رواية جيراني الارواح الفصل الحادي عشر 11والخاتمه والاخير بقلم ليلي الرباح



رواية جيراني الارواح الفصل الحادي عشر 11 بقلم ليلي الرباح 




 النهاية

لابد أنكم تتساءلون الآن من أنا وكيف عرفت بكل هذه القصص عن جيراني، لكن لا تتعبوا أنفسكم بمحاولة تخمين أي من هؤلاء هو أنا، فلست واحداً منهم، فقد مت قبلهم بأكثر من خمسين سنة، وقد دفنني أهلي في هذا المكان المنعزل من المقبرة لبغضهم لي وعدم رغبتهم لأن أجاروهم في قبورهم.

ولو عرفتموني في حياتي لما لمتموهم، فقد كنت فاسد الأخلاق دنيء الطباع، لم أترك منكراً إلا وفعلته، حتى كرهني أهلي وتمنوا موتي ليرتاحوا من فضائحي، وكانت متعتي المفضلة هي الصبيان الصغار، فقد كنت أدفع لهم المال ليستسلموا لرغباتي، ولو كنت حياً لما أعتقت هذا الشاب الجميل فراس، فلم يكن في أيامي أحد بهذه الملامح العجيبة.

وإذا كنتم تتساءلون عن مصير الابن اللقيط لتلك الفلبينية فاطمأنوا، فسيعيش ويموت منبوذاً كما يجدر بأمثاله من أولاد الزنا، فلم يفكر أبوه يوماً أن يبحث عنه، بل لم يعلم يوماً أنه ابنه، فقد أخبرته خادمتهم الجديدة بعدد عشاقها ومن كانوا بعد أن فضحتها صديقتها خادمة البيت المجاور، فكرهها وكره نفسه عندما علم أنه كان يتشارك تلك المرأة مع أبيه وأخيه ورجل آخر، وربما كان هناك آخرون لا يعلم عنهم.

هل اطمأننتم الآن؟ هل ارتاحت قلوبكم القاسية؟

شش. اخفضوا صوتكم فقد اقتربت! تسألون من؟ ألا ترونها؟ إنه يسرية "الملسونة"! ها هي تعود إلى قبرها بعد أن تركته لبرهة قصيرة استغليتها لأروي لكم هذه القصص، أو لأسمح لبعض هؤلاء المساكين أن يسردوها بأنفسهم بسلام، وبدون أن تتدخل تلك الحشرية في كل ما يقال كعادتها، وإلا لما تمكنتم يوماً من معرفة قصة الخادمة الفلبينية، فيسرية هي أكثر واحدة هنا تكرهها، وتشتمها وتشتم كل الخادمات من أمثالها صباحاً ومساءً! والآن اتركوني فعلي أن أصمت حتى لا تعلم بوجودي.

كيف تسألونني لم أخاف منها؟ هل تعلمون أين أنا؟ إنني مدفون في نفس القبر معها! فقد درست عظامي ورمت بعد كل تلك السنين، فلم ينتبه الحفار لوجودي عندما حفر هذا القبر.

وها أنا الآن قد وقعت في شر أعمالي، ففوق كل العذاب الذي أعانيه فقد حكم علي أن أجاور هذه الثرثارة إلى الأبد.

فلو كان في قلوبكم ولو شيء يسير من الرحمة، فارحموني، وادعوا الله معي لتنبت الجرأة يوماً ما في روح أحد جيرانها، فيجاهر بالاحتجاج على ثرثرتها كما فعل ذلك التعيس، لتنشغل بالرد عليه وإذاقته مر العذاب جزاء ما قاله، ولأنعم أنا أخيراً بشيء من الراحة وبانتظار ذلك اليوم سوف أظل صامتاً مختفياً عن أنظارها إلى أجل لا يعلمه إلا الله، فالويل لي منها لو علمت بوجودي، أرجوكم لا تخبروها! أتوسل إليكم




لمتابعة روايات سكيرهوم زوروا قناتنا على التليجرام من هنا


 

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-