رواية مصاص الدماء الفصل الثالث بقلم غزلان
"مصاص الدماء"
البارت الثالث
إستمرَّت في إسنَاد نفسهَا على الأشجار و السير ببطء حتى وصلت للكُوخ الذي بدأ يظهر من نَوافذهِ ضَوءٌ خافِت كما لو أن أحداً يُشعِل الشموعَ دَاخِله
إستجمَعت كل ما تبقى لديهَا و طَرقت بَابه بقوة ثم هَوى جسدهاَ على الارضِ فاقدة لوعيهاَ
لكن وقبل أن يُفتح باب الكُوخ أساساً
قد ظهرَ الرجلُ صَاحبُ الأعينِ القرمزيَّة الحادة بسرعة البرق حاملاً جسد الفتاةِ الضعِيف بين يداه و مختفياً في الظلام الدَّامس
فُتح باب الكوخ من قِبَلِ رجلٍ عجوز مستغرباً و قلقاً حينما لم يجد أحداً فِي الخارِح
قد ظنَّه حفِيده الذي خرج قبل فترة لجمعِ بعضِ الحطب
لكن حفيده للتو ظهرَ وهو يخرج من بينِ الأشجارِ الكثيفة
ويحملُ بين يداه حزمَة حطبٍ
"جدي؟ ما الامر ؟ "
"أحدهُم طرق الباب.. ظَننته أنت "
"تتخيَّلُ بالتأكيد، الجو بارد لِتدخل"
"معك حق"
دخل العجوز للكوخ وهو يمسُدُ مؤخرة رأسهِ بإستغراب مما حدث
بينما حفيده الشاب وقف أمام الباب ثم إستدار نحو الاشجار التي بدأت تتحرك ببطء بفعل الرياح الخفيفة
و القمر الذي كَان ساطعاً وسط السماء المظلمة و الغائمة
" يبدو أنه قد عثر على ضحية جديدة"
تمتم بصوت خافت قبل دخوله للكوخ و إغلاقه للباب
...
إستيقظت إميليا على صوت رياح قوية كما لو أنها عاصفة
إنتفضت بسرعة تحاول إستيعاب ما حدث وأين هي، ظلت تنظر يميناً و شِمالاً
المكان أشبه بغرفة قديمة الطراز
الجدران مطلية باللون الرمادي الباهت
كذلكَ تلكَ الأرضية الخشبية الصلبة
شموع موزعة على الجدران لِتنير الغرفة المظلمة
سرير فردي يتوسط الغرفة ذو أفرشة سوداء حريرية
ومن ثم النافذة الكبيرة المطلة على الغابة من فوق تلٍ مرتفع و مفتوحة على وسعها
ستائرهاَ ترفرف بقوة إثرَ الرياح القوية
ذلك الجسد المظلم الجالس على شرفة النافذة،
قدم متدلية للخارج و أخرى يسند ذراعه عليها بينما يتأمل السماء
إلتفتَ نحوها ببطء حالما شعر بإستيقاظها و عيناه الحمراء بدأت بالبروزِ في الظلام الدامس خارجاً
إبتسم ! إبتسامة جانبية علت وجهه الشاحب.