رواية ليلى الفصل العاشر بقلم فرحان حسين
#ليـــلى
الفصل العاشر
- مش كان الحُب مش في قاموس آسر الخولي؟
قالتها و هي بتحاول تغطي على دقات قلبها العالية، مسك شعرها و جابُه على جنب واحد و مال يُقبل الجنب التاني من رقبتها، و ضمّها ليه بيحاوط خصرها و قال بعد تنهيدة:
- كان بقى! جيتي و هدَمتي كُل الحصون اللي كُنت بانيها حواليا! بقيتي مراتي و في يوم واحد، و بقيتي بنتي لما إستخبيتي فيا منهُم، و بقيتي حبيبتي و عُمري كلُه يا ليلى و من غير أسباب واضحة!
غمّضت عينيها و سنَدت راسها على كتفُه محاوطة رقبتُه، و هي كمان من جواها بتعترف إنها مش بتحبُه و بس، دي بتعشقُه!! حسِت بإيديه بتتغلغل في شعرها بحركتُه المعتادة معاها فـ إسترخت على كتفُه أكتر و قالت بـ همس أنثوي:
- إنت عارف إن الحركة دي بتفكرني بـ بابا الله يرحمُه؟
شدد على حُضنها و قال بهدوء:
- الله يرحمه..
رفعت وشها عن كتفُه و دفنـ.ته في رقبته و هي لسه حاضناه، و لكن إتنفض جسمها أول ما سمعت خبط على الباب بشكل عنـ.يف جدًا، آسر قطَّب حاجبيه و هو بيتوعِد للي بيخبط بالطريقة دي و لما حَس بخوفها بين إيديها ربّت على ضهرها و قال بصوت قوي:
- متخافيش!!
قامت من على رجلُه، فـ مشي بخطوات مَهيبة و فتح باب الجناح بعُنف و وشُه أحمر من الغضب، لقاه جدها اللي كان بيتكلم بـ رعب و خوف غريب:
- آسر يابني!! إلحق أحمد إبن الـ *** تحت و ناوي على شر!!!
إستغرب إلا إنه قال بصرامة:
- طيب أنا هنزلُه، خليك مع ليلى و متنزلوش من هنا و أنا هتصرف!!!
و بالفعل دخل جدها و قفل آسر الباب ونزلُه، لاقاها واقف مع عمتُه و بيقول بصوت عالي نسبيًا:
- زي ما بقولك كدا يا راجية هانم ده اللي حصل، البت دي كانت هتبقى مراتي بس هربت يوم الفرح و إبن أخوكي أصلًا جايبها من مستشفى المجانين!!!
آسر أول ما سِمع كلامُه خد السلم في خطوتين و راحلُه جابُه من ياقة قميصُه و ضـ.ربُه برُكبتُه أسفل معدتُه و جابُه تحت رجلُه و هو بيهدر بصوت عالي عـنـ.يف:
- يـا *** يا إبــن الـ*** اللـي بـتـتـكـلـم عـليهـا دي بـرقبة بلَد ميتين أهلك كلُهم يـا عـِرَّا!!!!
راجية صوّتت و هي شايفة إن إبن أخوها بيموتُه في إيدُه فـ صاحت بخضّة:
- يا ولَدي همّلُه!!! هيموت في يدَّك يا آسر!!!
آسر مكانش شايف قُدامُه و هو بيضربُه بكُل قوتُه لدرجة إن أحمد بقى بينـ.زف، دخلوا حُراس آسر وشالوا أحمد من تحت إيديه فـ صاح آسر فيهم بصوت مُرعب:
- إرموا جتِتُه قُدام أو** مُستشفى!!!
نزلت ليلى على الصوت العالي و جدها بيحاول يمنعها من النزول، أتصدمت من اللي بيحصل و من وجود أحمد اللي بقى شِبه جُـ.ثة، فضلت واقفة ع السلم و عينيها جاحظة و قلبها بيترعش من الخوف، مسح آسر على وشُه بعُنف وهوبياخد نفَسُه بصعوبة، و لف لاقاها! وبعصبية و بـردة فعل مش محسوبة شخَط فيها و قال بعُنف:
- مش قولت مـتـنـزلـيـش!!! إطلعي على فوق يا لـيـلـى!!!
إتنفض جسمها و إتجمعت الدموع في عينيها، فـ صدح صوت نادية بنت ،اجية وهي بتقول بـ غل:
- و تطلع فوج ليه!!! خليها تجولنا كلام الراچل ده صحيح ولا لاء!! على آخر الزمن إسم عيلتنا هيتمرمغ في الوحل عشان آسر الخولي كبير العيلة متچوز واحدة چاية من مستشفى المچانين!!
لفِّلها آسر و قال بصوت عالي:
- إخرسي إنتِ و سمعيني سُكاتك، عشان مدخلكيش بإيدي دي مُستشفى الحُميات يا نادية!!!
راجية إتحمقت على بنتها فـ قالت بضيق و عصبية بالغة:
- في إيه يا وَلدي طايح في كله إكدِه ليه!! إحنا من حجِنا نفهم ماضي مرَتك و نعرف دخلت العباسيّة ليه!!!
نفذ صبرُه و قال بصوت جهوري لدرجة إن عروق رقبتُه برزت:
- مــافـيـش جِـ.نس مخلوق هنا من حقُه أي حاجه إلا بإذني أنا مـفــهــوم!!!
و كمِل بغضب فتَّاك:
- و اللي هيجيب سيرة حرَم آسر الخولي بكلمه أقـطـعـلُه لســانــه!!!
بصتلُه راجية بخوف و إتراجعت و قالت:
- براحتك با ابن أخويا، مرَتك و إنت حُر فيها!!!
صاحت نادية بعصبية:
- يعني إيه حُر يامّا لاء مهوَّاش حُر!!
إتجه آسر ناحيتها فـ صرخت نادية و رجعت لورا فـ وقفت راجية قُدامه برُعب بتحاول تحمي بنتها من بطشُه، فـشاورلها آسر بصُباعه بيحذَّرها:
- مـتـخـتـبـريـش صـبـري!!! عشان لو نفَد .. قسمًا بربي هطربق القصر على دماغكوا كلكوا!!
بصتلُه نادية بخوف رهيب و إستخبت ورا ضهر أمها و هش شايفة عينيه الحمرا و وشُه المشدود و كإنه على وشك الفتك بيهُم، لفّ آسر لقى ليلى واقفة و جدها حاضنها و لكن كانت واقفة بملامح مُتبلدة، أول ما شاف جدّها حاضنها حَس بـ ضيق في قلبُه ونفَسه كإنه إتخنق، مشي ناحيتهم بخطوات قاسية عـ.نيفة و مسك دراع ليلى بس مش بقسوة .. و شدّها عليه بهدوء و هوبيقول لجدها:
- عن إذنك يا رياض باشا!
قال رياض بقلة حيلة على حال حفيدتُه:
- إتفضل يا آسر بيه من غير م تستأذن!!
طلع معاها و هو لسة ماسك دراعها و هي مُستسلمة تمامًا و كإنها فقدت الشعور، دخلوا الجناح و من الجناح للأوضة فـ ساب إيديها و مسح على وشُه بعُنف وضرب الحيطة بإيديه بقسوة، وقفت ليلى بتبصلُه و بصت للأرض وقالت بصوت مُرتجف:
- أنا .. السبب!!
لفِلها و هو بيحاول يهّدي نفسُه عشان ميخوفهاش أكتر ما هي خايفة:
- السبب في إيه؟
قال بهدوء و كإنه إتحول، فـ الحروف على شفايفها إتقطَّـ.ت و قال و بين كل كلمة و التانية شهقة تنُم على إنها على وشك الإنفجار في العياط:
- في .. اللي .. حصل!!
غمّض عينيه و صوتها المُرتجف هَزّ قلبُه، فـ كمِلت و هي بتفرك إيديها و بنفس الصوت:
- أنا مش .. مش جاية من مستشفى المجانين زي م هُما بيقولوا يا آسر! أنا إتحطيت هناك غصب عني!!
قرّبلها و حضن وشها بين إيديه و ميّل عليها و قبّل كُل إنش في وشها بحنان و سنَد راسه على راسها و قال بثبات:
- طب والله ما حد جاي من مُستشفى المجانين غير ولاد الـ*** اللي تحت دول! يا عيون آسر دول مرضَى نفسيين بيجيبوا اللي فيهم فيكِ! و بعدين إنتِ بتقوليلي أنا الكلام ده؟ طب م أنا عارف يا ليلى!
غمّضت عينيها و شفايـ.فها بتترعش، فـ حضنها و مسِد على شعرها و قال بعد تنهيدة عميقة:
- أنا اللي بقيت مجنون بيكِ يا لَيلتي!!
إبتسمت ليلى و الدموع على خدّها، و حضنت خصرُه و قالت و هي بتفتكر اللي عملُه في أحمد:
- إنت عجنتُه يا آسر!!
قال بضيق:
- أقل واجب، إبن الـ**** جاي لحد بيتي و بيتكلم على مراتي في قلب قصري مع عيلتي!! ده أنا كدا مسكت نفسي عليه!!
غمّضت عينيها و قالت بخجل:
- آسر!!!
- قلب آسر!
قال و هو بيمسح على شعرها، فـ غمغمت:
- هنرجع إمتى .. بيتنا؟
إبتسم و قال بهدوء:
- قصدك الڤيلا؟ عايزة ترجعي؟
قالت بهدوء:
- آه .. حاسة إني مش عايزه أقعد هنا تاني!!
- من بُكرة هنمشي يا حبيبتي حاضر!
قال و هو بيبوس راسها، فـ رفعت عينيها و قالت بصدمة:
- بجد؟! يعني إنت موافق؟!
قال بهدوء:
- موافقش ليه؟! أنا أصلًا اللي كُنت هقولك نمشي عشان لما أرجع شغلي مش هآمن عليكِ هنا! و لا عايز أقعد في مكان فيه شك بنسبة واحد في المية إن حد يجرحِك بكلمة!!
إتنهدت و بصتلُه بـ نظرات كُلها إمتنان للي بيعملُه معاها، و نزلت بعينيها لإيديه اللي خبط بيها الحيطة و اللي ضـ.رب أحمد بيها فـ لقِتها فيها كد.مة حمرا، مسكت إيدُه بلهفة و قالت:
- إيدك!!
قال بإبتسامة:
- عادي .. ده الطبيعي!!
- طب خليك هنا هروح أجيبلك مرهم للكدمات و شاش!
قالت بجزع عليه!، فـ ضم راسها لصدرُه و قال بحنان:
- ششش خليكِ في حُضني مش عايزك تبعدي لحظة، أنا كويس متقلقيش!!
• • • • •
آسر صِحي من النوم و أول حاجه عينُه شافتها كانت هي، كان واخدها في حُضنه و هي دافنة وشها في رقبتُه، لاقاها لسة نايمة فـ مسِد على خدَّها و مال يُقبل وجنتيها الغضّة، و سند أنفُه على خدّها و قبّل فكّها وأسفلُه مُتنهدًا، و كإنه بيحاول يشبع منُه إلا إنُه إتكتب عليه ميشبعش منها مهما عمل، تململت ليلى و همست بإسمه برقة من غير وعي:
- آسر!!
غمّض عينيه و همس و هو لسه ساند جبينُه على خدها:
- أحلى آسر سمعتها في حياتي!
فتحت عينيها الزرقا فـ رفع وشه و كان قريب جدًا من وشها، تأمل عينيها و قال بعد تنهبدة عميقة:
- إزاي مُمكن شخص عينُه تبقى بالجمال ده كلُه! ربنا يحميكِ!
إبتسمت ببراءة و خجل من قربُه الشديد منها، فـ قالت بتحاول تغيّر الموضوع:
- هنمشي؟
- هنمشي!
قال بهدوء و هو بيتأمل تفاصيل وشها، و قام بعيد عنها و قال بهدوء ظاهري:
- هخلي حد من الخدم يطلع يجهزلنا الشُنط، وإنتِ إجهزي!!
• • • • • •
بعد ساعات نزل آسر على السلم ماسك إيديها و جدها وراهُم و الشنط الحُراس بينقلوها لعربيتُه، راجية كانت بتبصلُه بحُزن و قالت:
- هتهمَّلنا بدري إكده يا آسر يابني! ده إنت مكملتش اليومين!!
قال آسر بجمود:
- إنتوا مراعيتوش إكدِه يا عمَّة! مراعيتوش إننا بجالنا يادوبك يومين و حصل ده كلُه لمرَتي و كمان بتتحدَّتوا عِفش عنها!
إتكسفت راجية من نفسها و قالت بطيبة:
- عندك حج (حق) يا وِلدي!! أنا غلطت في حجّها!!!
إتجهت راجية ناحية ليلى اللي ناظرتها بهدوء، و ربتت على إيديها و قالت بأسف:
- أنا أسفة يا ضنايا! حجِك فوج راسي يا بنيّتي!!!
بصتلها ليلى بهدوء وقالت:
- حصل خير!!
بَص آسر لـ نادية اللي كانت بتبُص لمراته بكُره، فـ حاوط خصر ليلى وقال بخبث:
- و إنتِ يا بنت عمّتي!! مش ناوية تتأسفي لمرَتي اللي جولتي عليها مخبّلة!!!
قالت راجية بلهفة:
- تعالي يا نادية!! تعالي أتأسفي لمرَت آسر يا بت!!!
مشيت نادية غصب عنها ناحية ليلى اللي كانت بتبصلها ببعض الخوف و هي شايفو حجم الكُره اللي في عينيها، اللي إنها إستقوت بإبد آسر الملفوفة حوالين خصرها و بصلتها بجمود، فـ قالت نادية و كل حَرف بينقّط غل:
- أسفة .. يا مرَت ابن خالي!!!
إتنهد آسر و قال بإنتصار:
- كدا أَمشي و أنا مطَّمن!!
- هتمشي بردو يابني!!
قالت راجية بحُزن صادق، فـ قال آسر بخبث و هو بيبُص لتعابير وش نادية:
- معلش بجا يا عمَّة، عِرسان چُداد و عايزين ناخد راحتنا في بيتنا!!!
إحمرّ وش نادية من شدة الغضب، و من عصبيتها سابتهم و طلعت، سلِم آسر على عمتُه و هو ماسك ليلى، و سابها و مشي، و أول ما طلعوا من القصر ليلى بعدت عن آسر و رتحت لجدها و مسكت إيدُه و قالت بلهفة:
- جدو إيه رأيك تيجي تعيش معانا؟ أنا مش عايزة أسيبك لوحدك!!!
بصلها آسر بـ ثبات ظاهري، إلا إن جدها قال بهدوء:
- لاء يا بنتي ميصَحش يا ليلى!! زي ما آسر قال إنتوا لسه عريسان جداد و انا مش هبقى عازول بينكوا يا حبيبة جدو!!
قال و هو بيمسك دقنها فإبتسمت ليلى بتوتر، آسر بصلهم و فتح باب العربية بعُنف و قال و هو بيحاول يداري ضيقُه:
- متقولش كدا يا رياض باشا!!
قالت ليلى بإبتسامة:
- آسر مش ممانع يا جدو!! تعالى أقعد يومين معانا!!
قال جدها برفض قاطع:
- لاء يا ليلى مينفعش!! و بعدين أنا بيتي وحشني يا بنتي و سريري كمان وحشني!! روّحي إنت مع جوزك يا حبيبتي، و أنا هبقى على إتصال بيكِ كُل يوم!!
- طب إنت هتروّح لوحدك؟ مش هتركب معانا!!
قالت بإستغراب! فـ قال رياض بهدوء:
- جوزك إبن الأصول جايب عربية مخصوص بسواق يوديني لبيتي!! فـ متقلقيش عليا!!
إتنهدت ليلى و حضنت جدها بعفوية و هي بتطبطب على ضهره فـ بادلها جدها الحُضن و مسح على شعرها، هنا كان آسر بيبُصلهم و من كتر عصبيته ركب العربية و رزَع الباب وراه! فـ بعدت ليلى عن جدها و مش واخدة بالها من آسر و لكن رياض خد باله و إبتسم و قال لـ ليلى:
- روحي يا حبيبتي شوفي جوزك! آسر بيحبك أوي يا ليلى، حافظي عليه يا بنتي لإنك مش هتلاقي راجل زيُه في الأيام دي!!
جوزك إبن أصول و مش بيستحمل فيكِ الهوا!!!
بصتلُه ليلى بهدوء، و قالت:
- حاضر يا جدو!! طمني لما توصل!
أومأ لها بهدوء و شاورلها عشان تروح لعربيتُه، فـ مشيت ليلى و راحت ناحية العربية و ركبت جنبُه، لقتُه قاعد على الكُرسي مرجّع راسُه لورا مغمّض عينيه و صوابعه بتضرب على الدريكسيون بـ ثبات، بصتلُه بقلق و قالت:
- آسر!!
فتح عينيه و بصلها بهدوء زائف، و قال بنفس الهدوء المُصطتنع:
- خلصتوا أحضان؟
قطبت حاجبيها بإستغراب و قالت بدهشة:
- أحضان؟! قصدك جدو يعني؟
بصلها لثواني و رجع بص للطريق قُدامه و سكت و إبتدى يمشي بالعربية، فـ بصتلُه بعدم فهم ورجعت ضهرها لورا، بصت لإيده اليمين اللي ماسكة الدريكسيون جامد كإنه بيطلع غضبه فيه لدرجة إن إيديه مفاصلها إبيضت، حطت إيديها على كتفُه برقة وقالت برفق و بنبرة ليّنة؛
- مالك؟ في حاجه مدايقاك؟
هِنا إنفجر في عصبيته لدرجة إنها إتخضت و إنكمشت في الكرسي:
- المفروض مدّايقش و أنا شايفك بتسيبي إيدي و بتروحي لجدك تحضنيه كإني ضرفة دولاب واقفة!! معملتيش أي إحترام لجوزك اللي واقفة و نازلة أحضان فيه وبيمسك دقنك كمان!! أنا مش فاهم هو بيحُط إيدُه عليكِ ليه أصـــلًا!!!!
صرّخ فيها فـ آخر كلامُه، ليلى إتصدمت و رجعت لـ ورا و هي مش قادرة تفسّر كلامُه اللي بالنسبالها غريب، فـ قالت برهبة و صوت خايف:
- ده جدي يا آسر! إيه اللي حصل لـ كُل ده!
- يعني إيه جـدك!! ده أبوكِ لو كان عايش و حضنك كنت بهدلت الدنيا يا لـيـلـى!!!
قال بغضب و هو بيوزع نظراته بينها و بين الطريق! فـ إتصدمت و فضلت لثواني مش بتتكلم، و لما فكرت في الموضوع غصب عنها إنفلتت منها ضحكة عفوية خلِته يبُصلها بصدمة و رجع يبُص للطريق:
- بتضحكي؟!!!
إنفجرت في الضحك و كان أول مرة يشوفها بتضحك بصوت فـ إبتسم و هو بيضرب على الدركسيون بقلة حيلة:
- إضحكي .. إضحكي كمان و سبيني أنا أولَّـ.ـع!!!
قالت و هي حاطة إيديها على صدرها بتحاول تاخد نفسها:
- بعد الشر عليك!! أنا بس .. مستغرباك!! بتغير من جدو و لو بابا كان عايش كنت هتغير منُه؟
سِكت و بَص للطريق، حاولت تمتص غضبُه فـ قالت بصوت دافي:
- آسر!
- متحضُنيهوش تاني قُدامي على الأقل!!
قال بضيق حقيقي!! فـ قالت بهدوء:
- حاضر!!
- زي مـ سيادتك روحتي و حضنتيه كدا إتفضلي أحضُنيني!
قالها بعصبية، فـ إبتسمت و هي بتشوف منه لأول مرة الجانب الغيور ده، و فعلًا سندت راسها على صدره و حاوط خصره و هي بتطبطب على ضهرُه و بتقول بإبتسامة:
- حلو كدا؟
قال بإبتسامة:
- يعني..!!
غمّضت عينيها و شددت أكتر على حُضنه بتغمُر راسها في صدرُه و بتهمس:
- و كدا؟
مسح على شعرها بإيد و الإيد التانية بيسوق بيها، وقال بهدوء و كإن كل ذرة غضب كانت فيه إتبخّرت:
- أيوا كدا تمام!
و كالعادة لإنها بتحب إنه يمسد على شعرها .. فـ نامت بين إيديه بعد دقايق، لما حَس بجسمها تِقل على صدرُه عرف إنها نامت، فضل حاضنها محاوط كتفها و بيسوق بإيد واحدة كالعادة، و بعد ما وصل وقّف العربية في جراچ الڤيلا، و بصِلها و هي حاضناه إبتسم و قربها منُه و باس دقنها و قال بغيرة شديدة:
- محدش يلمـ.سك غيري يا ليلى!! إنتِ متحرّمة على أي حد غيري!!!
مسح على وجنتيها و قال بحنان:
- ليلى .. يلا وصلنا!!!
- حاضر!!
قالت و هي بتفرُك عينيها، و إبتسمتله ببراءة بتخطف قلبه و نزلت من العربية، فـ نزل و لفِلها و فجأة لقِته بيميل عليها و بيشيلها، إتخضت و قالت بتفاجؤ:
- بتشيلني ليه!!
- مراتي و عايز أشيلها!!
قال و هو بيمشي بيها لـ جوا في الجنينة، حاوطت رقبتُه و سندت راسها على كتفُه و هي بتهمس:
- حد قالك قبل كدا إنك مجنون؟
إبتسم وقال بغرور:
- محدش يتجرأ!!
- أنا إتجرأت!
قالتها و هي بتبصلُه، فـ قال بإبتسامة!:
- إنتِ تتجرأ براحتك يا باشا!
خبّط على الباب بـ رجلُه فـ فتحتلُه الخادمة اللي بصتلهم بإستغراب، مشي بيها ناحية السلم فـ ليلى إستخبت في حُضنه و هي بتقول:
- يخربيت الفضايح! قابل بقى الكلام اللي هيطلع علينا في المطبخ عندهم!!
طلع السلم و شدد عليها وقرّبها منه و قال بدهشة:
- كلام يطلع علينا؟ إنتِ مراتي لو مش واخدة بالك يعني!!
إبتسمت و قالت برقة:
- واخدة بالي!!
- طب إيه بقى!
قال بمكر و هو بيفتح باب أوضتهم، و حطها على السرير و قرّب منها و هو بيبُص لعنيها بعشق:
-مش ناوية تحِني على الغلبان اللي مستني منك إشاره ده؟
بصتلُه بإبتسامة و مسكت ياقة قميصُه وقالت و هي بتهمس:
- موافقة يا آسر!!
إتصدم!! بصلها و هو مش مصدق و من كُتر صدمته سأل من غير وعي:
- موافقة على إيه!!
قالت بحنان و هي بتمسح على دقنُه الخشنة:
- موافقة أحِن على الغلبان اللي مستني مني إشاره!!!
يُتبع♥