رواية مصاص دماء الفصل الثامن عشر بقلم غزلان
كانت تجلس في غرفتها قرب الشرفة كما إعتادت أن تفعل
بينما تأكل ببطء غدائها المكون من قطع لحمٍ خفيفة و سلطة الطماطم التي تحبها و قطعة كعك الشوكولاتة كتحلية بسيطة
هي منذ الصباح لم تنزل لتتناول الطعام رفقة الجميع على المائدة
إكتفت الخادمات بإيصال وجبات خفيفة من أجلها لغرفتها حسب رغبتها
فمعدتها متقرحة للغاية من إستفراغها القوي صباحاً
هي تعاني من قرفٍ شديد من الروائح السيئة و الدماء الملوثة عامة
لا تستطيع النزول للأسفل لأنها بالتأكيد ستستفرغ مجدداً ما إن تقع عيناها على تلك الأطباق الخاصة بمصاصي الدماء
لم تكن تتقرف منها سابقاً كونها لم تكن تعلم مما هي مصنوعة
لكن الآن ! سيجن جنونها من شدة قرفها حالما تذكرت بكونها تذوقت ذلك الطعام المقزز في أحد المرات السابقة بالخطأ
كانت ممددة على سريرها بينما ترفع قدماها للأعلى على مسند ظهر السرير
و طبق كعك الشوكولاتة موضوع على معدتها و يدها الرقيقة تحمل شوكة الأكل و تتناول قطعاً من الكعك كل حين
عيناها كانت مصوبة نحو كتابها و أحيانا نحو الجو الممطر كالعادة خارجاً
إستقامت فجأة وهي تبعد الطبق و الكتاب جانباً وهي تمدد جسدها المتشنج بفعل إستلقائها طوال النهار
راودتها فكرة ! لمَ لا تنزل لحديقة القصر لتنعم ببعض الهواء الطلق و رائحة التربة المبللة بفعل الأمطار
حديقة القصر دوماً مفتوحة ولا تعتقد أنه محظور عليها الخروج لها
إبتسمت بحماس للفكرة و إتجهت سريعاً لتغير ثيابها لأخرى أكثر دفء حتى لا تمرض
إرتدت بلوزة رمادية مع تنورة قطنية تصل لركبتاهاَ و جوارب طويلة للغاية تتجاوز فخذاها مع حذاء أسود
رفعت شعرها لتجمعه على شكل كعكة صغيرة
خرجت وهي تركض بحماس شديد، تناست ألم بطنها بالفعل
نزلت الدرج ثم ركضت خلال تلك الممرات الطويلة حتى وصلت لذلك الباب الكبير و المفتوح نسبياً، كان لونه أبيضاً و مزيناً ببعض النباتات الصغيرة الملتحفة حوله
لم تكن تعلم بوجود هذه الحديقة لو لم تدلها أليس عنها حينما كانت ذاهبة لها من أجل سقي الزهور
دفعت الباب بخفة لينفتح أكثر و تظهر من خلفه حديقة واسعة و كبيرة للغاية مزينة بكثير من أنواع الزهور و النباتات و الأشجار الجميلة
هي فتنت بالمنظر فكانت تبدو مثل الغابات الخيالية في الأفلام
بل و أشد جمالاً
وما زاد المنظر أكثر فتناً هي تلك الأمطار التي خفت حدتها و أصبحت مجرد قطرات خفيفة تصطدم بالنبات و الزهور الكبيرة و المتنوعة
نافورة ذهبية بنقوش خضراء تتدفق منها مياه شديدة الصفاء و التي تقع وسط الحديقة
مظلة زجاجية كبيرة مزينة بالنباتات الكثيرة والتي يقع أسفلها أريكتان باللون الأحمر الباهت و طاولة خشبية صغيرة
كان كل شيء فاتن الجمال لدرجة أنها لا تصدق ما تراه و تشك بكونه غير حقيقي
إبتسمت بسعادة كبيرة وهي تركض بأرجاء الحديقة أسفل المطر الخفيف وهي تفرد ذراعيها عالياً
تشعر بسلام داخلي كبير للغاية و سعادة لا توصف
ظلت على تلك الحالة، تارة تركض بسرور في أرجاء الحديقة الواسعة و تارة أخرى تشتم رائحة الزهور الجميلة
كانت ضحكاتها تتعالى في أرجاء الحديقة الخالية و الهادئة
إبتلت ملابسها بسبب الأمطار لكنها لم تهتم حتى
شعرها قد إبتل بالكامل و إلتصقت بعض الخصلات على جبينها و جانب وجهها
كان كل ذلك يحدث أمام أنظار الغرابي الذي يجلس على كنبته السوداء قرب شرفته المطلة على الحديقة
كان يسند فكه الحاد على ذراعه و عيناه تتبع كل حركة تقوم بها
هي لم تكن تعلم أن شرفة غرفة جيون تطل مباشرة على الحديقة !
وأن الحديقة تخصه ويمنع من دخول أحد لها سوى بعض الخادمات من أجل الإعتناء بالنبات و سقي الأزهار..
لكنه فضل تركها على راحتها ..
_اليوم الموالي الساعة الثانية عشر ظهرا..
كانت تتوسط ذات الجسد الضئيل الأغطية الملتفة حولها بكثرة وهي تعطس كل حين
و العجوز ماري تقوم بوضع كمادات عدة على جبينها بينما أليكس تمد كل دقيقة منديلاً نحو إميليا
كان شعرها مبعثراً و حرارتها مرتفعة، أنفها محمر بشدة و عيناها بالكاد مفتوحة قليلاً
الخرقاء قد مرضت بعد لهوهاَ أسفل المطر أمس
و أليكس رفقة العجوز ماري يقمن بالإعتناء بها
فُتحَ باب غرفتها لتدخل زوراَ وهي تحمل بين يديها كوب أعشاب ساخن، ربما يخفف من مرضها
مدت زوراَ الكأس نحو إميليا التي بالكاد تستوعب ما حولها فالحرارة قد أثرت على عقلها بالتأكيد
إلتقطت الكأس ببطء شديد لترتش منه، تقززت من طعمه القوي لكنها إضطرت لشربه كاملاً بسبب إلحاح ماري
"أ..أنا علي ال.. الذهاب الآن!، أصدقائي ال.. الفضائيين ينتظرونيِ، ..ع... علينا القضاء ع..على الحمار الوحشي !!"
كانت تتحدث بينما تحرك يداها بخمول وهي تعطس كل ثانية وسط حديثها
هي لا تدرك ما تقوله بسبب الحمى
وذلك جعل أليكس تنفجر ضحكاً و تبعتها زوراَ
"توقفاَ، ليس وقت الضحك على إحداكن أن تحممها !"
"ماذا؟"
"لست أنا!، دعي زورا تحممها "
قالت أليكس وهي تفر هاربة من الغرفة بعدما جعلت زوراَ توسع عيناها بعدم تصديق
"لالالا، لدي الكثير من الأعمال لايمكنني تحميمها !"
نطقت زوراَ كلماتها وهي تبتسم بتوتر و خجل ثم غادرت الغرفة مسرعة، هي لا تستطيع فعل شيء كهاذا !
زفرت ماري أنفاسها بضيق، هناك الكثير من الأشغال أمامها، وليس هناك من يحمم هذه الكسولة و الغير واعية
عليها أن تستحم فلم تفعل ذلك بعدما بللها المطر
شعرت بصوتِ باب غرفة إميليا يفتح و يغلق ثم بصوتِ أقدام هادئة تتقدم نحوها
رفعت نظرها نحو الغرابي بينما تحاول جعل جسد تلك المخدرة بسبب الحمى يستقيم قليلاً
تركت جسد إميليا ليستلقي على السرير و وقفت بسرعة تنحني بإحترام لجيون
أما الآخر فكان يحدق فقط بإميليا التي تغمض عيناها بخمول تهمهم بصوتٍ خافت وهي تحاول التحرك
"سأتكلف بأمرها، إنصرفي "
كان صوته حاداً بعض الشيء وهو يوجه حديثه للعجوز ماري التي إستغربت في بادئ الأمر لكنها سرعان ما إنحنت مجدداً مغادرة الغرفة بهدوء
ما من أحد بإستطاعته مخالفة أوامر الرئيس جيون
حالما غادرت تقدم بهدوء نحو جسد إميليا الضئيل وقام بوضع كفه الأيمن أسفل ظهرها و ذراعه الثانية أسفل فخذاها
حاملاً جسدها الخفيف بين ذراعيه و متوجهاً بها لداخل الحمام
وضع جسدها بخفة داخل الحوض الكبيرة بعدما ملئه بالمياه الدافئة
إنحنى ليجس قرب الحوض حيث جسدها
كان يحاول نزع ثيابها من دون النظر لجسدها وقد ساعدته المياه التي تحجب جسدها عنه
نزع جميع ثيابها أخيراً ليبدأ بتمرير إسفنجة الحمام على كتفاها و ظهرها
أما الأخرى فقد غطت في نوم عميق وهي لا تشعر بأي شيء من حولها
كان يمرر أصابع يده الشاحبة و الكبيرة بين خصلات شعرها الأسود المملوء بصابون الشعر الأبيض
حاجباه كانت معقودة و يرفع أكمام قميصه للأعلى لتبرز عضلات و عروق ذراعيه و قميصه الأسود الملتصق بصدره بسبب المياه التي بللته قليلا بينما يقوم بسكب المياه الدافئة ببطء على جسدها ليزيل بقايا الصابون من عليها
لو ترى تلك النائمة منظره لكان سيغمى عليها حتماً
هو وسيم في كل حالاته و بشدة
عيناه كنت معلقة على ملامح وجهها الساكنة فقط
أخرج جسدها من الحوض و لفها بمنشفة كبيرة و ناعمة و عيناه لا تزال مشتتة بكل مكان في الحمام سوى جسدها
جففها من المياه جيداً ثم قام بإلباسها ثوب النوم الطويل
و ترك ثيابها الداخلية حتى تستيقظ و ترتديها بنفسها
وضع جسدها بخفة على سريرها وقام بتغطيتها جيداً بأغطية السرير الحريرة و الدافئة ثم قام بإلقاء نظرة أخيرة عليها ثم غادر غرفتها
هناك الكثير من العمل ينتظره..
_صباح اليوم الموالي
إستيقظت مفزوعة بعدما أدركت أنها كانت مريضة يوم أمس
شتت نظرها في أرجاء غرفتها
كانت الغرفة هادئة و مظلمة بسبب الستائر المغلقة
تستطيع سماع صوت المطر بوضوح
دخلت أليس فجأة وهي ترتدي ثياب الخدم الموحدة كالعادة وقد إبتسمت حالما وجدت أن إميليا مستيقظة
"صباح الخير، هي ترغبين بتناول الإفطار مع البقية أم أجلبه لكِ هنا ؟"
"من حممني !"
قاطع حديث أليس صوت إميليا المرتفع
فهي مصدومة من جسدها النظيف و ثياب النوم التي تتذكر جيداً أنها لم ترتدها
وأهم شيء أنها لا ترتدي الثياب الداخلية
إستنتجت بذلك أن أحداً قام بتحميمها
إبتسمت أليس وهي تغمز في نهاية حديثها
"الرئيس جيون"
"ماذا!!!!"