رواية مصاص الدماء الفصل السابع عشر 17بقلم غزلان

 

رواية مصاص دماء الفصل السابع عشر بقلم غزلان


أنهت إميليا جميع أطباقها 
فكانت شهيتها مفتوحة هذا الصباح على غير عادتها 

حالما إنتهى الجميع تزامناً مع الغرابي خرجَ كلٌّ لعمله 

أما جيون فقد توجه نحو مكتبه 

هي لم تكن تعلم بكونه يملك مكتب للعمل و المراجعة للوثائق الخاصة بأحوال المملكة 

يبدو أنه يحمل الكثير من التعب و العبئ من وراء المملكة 

"لماذا أصبح الرئيس جيون ملك المملكة بدل أي شخص آخر هنا ؟"

سألت إميليا إحدى الخادمات والتي تدعى أليس بينما تقوم بجمع أطباق المائدة معها، هي أصبحت صديقتها المقربة 

إبتسمت أليس وقد حملت الأطباق وتوجهت بهم نحو المطبخ و الأخرى تتبعها وبين يداها باقي الأطباق

"لأنه وريث عائلته الحاكمة، لا يتولى حكم المملكة سوى من لهم نفس دماء العائلة الحاكم، بالأخص أنها عائلة تتمتع بقوى أشد قوة بكثير من مصاصي الدماء الآخرين" 

"يعني أنه إذا لم يتواجد أحد من العائلة المالكة، فلن يحكم المملكة أحد ؟"

توقفتاَ أمام رخام المطبخ بينما يقمن بوضع الأطباق داخل المغسلة لحين قدوم الخادمة المكلفة بغسل الأطباق  

"بالضبط، ويبدو أن ذلك قريب، فالملك جيون يرفض للآن الزواج و إنجاب وريث" 

"أووه، ولماذا ؟؟!؟"

كانت إميليا تشع عيناها بفضول فهي تحب سماع الأكثر عن الغرابي 

"لا أدري، إسأليه!"

"أسأله؟ كيف؟"

"أولستِ ضيفته المقربة هنا ؟"

تحدثت أليس بينما تمدد ذراعيها ببعض التعب 

أما إميليا وسعت عيناها

"ما الذي تقصدينه بضيفته المقربة؟"

"يااه، كفاكِ غباءً، الجميع يمكنه ملاحظة نظراته نحوك طوال الوقت!" 

تجمدت إميليا مجدداً مكانها 

هل كان ينظر لها طوال الوقت ولم تكن تنتبه !

قاطع حديثهما خادمة ثانية أتت نحوهما بينما تحمل في يدها صينية صغيرة ذهبية و فوقها كأس زجاجي يحتوي على مشروب أحمر غريب 

تحدثت الخادمة معهن وهي تمد الصينية نحوها 

"هل يمكن لإحداكن إيصال المشورب الخاص بالرئيس لمكتبه، الخادمة المكلفة بالأمر مشغولة حالياً وأنا كذلك لي بعض الأعمال المهمة" 

تحركت إميليا سريعاّ تلتقط الصينية منها وهي تبتسم بينما تناظر ذاك السائل الغريب و الذي رائحته لا تطاق 

"سأخذه له أنا، لكن ما هاذا المشروب الكريه؟"

"دماء أحشاء ذئب"

قالت الخادمة ببساطة وهي تغادر نحو أعمالها 

أما إميليا فهي مصدومة مكانها تناظر الكأس وهي على وشك التقيؤ 

"يا إلهي هل سيشربه حقاً؟!؟!" 

"هو مشروبه اليومي، لا تقولي أنكِ نسيتي بكونه مصاص دماء!"

"لا لم أنسى، لكني لم أتخيل أنه يشرب شيئاً كهاذا !"

"يالكِ من مسكينة، مصدومة فقط من كوب شرابه، ماذا سيحدث لكِ حينما تدركين أن وجبته المفضلة الأحشاء البشرية" 

ألقت أليس كلماتها وهي تنصرف نحو أشغالها

أما إميليا قليلا و سيغمى عليها مما تسمعه حتى أنها كادت تسقط الكوب و الصينية من بين يداها لو لم تتمالك نفسها 

زفرت أنفاسها بضيق من رائحة المشروب الخانقة و أخذت خطاها نحو مكتب جيون بعدما أدلتها العجوز ماري عن مكانه 

أمسكت الصينية بيدها اليمنى ما إن وصلت أمام ذاك الباب القاتم الكبير و طرقت بيدها اليسرى على الباب بخفة

حالما سمعت صوته الهادئ و الثقيل يسمح لها بالدخول حتى دفعت ذاك الباب ودخلت وهي تشعر ببعض التوتر 

تقدمت نحو ذلك الغرابي الذي يجلس على أريكة سوداء كبيرة و أمامه مكتب ضخم مملوء بالكثير من الأغراض و الأوراق 

إقشعر جسدها لبرودة المكتب المظلم و الذي لا تنيره سوى شمعة كبيرة تقع فوق مكتب الغرابي 

المكتب كان يتلون بألوان باهتة و داكنة و يحتوي على الكثير من النوافذ الكبير و المغطاة بستائر ثقيلة القماش والتي تحجب ضوء الشمس عن الدخول 

لم تستطع رؤية باقي الأثاث بسبب الظلام الشديد 

تحمحمت تغلق الباب خلفها حينما أدركت أنها إستغرقت وقتاّ وهي تتأمل المكتب 

تقدمت بخطوات هادئة نحوه، وهو كان ينظر لها بالفعل منذ دخولها 

إنحنت بخفة تقدم له المشروب الخاص به وهي تحاول عدم إظهار ملامحها المتقززة 

رفع يده الشاحبة نحو الكأس ليلتقطه بين يداه ثم يشربه دفعة واحدة بملامح ساكنة أمام تلك التي تشعر أنها ستستفرغ في أي لحظة 

أعاد الكأس لمكانه على الصينية بينما يلعق شفتاه من بقايا المشروب الأحمر و أنظاره عادت تحدق في الوثائق التي بين يديه 

أبعدت إميليا وجهها بتقزز عن الصينية التي بين يداها و توجهت نحو الباب والذي حالما خرجت منه حتى وضعت الصينية جانبا و ركضت نحو أقرب حمام منها 

لقد إستفرغت كل محتويات معدتها !

لم تستطع إحتمال رائحة المشروب و مما هو مصنوع !

كانت تنحني على المغسلة في الحمام وهي تضغط على معدتها المتألمة من قوة إستفراغها 

و زوراَ خلفها تربت على ظهرها بخفة وهي تحاول كتم ضحكتها 

فقد رأتها في طريقها وهي تركض نحو الحمام لذا تبعتها 

هي من جلبت لنفسها هذا !
من قال لها أن توصل الصينية بنفسها ؟، كان عليها ترك أليس تأخذها فحسب !

( ملاحظة : في كثير منكم يمكن يلخبط بين أليكس و أليس 
أليكس مصاصة دماء و وحده من مساعدي جيون  و اللي  ذكرتها في بارت ثاني 
و أليس خادمة من خادمات القصر البشريات 
و ثنيناتهن صديقات إميليا حالياً).
تعليقات



×