رواية موقف السيارات الفصل الثانى عشر بقلم حسام يونس
سهام جالسه على المكتب وامامها اللاب تدون عليه بعض الملاحظات عن حالة امال ...ثم أمسكت الموبيل واتصلت بهاله ابنتها.
سهام...ازيك يا هاله عامله ايه.
هاله...تمام الحمد الله...حابه اشكرك لدورك مع ماما اليومين...بقت احسن كتير التوتر والقلق مبقاش موجود ...مبقتش اخاف عليها لتكرار حكايه الانتحار دى تانى.
سهام ...انا عاوزه أسألك سؤالين بس
هاله...اتفضلى.
سهام...تعرفى ايه عن أهل ماما
اعرف انهم من الشرقيه...وأنهم خمسه اخوات وأبوها وامها ماتوا بعد ما جم القاهره بكام شهر...وبعدها بكام شهر ماتت اختهم الكبيره وكانت اسمها عبير.
وعارفه أن حاليا كل واحد منهم فى بلد شكل.
سهام...تمام تعرفى حد اسمه حازم
هاله ...اه طبعا حازم اخويا .
سهام...تمام أن شاء الله ماما هتبقى تمام اطمنى عليها.
هاله...مطمنه يا دكتوره جدا...ماما بتحبك اوووى وده مطمنى اوووى.
وجاء ميعاد امال الاسبوعى ...وكانت سهام فى انتظارها.
امال...اول ما دخلت على سهام الغرفه
اخرجت من شنطتها كوفيه...وقدمتها إلى سهام.
امال...انا عملت الكوفيه دى بايدى مخصوص ليكى اتمنى لونها يعجبك
سهام...بكل فرح أمسكت الكوفيه ..الله جميله زيك يا امال...ولفتها حوالين عنقها.
ثم جلست أمام امال وقالت عاوزه اعرف حاجه منك.
امال...اتفضلى
سهام.. هاله بنتك تعرف حاجه عن اهلك
امال... هاله تعرف اللى محدش يعرفها بس مش بالظبط
سهام...لا وضحى كلامك
امال...مثلا محبتش سيره الفيوم
وكمان الوحيده اللى تعرف أن ليه اخت هى هاله محبتش أنكر دور عبير فى حياتى.
سهام ...مش شايفه أن دى مخاطره أن هاله تعرف وتقول إلى اى حد.
امال...فهمتها أنها ماتت قبل ما نيجى فى البيت عند ابوها...وبعدين هى عرفت عنوان ومفيش تفاصيل تضرنى أو تضر عبير.
سهام...وعلاقتك بحازم.
امال...علاقتى بحازم مفهاش اللى اخجل منه ..عرفتها أن ابوها طرده وتعب وانا رعايته لما تعب كا أم وابنها.
سهام...بنظره باسمه نكمل طيب
امال...هقولك النهارده كنت عاوزه انتحر ليه.
سهام...انا مش مستعجله...احداث حياتك تغفرلك اى حاجه.
امال...مفيش فى حياتى اللى اخجل منه.
سهام...حبيبتى واثقه وانا اقصد مقاسى الحياه احيانا بتبقى عذر لأى هفوات صغيره....نكمل بقى مشتاقه اسمع منك.
امال...الصراحه مقدرتش اقاوم بعدى عن حازم وفضلت اقاوم سنه واكتر ولكن فى يوم لقيت نفسى بخبط على بابه..وقابلنى بفرحه وحفاوه.
وأصبحت أذهب إليه كتير واللقاء كله حديث عام عادى.
سهام...وباطن الزياره ايه على الأقل بالنسبه ليكى.
امال ..بحبه بس عارفه أنه مينفعش طبعا وده اللى كنت قادره عليه انى اخلى بنا حدود وحواجز قويه.
ونجحنا فى كده حب صامت ومكتوم
سهام ...وهو كان ملتزم بدون اى تلميح
امال...مكنتش بديله فرصه لأى كلام فى الموضوع ده.
ثم خلعت طرحتها وأظهرت شعرها مقصوص بشكل سئ كأنه عقاب وليس تحميل شعر.
امال..فى يوم كنت أمام المرأه عنده كى اهندم نفسى قبل الخروج من عنده
وجاء من خلفى ومشى يده على شعرى
فجريت من أمامه بعدما نهرته بشده
وجريت إلى بيتى واول ما دخلت البيت بكيت اوووى واحضرت المقص وقمت بقص شعرى بهذه الطريقه عقاب لى ولشعرى الذى لمسه بيده.
وفضلت ايام كثيره ابكى واعنف نفسى لانى مقدرتش اتحكم فى عواطفى وامنع نفسى عن زيارته.
سهام ...وهو كان رد فعله ايه.
امال...كان بيتصل بس انا مكنتش برد على التليفون.
وفى يوم ذهبت إليه لكى اضع نهايه لذلك الحب الصامت وذهبت فى وقت بيكون فيه فى الشغل..ودخلت بالمفتاح اللى ادهولى وقت ما كان عيان .
وكانت المفاجأه صادمه حازم فى أحضان امرأه فى سريره.
لمحته ولمحنى وجريت إلى بيتى تصحبنى دموعى وحبست نفسى فى غرفتى وكل همى أنهى حياتى واعاقب نفسى بالموت ..فا انا امرأه خائنه
انا عارفه أن مشاعرى دى كانت خيانه رغم أنه عمره ما لمسنى ولا حتى حاول
ولكنى كرهت نفسى واستحقرتها اوووى
وعزمت على الانتحار.
ولسوء حظى رجعت هاله بعد ما خرجت بعشر دقائق لتمنعنى من إتمام الأمر.
سهام...الانتحار حرام وكفر بالله
امال...شيطانى كان أقوى منى.
سهام ...لا حظك حلو ...بقى واجهتى كل ده فى حياتك وبتهربى من بنتك .
اللى تستاهل رعايتك.
انتى ست مش عاديه مهربتيش من كل مشاكلك بالعكس وقفتى وواحهتى وانتى طفله...ميلك إلى حازم كان إشباع شعور الانثى من اقل القليل مع راحل قاسى وانانى..لكن صراعك مع نفسك كان فى مصلحة نفسك علشان دايما كان فى ضمير بيقولك امال متستهلش ترخص نفسها بالشكل ده.
انتى ملكيش عندى علاج انتى كنتى محتاجه تفرغى حمولك من على كتفك وعقلك..إنما انتى نموذج اى ست تتمناه
انا اتشرفت بمعرفتك يا امال ودائما هستناكى تزورينى بس مش كمريضه
لا تزورى صديقتك سهام.
بس ليه عندك نصيحه بلاش تجلدى ذاتك زى ما قلتلك اللى مريتى بيه يغفرليكى كتير من الهفوات أو الأفكار السلبيه.
ثم قامت سهام إليها وفتحت أيدها لكى تحضنها وارتمت امال فى حضنها
وبعد هذه الزياره بأسبوع فوجئت سهام بخير موت امال فى حريق بمنزلهم توفيت على أثره هى وزوجها عم صبحى
ونجت ابنتها هاله لوجودها خارج المنزل
وذهبت امال عزت هاله فى وفاة امال.
وعرفت مكان القبر الخاص بهم
وذهبت لزيارة القبر ...وبكت فوق القبر محدثه امال...انا واثقه انك عاقبتى نفسك على اختيارك إلى حازم حبيب فتره المراهقه وكنتى تقدرى تهربى من الحريق قبل أن يمسك بكى....وطل طيف امال أمامها يبتسم ابتسامه سخريه وحزن.
بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا
