رواية مصاص الدماء الفصل السادس عشر بقلم غزلان
كانت تلك الذراع تحيط بها بإحكام
للحظة شعرت إميليا بفراشات تداعب مشاعرها بسبب أصابع كف جيون التي تحيط معدتها
فتحت عيناها ببطء لتقابل أمام ناظريها ضوء القمر الخافت الذي يدخل عبر ستائر الشرفة
إستجمعت ماتبقى لها من قوة و شجاعة لتستدير نحو ذاك الجسد الساكن
واجهت صعوبة في الإستدارة بسبب ذراعه
حالما إستدارت نحو صَدمت أنفها بفكه
لم تكن مدركة أنه بذاك القرب الشديد منها
كان وجهها يقابل رقبته و فكه الحاد
أبعدت رأسها بخفة نحو الخلف لتتمكن من رؤية ملامحه
عيناه كانت مغمضة و أنفاسه تخرج بوتيرة هادئة
لوهلة ظنت أنه نائم لكنها فوجئت به يفتح عيناه الغرابية و يحدق بها بهدوء شديد
لايمكنها في هذه اللحظات الشعور سوى بأنفاسه و ذراعيه
تناست تماماً صوت المطر الغزير و الرعدٍ في الخارج و صوت دقات الساعة القديمة
نطقت أخيراً بصوتٍ متوتر قليلاً
"لما أ.. أنت هنا ؟"
خرج صوتها بتأتأة، لعنت نفسها كثيراً بسبب ضعفها الغير مفسر أمامها
لم يكلف الغرابي نفسه الرد عليها حتى
و إنما دنى يحشر وجهه ضد بشرة رقبتها التي وجدها ناعمة للغاية
لايمكنه تمالك نفسه أمامها
رائحة جسدها و دمائها تجعله لا يرغب سوى بحشر نفسه عندها أكثر فأكثر
كانت تشعر بشفتاه الرقيقة ملتصقة ضد بشرة عنقها جيداً
لكنها لم تكن قبلة
حاولت التصرف بشكلٍ عادي و عدم إظهار ضعفها أمام
لكنها تعلم جيدا بكونه يعلم بكل ما تشعر به من ضعف في حضرته
رفعت كفها الرقيقة تخلل أصابعها بين خصلات شعره الغرابية
لا تعلم لما فعلت ذلك لكنها تنفذ رغبتها في تلمس شعره الذي يعجبها حقاً
وذلك التصرف قد جعله يسترخي أكثر
أنزل رأسه من على رقبتها ليتخذ صدرها وسادة له
وهي وسعت عيناها من فعلته
تشعر بأنها ستنفجر من الخجل وهي تشعر بخده متكئ على صدرها
لكنها إكتفت بالهدوء إلى أن أغمضت عيناها ببطء مستسلة للنوم الذي قد زارها وبقوة فجأة
ولم تعد تشعر بشيء بعدها، وقعت في نومٍ عميق
_صباح اليوم الآخر ..
فتحت عيناها ببطء و إنزعاج بسبب أشعة الشمس التي تنعكس على وجهها
إستقامت بجذعها العلوي تناظر الغرفة
باب الشرفة و الستائر مفتوحة على وسعها و الأمطار قد توقفت و لم يبقى منها سوى قطرات المياه الصغيرة العالقة على أوراق الشجر
و تربة الأرض المبتلة خارجا
هي تتذكر أنها قامت بإغلاق الشرفة و الستائر !
فنجان قهوتها الخاص بأمس لايزال مكانه على المائدة رفقة كتابها
سرعان ما تذكرت أحداث ليلة أمس لذا نظرت سريعاً للجهة الأخرى من السرير و التي كانت فارغة و فراشها مبعثر بعض الشيء دلالة على نوم أحدهم هناك
إحمرت خداها بشدة، هي لا تصدق أن جيون شاركها النوم بل وكذلك قام بإحتضانها و النوم على صدرها
هي تستطيع إشتمام عطره العالق على أفرشة سريرها بوضوح
بعثرت شعرها الطويل بكلتا يداها بهمجية، لا تعلم كيف ستنظر لوجهه
رفعت نظرها نحو الساعة الخشبية القديمة والتي كانت تشير إلى الثامنة و الربع صباحاً
ستتأخر على الفطور الذي يبدأ خلال التاسعة
نهضت سريعاً نحو حمام غرفتها لتستحم بسرعة
أخذت حماما بعطر زهرة الخُزاما بشكلٍ سريع ثم إرتدت فستاناً أحمراً قاتماً رفقة حذاء بذات اللون ذو كعبٍ متوسط العلو
هي قصيرة حقاً، وعليها أن تطول قليلاً، فهي الأقصر بين فتيات القصر هنا
رفعت شعرها على شكلِ ذيل حصان ومن ثم وضعت مرطباً تقليدياً على شفاهها
أخذته من زوراَ!
نزلت سريعاً نحو صالة الطعام والتي كان أغلب المتواجدين يتخذون مكانهم بالفعل سوى القليل ومنهم الرئيس جيون الذي لم يأتي بعد
جلست في مكانها المعهود و ناظرت تلك الشقراء الواقعة في حب جيون و المدعوة هِيلي ببغض
فهي لا تطيقها أبداً فتصرفاتها الدرامية تقرفها
حولت نظرها سريعاً للغرابي الذي دخل من باب الصالة متوجهاً نحو مجلسه
كانت يرتدي السواد كما هو معتاد لكن هذه المرة كان قميصه أحمر قاتما وذو قماش خفيف بعض الشيء
مهلاً ! هو يرتدي ذات لون فستانها !
شعرت ببهجة غامرة، فهما يبدوان كثنائي الآن
لم يكن يرتدي أحد على المائدة ذات اللون الأحمر القاتم سواهما
إبتسمت ببلاهة كعادتها لكنها سرعان ما تحولت ملامحها الى أخرى متفاجئة حينما نظر لها الغرابي و إبتسم إبتسامة خفيفة بالكاد تُرى
لكنها إستطاعت رؤيتها !
هل إبتسم لها للتو بحق الجحيم!!
تمالكت مشاعرها المضطربة و بدأت تتناول طعامها بعدما رأت أن الرئيس بدأ بالأكلِ بالفعل
و إبتسامة سخيفة تزين وجهها
كانت تبدو مثل المجنونة !
هل من أحد يبتسم وحده ؟!