرفوا الحقيقة قبل أن يحلّ عليهم شرّ تلك السّاحرة ،ودلّهم رجل على مغارتها ،فذهبوا إليها وفي أيديهم العصيّ، فوجدوا فتاة مربوطة دون طعام أو شراب فأطلقوا سراحها ،وقصّت عليهم حكايتها ،وأخبرتهم أنها إبنة صفيّة ،ثم رمى النّاس المشاعل وسط المغارة ،وكانت ممتلئة بكتب وأدوات السّحر وحتى عظام الموتى ،فاحترقت كلّها ،وصاروا يضربون كفاّ بكفّ ،وهم يستعيذون بالله من تلك العجوز ،وبسرعة إنتشر الخبر في القرى ،واشتد الخوف لما علموا ما تدبّره لهم ،وسار الشّيخ محمّد على رأس الأهالي إلى عشيرة جابر، وهو يدعو الله أن يصل قبل أن تضع نسيمة يدها على الكتاب ،وفي الطريق كان الفلاّحون ينضمون إليه ،وهم ينادون بقتل كلّ السّحرة في هذه البلاد .




أمّا الفتى فلمّا استيقظ من إغمائه ،وجد غصن الرّمان نائمة ،فحرّكها يمينا وشمالا ،ففتحت عينيها ببطئ ولمّا رأته، قالت له :هل هو أنت يا فرحان ؟ أجاب: نعم أرجو أن تكونين بخير إلتفت حوله ،وقال :أين نحن الآن ؟ أجابته داخل المعبد ،ذعر فرحان، وقال:و لكتاب ؟ أخشى أن تكون تلك اللئيمة قد حصلت عليه !!!بعد قليل فتح الباب ،ودخلت العجوز ،وفي يدها شيئ مغلّف بقطعة قماش ،وقالت للسّلطان أخيرا حصلت على كتاب عزيف الجن ،وهو كتاب عجيب لا يوجد مثله ،ويحتوي على السّحر الذي كان أيّام هاروت وماروت قبل أن يعاقبهما الله ،والأجمل ما في الأمر أنّ الشّيخ جابر هو من دلّني عليه بعد أن علم أنّكما في قبضتي ،وقد أرسلت رجلا لاصطيادك ،فاصطاد أيضا إبنة الشّيخ ،وأخيرا إبتسم لي الحظ بعد أن نالني منك عناء شديد !!! صاحت البنت: أنت تكذبين، لا يمكن أن يفعل أبي ذلك ،ضحكت السّاحرة ،وردّت : لقد وعدته بإطلاقكما لكني طبعا لن أفعل ذلك، فما دمتما سجينين عندي، فلن يقترف أيّ حماقة ،وأعترف أنّه من الشّجعان، وبارع في الضّرب بالسّيوف ،والآن سأتركما ،لتموتان جوعا وعطشا ،فلم أعد بحاجة لكما !!! قالت غصن الرّمان أرجوك لا تفتحي الكتاب ،فإن لعنة كبيرة ستحلّ علينا ،لهذا السّبب ظلّ مخفيّا منذ مئات السنين ،وهذا المعبد بني على أنقاض دار السّاحر ،ولقد وجده الكهنة، وعلموا خطورته فبنوا عليه جدارا ،وبقي مكانه ،ومكتوب له أن يبقى كذلك حتى آخر الزّمن .



رمقتها السّاحرة ،وأجابتها :أنت لا تعرفين ما عانيته ،فلم أعش كالأطفال ،وقتلت أمي وأخواتي دون ذنب إقترفنه سوى أنّهن عالجن الفقراء ،وأطعمن الجياع ،هل تقبلين هذا ؟ قالت الفتاة :وهل تعتقدين أنّ أمّك تسعد في السّماء لمّا تأذين النّاس ؟ هل هذا ما ربّتك عليه ؟ لم تجب السّاحرة ،ووضعت صخرة على مدخل الحجرة ،فبدأت غصن الرّمان بالبكاء ،وقد آلمتها السّلسلة التي في ساقها ،قال فرحان : سنجد طريقة للخروج ،فكفّي عن البكاء ،ودعينا نفكّر!!! بعد قليل أطلّ عليهما رجل ضئيل الجسم من شقّ قرب الباب ،وقال لهما :سأفكّ وثاقكما، ثم إنزلق بجسده ،وأخذ تلك الأداة الحديدية من جيبه ،وعالج به قفل السلاسل، وفي النّهاية فتحه ، وقال: سآتي في الليل وأحفر حفرة في في جدار المعبد وأخرجكما ،سأله فرحان لماذا تفعل ذلك من أجلنا ؟ أجابه : تلك السّاحرة ليست لها ذمّة ولا عهد ،وأنت إذا وعدت أنفذت وعدك !!! سأله فرحان : حسنا، وماذا تريد مكافئة لك ؟ تردّد الرّجل ثم نظر إلى غصن الرّمان وقال له :زوجة تشبه الفتاة التي معك ،ضحك السّلطان حتى إستلقى على ظهره ،وردّ عليه :هذا فقط ؟ لك هذا ،وغرفة في قصري تبيت فيها ،فرح الرّجل ،وقال : إذن موعدنا في المساء ،وسأحضر لكما شيئا تأكلانه ...
...
يتبع الحلقة 12

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-