رواية فرصة ضائعة الفصل الرابع والعشرين 24 بقلم رغد عبدالله





رواية فرصة ضائعة الفصل الرابع والعشرين 24 بقلم رغد عبدالله 


دخلت قمر بخطوات ثابته .. ، وراحت وقفت قدام الدادة وهى بتقول بحسم .. : أنا عايزة أعرف كل حاجة عن جاسر .. ، ليه خبى عليا أنه بيحبنى .. ليه جر"حنى .. ، أنتِ أكيد عارفة .. ! 

بصتلها الدادة من فوق لتحت .. وقالت ببرود : بيحبك ؟ .. أنتِ سكرانة ؟ .

قمر بزعيق .. : لا .. أنا واعية كويس للى بقوله .. ، ومش متزحزحه من هنا غير إلا لما تكشفيلى كل الورق ، القديم والجديد .. علشان أنا جبت أخرى ! 

الدادة بإستفزاز .. : دا كإن القطه طلعلها سنان .. ؟! 

قمر بصوت بطىء وهى بتضغط على الحروف .. : جـاوبـى عـلـى الـسـوال .. ! 

الدادة مسكت طبق الخضار إلى فإيدها و وراحت للتلاجة ، بهدوء .. وهى بتقول : معنديش كلام أقوله .. تنيكى ورايا من هنا للصبح ، مش هتطلعى بحرف ..

قمر هبدت بإيدها على الرخامه بغضب .. ، و غصب عنها كام دمعة نزلو وهى بتقول .. : ء أنا زهقت من دور العبيطة .. ، و أراهن أن جاسر هو كمان زهق من دور القا"سى دا .. ! .. آه ، هو بيلعبه كإنه إتفرض عليه .. كإنه بيحمى نفسة بيه ، لكن من إية .. ؟ أنا عايزة أعرف .. لازم اعرف ، علشانه قبل ما يكون عشانى .. "ضمت إيدها على بعض " .. أرجوكى .. رسينى علشان أنا بوصلتى ضاعت و التوهه وحشه .. وحشه أوى .. 

الدادة بصت لقمر بطرف عينها .. وقالت بضيق .. : كان متجوز .. 

قمر بصدمة : إيه ؟! .. مـ متجوز ! 

الدادة : كان كان .. *اتنهدت* قبل أنتِ ما تشرفى ، كنا مبليين بواحدة كدا اجتمعت فيها كل الصفات الوسـ"خه .. *ضيقت عينها كإنها بتتذكر * آه و ربنا .. طماعة تلاقى ، رخـ"يصة موجود .. والله متجبش فى السوق تلاتة تعريفة .. . 

قمر بأستغراب .. : و هى راحت فين .. ؟ 

الدادة رفعت إيدها .. : ربنا ياخدها لو كانت عايشة ، و يجـ"حمها لو ما"تت ! .. 

إترسم على وش قمر علامات إستفهام كتير .. قربت كام خطوة .. وقالت : مش شديدة شوية الدعوة دى .. ؟! 

جزت الدادة على سنانها و قالت بحرقة .. : مش أشد من إلى عمتله في جاسر .. ، كل ما أفتكرها بسأل نفسى كان فين عقلى وأنا بوافقه على الجوازة المطينة دى .. ! *بصت على قمر لقت ملامح الغباء و الحيرة ماليه وشها * .. اتنهدت بقلة حيلة وقالت .. : من خمس سنين .. ، جاسر وزى اى شاب وقع فى مصيده الهوى .. ، بس وقع ومحدش سمى عليه .. ، كان عاشقها وبيتمنى لها الرضا ترضى . 

 *حست قمر بغصة فى حلقها .. و بحرارة فى وشها من الغيرة * .. 

أردفت الدادة بحسرة .. : حبه ليها ، خلانى ضعيفة قدامه .. وافقته بغير عناد ، رغم ان قلبى مكنش مستريح .. ، دايما كان شايل من البت دى .. بس كنت بتحجج واقول علشان لسه مش واخدين على بعض .. *سكتت شوية وقالت بحزن * .. وتمت الجوازة .. ، وزى ما تقولى كدا .. كانت طاقة قدر و اتفتحت فى وش البعيدة مرة واحدة .. ، بقت جشعه ومغرورة ، تطلب بالعبيط و جاسر مكنش يرد لها طلب .. ، ولما إستكفت مشكرتش .. ، خلت حبة عينى لما بعد ست شهور فى مأمورية شغل ، ييجى يلاقيها مقضياها فسح و سهر .. ، ييجى يلاقى نفسة وجوده زى عدمه بالنسبة ليها . . .  










قرب منها من خوفه لاحسن يبقى العيب منه .. وهى كانت بتبعد .. ، وفى يوم مطلعتلوش شمس .. فتح تليفونها بالصدفة لقى رسايل بالكوم .. ، وكلام أبـ"يح بينها وبين جربوع زيها .. . 

قمر إتصدمت وقلبها أتقبض ، سألت بترقب .. : و حصل إيه ؟؟  

الدادة مسحت دمعه .. : قولتلك .. من ساعتها والشمس مطلعتش فى دنيا جاسر ، .. فـ اتغير ١٨٠ درجة وقلب حياتها جحـ"يم .. ، كل الحب اتحول لكر"ه .. ، كر"ه لدرجة إستكتار القـ"تل عليها .. ، وتم الطلاق ، فاكره شكلها يومها كان يشرح النفس وهى شايفة كل حاجة بتروح من إيدها .. و عيونها متنفخين من العياط .. . كان نفسى اللحظة دى تقف علشان املى عينى .. 

 إبتسمت قمر بحزن وهى بتقول .. : علشان كدا جاسر زارع شوك حوالين نفسة .. ،و .. ميعرفش أنى مستعدة أخليه يغز"نى ، ويدخل فيا .. لمجرد حضن .. . 

الدادة رفعت حاجب .. : كلام إنشا ولا حب ؟ .. 

قمر مسكت رقبتها .. : ورب الكعبة حب .. وإذا مكنش *مسكت سكـ"ينة و اعطتها للدادة * وإذا مكنش ابقى أرشـقي دى فى قلبى .. ! 

الدادة بصت فى عيونها للحظات .. و زقت إيدها وهى بتقول : لا .. اظن مش هحتاجها .. 

إبتسمت قمر .. ، مدت الدادة شفايفها وهى بتبص للساعة .. : جاسر اتإخر كدا ليه .. ؟. 

قمر بتوتر .. : جـ جاسر فى المستشفى .. 

الدادة بفزع : ف فى المستشفى بيعمل أية ؟! 

قمر .. : بسيطة .. هو بس .. "قالت بكدب " كـ كنا ، كنا فى حفله وهو شرب كتير فأغمى عليه .. ، الدكتور قال هيفوق بكره الصبح ..

 الدادة بعصبية من توترها .. : كتر فى الشرب ؟! .. ماشى .. أنا ليا كلام تانى معاه الصبح .. ! .

قمر أبتسمت بتعب .. : لازم أقوم أنام .. علشان أول ما الصبح يشقشق نطلع عليه .. 

طبطبت الدادة على إيدها .. : ماشى يا بنتى تصبحى على خير .. . 

قامت قمر و طلعت الغرفة بتعب .. وهى بتطمطع .. ، فتحت النور و راحت فتحت الدولاب علشان تغير .. ، لقت ظرف أصفر محطوط على طرف آخر رف .. شبت و مسكته 

أبتسمت بسخرية وهى بتقرأ محتواة ، كانت قسيمة طلاق جاسر و واحدة إسمها هند .. جه فى بالها * موقف ورقة قسيمة الطلاق إلى شافتها .. وعرفت أخيرا سر عصبية جاسر ساعتها .. أكيد ندبه مش عايز مخلوق يحط إيده عليها .. ، اكيد كان خايف لأتك عليها ! * .. 

اتنهدت و عانتها مكانها .. وبصت على السرير بإستغراب لما لقته فاضى ، قطبت جبينها وبصت حواليها .. : هى مريم فين ؟ .. 

قطع تفكيرها صوت رنه الموبايل .. وكان رقم غريب .

قمر : ألو ؟ 

_صوت تخين = آسف لو صحيتك من النوم .. ، لكن مضطر ابلغك بنبأ حزين يا مدام قمر .. 

قمر أعصابها سابت .. : ء إيه .. ؟ 

                  الفصل الخامس والعشرين من هنا 

لمتابعة باقي الرواية زوروا قناتنا على التليجرام من هنا 


تعليقات



×