رواية مصاص دماء الفصل الثالث عشر 13بقلم غزلان


 رواية مصاص دماء الفصل الثالث عشر بقلم غزلان



أتمم الغرابي طبقه ببطء و نهمٍ كذلك أمام تلك المصدومة 

لقد أكل الطبق كله ومع كل ذلك الحار الذي ليس بشيء بسيط

شفاه قد إكتست عليها بعض الحمرة الخفيفة و ملامحه ساكنة للغاية 

مسح فمه بالمنديل وعيناه تحدق بتلك الخائفة 

وقبل حتى أن يقوم بأي حركة أخرى كانت قاد وقفت سريعاً و هربت من الصالة نحو غرفتها بأقصى ما لديها من قوة

كل ما تفكر به هذه المرة هو الإختباء بأي شكلٍ كان 

نظراته لم تكن تبشر بالخير أبداً

تمددت على الأرض لتنحشر أسفل السرير بأقصى ما لديها و جسدها يرتجف 

كانت سيقان السرير مرتفعة نوعاً لذا قامت بإنزال الأغطية للأسفل قليلاً حتى تحجب أسفل السرير

كانت تحاول إلتقاط أنفاسها المسلوبة من قوة الركض في هذا القصر الضخم 

غرفتها تبعد عن صالة الطعام مسافة ليست بقصيرة !

هدأت أنفاسها و سكن جسدها بإستغراب 

هي تستطيع شم رائحة عطره بوضوح لكنها لم تشعر بأحد يدخل الغرفة أساساً!

تحركت ببطء ترفع الأغطية و تطل برأسها من أسفل السرير نحو أنحاء الغرفة 

إنتفض جسدها بقوة حينما وجدته أمامها مباشرة !

كان يثني قدماه نحو الأسفل و يسند خده الشاحب على ذراعه وعيناه مصوبة نحوها 

حاولت التراجع للخلف بسرعة لكن على إثر ذلك صدمت رأسها بقوة مع طرف السرير 
لتصرخ بألم تدعك على مكان الضربة 

و سرعان ما إنحشرت لداخل السرير أكثر وما ظل منها سوى عيناها التي تلمع وسط الظلام أسفل السرير وهي تنظر له بتوتر 

لا يزال على وضعه و عيناه تتبع تحركاتها 

لكن المختلف هذه المرة أن ملامحه كانت تحمل بعض النظرات اللعوبة 

هو أصبح مؤخراً يهتم بأمرها بشكلٍ ما 

كانت مجرد فريسة ضعيفة في الأول، لكنه تراجع عن قتلها أنذاك بسبب فصيلة دمها النادرة 

قليلا جداً ما كان يصادف أصحاب تلك الفصيلة 
ما جعله يقرر أخذها معه لمملكته حتى يتمتع يوميا بتذوق دمائها 

والآن هو يعبث معها ولم يحاول لمسها بضرر حتى !

نظرت الصغيرة له مطولاً، لم يكن للغضب مكان في ملامحه الشاحبة و الحادة 

و شعرت بالإنجداب لملامحه اللعوبة والتي رأتها لطيفة و غريبة لشخص إعتاد على ملامحه الهادئة و الجامدة فقط

تجرأت و إقتربت قليلا نحوه لتنعكس أضواء الشموع على وجهها 

"لما جلبتني هنا؟"

لم تتلقى رداً منه أو حركة حتى 
فقط ساكن الجسد و ينظر لها 

هي تشك أنه يرمش أصلا!

بدأت تفقد الأمل من رده عليها 
لكنه نطق أخيراً بصوته الخشنِ و الهادئ كما المعتاد

"للتسلية"

نفت برأسها بخفة تحاول تمالك نفسها بسبب الخوف الذي إحتلها من تغير ملامحه فجأة للجمود 

"ليس كذلك، لو كان ما تقوله صحيحاً لكنت الآن ميتة ! أعلم أنك من كان السبب في وفاة كل من وطأت قدمه الغابة!! لما لم تقتلني كما فعلت معهم؟ وفوق هذا تجعل الجميع هنا يعاملني كجزء من هذا القصر ! أعني الغرفة الفاخرة المجهزة لي و الثياب و حتى الخدم و كل شيء !"

كانت تتحدث بسرعة و تشتت فهي لا تفهم إلى ما تؤول إليه الأمور و سبب كل هذه المعاملة الراقية 

هي تفتقد عائلتها و عالمها ! لا تريد البقاء هنا 

إستقام الغرابي و قد أظلمت ملامحه و إعتلى الجمود ملامحه كما إعتادت عليه

مشى نحو باب الغرفة بخطوات ثقيلة بينما يحشر يداه في جيوب بنطاله الأسود 

"أنتِ معاقة، نظفي القصر كاملاً بحلول الغد"

ألقى كلماته الهادئة و خرج من الغرفة تماماً

أما الأخرى فلا تزال مصدومة ! كيف ستنظف هذا القصر الضخم للغاية وهي أصلاً بالكاد تعرف الطريق لغرفتها و صالة الأكل 

خرجت من أسفل السرير و صرخت بأقصى ما لديها بعصبية 

ضلت فترة لا يمكن عدها وهي تشتم جيون بكل الألفاظ اللتي تعتقد أنها شتائم بينما هي ألفاظ أطفالٍ صغار عند العراك

هو يمكنه سماعها بوضوح، جناحه ليس بعيداً، وقد إبتسم خفية لذلك بينما كان يقف أمام شرفته يتأمل تلك الأضواء الخافتة الصادرة من منازل شعبه..

بحلول اليوم الموالي كانت إميليا في المطبخ بالرغم من الوقت الباكر جداً

جميع الخادمات إنصرفن بعد إلحاح منها 

فلم تنظف أي شيء لكن بدل ذلك قررت إعداد طعام الفطور للجميع ومنهم الرئيس، ربما بذلك يتناسى عقابه لها

رفعت كم قميصها العريض الذي يصل لفخداها وهي تراجع ما أخرجته من مقادير لصنع إفطار جيدٍ 

رأت أنهم يتناولون طعاماً بشرياً على الأغلب لذا لا مشكلة بإعداد أطباق طعام من عالم البشر 

كانت تتحرك هنا و هناك بسرعة، تحاول إعداد الطعام بسرعة قبل إستيقاظ الجميع 

شارفت على الإنتهاء بالفعل و بدأت بترتيب الأطباق على تلك الطاولة الكبيرة في صالة الطعام

ومن ثم أسرعت نحو المطبخ لتحضر كل ما أعدته و ترتبه على المائدة 

بدلت كل ما في جهدها حتى يكون الطعام جيداً جداً 

فهي قد تكون فاشلة في كثير من الأمور 

لكن الطبخ ! لايمكن منافستها به 

كتفت يداها و تنهدت براحة حالما كان كل شيء جاهزاً

و إلتفتت للخلف بإبتسامة حينما رأت الجميع قد أتى لتناول الطعام سوى ذاك المظلم الذي تأخر بالفعل 

تلقت الكثير من المديح حول الأطباق التي تبدو شهية من مساعدي الرئيس والذين كانو لطفاء بعض الشيء رغم حدتهم 

الكل أخذ مكانه على المائدة في إنتظار رئيسهم الذي تأخر كثيراً

لذا قررت إميليا الصعود لغرفته و تفقد الأمر سريعاً

ركضت نحو جناحه و طرقت الباب عدة مرات لكنها لم تتلقى أي رد ما جعلها تفتح الباب و تدخل مباشرة 

لترى منظراً لم تتمنى رؤيته حقاً 

هي تتمنى أن تنشق الأرض و تبتلعها 

فقد كان ذاك الغرابي خارجاً من الحمام حيث كان يستحم 

منشفة صغيرة تحيط حوضه 
و جسده مبلل، قطرات الماء تزحف ببطء على تقاسيم عضلات بطنه و كتفاه

ساقاه القوية المشدودة و ذراعه التي يمسك بها منشفة ثانية يجفف بها خصلات شعره الغرابية المبللة 

لم تشعر بنفسها إلا وهي تغمض عيناها بقوة و تخرج بسرعة مغلقة الباب خلفها بعدما ألقت كلماتها السريعة و الخجلة 

"الجميع ينتظرك على الفطور "
تعليقات



×