رواية موقف سيارات الفصل الثالث الثلاثون33 بقلم حسام يونس

 


رواية موقف سيارات الفصل الثالث الثلاثون بقلم حسام يونس


تانى يوم حضرت سهام إلى المشفى ووقفت عند الاستقبال
سهام...صباح الخير يا فاتن
فاتن...صباح الخير يا دكتور
سهام..ضيفتنا عامله ايه
فاتن...فطرت وشربت الشاى وقاعده فى الجنينه منتظره حضرتك.
سهام...ياريت تجيبيها المكتب عندى 
وتتحرك سهام إلى مكتبها
وبعد فتره سمعت طرق على الباب
سهام...ادخلى يا فاتن
دخلت فاتن ومعها فوزيه
وانصرفت فاتن وخرجت من الغرفه
سهام...اتمنى تكونى نمتى كويس
فوزيه ..للاسف الكابوس قلق منامى الليله
سهام...معلش يمكن علشان اتكلمتى فى الموضوع امبارح.
فوزيه...تقريبا اه
سهام...كملى حكايتك بقى
فوزيه...الحكايه من الاول
الحكايه ابتدت من حوالى اربعين سنه
.فى الوقت ده واحد صاحب ابويا جابلى شغل خاص عند واحده ست عندها ابن كان متأخر نمو عقله وبيبقى محتاج رعايه خاصه..وشغلى هيبقى عباره عن زياره للبيت ده لمده ساعتين بعد شغل المستشفى ...وعرفنى أن راتبى للشغلانه دى هيبقى منه هو شخصيا.
وبالفعل وافقت خصوصا انها فرصه انى ازود دخلى وقتها.
وواظبت على زيارة الست دى وابنها
وعرفت مع الوقت ان الست دى مريضه سرطان...وان أيامها فى الدنيا معدوده
وكل مشكلة الست دى أن لو ماتت ابنها مين هيرعيه .ومن تعاطفى معها ومع الولد بقيت معاهم معظم الوقت علشان اراعى الولد وراعيها فى تعبها
والولد رغم الاعاقه اللى كانت عنده كان  موهوب فى الرسم..وديع جدا فى التعامل وكأنه طفل صغير 
وكل ده خلانى أتعاطف مع وضعهم جدا
وياما بكيت بالدموع على وضع الام وتعلقها بأبنها...وخصوصا مع زيارات ابو الولد ليهم اكتشفت أنه إنسان غليظ القلب ومفيش عنده موده للولد ودائما يقول نوديه مستشفى حكوميه 
وعمرى ما انسى الحوار اللى دار بنا
سهام...حصل ايه.
فوزيه للام.....هو أبوه ليه مفيش فى قلبه ذرة حنيه اتجاه الولد
الام...أبوه عاوز يدخله مستشفى الامراض العقليه...حاولت معاه كتير ..وكل مره يقول المستشفى اولى بيه.
فوزيه ...ليكم رب 
الام...كل ام تتمنى تفرح بابنها وتشوف ولاده وتتمنى كمان تموت قبل ولادها علشان حرقه قلبها ...وانا بتمنى ربنا يرحمه وياخده عنده قبل ما اموت علشان ميتبهدلش
فوزيه ...للاسف حسبه صعبه اوووى
الام...مش عارفه اعمل ايه 
فوزيه...ربنا ارحم منه مفيش...ربنا يطول فى عمرك علشان الغلبان ده..بس لازم تحاولى تانى مع أبوه...وياما شفتها بتبكى على حال ابنها قلق وخوف لو ماتت وأبوه وداه مستشفى الامراض العقليه
وانشغلت بالأمر ده ونفسيتى اتأثرت اوووى وكنت بدعى ربنا يطول فى عمر الام اكبر فتره ممكنه.
وفى يوم الام تعبت تعب شديد وحالتها كانت صعبه اوووى والكل قال صعب تقوم المره دى من تعبها...وكنت عندها فى المستشفى فى يوم ومعايا ابنها
ونسينا وجوده وسطنا...وتحدثت الام عن مرضها وصعوبه أن تشفى منه وحتى إن تنجو من الموت شئ صعب للغايه
وللاسف سمع الولد وعندها جن جنونه وأخذ يصرخ رافض موت امه
وانتابته حاله هستيريه بكاء وصراخ 
بصوت عالى وبالعافيه أخذته من الغرفه ورجعت به البيت وفى تلك الفتره كنت انام معه فى البيت وأمه فى المستشفى
كنت متعاطفه مع الام والولد بشكل كبير اوووى ورحت ابحث عن حل لتلك الحاله
وهدانى شيطانى إلى التخلص من الولد 
بحيله شيطانيه بأنى اخليه يشرب من زجاجه الدواء الخاص بتهدئه حالته عندما يثور هدوء إلى حد النوم
بان اجعله يشرب جرعه زائده من ذلك الدواء ...فهو يأخذ خمس نقط منه فقط ولو الجرعه زياده سوف يبان الأمر على أنه انتحار...وعقدت العزم على التنفيذ فى فى ليله مشؤمه .
وبالفعل اقنعته بأن يشرب من تلك الزجاجه حتى يشفى ويقدر على أن يتابع امه فى تعبها وان شفاءه يساعد على شفاء امه...وبالفعل قبل خروجى فى الصباح للذهب للمستشفى خليته يشرب من الزجاجه جرعه كبيره
وانا أعتصر المأ عليه
ومع كل شويه من الازازه تنهمر دموعى
الى أن راح فى نوم عميق
وتركته ومشيت إلى عملى فى المستشفى
على أن أعود له قرب العصر.
وقضيت وقت العمل كله فى توتر وخوف مما فعلته مع الولد فى الصباح .
ومن توترى وقعت من يدى زجاجه...انكسرت على الأرض وجرحت قدمى بجرح بسيط.
وعدت قبل العصر إلى البيت ..وجدت الولد فارق الحياه.
واتصلت من عند البقال اللى تحت البيت بالاسعاف.
وحضرت الإسعاف وعاينت الجثه وابلغوا الشرطه لكى يتأكدوا أنها حاله انتحار كما ابلغتهم.
وحضرت الشرطه وشرحت لهم الحاله كلها وحالة والدته...وأخذوا بصماتى ليتاكدوا أنه من قام بشرب الدواء وليس انا...كل هذه الإجراءات وانا فى قمة التوتر ...وتماسكت أمامهم حتى تمت المعاينة وأخذوا الجثه إلى المشرحه
وحضر أبوه وكان هادئ بشكل يحرق الدم كأنه مصدق أنه خلص من همه وأخذوا اقوله وايد فكرة انتحاره ومشى بعد ما الظابط قله بعد بكره ممكن تيجى المشرحه تستلموه علشان الدفن.
ذهبت إلى أمه بعد ما الشرطه مشيت
وجدتها قد عرفت بأمر ابنها 
وكانت تبكى بحرقه ...وتقول هجيلك يابنى مش هطول فى الدنيا من غيرك
اخذت أهدى فيها 
فوزيه...أهدى بالله عليكى ...مش انتى كنتى عاوزه كده
الام...ايوه بس الضنا غالى ...وعمرى ما تخيلت أنه يعمل كده فى نفسه
فوزيه...وحدى الله وادعيله
الام...بس ازاى جت الفكره دى فى باله بس...عقله ميستوعبش يعمل كده فى نفسه.
فوزيه...تلاقيه شافها فى فيلم ولا حاجه
منتى عارفه كان بيقعد يتفرج على الافلام وبيسال على كل حاجه بيشوفها
الام...هو سالك ولا ايه.
فوزيه...ايوه امبارح بس قلتله ده تمثيل والانتحار كفر ...بصلى وسكت وكمل فرجه.
الام...ربنا ارحم مننا عليه
وتوفيت الأم بعد حوالى شهر من وفاة ابنها...وانقطع عملى ودخلى الذى كنت اتقاضاه من صديق والدى ولكنه سعى لى فى عمل اخر لدى الدكتور أحمد صدقى بعد وفاة الام ابتدى الكابوس ده يلازمنى 
وينغص عليه حياتى .
سهام...ممكن اسالك سؤال وتجوبينى بصراحه.
فوزيه...تحت امرك يا دكتوره
سهام...انتى سألتى محامى ولا حد وعرفتى أن بعد المده الكبيره دى الحكم يسقط من عليكى
فوزيه...بدموع وأنين ...ايوه سالت بس والله ما ده سبب أن اجى لحضرتك
سهام...مكنش ينفع تحت اى وضع تنهى حياة إنسان علاجه ميؤس منه خصوصا وانتى ممرضه .
فوزيه...والله الموضوع ضغطنى بتعاطفى مع الام...مش قسوه منى على قد منا كنت منعاطفه معاهم الاتنين
سهام...فاهمه دوافعك يا فوزيه...عموما هكتبلك على دوا يساعدك على على النوم ويزيل التوتر والقلق اللى جواكى...واستغفرى ربنا يغفر لك
فوزيه....عارفه انا خفت اتجوز لحسن اتعاقب فى ابنى.
سهام...ربنا اعلم بنوايكى وقتها واكيد كان هيفغرلك ذنبك ده
فوزيه...ذنبى بتعاقب عليه من اربعين سنه بالكابوس ده.
سهام...أعطتها روشته بالعلاج ...واخرجت مبلغ من المال كبير  واعطتها إياه
وتكلمت فى التليفون الداخلى 
سهام...فاتن خلى السواق يوصل الست فوزيه لموقف السوبر جيت علشان ترجع السويس

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-