رواية مصاص دماء الفصل العشرون20بقلم غزلان

 


رواية مصاص دماء الفصل العشرون بقلم غزلان



كانت الخادمات تحيط ذاك الغرابي وهن يحاولن إيقاف نزيف كتفه 

ملامحه كانت جامدة بالرغم من الجرح العميق و الخطير على كتفه 

أي قوة تحَمل تمتلك جيون ؟!

رفع يده بهدوء لتتوقف الخادمات عن الإحاطة به ثم يبتعدن جانباً و ينحنون له بإحترام 

تقدم بخطواته الرزينة نحو تلك الصغيرة التي تقف مصدومة أمام الباب الرئيسي للقصر وهي تنظر له كما يفعل هو الآخر 

توقف أمامها مباشرة يحدق في ملامح وجهها الناعسة بهدوء 

ثم إنحنى ببطء يحشر وجهه على كتفها بينما يضع كف يده الكبيرة فوق خاصتها المستندة على الباب 

وكل ذلك حدث أمام أنظار الجميع! 

أنظار مساعديه و الخدم وحتى الجنود !

الجميع كان في حالة صدمة، لم يسبق للملك جيون أن إقترب من أي أنثى بهاذا الشكل 

تلوثت ثياب إميليا البيضاء الخاصة بالنوم بقطرات من دماء جيون لكنها لم تمانع فهي كانت خارج هذا العالم بسبب صدمتها الشديدة من فعلته 

"الأرضية باردة، لا تخرجي من غرفتك مجدداً وأنتِ حافية القدمية" 

همس بصوته الثقيل أمام أذنها قبل أن يرفع كفه و يبعثر خصلات شعرها المنسدلة ثم يبتعد عنها منصرفاً لداخل القصر حيث حجرته 

جميع الأنظار متوجهة نحوها 

نحو تلك الصغيرة التي لاتزال متجمدة في مكانها 

هل ما سمعته منه حقيقي ؟ هو قلق عليها أم هي تتوهم فقط !

تحركت بعد فترة ببطء نحو غرفتها، عليها تغيير ثيابها الملوثة بدماء جيون 

دخلت لغرفتها سريعاً متهربة من نظرات الآخرين لها 

حالما أصبحت داخل غرفتها حتى بدأت بالمشي ذهاباً و إياباً بعدم تصديق 

كانت تقضم أظافرها تارة و تارة أخرى تشد شعرها القاتم بين أصابعها الرقيقة 

هي على وشك الصراخ من شدة المشاعر التي تشعر بها الآن 

نفضت أفكارها و عقلها ثم توجهت نحو حمامها لتستحم فهي لا تحتمل رؤية منظر الدماء على ثيابها 

أخذت حماماً دام لنصف ساعة كاملة 

ثم إرتدت تنورة بيضاء قصيرة بعض الشيء حيث لا تتجاوز ركبتاها 

و إرتدت قميص جيون الأسود المملوء برائحته 

كان واسعا و كبيراً للغاية عليها ما جعلها تبدو لطيفة المظهر

أبقت على شعرها منسدلاً بعدما جففته بالمنشفة ثم سرحته 

خرجت من غرفتها أخيراً و قررت المرور هلى جناح جيون لتتفقد أحوال جرحه 

هي لا تعلم لمَ أصبحت تهتم لأمره بهذا الشكل فجأة بعدما كانت تخشاه بالكامل 

طرقت بخفة على غرفة جناحه لتسمع صوت إمرأة ما تسمح لها بالدخول 

مهلاً! كان صوت الشقراء هيمي البغيضة 

ما الذي تفعله مع الملك !

فتحت الباب بسرعة و ملامحها غاضبة 

لكنها سرعان ما لانت حينما رأت جيون يقف قرب شرفته و أشعة الشمس تنعكس على وجهه الشاحب

كان يرتدي بنطال فضفاض حريري و حذاء منزلي 

صدره كان عارياً و ضمادة بيضاء ملتفة حول كتفه 

كان يحمل بين يداه كوب شرابه اليومي الأحمر لكنها لم تشعر بأي قرفٍ أو غفيان هذه المرة 

حولت نظرها حول تلك الشقراء التي تجلس على أحدٍ الكراسي و تحمل الكثير من الوثائق الورقية 

نظرت هيمي لإميليا بحقد حالما رأت أنها الطارقة 

بادلتها إميليا ذات النظرات لكنها سرعان ما أبعدت عيناها عنها و تقدمت ببطء و توتر نحو الغرابي الذي كان يرتشف من مشروبه و أنظاره مصوبة نحوها 

تقدمت أكثر لتقف أمامه على بعد مسافة و هي تدعك كفاها ببعضها بتوتر 

كانت تنظر لكل شيء في الغرفة سوى وجهه 

أما الغرابي فقد أخذ وقته في تأمل ملامحها ثم أنزل عيناه يتفقد قميصه الذي كانت ترتديه 

إبتسامة راضية إعتلت وجهه الجامد 

كم كانت تبدو جميلة بقميصه في نظره 

شعرت إميليا بنظراته بالفعل و إحمرت خجلاً حينما أدركت أنها نست بكونها ترتدي قميصه 

قاطعت الشقراء لحظتهما وهي تتقدم لتقف قرب الملك ومن ثم تمد له بعض الوثائق وأنظارها تحدق بالصغيرة بعصبية 

يبدو أنها تغار على ملكها والذي لا يعيرها إهتماماً المسكينة !

لم يزحزح جيون عيناه عن إميليا ما جعل الشقراء تشعر بحقد أكبر إتجاه إميليا المبتسمة 

"يالكِ من متطفلة و مفسدة للحظات الرومانسية !" 

تحدثت إميليا بصوتٍ شبه طفولي نحو الشقراء المصدومة 

كانت كلمات إميليا ثابتة و منزعجة أمام الغرابي الساكن 

هي لم تشعر بالخجل من إظهار مشاعرها المنزعجة أمامه 

حسنا إميليا من النوع الصريح و الجريء بعض الشيء 

مافي قلبها على لسانها 

تأففت ثم ألقت نظرة أخيرة على الغرابي و غادرت الغرفة وهي تبتسم مع نفسها مثل المجنونة 

أما الشقراء هِيمي فهي مصدومة مكانها، لقد وضعتها إميليا في موقف محرج للغاية أمام الملك 

أنزلت رأسها بحرج ثم إنحنت للغرابي و غادرت جناحه وحقدها قد تضاعف لتلك الصغيرة 

...

مساءاً كان الجميع خارج القصر حيث المساحات الخضراء يقيمون إحتفالاً كبيراً بنصر ملكهم مثل كل مرة سابقة 

ضحكات هنا و هناك و أحاديث جماعية و فردية 

بينما تلك الطفلة لا تزال بثيابها الخاصة بصباحاً 

جميع من في القصر و المملكة من إناث و رجال يرتدون ثياباً رسمية، و خصوصاً الفتيات اللواتي لا يرتدين شيئاً سوى الفساتين 

عكس إميليا التي ترتدي قميص جيون و التنورة الصغيرة 

وقد كانت الوحيدة المحشورة بين طاولات الأكل تلتقط الأطعمة البشرية المختلفة و تملئ معدتها بقدر ما تستطيع 

كان أكبر همٍ لها في هذه الحفلة هو ملئ معدتها

وكانت تحركاتها جميعها تحت أنظار الغرابي كما هو معتاد 

والذي كان يرتدي ثياباً مريحة و غير رسمية بسبب جرح كتفه 

كان يجلس على كنبة سوداء فاخرة مخصصة له فوق العشب و الرياح تداعب خصلات شعره الغرابية 

خده كان مستند على كفه و عيناه لا تفارق كيان الصغيرة ولو للحظة 

..

بعد فترة طويلة كانت تسير إميليا وهي تربت على معدتها الممتلئة وهي تبتسم 

قد أكلت كثيراً جداً وهي الآن تتمشى قليلا في الأرجاء بعيداً عن ضوضاء الحفل الصاخب بعض الشيء 

فهي ليست من النوع الذي يحب الحفلات 

كانت السماء المظلمة صافية و القمر يتوسطها بشعاعه المنير 

كان الجو هادئاً للغاية و ساكناً 

إلتفتت برأسها سريعاً حينما سمعت صوت الأغصان وهي تتكسر بمكان قريب منها 

كانت هناك بقعة مظلمة قرب أحد الأشجار و يظهر بوضوح من وسطها أعين حمراء تحدق بها 

كانت عيون غريبة وغير مألوفة بالنسبة لها !

شعرت بالخطر لذا حاولت الركض و العودة للقصر لكنها وجدت أمامها رجلٌ آخر بعيونه الحمراء 

لقد حاصرها رجلان من مصاصي الدماء و ملامحهما مخيفة للغاية 

هم على وشكِ إلتهامها 

قلبها يطرق برعب شديد للغاية! كانت تظن أنها بأمان هنا في المملكة !

وبعيداً عن المكان بقليل تطلّ تلك الشقراء على إميليا وعيناها تشع بالسعادة و النصر 

هي من كلفت الرجلان بقتلها حتى تتخلص منها فلم تعد تطيق وجودها 

حاولت إميليا الفرار بأي شكل وهي ترتجف بخوف شديد لكن من دون فائدة 

حاولت الصراخ لكنها تشعر بأن صوتها مسلوب، تلك إحدى قوى مصاصي الدماء !

رفع أحد الرجلان كفه ليقوم بلمس إميليا 

لكنه وحتى قبل أن يلمس جلده بشرتها قد قُطعت يده و فُصل رأسه عن جسده بسرعة خاطفة !!

لم تتحمل إميليا المنظر و سقطت على الأرض بينما تنظر لتلك الهيئة المظلمة و العيون الحمراء الحادة خلف الرجل الثاني و الذي كان مرعوباً من طريقة موت صديقه 

سرعان ما وقع هو الآخر فاقداً لحياته بطريقة مشابهة لصديقه 

كانت تكتفي بالنظر نحو هيئة ضخم البنية بإرتجاف 

هي تعلم من هو جيداً !

جيون !

تقدم نحوها وقد عادت هيأته لطبيعتها البشرية وملامحه جامدة 

بشرة وجهه قد تلوثت ببعض قطرات دماء الرجلان 

إنحنى نحوها ماداً كفه نحوها 

وهي بدورها وضعت كف يدها الرقيقة داخل خاصته الكبيرة ليقوم برفعها حتى تستقيم بخفة 

"أي أحدٍ يحاول لمسكِ تُقطع يده"

نطق الغرابي كلماته بصوته الثقيل وهي ينظر لعيناها التي قد زال منها الخوف بالفعل 

ثم نقل نظره ببطء نحو تلك الشجرة البعيدة التي تقع بقربها جثة الشقراء و الممزقة لأشلاء 

فقد قام بمنحها ما تستحقه 

_لاشيء يخفى عنه ...
تعليقات



×