رواية موقف السيارات الفصل الثامن عشر بقلم حسام يونس
الحاله السادسه
سهام تجلس فى مكتبها ...تقرأ كتاب
رن جرس التليفون الداخلى
سهام...ايوه فاتن
فاتن...الحاله جت فى الموعد المحدد
بس للاسف منهاره جدا ...بكاء شديد ومتواصل.
سهام...هاتيها طيب بسرعه
تضع الكتاب من يدها وتقوم تتحرك نحو باب الغرفه.
فاتن تطرق الباب وتفتحه ووراءها ساره
فتاه على مشارف الاربعين من عمرها
ذو قوام ممشوق ومهندمة الملبس
سهام ...تمد يدها الى ساره ...تعالى اتفضلى ...ثم تطلب من فاتن أن ترسل لها كوب ليمون الى ساره..وقهوه مظبوطه لها
تجلس ساره أمامها على المكتب وساره جلست أمامها فى الكرسى المواجه لها
وامسكت سهام يد ساره وربطت عليها بيدها الأخرى
سهام ...أهدى وفهمينى فى ايه...وايه سبب انهيارك كده.
ساره...الكدب والخداع اسوء شئ كدب وخداع المشاعر...تخيلى انانيه البشر
حتى فى المشاعر .
خبط الباب ودخل عامل البوفيه ومعه كوب الليمون وفنجان القهوه.
ثم وضعه أمامهم الصينيه وانصرف.
ناولتها سهام الكوب ..ثم قالت
سهام...لو سمحتى عرفينى بنفسك.
ساره...أسمى ساره وغالبا ده اللى بينى وبين السرور أسمى بس.
عندى 38 سنه فاضل كام شهر واتمهم
موظفه فى مكتبه الجامعه.
عيشه مع امى لوحدينا.
سهام ...ربنا يخلهالك.
ساره ...ميرسى.
سهام...ايه سبب انهيارك كده .
ساره...حكايه طويله تبتدى من وانا عندى اربع سنين.
سهام..يبقى نسمع الحكايه من اولها
ساره...انسالت دموعها مره اخرى
سهام...تعالى نقعد فى البلكونه افضل
ومدت يدها الى ساره وتحركا...إلى البلكونه.
ساره...
ولكنى عرفت الحكايه يدوب من اسبوعين بس.
سهام...عرفتى ازاى.
ساره...فجاءه ماما تعبت وروحنا لدكتور وبعد الاشاعات والتحليل اكتشف أن ماما عندها سرطان فى المعده.
وكان لازم تدخل جراحى بس المشكله ان سنها كبير يعنى يدوب تخطت السبعين من كام شهر.
وتم حجزها فى المستشفى لأنها كانت أغلب الوقت تعبانه.
والدكتور قالى أن الوضع صعب وان المسأله مسألة وقت مش اكتر.
وتقريبا هى حست بكده .
فى يوم اتصلت بيه فى الشغل وطلبت اروح لها ضرورى بعد الشغل.
روحت ليها بعد الشغل وقعدت جنبها حضنتها لاحسسها بالحنان.
فقالت لى ...عاوزه اقولك على حاجه
وياريت تسامحينى يا بنتى.
ساره ...خير يا ماما فى ايه مسمحاكى يا حببتى فى ايه.
الام...اسمعينى يا ساره كويس
بعد ما اتجوزت كمال قعدت اكتر من سبع سنين ومخلفناش...والوضع مكنش سهل بالنسبه لينا احنا الاتنين.
فا اقترحت على كمال نتبنى طفل
ولكنه رفض بشده.
ساره...
ماما ...انتى كويسه
الام...انتى فكرانى بخرف...انا بتكلم جد وعاوزه اخلص من ذنبك يا بنتى.
تركتها من حضنى وجلست أمامها
يعنى انا بنت مين يا ووقفت فى حلقى كلمة ماما.
الام...الام اللى ربيت مش اللى خلفت
ساره...قولى لو سمحتى انا بنت مين
الام...انتى بنت عمتك كريمه
كريمه كانت وقتها معاها تلات اولاد وخلفتك عن دون رغبتها وابوكى وقتها كان. ظروفه على قده.
وخدناكى منهم وكتبناكى باسمنا انا وكمال...ومليتى حياتنا وبعدها بعشر سنين خلفنا اخوكى ماجد.
ساره...بعد العمر ده كله بتقوليلى الكلام ده...حرام عليكى حرام
انا دلوقت عرفت انتى ليه كنتى قاسيه عليه وبتفضلى عليه ماجد فى كل حاجه
الام...يابنتى انا ربيتك زى بنتى بالظبط
وقسوتى قسوة ام بتربى .
ساره...مش عارفه اقولك ايه...حرمتينى من اكون زى اى بنت بتحلم تحب وتتحب وتفتح بيت...دلوقت متقدريش تنكرى أن علشان ماجد كنتى بترفضى اى شاب بيحاول يقرب منى.
سهام...تقصدى ايه علشان ماجد
ساره..علشان افضل ارعاها واخدمها ...لانى لو اتجوزت كان ماجد هو اللى هيكفل بيها مش انا بس.
هى كانت مدلعاه اوووى وجيه عليه
تخيلى لما بابا مات المفروض اورث فيه
اقنعتنى أتنازل إلى ماجد علشان يفتح شركه ويتجوز....ووقت ما اجى اتجوز ماجد هيتكفل بيه.
فطبعا كانت بتعرقل اى علاقه ليه علشان متجوزش.
سهام...عاوزه تقولى انانيه مفرطه
ساره...عارفه لما كنت اقولها خارجه بعد الشغل كانت تعمل تعبانه علشان مخرجش
وبالتالى بما انها امى ...قلبى مكنش يطوعنى وأخرج واسبها.
سهام...هى كانت حنونه ولا شخصيتها جامده.
ساره...جامده معايا ...حنونه مع ماجد
عارفه يا دكتور المشكله انى مشتته مش
قادره اسامح ولا قادره اكره
سهام...الإنسان سهل يسامح يا ساره.
ساره...انا صعبان عليه نفسى اوووى.
سهام...وانتى بتتعاملى معاها ازاى دلوقت
ساره...لا مش قادره اخد منها موقف
ما بين شغلى وببات معاها فى المستشفى
والصبح بروح شغلى.
سهام...بصى يا ساره سامحى علشان تقدرى تعيشى اللى جاى من حياتك
الكره بيدمر الإنسان حتى لو صاحب حق
وانا شايفه انك مسامحه ..ربنا يعوضك بأنسان بقدر يسعدك .
ساره...حاسه انى اتخدعت من اقرب الناس ليه.
سهام...نفترض أنها امك وماجد اخوكى
انتى اتصرفت زى بنات كتير فى مجتمعنا
العطاء والوفاء وتفضيل الآخرون على نفسك...سامحى وربنا قادر يعوضك
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا
