روايه موقف سيارات الفصل السادس6بلقلم حسام يونس

 

روايه موقف سيارات الفصل السادس بقلم حسام يونس

Parking 
الجزء 6
الحاله الثالثه.
سهام جالسه فى البلكونه ..ممسكه فى يدها كتاب تتصفحه...ثم رن التليفون الداخلى .
سهام ....ايوه يا فاتن فى ايه
فاتن...معايا هنا انسه فى العشرين..ومعاها تقريبا امها وطالبه تقابلك ضرورى.
سهام ..خليهم يتفضلوا.
رجعت سهام إلى مكتبها ..ووضعت الكتاب على المكتب..ثم جلست على الكرسى...وسمعت طرق على الباب
سهام ...اتفضلى 
دخلت البنت اولا وامها ورأها
سهام . .اتفضلوا اقعدوا.
عم الصمت المكان ولاحظت سهام توترهم من خلال نظارتهم الحائره لأركان الغرفه..وتعلق الام بالنظر إلى تابلوه على الحائط لامرأه على شط البحر فاتحه يدها لاستقبال مجهول..من البحر.
سهام قطعت الصمت بقولها ممكن اعرف اقدر اساعدكم ازاى.
البنت...انا هاله طالبه فى كليه الاداب قسم اعلام...ودى ماما...ثم عاد الصمت للمكان
سهام...اهلا بيكم ...ممكن اعرف مين اللى عندها مشكله.
هاله...دكتور..ماما حاولت الانتحار اول امبارح..بس أنا دخلت فى الوقت المناسب ولحقتها...وقدرت أقنعها نيجى لحضرتك.
وادينا اهو عند حضرتك.
سهام..يشرفنى وجودكم طبعا..وان شاء الله خير.
هاله ..يارب الخير على ايدك
سهام...ممكن تستنى فى الاستقبال
على ما ادردش مع ماما شويه..واهو كمان تكونى أداتيهم شويه بيانات فى الاستقبال.
هاله...وقفت مكانها متردده تخرج من الغرفه.
سهام..متقلقيش يا هاله ماما بخير 
اتفضلى انتى .
خرجت هاله من الغرفه وعيناها عالقه بأمها.
والام تنظر إليها بتوتر وقلق.
سهام...ممكن تعرفينى على نفسك.
الام ...أسمى امال.
سهام ..سنك قد ايه.
امال...خمسه وأربعين سنه.
سهام ...انا سمعاكى اتفضلى.
امال ..اقول ايه.
سهام اللى يجى فى بالك قوليه.
امال...مفيش فى بالى حاجه .
سهام ...نظرت لها مبتسمه 
امال...اسألى وانا أجاوبك اسهل.
سهام..ممكن طبعا..بس الافضل انك تقولى اللى جواكى لوحدك بدون ما اضغط عليكى.
امال..منا مش عارفه اقول ايه.
سهام...بردوه اللى عاوزه تقوليه قوليه.
امال...اللى جوايا صعب يتقال.
سهام ...قوليه وانا سماعكى...علشان نقدر نساعد بعض.
امال...قصتى من وانا طفله...ولحد دلوقت كلها مأسى وعذاب وحيره.
سهام ...تحبى نقعد فى البلكونه...وتحكيلى.
امال...ياريت محتاجه اشم هوا .
تتحرك سهام من على المكتب..وتمسك يد امال ويتحركان سويا إلى البلكونه..ويجلسان فى مواجهة بعضهما.
سهام ...اجبلك حاجه تشربيها.
امال...عاوزه اشرب ميه ياريت.
سهام تقوم إلى ثلاجة المكتب وتخرج زجاجه مياه...وتضعها أمام امال مع كوب من الماء.
امال..حكايتى تبدأ من وانا عندى عشر سنين...كنا تلات بنات اختى عبير كان وقتها عمرها سبعتاشر سنه
وانا عشر سنين...واتنين صبيان حسن وحسين توأم..وبنت صغيره اسمها هند....وطبعا ابويا وامى.
كنا عايشين فى قريه تبع محافظه الفيوم كنا قاعدين فى بيت فى اخر البلد.
كنا عايشين فى مرح وسعاده...أغلب الوقت امى تغنى وترقص لنا وتعلمنا الرقص...واكتر شئ كنت ملاحظاه ...أن محدش كان بيزورنا ولا كنا بنزور حد ...حتى طلبتنا كان ابويا بينزل يجبها من البلد لوحده إنما امى مش ممكن تنزل أو اى حد مننا كبنات...سواء عبير أو انا.
ثم مسكت امل زجاجه الميه وصبت منها فى الكوب...وشربت فى نهم دليل على العطش الشديد.
ثم قالت...فى أحد الأيام دخل علينا ثلاث راجل..وشدوه امى غصب خارج المنزل..فى لحظه رجوع أبى من عمله فىتربيه الطيور وبيعها هى وبيضها فى السوق الأسبوعي لبلدنا والبلاد اللى حوالينا...واشتبك معهم أبى دفاعا عن امى ولكن أحدهم أخرج مسدسه وأطلق عليه طلقة رصاص مات أبى فى  الحال...وسط ذهولنا جميعا.
ثم أخذوا امى إلى داخل المنزل...ووقف أحدهم على الباب وفى يده المسدس موجهه الينا وسط صراخنا وعيطنا على موت أبى...ولا احد فينا مستوعب ما يدور داخل المنزل...الا عبير اختى التى كانت تعيط بشده وحسره.
وبعد فتره خرجوا من البيت ومعهم امى تبكى بحرقه ..وعند خروجهم نظر أحدهم إلى عبير قائلا..حلوه البت دى شكل امها...ثم دفعها إلى داخل المنزل...وجرت امى نحوهم محاوله منعهم من الانفراد باختى عبير ولكن من كان ممسكا بالمسدس خبط امى على رأسها...فسالت الدماء من دماغها بغزاره...فاندفعنا نحو امى انا واخواتي لنضمأن عليها
حاوطتنا امى بذراعها تضمنا.
مر الوقت وخرجوا ومعهم عبير رجليها يسيل منها دم ...ومشوا
وجرت امى نحو عبير تحضتنها ثم أدخلتها امى للاغتسال من أثر الدم السائل على قدميها.
ثم دفنت امى أبى واحنا مش فاهمين ماذا حدث ولما حدث كل هذا لنا.
سهام ...متأثره بما سمعت مبلغتوش الشرطه عن موت ابوكى.
امى..رفضت لأن من قتلوه بلطجيه وتخاف أن يقتلوا أحد منا رد على إبلاغنا بقتل أبى.
سهام..وعرفتى كل ده حصل ليه.
امل...بعد اللى حصل ده بدأت امى تتعب وصحتها تتأخر فجمعتنا كلنا وقالت لنا..هريحكم واقولكم انى سبب نكبتكم دى.
الام...انا كنت راقصه وكنت حلم لكل راجل فى القريه..لكن ستات القريه اجتمعوا وقرروا يطردونى من البلد 
وكبار البلد وافقوا وبالفعل طردونى
لكن ابوكم وقف فى وشهم وطلب يتجوزنى ويخرج بيه بره البلد.
وانا وافقت لانى حسيت أنه بيحبنى لنفسى مش لجسمى.
وفعلا اتجوزنا وأجر البيت ده وقعدنا فيه...واشتغل فى تقطيع الخشب وبيعه لاهل البلد والبلاد اللى حوالينا ومشيت احوالنا واحنا كافين خيرنا شرنا...والحب مالى بيتنا...ونسيت شغلتى وقرفها...لكن البلد ورجالتها منسوش نجلاء الراقصه وجمالها.
احنا نظبط حالنا ونمشى من البلد دى نروح مكان محدش يعرفنا فيه
واحنا كمان ننسى اللى حصل...ومنجبش سيرته لحد فهمنى بقول ايه.
أعلنا كلنا فهمنا حتى لو مش مستوعبين ما تقولوه امى.
وأشتد المرض على امى وابتدت تسوء حالتها.الى أن ماتت امى حزنا على حالنا وقلة حيلتها لما جرى لنا .انهمرت دموع امال بغزاره كان ما حدث حدث الان.
واتحركت سهام إليها تهون عليها بضم ايديها على يدها.
سهام...أهدى يا امال 
امال...تخيلى انى معيطش على ابويا وامى لحد دلوقت.
ثم صبت ميه من الزجاجه فى الكوبيه...وشربت  ثم عادت للحديث
جمعتنا عبير اختى وتحدثت الينا
عبير..احنا هنقعد هنا شويه وبعدها ننزل القاهره...مش هينفع نقعد هنا تانى...بس انا هشتغل فى الفيوم وارجعلكم قبل المغرب لازملنا فلوس علشان نعرف نعيش...وزى ما امكم قالت مش لازم حد يعرف حكايتنا ولا يعرف عننا اى حاجه.
ووافق الجميع مع عدم فهمنا للوضع عموما.
وفى أحد الأيام سألت عبير...انتى بتشتغلى ايه فى الفيوم.
عبير...فى تردد وحيره مصنع ملابس
ولكنى أحسست بعدم صدقها.
ومرت الايام إلى أن أعلنت عبير سفرنا الى القاهره.

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-