روايه موقف سيارات الفصل الثامن8بقلم حسام يونس

 

روايه موقف سيارات الفصل الثامن بقلم حسام يونس


بعد الشباب ما رجعوا قعدوا يحكوا على اللى شافوا واللى لفت نظرهم فى الشوارع ...واهم ما لفت نظرى فى كلامهم شده تركيز حسين فى ملاحظاته على الشوارع وما فيها من متناقضات.
وفى أحد الأيام جاءت جاره لنا فى المنزل لكى تزورنا...وكانت تدعى منى وكنت اقول لها مدام منى...وكانت ست ودوده اوووى ونظرتها كلها حنيه وعرضت علينا اى مساعده من اى نوع نطلبها منها بدون اى تردد...ومع الايام عرفت منها أنها تعمل فى خياطه الملابس الحريمى لاهل المنطقه وده من خلال منزلها وكان عندها بنت من نفس سن اختى هند
وأشد ما كان يلفت نظرى متابعه ابن صاحب البيت لى شخصيا..من خلال نظاراته.
ولكن الكل يتابع حالنا فى صمت من أهالى الشارع وبدون أى تدخل فى تفاصيل.

وحان موعد لقاء عبير فى الحديقه
وذهبت مع اخواتى إلى لقاءها .
وكان لقاء حار ...مابين استفسار منها عن كل اخبارنا...وتساؤلات عديده منها على احوالنا ...وانا لم استطع سؤلها عن أحوال عملها لانى احس بكدبها فى ذلك الأمر.
إلى أن أخبرتنا أنها لا تستطيع مقابلتنا مره اخرى لظروف عملها...وأنها سوف تبعت لنا الفلوس مع واحد فى نفس الميعاد مع رجل يعمل معها فى الشغل
وطرحت نظرة عينى عليها الف سؤال 
فقالت لى ...معلش يا امال ظروف الشغل كده...انا عارفه أن الحمل تقيل عليكى .
امال ...ارتمت فى حضنها انا قلقانه عليكى انتى يا عبير.
عبير...اطمنى انا بخير بس هو نصيبنا كده .
وافترقنا بالدموع مع توصياتها لى على اخواتى .
وتوصيتها لاخواتى بأن يطيعونى ويسمعوا الكلام.
ورجعنا إلى المنزل..وانا احمل مراره الايام والظروف.
والايام بتعدى بنا فى بطئ شديد..وملل ظاهره الرحمه وباطنه قسوه وحرمان وعدم امان.
ولا يهدئ قسوة الأيام غير مدام منى الوحيده التى تسأل علينا وتهتم بأحوالنا...والصراحة كنت برتاح ليها 
واحس بوجودها بالأمان.
الى أن جاء يوم عرضت على مدام منى أن تعلمنى شغل الخياطه...حتى اسلى نفسى ..وكمان أساعدها فى العمل...وفرحت جدا لعرضها ده..منها اخف الحمل عن عبير ...ومنها اشغل وقتى شويه بدل الملل اللى انا عايشه فيه وقتها.
وفى الميعاد المحدد لمقابله الراجل القادم من عند عبير ...ذهبت بمفردى وتركت اخواتى فى البيت لوحدهم
وانتظرت عند قفص العصافير قدوم ذلك الرجل ...إلى أن حضر رجل كبير فى السن وندانى باسمى ...وتقدم نحوى واعطنى ظرف به الفلوس.
وسألته عن عبير وأحوالها.
كان رده غامض للغايه...هى كويسه وبتقولك انتى قدها وقدود.
 ورمقنى بنظره كلها شفقه..وسبنى ومشى.
وتمر الحياه مابين خروج حسن وحسين يوميا يجوبا الأحباء المجاوره حتى ياخدوا على القاهره ويتعلمون مما يشاهدون...وبين عملى مع مدام منى وكنت اتقدم وأتعلم سريعا...وأشد ما كان يعكر صفو الحياه قلقى على عبير...وخصوصا انى لا اعرف عنها اى سئ سواء شغلها أو مكانه...وحرمننا من بعض ...ولكن كل ما انا واثقه منه. انها تضحى كثيرا من أجلى انا واخواتها.ونسيت اقولك... نظره ابن صاحب البيت لى دايما منين ما اروح.
سهام ...كان ده بيبسطك 
امال ..وقتها اه انك تكونى مرغوبه ده شئ جميل .
خصوصا وأن ملامح الانوثه بانت عليه
سهام..كان سنك قد ايه وقتها
امال..كنت عديت الاتناشر ...بس جسمى كان فاير شويه.
وفى يوم مدام منى طلبت منى تتكلم معايا..
امال...خير يا مدام منى
منى ..بصى حدوتتكم على بعضها متخش الدماغ .وانا مقدره الموقف
ولو مش حابه نتكلم براحتك.
امال .ليه بتقولى كده.
منى ...من يوم ما جيتم البيت ومشفتش جدك أو جدتك..ومش معقول طول الوقت ده عينى متقعش على حد فيهم...قوليلى ايه حكايتكم.
امال ..مفيش حكايه ولا حاجه..وصدفه بس انك متشفهمش
منى...حببتى مهما كان الوضع..حبكم عندى مش هيتغير.
بس انا هستنى تيجى فى يوم تحكيلى الحكايه.
امال ..مفيش حكايه كل الموضوع أننا عيله دار بيهم الزمن.
منى ..واثقه انا من كده...ايه يخلى اطفال يجوا القاهره يقعدوا فيها لوحدهم...ومصارفيكم منين ومحدش فيكم بيشتغل..عموما انا جانبك ومش هتخلا عنكم مهما كان.
وبراحتك حبيتى تحكى أو لا براحتك وانا بردوه جانبكم.
واخذتنى فى حضنها وبكيت بصمت وبدون دموع على حالى.
سهام ...وايه منعك تحكلها رغم انك بتحبيها.
امال ..منعنى الخجل من وضع امى وعبيرعلى الأقل لما كانت بتنزل الفيوم تشتغل قبل ما ننزل القاهره
وكمان وعدى إلى عبير بعدم الكلام عن الماضى .
وحان اول الشهر وذهبت الى حديقه الحيوان للمقابله مرسال عبير لكى أخذ مصاريف الشهر.
وانتظرت أمام قفص العصافير فى انتظار وصول الرجل العجوز...وطال انتظاري...إلى أن نداتنى ست تقريبا فى التلاتين من عمرها...وعرفتنى بنفسها أنها زميله عبير فى الشغل
وكانت تدعى شوشو.
شوشو...بصى يا امال انا الوحيده اللى عارفه قصتكم...انا واختك كنا اخوات
 امال ...قصه ايه اللى عارفاها..ويعنى ايه كنتم اخوات.
شوشو...وهى تبكى بعد عم ابراهيم ما جه واداكى الظرف بالفلوس تانى يوم اختك اتقتلت.
امال...برعب اتقتلت ازاى انتى بتقولى ايه .
شوشو...كان عندها زبون وكان سكران 
ومش فاهمه ليه خبطها بأزازة خمره فى دماغها وماتت عبير والراجل اتقبض عليه.
وفى تحقيقات الشرطه صاحب البيت اللى كنا شغالين فيه قال إن عبير من الشرقيه وكانت هربانه من أهلها وميعرفش عنها حاجه غير كده.
والشرطه اللى دفنتها حتى انا معرفش فين بالظبط.
والبيت اتشمع وكل واحده من اللى شغالين شافت مصلحتها بمعرفتها.
امال بدموع متحجره نظرت إلى السماء وقالت يارب انا تعبت بقى.
شوشو...قلبى عندك بس على قولة عبير نصيبكم كده.
ولازم تكملى مشوارك علشان اخواتك 
وتحافظى على سركم .
امال...بس انا تعبت وكمان هعمل ايه بعد كده فى المصاريف.
شوشو ..لازم اخواتك يشتغلوا بقى وانتى كمان علشان تقدروا تعيشوا.
وأخرجت ظرف به فلوس واعطتهولى
ده مبلغ بسيط بس يكفى ايجار البيت الشهر ده.
أمسكت الظرف منها وانا غير مدركه لما سمعته منها وغير مصدقه كلامها
هل عبير تتنصل مننا .
لا اصدق أن ممكن عبير تعمل كده
اخذت الظرف ومشيت لا أعرف هعمل ايه وازاى الدنيا هتمشى بنا بعد عبير

وقامت امال من أمام سهام وخرجت إلى البلكونه انهمرت دموعها بنحيب
تحركت وراءها سهام واحتضنتها بشده .
سهام...مش عارفه اقولك ايه كلام الدنيا كله يعجز قدام اللى مريتى بيه
ولكن ربنا وحده قادر يعدينا من كل المحن والمصاعب.
امال...تعرفى النهارده بس بكيت على عبير...وقتها معرفتش ابكى عليها
علشان همى وتفكيرى كان أكبر فى. ازاى احافظ على اخواتى..مع موت ابويا وامى قلت اكيد ربنا هيعوضنا.
ولكن حكمة ربنا انى ابتلى بموت عبير 
وحسرتى عليها اكبر على شبابها 
وعلى المسؤوليه اللى شلتها عننا كلنا
تخيلى واحده علشان تحل مشاكل ملهاش ذنب فيها...قررت تبيع جسمها
وفى الاخر تتقتل ويضحى بيها 
اه اه اه اه يا عبير قلبى بيقف يوميا لما بتفكرها وانا بقرالها القران.
سهام ...فى تأثر فعلا نصيبكم كده بس لغيت دلوقت نصيب صعب وقاسى تسمحيلى اضمك ليا تانى
واحضتنت امال...وطلبت منها القدوم الاسبوع القادم.
وخرجت امال من المشفى...وأخذت تاكسى إلى كورنيش النيل.
ووقفت تنظر إلى النيل ودموعها منهمره على خدودها.
الى 

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-