روايه مصاص دماء الفصل التاسع 9بقلم غزلان

 

روايه مصاص دماء الفصل التاسع بقلم غزلان


_ لا تزال منهارة على الأرض الصلبة تحاول تجميع تفكيرها المشتت 

قاطع حبل أفكارها تلك المرأة العجوز التي ترتدي ثيابا بيضاء و يزينها الأسود 
طأطأت رأسها نحو إميليا لتقول بصوت خافت و قلق 

" عزيزتي هل أنتِ بخير؟ هل أنادي السيد جيون ؟؟"

إستغرب إميليا من وجود إمرأة في هذا القصر، ظنت أنه فارغ ولا يقطنه سوى الرجل المظلم و ذاك الحارسان اللذان رأتهما سابقاً

ومازاد إستغرابها هو ذكر السيد جيون، من جيون هذا مجدداً؟

"عذراً لكن من المدعو جيون؟"

" صاحب القصر و المملكة "

"أين أنا الان بالضبط ؟؟"

"ااه.. حسنا أنتِ في مملكة مصاصي الدماء "

"مملكة ماذا!!!؟؟"

ماذا الان!، للتو كانت حائرة و خائفة بسبب وقوعها بين يدي مصاص دماء فتجد الان نفسها بأنها في مملكة كاملة لمصاصي الدماء

سحقاً للحظ الذي حالفها في هذه الحياة

إستوعبت أخيراً و إرتجف جسدها بينما توجه أنظارها نحو تلك العجوز القلقة 

"م..مهلا أيعني أنكِ مصاصة دماك كذلك؟!"

"لا، أنا بشرية مثلك "

" ومالذي تفعلينه هنا؟ هل تم إختطافكِ أيضاً؟!؟"

"لا وقت للحديث آنستي، إتبعيني"

تعجبت إميليا أكثر و إكتفت بالصمت و اللحاق بالعجوز 

ظلت العجوز تقودها نحو ممرات غريبة و كبيرة 
يهيمن اللون الرمادي الباهت على جدرانها 

أرضية خشبية سوداء تتزين بنقوش ذهبية و التماثيل الحجرية الذهبية منتشرة في كل ركن من الممرات

نوافذ كبيرة تطلق على الأشجار الباهتة و جدران باقي القصر 

يمكنها ملاحظة تلك المباني الغريبة و البعيدة عن القصر 
يمكنها التخمين أنها تعود لسكان المملكة 

لفت نظرها تلك اللوحات الغريبة الموزعة على جدران
كانت أغلبها تحتوي على رسم لأشخاص مخيفة 

وقفت للحظة تتأمل تلك اللوحة والتي كانت و بوضوح أكبر من باقي اللوحات

كانت ذات إطار أسود مرصع بقطع لؤلؤ صغيرة 

اللوحة كانت عبارة عن رجلٍ ضخم البنية وذو شعل أسود طويل 
و لحية ذقن طويلة بعض الشيء، أعين حمراء قاتمة

يقف بجانبه إمرأة شقراء حسناء الجمال و الجواهر تزينها 

بين يدي تلك الإمرأة طفل رضيع 
بشرته شاحبة ويملك ذات عيون ذاك الرجل وشعر غرابي.

   "إميليا"

قاطع أفكارها منادات العجوز لها
مهلا! كيف عرفت إسمها ؟!

تجاهلت الموضوع و لحقت سريعاً بالعجوز الذي كانت تمشي بعيداً 

قابلهم درج كبير يغطيه سجادة حمراء قاتمة تمتد على طوله دَرجة بدَرجة

ما إن وصلت لنهاية الدرج رفقة العجوز حتى بدأت تسمع صوت مجموعة أشخاص يتحدثون بهدوء

تعجبت لكن الإمرأة قامت بسحبها من ذراعها نحو غرفة ما

من شكلها و من الخدم المنتشر في أرجائها بثيابهم الموحدة كخاصة العجوز إستنتجت أنها غرفة الخدم 

" بالمناسبة أنا أدعى ماري، رئيسة الخدم هنا، الحمام عند تلك الزاوية، ستمنحك الفتيات ثيابا لائقة إرتديها و سألقاك بعد دقائق"

سرعان ما إستوعبت إميليا أنها نست موضوع ثيابها التي كانت في حالة يرثى لها 

حركت رأسها بمعنى حسناً، ثم رافقت إحدى الخادمات التي منحتها فستاناً أسوداً باهتاً و حذاءاً بذات اللون 

بحقهم ! ما بالهم مع اللون الأسود!!

دخلت للحمام كما أدلتها الخادمة
و أغلقت الباب خلفها فهي تشعر بعدم الأمان

هي في مكان لا تعرف المخرج منه و مع أشخاص غامضون 

و يحيط بها مصاصو الدماء، هي طوال الوقت ترتجف خوفاً

لكنها تدعي القوة وعدم الاهتمام، ليس عليها سوى الصبر حتى تعثر على طريقة للخروج من هنا 

لكن فكرة الهروب من القصر ليست بجيدة بتاتاً

هي في مملكة لمصاصي الدماء وقد يجدونها فريسة سهلة و جاهزة إن خرجت

على الأقل في القصر يود بشريون كما أخبرتها العجوز ماري 

تنهدت بضيق و رمت الثياب بعشوائة فوق طاولة صغيرة هناك ثم قامت بفتح مياه حوض الإستحام الدافئة 

الخرقاء مجدداً، إستغرقت عشر دقائق كاملة وهي تتأمل الحمام الفاخر بفمٍ مفتوح 

هل تمنى أحد من قبل العيش ما بقي من حياته داخل حمام؟

هي تمنت ذلك الآن!

نزعت جميع ثيابها بحذر خوفاً من تجسس أي أحد عليها 
فلمصاصي الدماء قدرات خارقة

إستلقت أخيراً داخل الحوض تنعم بإستحمام هادئ بعد كل الوقعات التي حصلت عليها في تلك الغابة

إستغرقت نصف ساعة لتنهي حمامها
نشفت جسدها بتلك المناشف التي وجدتها ناعمة للغاية 

و ضلت عشر دقائق أخرى تحاول إرتداء الثياب الداخلية التي تم منحها إياها من قبل الخدم 
كانت غريبة وليس كخاصة عالم البشر قطعاً

إنتهت أخيراً، رفعت شعرها للأعلى على شكل كعكة مبعثرة

هي لا تهتم حقاً بمظهرهاَ كثيرا 

خرجت متوجهة نحو العجوز ماري و التي كانت تحمل على وجهها ملامحه الضيق

يبدو أنها تأخرت كثيراً

"ها أنتِ ذا! لقد تأخرتِ عن الغداء !"

"اسفة"

قالت بسرعة ومن ثم تبعت ماري التي بدأت بتوجيهها نحو صالة الأكل بالفعل

كانت تقضم طرف أظافرها بتوتر حينما وجدت أن تلك الأصوات الصادرة من الصالة قد سكنت

دخلت من باب الصالة الضخم لتجد نفسها أمام طاولة كبيرة و طويلة للغاية 
تحيط بها كراسٍ عديدة 
و كالعادة كان كل شيء شديد الفخامة و الجمال 

تصنمت مكانها حينما وجدت مجموعة من الأشخاص ذكوراً و إناثاً يتناولون الطعام على المائدة بهدوء 

وذاك المظلم يترأس بداية الطاولة الممتدة و الحاملة لأصناف كثيرة و متنوعة من الأطعمة 

إرتجفت بتوتر و إستدارت على الفور تحاول الخروج قبل أن يلاحظ أحد وجودها 

    "إلى أين !"

إقشعرت من صوته الذي خرج هادئاً و ثقيلاً لتتوقف مكانها وهي لا تزال تقابلهم بظهرها 

وعلى إثر ذلك صوبت أنظار جميع من على المائدة نحوها 

شعرو بوجودها قبلاً بالفعل لكنهم إعتقدوها أحد الخادمات البشريات.
تعليقات



×