رواية لتسكن قلبي الفصل الثالث والثلاثون بقلم دعاء احمد
مريم كانت بتجهز حاجة صدفة علشان يخرجوا من المستشفى..
صدفة؛ متنسيش الشاحن يا مريم...
مريم بجدية:متقلقيش حطيت كل حاجة على فكرة في واحدة اسمها شهد رنت عليكي كتير اوي.
صدفة و هي بتلمس السرير و عايزاه تقوم :دي شهد صاحبتي، هو الموبيل فين؟
مريم راحت ناحيتها بسرعة و اديتها الموبيل:
الموبيل اهوه... عايزانى اتصل لك بيها..
صدفة هزت رأسها بالموافقة:
_ايوة هي اكيد قلقانة خليني اكلمها..
مريم فعلا اتصلت على شهد اللي ردت بسرعة اول ما شافت اسم صدفة و هي قلقانه عليها لان والدتها نزلت مصر هي و خالها شوقي فجأة و كأن في مصيبة و لانها حاولت ترن على صدفة كذا مرة لكنها مردتش..
شهد بسرعة:تصدقي انك بايخة بقا لي اسبوع بحاول اتواصل معكي و انتي و لا هنا و انا هموت من الخوف عليكي بجد أنتي رخمه اوي.
صدفة ابتسمت و قعدت بمساعدة مريم اللي سابتها و خرجت تشوف والدها و تسيب صدفة براحتها مع صاحبتها
صدفة :وحشتني اوي..
شهد باندفاع:ما هو باين يا رخمه... تصدقي انا كنت ناوية اعمل لك بلوك من كل وسائل التواصل بسبب انك بتتجاهليني بالشكل دا بعتلك على الانستا، الفيس، الوتس، بحاول اكلمك فون و انتى مش بتردي بقا كدا يا صدفة للدرجة متضايقة مني طب انا عملت لك ايه... فهميني
صدفة :ما أنتي مش مدياني فرصة اتكلم اصلا... و بعدين انا اسفه يا ستي.. بس انا كنت في المستشفى الفترة اللي فاتت و لسه خارجة النهاردة.
شهد بقلق :مستشفى ليه؟ انتي مالك؟
صدفة سكتت و هي مش عارفه تحكي لها منين بالظبط بس نفسها تحكي لها عن كل حاجة و خصوصا خوفها من موضوع كتب الكتاب و أنها مش مستعدة تربط ابراهيم معها و هي مش ضامنه حاجة و لا ضامنه انها ترجع زي الاول و خصوصا ان الأمل في نجاح العملية مش كبير.
صدفة :شهد هو انتي ينفع تنزلي مصر؟أنا مش هعرف اقولك اي حاجة في التليفون و كمان محتاجاكي جنبي.. مش انتي اصلا كنتي عايزاه تنزلي و تتفرجي على اسكندرية ايه رأيك تنزلي دلوقتي..
شهد :بصراحة انا نفسي انزل و كمان عايزاك تفرجيني على كل مكان شفتيه و اهو نغير جو و معنديش مشكلة انزل هكلم مامي و ارتب معاكي بس سيبك من كل دا و احكي لي مالك... و ايه الحادثه دي.. صوتك هادي و دي حاجة تقلق.. احكي لي يا صدفة في ايه..
صدفة :أنا فقدت بصري يا شهد..
شهد :بطلي رخامه هزارك رخم..
صدفة بثبات :انا مش بهزر... انا فعلا عملت حادثة و مش شايفه اي حاجة.
شهد سكتت و هي بتحاول تستوعب
صدفة :علشان كدا انا عايزاكي جنبي أنتي صاحبتي و عرفاني كويس و مفيش حد هيفهمني ادك...
شهد:انا هحجز دلوقتي و هانزل مصر على أول طيارة...
صدفة اتنهد بتعب و هي حاسه ان الصداع بيستولي على دماغها من تاني.
:و انا هستناكي يا شهد، و هخلي حد من هنا يجي يستقبلك في المطار.
شهد:بس أنا مش مصدقة يا صدفة... قولي انك بتهزري مش كدا..
صدفة دموعها نزلت و هي حاسة بالضعف مكنتش عايزاه تظهر ضعفها ادامهم لكنها مبقتش قادرة، فضلت تعيط بهسترية، شهد لما سمعت صوتها هي كمان عيطت لأنها أكتر واحدة عارفه صدفة و عارفه كانت عايشة ازاي و مرت بايه و كانت معها في كل مرة من انكسارها و قوتها
و يمكن صدفة كانت اكتر واحدة بتشجعها تعمل الحاجات اللي تفرحها و كانت بتحب الحياة رغم أنها مكنتش عايشه بأفضل شكل.
صدفة بدون ما تقصد ضغطت على الموبيل و قفلت المكالمة لكنها حاولت بسرعة تكلمها لكن رنت على رقم تاني و كان رقم الاتيليه لما البنت ردت عليها حست بالضعف انها حتى مش قادرة تتصل بشهد، قفلت الموبيل و غصب عنها فضلت تعيط.
حست بحد جانبها، اتعدلت بسرعة و اتكلمت بجدية
:مريم!
سهير كانت قاعدة ادامها على الأرض و هي بتبص لها بحزن و مش قادرة تتكلم
صدفة مدت ايدها حركتها ادامها بارتباك لحد ما لمست خد سهير، سكتت للحظات و هي بتحاول تعرف مين
صدفة : ماما!... ماما انتي بتعيطي؟
سهير مسحت دموعها بسرعة :لا يا صدفة مش بعيط...
صدفة بحزن و ضيق:لحد امتي هتفضلي تكذبي.. لحد امتى هتفضلي تستكي و تبعدي عني... و لا انتي مستنيه لما اموت.. انا مش كويسه على فكرة... و محتاجاكي جانبي، انتي اكتر حد مفروض تبقى جانبي... انا تعبانه اوي و خايفة.. خايفة اوي يا ماما... الضلمة دي مرعبة..هو انا مش بصعب عليكي ليه...
يعني انا فيا حاجة وحشه علشان تكرهيني كدا... كنتي قاسية عليا... كنتي قاسيه اوي مع اني كنت بحبك و كان نفسي اكون زيك و الله كنت بشوفك اهم حد في الدنيا، بس أنتي دايما شايفني صغيرة و اختياراتي كلها غلط... أنتي مدتنيش فرصه اصلا... أنا حتى لو غبية ف انا في النهاية بنتك
و لا هو حبك ليا لازم يكون حب مشروط.. انا مش عارفه انتي بتكرهيني ليه... حرام عليكي قولي اي حاجة انا هموت بالشكل دا مش قادرة استحمل و انا كدا....
انتي جيتي مصر علشان تفشكلي فرحي و اهو من غير مجهود كل حاجة باظت حتى ابراهيم أنا مش هوافق على اللي هو عايزه ارتاحي بقا... حياتي كلها ضاعت يارب تكوني مبسوطة...
سهير مردتش و بدأت تبكي بهسترية و حرقة على الحالة اللي وصلت صدفة ليها
:أنا أسفة و الله العظيم حقك عليا... انا بخاف عليكي كنت بشوف اختياراتك غلط علشان كنتي عايزاكي تكوني احسن واحدة في الدنيا مكنتش عايزاكي تبقى ضعيفة.. كنت عايزاه اوفر لك حياة افضل تعليم افضل كنتي بشتغل ليل نهار علشان أحقق حلمي مش هكدب عليكي، بس اني لهم حاجة عندي يا صدفة
صدفة دموعها نزلت و افتكرت كل لحظات البشعة اللي عشتها لوحدها
:ازاي بس و أنتي اهملتيني في كل حاجة دا حتى لما حاولت انت"حر مكنتيش جنبي لما فوقت لقيتي خالي هو اللي جانبي، دا حتى لما اتحجزت في الصحة مجتيش مرة تشوفيني كأني كلبة جربانه مستهلش منك انك تيجي تشوفيني...
سهبر:مكنتش عايزاه اشوفك ضعيفه.. مين قالك اني مكنتش موجودة بس انا بكره الضعف.. مقدرش اشوفك مكسورة... عندي استعداد اموت و لا اني اشوفك بالشكل دا
صدفة قامت و اتكلمت بصوت عالي و غضب:
طب ما انتي مكنتش موجوده علشان تقويني... أنتي عايزاه تبرري موقفك و خلاص، أنا اعمل ايه دلوقتي... اعمل ايه باسفك دا... انا بقيت اخاف انا و الله العظيم كل لحظة بقت تكرر ادامي كل شريط حياتي... سؤال واحد بس انا كنت استاهل منك كل التجاهل دا... كنتي سبيني في مصر لو انا هعطلك عن حلمك و حياتك على الاقل كنت هبقي جنب أختي... لكن انتي عملتي ايه اخدتيني علشان ترميني في بلد غريبة و سط ناس غريبة و باردة
كانت بتمشي لكنها خبطت في الكرسي و وقعت جنب سهير و هي فاقدة القدرة على الكلام و اتكلمت بضعف و انهيار و هي بتحاول تمسك ايدها
:ماما انا محتاجاكي... ابوس ايدك متسبنيش أنتي لو سبتيني دلوقتي هحس اني يتيمة و انا مش هقدر استحمل الشعور دا تاني، احضنيني على الاقل..
سهير غمضت عنيها و هي بتعيط بقهر و بسرعة قربت من صدفة حضنتها بقوة، صدفة غمضت عنيها باستسلام
سهير:أنا اسفه يا حبيبتي... انا غبية بس مكنتش اعرف اني وصلتك للحالة دي، حقك عليا يا صدفة بس صدقيني انتي و مريم أغلى حاجة عندي حتى لو مقدرتش أظهر دا انا معنديش أغلى منكم من يوم ما حملت فيكم و انا كان كل هدفي ائمن لكم حياة كويسه بس مكنتش اعرف اني بخرب لك حياتك
صدفة بتعب :خبيني في حضنك يا ماما....
سهير فضلت تعتذر لها و هي حضناها و صدفة في عالم تاني لأول مرة تحس ان حضن والدتها دافي و للأسف دي اول مرة...
مريم كانت واقفه جنب الباب، سهير بصت لها يحزن و شاورت لها انها تيجي رغم حزن مريم و غضبها لكنها راحت لها و قعدت جانبهم، سهير حضنتهم و هي حاسة اد ايه هي كانت غبية لما فرطت فيهم و قررت أن اللي جاي لازم يكون غير اللي فات...
مريم :صدفة اهدي يا حبيبتي، العياط غلط عليكي.
***********************
تاني يوم
سهير كانت رجعت مع البنات لبيت عبد الرحيم و هو مكنش موجود لانه كان في القسم بعد ما الشرطة كلموه و بلغوه انهم وصلوا للي اتسببت في اللي حصل لصدفة.
دخل و كان معه ابراهيم و هو نفسه يشوف اللي عمل كدا و ناوي على شر..
بهجت:اهلا يا استاذ ابراهيم اتفضل يا حاج عبد الرحيم.
ابراهيم قعد هو و عبد الرحيم
ابراهيم :حضرتك كلمتنا و قلت انكم قبضتوا على الست اللي اتفقت مع رؤى علي عملوه في صدفة... ممكن نعرف مين؟
بهجت:انا الاول عايزك يا حاج تمسك نفسك و تعرف ان الطمع لما يملي قلب حد ينسى البني آدم الرخيص صلة الرحم.
عبد الرحيم :يعني ايه وضح كلامك تقصد ايهو بعدين ايه علاقة دا بصدفة .
ابراهيم كان حس انه حد قريب من عبد الرحيم و توقع فايزة لان والدته قالت له ان فايزة دي غريبة و كل ما كانت تتكلم معها، كانت بتتكلم بالالغاز و بتحاول تسوء سمعة صدفة ادامها لكن كان حاسس بالنور من الفكرة انها ممكن تعمل كدا في بنت اخوها الوحيد.
بهجت طلب من العسكري يدخل فايزة اللي كانت حرفيا متشلفطة بسبب سهير و لأنها وصت عليها في الحجز انهم ميسبوهاش الا لما يعملوا معها الواجب.
بهجت:اللي عملت كدا هي فايزة.. اختك يا حاج عبد الرحيم.
عبد الرحيم بص له بدهشة هو عارف ان أخته مش ملاك و أنها مش كويسه لكن عمره ما توقع ان الضربة تيجي منها و خصوصا انه مكنش بيزعلها طول عمره و هو بيراضيها رغم أنها كانت بتنصر جوزها عليه لكنها أخته.
فايزة دخلت و بصت في الأرض بخوف و رعب
عبد الرحيم قام وقف ادامها و هو حاسس انه مش متزن لكنه بمنتهى القوة و لأول مرة رفع ايده عليه و ضربها بقوة خلاها تقع على الأرض
عبد الرحيم بغضب :انا عملت معاكي ايه علشان تعملي ف بنتي كدا... انا كنت عارف انك مش بتحبيهم بس ليه... صدفة الغلبانه دي ذنبها ايه علشان تعملي فيها كدا... عايزاهم يغتصبوا بنت اخوكي... ليه.. عايزهم يدنسوها ليه كل دا علشان مش عايزين يتجوزوا ابنك..
يا شيخة منك لله، دا انا عمري ما رضيت ازعلك رغم كل اللي عملتيه فيا.. يا خسارة يا فايزة... يا خسارة... دا انا اخوكي من دمك تعملي فيا كدا
فايزة متكلمتش و سكتت و كأنها خسرت كل حاجة فعلا حتى ولادها لما عرفوا اللي هي عملته مكنوش مستوعبين و معتز رغم انه طمع في خاله بسبب كلام والدته
لكنه انصدم من تفكيرها اللي وصل بيها انها تعمل كدا في صدفة و يمكن دا فوقه و خلاه يفتكر ان عنده اخت.
العسكري جيه اخد فايزة و عبد الرحيم مشي هو و ابراهيم بعد ما خلصوا الإجراءات و عبد الرحيم حاسس بالغدر من كل اللي كانوا حواليه..
ابراهيم بجدية :
هون على نفسك يا عمي... اللي تنصر جوزها على اخوها و تقلل من اخوها و تطمع فيه متستهلش انه يزعل عليها و بعدين احنا دلوقتي عندنا حاجات اهم... لازم نفضل جنب صدفة و مريم و كمان والدتهم لازم تكون معاهم.. صدفة الفترة الجاية مش هتكون ساهلة عليه و لازم نكون معها علشان تبقى مؤهله نفسيا للعملية
و لو سمحت انا عايز اكتب كتابي انا و صدفه يعني مش هنفضل مخطوبين كدا و بعدين اوعدك اول ما تقوم بالسلامة انا هعمل لها كتب كتاب مفيش زيه و كل اللي هي عايزاه أنا هعمله بس خلينا دلوقتي نكتب الكتاب.
عبد الرحيم بابتسامه :مش خايف لما تعمل العملية متنجحش و ساعتها مش هتقدر تشوف تاني...
ابراهيم :حتى لو لا قدر الله حصل.. يا عمي انا يوم ما فكرت في صدفة جيه في بالي حاجة واحده انها تكون معايا في الحلوة و المرة و بعدين لو لا قدر الله حصل اللي خايفين منه انا هبقي عنيها و هي قلبي علشان خاطري خلينا نعدي على الماذون دلوقتي و نروح على البيت.. صدفة لازم تتأكد اننا هنفضل جانبها اي كان اللي هيحصل و دا هيفرق معها بجد.
عبد الرحيم ربت على كتفه بود :ربنا يباركلك يا ابني...
ابراهيم ابتسم و فعلا راحوا على مكتب الماذون اخذوه و طلعوا على بيت عبد الرحيم.
مريم فتحت الباب و بصت لابراهيم و الماذون باستغراب لكنها متكلمتش و هم دخلوا الصالون...
سهير:ايه اللي بيحصل دا؟
عبد الرحيم بجدية :هنكتب كتاب صدفة و ابراهيم.
سهير :ابراهيم انا عايزاه اتكلم معاك شويه ممكن.
ابراهيم :ايوه طبعا..
سهير:اتفضل معايا...
دخلت معاه لاوضة الصالون
في اوضة صدفة
مريم دخلت بسرعة و غبي وشها ابتسامة
مريم:صدفة.. صدفة قومي
صدفة :في ايه.
مريم :ابراهيم جايب الماذون برا و عايزين يكتبوا الكتاب....
صدفة....