رواية حرم الفهد الفصل الأول 1 الجزء الثاني بقلم سميه أحمد
_يعني اي هتسافر شهر وأنا علي وش ولاده!.
قرب منها «فهد» واتكلم بهدوء: يا حبيبه قلبي أنا مطّر اسافر علشان شغل والله وهرجع قبل ولدتك وبعدين انتِ في نص السابع يعني قدام ولادك أقل حاجه شهرين.
عيط «غرام» وقالت: بس أنا محتاجك الفترة دي، هو الشغل اهم مني، أنا الفترة دي بجد محتاجة وجودك جنبي.
قرب« فهد» من غرام وحضنها وقال: الحقيقة أن دهَ كُلهُ غضب عني، صدقيني مش بأيدي أنا الأيام اللي فاتت مكُنتش بسيبك لحظة واحدة بس ، دلوقتي مجبر والله.
بعدت «غرام» عن« فهد» وعيونها مليان دموع بصتله بحزن: يعني انتَ مش هتقدر تفضل جنبي الأيام دي.
غمض عينه فهد بألم واتنهد: لو أطول أكمل الباقي من عُمري كُلهُ جنبك هعمل كده، بس في ظروف أقوي مني ومنك وتجبرني إني أسافر شهر.
عيطت« غرام» ومسكت الازازة ورمتها في الحيطة بعصبية وقالت بأنهيار: ظروف أي دي؟! ظروف أي اللي تخليك تسبني شهر بِحَالو.
كملت كلامه بأنهيار ودموعها مالية وشها: طول عُمرك جنبي مبعدتش عني لحظة غير وقت الشغل، عايز تبعد عني شهر كامل، مش يوم ولأ يومين حتي، طب قولي هبعد اسبوع مقبولة دي شوية لكن شهر يا «فهد»!!.
قرب منها «فهد» واتكلم بهدوء:«غرام» كوني واقعيّة وواعية شوية، أنا مطّر أمشي مش بمزاجي ولأ بمزاجك دهَ شغل فاتح بيوت ناس كتير، علشان دلعك اسيب دهَ كُلهُ وأفضل جنبك؟!.
بصتله «غرام» بصدمة وهمست: علشان دلعي! هو مين عودني علي وجودك غيرك مين؟!، مين بسببُ بقيت شايفة الحياة وردي، مين بيطبطب ويسندي غيرك،بقيت شايف احتياجي ليك دلع!!«فهد» انتَ تغيرت عليا أوي مش انتَ فهد اللي كُنت بحبُو.
"هو علشان بقولك هسافر شهر ابقي أتغيرت!، هو انتَ شايفني من الناس اللي بعد ما تعلق الناس بيها تسيب الجمل بما حمل! الحقيقة إن بحاول أجي علي نفسي علشان تقلّبات حملك وبقول فترة وتعدي ومهما كانت هرمونتها مش تمام هتقدر تعبي لو كُنت تعبان، بس الحقيقة إن شايف عكس كده، المفروض لما اقولك إني مسافر شغل وضروري تهوني عليا الفترة اللي هتوحشوني فيها تهوني عليا إن هغيب شهر من غير ما أسمع أسمي منك، انتِ فاكره إن الموضوع عليكي صعب بس ونسيتني إن اصعب عليا أكتر منك، الحقيقة إن تصرّفاتك في الفترة الأخيرة بقيت بتغض عنها لأني بقول لنفسي كُل شوية «غرام» في فتره محتاجه الكُل جنبها، بس مع الأسف أنتِ رجعت لـ«غرام» السابقة إنك بقيتي بتدوسي علي الكُل علشان ملصلحتك وأنانيتك،«غرام» كُونك أنتِ ذاتك نفسك مش قابلة موضوع سافري أنا أعمل أي؟!.
زاد صوت عياطها سندت علي الكمودينو بأرها وحطت إيديها التاني علي بطنها نزلت رأسها للأسفل وعيطت وصوت شهقاتها مالية المكان، قرب«فهد» ورفع وشها وهمس: بتعملي في نفسك كده ليه؟! ليه بتحطيني في موقف صعب؟! أنا مش قادر اشوف دموعك وابقي ساكت، وغلاوتك يا «غرام» غصب عني، بلاش توجعي قلبي عليكي وتخليني قلقان عليكي لما اسافر، علشان خاطري أجالي دهَ لحد ما أرجع أنا محتاجك، محتاج تبقي جنبي لأني همشي.
حست بوجع في قلبها لما قال الكلمة دي تلقائيًا حضنتهُ وعيطت قالت من وسط عياطها:
"ليه بتجرحني علطول كده ليه؟!.
طبطب «فهد» علي ضهرها وقال بحزن: علشان عارفك يا غرام أوقات مش بتبقي شايفة اللي قدامك وبتيجي عليه وتجرحيه، بفوقك قبل ما تكسري قلب اللي قدامك، كسر قلب الأنسان مش بهين
رجعت رأسها وقالت بأبتسامة:
" ويَحسبونه هينًا، وهو عِند الله عظيم".
ابتسم «فهد» وقال: طب ما أنتِ شاطرة وعارفة أهو، امال عنادية كده ليه.
أتنهدت وقالت بحزن: الحقيقة أن دي شخصيتي ومقدرش أغير فيها، أوقات بتبقي مُجبر تتغير لأن الزمن أجبرك، أما أنتَ من نفسك تغير حاجه فيك بيبقي صعب، حاولت كتير معرفش بجرح اللي قدامي من غير قصدي بس الحقيقة إن أوقات مببقاش واعية.
با"س جبينها وقال: مفيش حد كامل الكامل لله وحده، كُلنا عندنا عيوب ومحدش كامل أنا ذات نفسي مليان عيوب ومش عارف أزاي قدرتي تكلمي معايا رغم دهَ كُلهُ، بس الحقيقة إني بحاول اصلح من نفسي وكُونك عارف عُيوبك وبتصلح منها فـ دهَ ميدلش غير علي إنك شخص سوي نفسيًا مفيش حد بتقدر يتقبل عيوبهُ في أشخاص بتكابر في الغلط وعيوبها، أما بقي لنقطة إن عندك عيوب فـ أنا مش شايفها عيوب علي قد منا شايفها مميزات، الحقيقة إن لما أتجوزتك وحبيتك مبصتش للنقطة دي، وكُونك شخص عاقل وواعي لما تيجي تكمل في علاقة سوا كانت صداقة أو حب أو جواز أو غيرو لازم تقبل اللي قدامك بكّل عيوبه لأن بناء علي قرارك وكلامك هتعلق طرف تاني في العلاقة، محدش بيجبر حد علي حد إن يتجوز أو يحب أو يخطب أو يصاحب حد لو فكرتي تدخلي في علاقة لازم ووقتها تبقي متأكدة إنك أتقبلتي اللي قدامك بكُل عيوب لأنها ممُكن تكون عائق قدام، وأنا عملت دهَ كُلهُ لما حبيتك فـ صدقيني عيوبك دهَ أنا مش متضايق منها بالعكس أوقات بتخلينا نفهم بعض أكتر.
ابتسمت «غرام» لـ«فهد» وهمست: الحقيقة إني متجوزه شخص مفيش في جمالة وطيبة قلبهُ وتكفيرهُ.
مسكت خدود «فهد» وقالت بمرح: أنتَ طلعتلي من فين؟!.
ضحك «فهد» عليها وحضنها.
***
_أقسم بالله يا أياد لو ما بطلت اسلوب العيال الصايعة دهَ لهلم هدومي واروح لأمي.
ضحك «اياد» بكُل صوتهُ وقال: هو علشان بقولك غزل ابقي عيل صايع؟!!.
بصتلهُ «ندا» بعصبية وقالت: امال اللي قولتو من شوية كان اي.
ضحك «اياد» بخبث وقال: وأنا قولت أي.
اتكلمت «ندا» بتلقائية وبسرعه: "قولت تعالي ورا السور ونجيب منصور....
برقت «ندا» وصرخت: اععععع أنا قولت القرف دهَ.
ضحك «أياد» بكُل صوته وقال من وسط ضحكهُ: معلش يا حبيبتي من عاشر قوم بقى.
قربت «ندا» وضربت «أياد» وقالت بعصبية: أقسم بالله لو ما اتعدلت لهقول لـ «فهد» عليك.
مسكها «اياد» من وسطها وقال بخُبث: هيا فيها «فهد».
هزت راسها بهدوء ولسه هترد عليها سبقها أياد لما شالها علي كتفه" زي شوال البطاطس".
***
كانت قاعدة بتقرأ في المصحف بتاعها لقيت فونها رن ابتسمت بحُب لما لقيتهُ معشوقها.
ردت«داليا» وقالت بخجل: السلام عليكم ورحمة الله.
ابتسم أسر بحُب وقال: بحبك.
ردت «داليا» بخجل: شكرًا.
أتكلم «اسر» وقال: رد الحُب كرد السلام أما بمثله أو بأحسن منهُ.
أبتسمت«داليا» وهمست: وعليك الحُب ورحمة العشق ونبضاته.
قالت جملتها وقفلت الفون في وشهُ سمعت صوت أشعار علي فونها فتحت لقيت ماسدج من «أسر» عبارة عن
"أقسم أنني لا يمكن أن أحبك أكثر مما أُحبك الآن، ولكنِ أعلم أنني سأحبك أكثر غدًا".
حضنتها فونها بحُب وقالت: يأتي شخص علي هئية طائر رقيق يُضمِد لنا جروحنا التي فعلتها الحياة وهذا الطائر هو«أسر».
***
صحيت غرام في وسط الليل بصت لفونها لقيت الساعة 3فجرًا، بصت جنبها ملقيتش فهد.
شافت ورقة جنب الكمودينو بصتلها باستغراب ومسكتها، برقت عيونها لما قرأت........
ووووو