رواية مصاص دماء الفصل الثانى والعشرون بقلم غزلان
الجو كان هادئ للغاية
لايسمع في تلك الغرفة المظلمة سوى صوت الأمطار القوية خارجاً
وصوت الرعد القوي كل حين
كانت الصغيرة لاتزال على وضعيتها
واقفة على أقدام الغرابي الذي يحشر وجهه داخل رقبتها الناعمة
لا تشعر بشيء سوى بذراعه التي تثبت خصرها و بأنفاسه الهادئة ضد بشرة رقبتها
كانت تشعر بسكون و راحة نفسية كبيرة و كالعادة كانت فاقدة لكل قوى جسدها
أغمضت عيناها تتمتع برائحة عطره الهادئة
رفعت ذراعيها الرقيقة لتحيط بها رقبته ثم تتحدث بصوتٍ هادئ
"هل حقاً تبلغ من العمر الخامس و الثلاثون ؟"
"همم"
سمعت همهمته الهادئة دلالة على إجابته بنعم
"عجوز، قريباً سيشيب شعرك"
لا تعلم من أين تأتي لها تلك الجرأة لتحادثه هكذاَ
هي الآن بين ذراعي ملك مملكة مصاصي الدماء و أخطر شخصٍ قد تقابله في حياته
الشخص الذي يمزق ضحاياه إرباً إرباً بمجرد وقوعهم بين يداه
عجباً لها ولقلبها الذي لايشعر بأي خوف !
رفع الغرابي رأسه من على رقبتها وهو ينظر نحو وجهها الذي يغطيه قناع البشرة الأسود
كانت إبتسامة لعوبة تزين ملامحه الجامدة
نطق كلماته ببطء وصوتٍ عميقٍ ما جعل الأخرى تخجل أكثر
"أراهن أني سأكون وسيماً رغم ذلك "
لقد كانت إميليا متفاجئة و خجولة بنفس الوقت
فهي الآن ترى جانباً من جيون لم يره أحد قبلها !
جانبه اللعوب و المحب للعبث !
شتت نظرها في الأرجاء بخجل متجنة النظر لعيناه التي تحدق نحوها
"لاتكن واثقاً"
وسعت عيناها حينما شعرت بيد جيون تفلت جسدها لتهوي للخلف ولكن قبل أن تلامس الأرض قد أمسكها مجددا
هو يعبث بها الآن أم ماذا !!
نظرت نحوه بعيونها المتوسعة
كانت تلك الإبتسامة لا تزال على وجهه بينما يرفع حاجباً
كانت ملامحه تبدو وسيمة للغاية
هذا ما فكرت فيه إميليا لحظتها
رفعت كفها لتضرب كتفه لكنها تراجعت بسرعة حينما تذكرت إصابته
"ياا، هل تحاول اللعب بي !!؟"
كانت تتحرك بعشوائية محاولة الإفلات منه لكنه لم يتزعزع من مكانه حتى !
سرعان ما هدأت مكانها حينما أدركت أنه لا فائدة من محاولاتها
و إكتفت بتأمل ملامحه عن ذاك القرب الكبير
للتو لاحظت تلك الخانة الصغيرة أسفل شفتيه الرقيقة
لقد جذبت تركيزها كلياً
أبعدت عيناها بخجل أكبر حينما وعت على نفسها و بأنها ظلت تتأمل شفتيه لفترة طويلة
أما هو فكان هادئاً فقط
أبعدت ذراعيه من حولها هذه المرة بخفة وإبتعدت تركض خارجاً نحو غرفتها
فهي تشعر بكونها ستذوب من الخجل
لايمكنها تحمل منظر ملامحه الوسيمة و عضلات صدره
أما الغرابي فإبتسم بجانبية ثم تقدم يلتقط كأس مشروبه ليرتشف منه ببطء و أنظاره نحو شرفته
_ اليوم الموالي..
الساعة التاسعة صباحاً
كانت إميليا قد إستيقظت قبل فترة بالفعل و إستحمت
إرتدت فستاناً على ذوق ما ترتديه فتيات القصر
فهي كانت معتادة على إرتداء ثياب عصرية فقط
لذا قررت تجربة فساتين هذه المملكة
إرتدت أفضل فستان في خزانة غرفتها
كان فستان أبيض مزين بالجواهر، لم يكن طويلا ولا قصيراً
لقد نال إعجابها للغاية، شعرت بنفسها كما لو أنها أميرة قصة خيالية كخاصة الجنيات الجميلات
أبقت على شعرها الطويل و القاتم منسدلاً ومن ثم وضعت حمرة خفيفة على شفتاها الممتلئة
إرتدت حذاء ملكي ذو كعبٍ متوسط ثم خرجت نحو صالة الطعام
بلا شك سيكون الجميع على المائدة يتناولون فطورهم
نزلت بخطوات بطيئة ثم دخلت للصالة
كان الجميع ينتظرها ومن بينهم الغرابي الذي وجه نظراته نحوها حالما وطئت قدمها الصالة
شعرت ببعض التوتر بسبب نظرات الجميع نحوها، خاصة الغرابي
لا أحد ملام، فقد كانت تبدو فاتنة الجمال
لم يتوقع أحد أنها ستبدو بذلك الرقة و الحسن بفساتين مملكتهم
أنزلت رأسها بحياءٍ شديد نحو الأرض ثم أسرعت نحو مقعدها لتجلس قرب زوراَ التي إنهالت عليها بالمديح حول مظهرها
بدأ الجميع بتناول طعامهم حالما باشر الغرابي بذلك
وهي الأخرى بدأت بتناول طعامها ببطء، فهي تشعر جيداً بتلك النظرات الحادة نحوها
أنهت أطباقها سريعاً ثم إعتذرت وهي تسير مسرعة نحو حديقة جيون
شعرت بالإحتناق من تلك النظرات
دخلت باب الحديقة وهي تمدد ذراعيها بنعاس، فقد نامت في وقت متأخر جداً الليلة الماضية
لمحت أليس التي ترتدي زي الخادمات و هي تقوم بسقي الأزهار الحمراء
تقدمت إميليا نحوها وهي مبتسمة وبمجرد ما إنتبهت أليس لمظهرها حتى أطلقت صفيراً بإعجاب
"وااه يا فتات من أين لكِ بهاذا الجمال؟"
لطالما كانت أليس تلك الفتات الصريحة و اللطيفة
رغم أعمالها الشاقة في القصر كخادمة لكنها لم تشتكِ يوماً من ذلك
إبتسمت إميليا وهي توجه صفعة خفيفة نحو كتف أليس
"توقفي ليس وقتكِ أنتِ أيضاً"
"لماذا؟ هل تلقيتِ الغزل من الملك جيون ؟؟"
سألت أليس بلهفة نحو إميليا الخجولة
"لالالا، لكن مساعديه قد فعلوا"
"متوقع، فهو ليس من النوع الرومانسي"
"حقا؟"
"أجل، الملك جيون من النوع الذي لا يتحدث كثيراً، إنما أفعاله من تتحدث، لا يحب الثرثرة"
إبتسمت إميليا بوسع فهي يوماً على يوم تعجبُ بشخصية جيون أكثر فأكثر
"يا إلهي جونغكوكي ذاك قوي الشخصية أيضاً !"
"إميليا!!"
"ماذا؟"
"خلفك!"
كانت أليس تتحدث بصوتٍ خافت جداً وهي تصوب نظرها نحو الزهور بتوتر
أما إميليا فهي مستغربة
"ماذا خلفي؟، هل ستقولين لي أن جونغكوكي خلفي الآن ؟ يااه مزاحك قديم للغاية !"
"هو كذلك!"
كانت تعتقد إميليا أن أليس تمازحها فقط
لكنها حينما أدارت وجهها لخلفها ببطء وجدت الغرابي بثيابه السوداء كما هو معتاد يقف خلفها مباشرة
وسعت عيناها بصدمة كبيرة !
هل سمعها وهي تناديه بجونغكوكي !!!
"اا..او..اوه مرحبا سيد جيون"
إنحنت تلقي التحية على الغرابي الواقف بشموخ أمامها
بينما أليس إنحنت ثم هربت مسرعة لتترك إميليا رفقة الملك بمفردها
إميليا الآن تلعن أليس بكل الشتائم التي تمتلكها
بدأ الغرابي بالتقدم نحوها ببطء وهي ترجع للخلف بتوتر شديد، قابل ظهرها الحائط الحجري خلفها بينما جيون لايزال يقترب منها حتى أصبحت محاصرة
مد ذراعيه يستند بهما ضد الجدار على جانبي رأس تلك الصغيرة
ثم نطق بصوته الخافت و الهادئ
"جونغكوكي ؟"
لاتنكر أنها شعرت ببعض الخوف
فعيناه كانت تشعر باللون الأحمر القاتم