رواية فرعون الجزء الثالث 3 الفصل الثامن عشر 18 بقلم ريناد يوسف



رواية فرعون الجزء الثالث 3 الفصل الثامن عشر 18 بقلم ريناد يوسف 





فرعون 3 
البارت الثامن عشر 18

احمد اخد اميره من المستشفى الصبح بعد مااطمن من الدكتوره على حالتها وانها تقدر تروح والدكتوره سألتها لو حابه تعمل محضر بالتعدى عليها ضد جوزها واميره رفضت ..

وصلو شقتهم واحمد قعد اميره على الكنبه ودخل اوضة النوم غير الفرش واتخلص من اى اثر لجريمته وبعدها طلع شالها بحنيه ودخلها نيمها على السرير وسهاها وقفل تليفونها وشاله بعيد عنها ودخل جمبها فالسرير واخدها فحضنه ونام وهو بيتاسفلها بندم كداب عكس السعاده اللى فقلبه والراحه النفسيه اللى حاسس بيها .

***************

فريده الصبح فأوضتها وراضى عرف انها صحيت لما شافها نشطه على الفيس بوك وقام راح على اوضتها وخبط خبطتين خفاف وجاله صوت فريده اللى بترد باستغراب على اللى بيخبط عليها دا وخصوصا ان النهارده الجمعه يعنى مفيش جامعه وكمان مش متعوده حد يزعجها الا لما تقوم وتخرج براحتها :

فريده :ادخل 
دخل راضى وفريده اتعدلت فقعدتها لما شافته وبصتله وديقت حواجبها وهى شايفه باباها لاول مره يدخل اوضتها ..

راضى :احمم ..صباح الخير يافوفا 
فريده :صباح النور يابابا اتفضل .

راضى :معلش انا عارف ان النهارده الجمعه ويوم اجازتك بس لقيتك فاتحه فيس وعشان كده قولت اجى اقعد معاكى شويه اصلى قلقان ومنمتش من امبارح وقاعد لوحدى .

فريده :اهلا وسهلا بيك يابابا طبعا ...منمتش من امبارح ليه بقا ؟ مظنش بسبب جواز اميره وبعدها عنك لان دى مش اول مره والمفروض انك متعود يعنى !

راضى :الحقيقه لا مش بسبب اميره وجوازها بسبب حاجه تانيه خالص ...ليا واحد صاحبى اوى وحبيبي امبارح تعب تعب مفاجئ ونقلوه المستشفى ولما رحتله حكالى سبب تعبه وبصراحه انقهرت عليه جدا وخصوصا لما حطيت نفسى مكانه مقدرتش اتحمل مجرد الفكره .

فريده :للدرجادى السبب قوى !
راضى :جداا ...صاحبى دا يافريده كان مخلف بنت وكانت اعز من روحه ..طبعا مهى حته منه وبنته واى اب بيحس ان ولاده حته من روحه ...صاحبى دا كان مدى مطلق الحريه لبنته تخرج تدخل تعمل اللى فنفسها وثقته فيها ملهاش حدود ...عارفه البنت دى عملت ايه يافريده ...قضت على ابوها فثانيه لما اكتشف انها خانت ثقته دى واستغلتها غلط ....ماشى بصدفه مع اتنين صحابه ورايحين مشوار ويتفاجأ وهو ماشى ببنته قاعده مع ولد والولد دا ماسك ايدها ولافف دراعه حواليها والبنت بتضحك وعادى ...

صاحبى دا حس ان الدنيا لفت بيه وهو شايف المنظر دا واللى مكنش ممكن يتخيل فيوم من الايام انه يشوفه ...بص لاصحابه واولاد منطقته اللى كانو معاه لقاهم بيبصو لبعض ورجعو بصوله بنظره قالى عمرى مهقدر انساها ...قلى النظره اللى بتعرف منها انك سقطت من نظر اللى قدامك دى ..

قلبه متحملش ووقع منهم ونقلوه للمستشفى ...ولما رحتله قالى جمله خلتنى طول الليل مش عارف انام يافريده ...قلى محدش فالدنيا يقدر يكسر حد الكسره اللى انا فيها دى غير اللى منه ....بصراحه صعب عليا جدا وخصوصا انه كان فرحان ببنته دى اوى وبيتباها بيها وسط كل الناس ومش حارمها من حاجه ...بالظبط زى منا بتباهى بيكى انتى واختك كده ...

فضلت اسأل نفسى كتير ياترى ايه السبب اللى يخلى بنت تعمل فابوها كده ؟ ياترى ايه اللى يخليها تكسره قدام الناس بالشكل دا وتكسره قدام نفسه وتحط اسمه وسمعته وكرامته تحت رجلين واحد لو كان غرضه بيها شريف كان دخل البيت من بابه !

بصراحه معرفتش اجابه لسؤالى وقلت اكيد فريده هتجاوبنى على السؤال دا بما ان سنك قريب من سن البنت دى وتقدرى تعرفى بتفكر ازاى واقدر اعرف السبب واروح اقوله لصاحبي واخليه يراجع نفسه ويشوف هو قصر معاها فأيه يمكن لما يعرف ان التقصير كان منه المه يخف .

فريده طول ماباباها بيتكلم بتبلع ريقها بتوتر وحاسه انها بتتخنق وان باباها بيقصدها هى بالكلام دا والخوف من انه عرف حاجه بعلاقتها مع الولد زميلها فالكليه اكل قلبها ..

راضى :هاه يافريده يابنتى ارد على صاحبي واقوله ممكن السبب يكون ايه ...

فريده :مش يمكن بيحبو بعض يابابا وواعدها انه هيتقدملها بعد مايكون نفسه .
راضى :الحب مبيتداراش يافريده ...الحب مبيخوفش ..الحب بيدى شجاعه وقوه والولد دا لو فعلا كان بيحبها كان اتقدملها مهما كانت ظروفه من منطلق خوفه عليها...
 وكمان عشان يحافظ على سمعتها وكان ادى لباباها نفس الوعد اللى اداهولها انه هيبذل كل جهده عشان يكون جدير بيها ولو ابوها شاف ان الولد دا يستاهل الوقوف جمبه اكيد هيقف معاه من غير تردد وكان هيراعى ظروفه وامكانياته ويمكن يساعده زى ماانا عملت مع احمد جوزاختك اميره كده .

تقدرى تقوليلى سبب مقنع غير دا لان دا سبب مش مقنع لا بالنسبالى ولا بالنسبه لصاحبى ؟

فريده هزت كتافها بعدم قدره على الرد وهى بتفكر فكلام باباها اللى اقنعها فعلا ان كل العقبات اللى طارق زميلها بيحطها قدام ارتباطهم ممكن جدا يتخطاها لو صمم وكان عايز ده ...
راضى :انا برضو قولت لنفسى كده ..ان مفيش اى مبرر للغلط وجيتلك وانا بقول يمكن تفكير جيلكم يختلف عن تفكير جيلنا وان ممكن تكون ليكم اسبابكم المقنعه لكن للاسف ...الغلط هيفضل طول عمره غلط على مر الازمنه ...انا دلوقتى مملكش غير انى ادعى لصاحبى دا ان ربنا يصبره على ابتلائه فبنته وصدمته فتربيته ليها وفأخلاقها ...شعور الخزلان دا صعب قوى اصله يافريده اوووى ..

سابها وخرج وهى متابعاه بعيونها اللى اتملو حيره وهى بتسأل نفسها :

صحيح هو ايه اللى مانع طارق انه يتقدم ؟ ومعقول يكون اللى بعمله دا غلط كبير اوى كده زى مابابا بيقول ! طيب ماكل البنات والاولاد بيعملو كده وبيحبو ويتحبو !؟ ....

وجاوبت على نفسها :بس هو ماعترضش عالحب ...هو اعترض عالاسلوب ...اعترض على الغلط ...وفعلا كلامه صحيح ...انا هحط النقط على الحروف مع طارق ويأمه يجى يتقدملى يأمه كل واحد فينا يروح لطريق ....ومسكت تليفونها واتصلت بيه ...

جالها صوته نعسان وهو بيرد عليها ..

طارق :ايه يابنتى فيه حد يتصل بحد فالوقت دا اتجننتى؟

فريده بنبره عميقه :لا متجننتش ولا حاجه ياطارق ..بس تقدر تقول فوقت....طارق تعالا اتقدملى النهارده لو بتحبنى صحيح زى مابتقول .

طارق :مالك يافريده عالصبح فيكى ايه صاحيه بتخترفى عالصبح انتى سخنه ياحبيبتى ولا ايه ؟

فريده :كل دا عشان بقولك اتقدملى ؟
طارق :لا كل دا عشان بتقولى كده وانتى عارفه الظروف كويس يافريده ...قوليلى بقا ايه اللى طقق الفكره دى فدماغك عالصبح كده حلمتى بيا ياروحى ...بس وحياتك اوعى تقوليلى فيه عريس جاييلك واهلك ضاغطين عليكى والحوار الفاكس دا ...اصلها بقت مهروسه اوى ودلوقتى مفيش اهل بيضغطو على بنتهم ولا بيقدرو لعلمك يعنى ..

فريده :لا ياحبيبي لادا ولا دا ...ولا حلمت بيك ولا جالى عريس ...بس راجعت نفسى واكتشفت ان اللى بيحب بجد مش هتوقف قدامه اى ظروف .
وطالما انتا هتاخد الظروف حجتك يبقا كل واحد فينا يروح فطريقه ويشوف حياته على حسب ظروفه ..وابقا سلملى عالظروف ياطارق ..

طارق بزعيق :وانتى جايه تفوقى دلوقتى ؟ بعد سنتين حب بحالهم يافريده جايه تقولى الكلام ده !

فريده :اتأخرت اوى مش كده ؟ عموما لسه فيه وقت انى اصلح غلطه بغلطها بقالى سنتين ....بص يبن الناس انا هستنى اسبوع واحد بس ..جبت اهلك وجيت اتقدمت كان بيها ...مجتش يبقا تنسى وحده اسمها فريده نهائيا ...وسلملى عالظروف كمان مره ...سلام ...
وقفلت التليفون .

ودا خلى اللى واقف عالباب واللى كان سامع المكالمه ابتسم برضى بعد مااتأكد ان بنته بتحاول انها تصحح غلطها بدون تعصب لافكار جيلها الخاطئه ودى حاجه فرحت قلبه برغم كل اللى بيحصل معاه لانه اتأكد ان فريده لسه قلبها قاعد رطب ومتحجرش زى قلب اميره ......
*************
رحاب :عايزه حاجه يافريال خانوم انا رايحه الجامع هدى اول درس النهارده .

فريال :عايزه سلامتك خدى بالك من نفسك وركزى واشرحى حلو عشان العيال تفهم متكروتيش .

رحاب بضحكه :حاضر 
ليل :هتتاخرى يابيبو ؟
رحاب :لا ياروحى هى ساعه بالكتير اوى ورجعالك .
ليل :طيب انى هبتدى على ماترجعى واحضر الحشوات والتقايل .

فريال :وانا معاكى متقلقيش بس هاتيلى الحاجه اعملها وانا قاعده ..اقولك هاتى المحشى وانا الفهولك .
ليل :له يبوى انتى تخلى بالك من نجمه واكفايه عليكى على اكده .

رحاب :لا نجمه هاخدها معايا متحتاروش فيها ...يلا يانوجتى ؟

نجمه :يلا يابيبو ...ومسكو ادين بعض وخرجو على الجامع .

فريال بعد مامشيو :ربنا يحرسكم من كل عين رديه ونفس اماره بالسوء يابناتى يارب ويكتبلكم فى كل خطوه سلامه .

ليل :آمين يارب ياخاله ...عقولك عايزاشى حاجه اعملهالك قبل ماابتدى فالطبيخ ...اعملك كباية شاى ولا اجيبلك لقمه تصبرى بيها نفسك على ماالبنته ياجو ؟

فريال :تسلميلى يابنت قلبي يارب ...بس انا هستنى البنات عشان نتغدى كلنا سوا ..ويلا على مصالحك وشغلك ومتعطليش نفسك اكتر من كده انا مش عايزه حاجه ...

ليل دخلت المطبخ ومتعرفش ليه النهارده من اول ماصحيت من النوم وقلبها ضرباته مش مظبوطه وحاسه بحاجه غريبه هى ايه متعرفش ...بس يعنى مطمنه شويه عشان الاحساس دا مش مصاحبه احساس بالخوف او قبضه مقلقه ..

ابتدت تعمل شغلها وبين كل فتره وفتره تحط ايدها على قلبها تجس نبضاته الغريبه دى النهارده ..

رحاب وصلت الجامع ودخلت هى ونجمه والشيخ كامل كان فاستقبالها ووداها على البنات اللى كانو قاعدين فزاويه وادى الولاد اجازه فاليوم دا عشان البنات يفضلو لوحدهم هما ورحاب وياخدو راحتهم اكتر ...

وكمان هو راح قعد فزاويه بعيده بحيث انه يكون على مسافه من البنات بس صوتهم مسموع بالنسباله عشان يسمع رحاب ولو غلطت فأى نقطه يكون موجود عشان يصححهالها ...

ابتدت رحاب الدرس وابتدو البنات يتشجعو من اسلوب رحاب المرح معاهم انهم يسألوها كل الاسئله اللى بتجول فأذهانهم ومكانوش قادرين يسألو عليها الشيخ كامل لشدة حيائهم منها ...

شرحتلهم الوضوء والطهاره والاغتسال بطريقه سلسه وسهله والشيخ كامل ابتسامته شاقه وشه طول ماهو سامع رحاب وكلامها وشرحها واسلوبها الرائع مع البنات وطول الوقت باصص للارض وكل مارحاب تجاوب اجابه يهمس لنفسه ...بسم الله ماشاء الله ولا قوة الا بالله ..
خلصت رحاب وبصت فساعتها شافت انها بقالها ساعه ونص فالدرس ومحستش بالوقت خالص ...ابتسمت للبنات وهى بتسقف بايدها بشويش وبتقولهم ...

يلا بقا ياقمرات كفايه كده النهارده ونتقابل الجمعه الجايه واللى تفتكر سؤال تبقى تسأله ونجاوب عليه سوا واللى مفهمتش حاجه المرادى نعيدها المره الجايه لغاية مانفهمها ..

اتكلمت بنت من البنات :مين دا اللى مفهمش ياابله ...طب دانا والمصحف اول مره افهم حاجه بالشكل دا ...طب دا الابله بتاعت المدرسه بتفضل ترغى ولا بنفهم منها حاجه ....
وحده تانيه ردت عليها :وهى المدرسه ولا اللى فيها بيفهمو حد حاجه ..قطعو وقطعت سنينهم ..

رحاب بعد ماكانت وقفت عشان تمشى قعدت تانى وبصت للبنات وهى بتقولهم ...
طيب استنو استنو ...اقعدو كده واسمعونى فيه نقطه مهمه اوى عايزين نشرحها ونعرفها مع بعض....

اولا ياحبايبى مفيش قسم او حلفان بغير الله ...ليه بقا 
لانه لا يجوز الحلف بغير الله كائنًا من كان -لا بالنبي ولا بغيره- يقول النبي ﷺ: من كان حالفًا فليحلف بالله أو ليصمت، وقال: لا تحلفوا بآبائكم ولا بأمهاتكم، ولا بالأنداد، ولا تحلفوا بالله إلا وأنتم صادقون، وقال ﷺ: من حلف بشيء دون الله فقد أشرك أخرجه الإمام أحمد بإسناد صحيح عن عمر ، وخرج أبو داود والترمذي بإسناد صحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي ﷺ أنه قال: من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك، وقال عليه الصلاة والسلام: من حلف بالأمانة فليس منا.
والمقصود: أن الواجب الحلف بالله وحده، ولا يجوز الحلف بالنبي، ولا بغير النبي، ولا بالأمانة، ولا بالكعبة، ولا بالمصحف، ولا بغير ذلك، فالحلف بالله وحده ....

اما بالنسبه لقطع وسب السنين زى اللى حصل دلوقتى واللى كتير مننا للاسف بيلعنو الايام والسنين والقدر والمكتوب بجهل وهما ميعرفوش انهم بكده بيأثمو اثم كبير جدااا عارفين ليه يابنات ...

عشان سب الدهر محرم شرعاً، سواء عبر عنه بالدهر أو الزمن أو اليوم أو الوقت او السنين، فقد جاء في الحديث القدسي: يقول الله تعالى :يؤذينى ابن آدم يسب الدهر وانا الدهر بيدى الامر اقلب الليل والنهار . رواه البخارى مسلم واللفظ للبخارى .

بمعنى ان الايام والسنين وما يحدث فيها كله يحدث بامر الله تعالى ولا يجوز للانسان الاعتراض على امر الله وقضائه مهما حملت لنا الايام والسنين من مصائب وشدائد لانها ماهى الا اقدارنا التى كتبها لنا الله سبحانه وتعالى ولا شأن للايام او للسنين فيها ...

فهمتو ياقمرات ...يعنى من هنا ورايح ناخد بالنا من كلامنا ومنحلفش بغير الله وكمان لما نحلف بالله نحلف للضروره القصوى ..وكمان عايزه اقولكم اننا لازم نعود نفسنا على عدم الحلفان دا واننا نقول الصراحه واللى قدامنا حر يصدقها او لا اهم حاجه اننا بينا وبين نفسنا متأكدين اننا بنقول الحق ...

الشيخ كامل لنفسه :بسم الله ماشاء الله تبارك الله ...وابتسم وهو بيراقب رحاب اللى قامت ومسكت ايد نجمه وبتتحرك باستعجال بعد مابصت فساعتها واستأذنت من البنات ومشيو هما الاتنين ...

البنات انصرفو والشيخ هو كمان راح على السكن بتاعه وطول الوقت مبتسم وهو بيستعيد كل كلام رحاب مع البنات ومره وحده غمض عنيه وافتكر نبرة صوتها المميزه الحنونه اللى ليها القدره انها تحتوى اللى بيسمعها وتحسسه بالامان وفتح عنيه بسرعه وهو بيستغفر ربنا على تفكيره ده وقام اتوضى وصلى ركعتين لله ...

************
فى وقت سابق من اليوم ..
غريب وصل القاهره وبوشه على العنوان اللى ساكنه فيه روحه اللى هيقابلها بعد اربع سنين موت وبيهم هيرجع يعيش من تانى ....

وقف العربيه بعيد شويه عن البيت وفضل قاعد فيها ومراقب المكان لعله يشوفهم بالصدفه خارجين او راجعين ....عشان قرر انه قبل ماياخدهم يكون محضرلهم مكان جديد يليق بنجمته وليله ويعوضهم عن كل اللى فات والاهم انه يتخلص من الشقه اللى كل مايدخلها يفتكر اميره واللى حصل منها ...

ابتدت شعائر صلاة الجمعه وهو قاعد فعربيته ابتسم وقام عشان يصلى الجمعه فاقرب جامع ويفضل يشكر ربنا على رحمته بيه لغاية مالسانه يعجز عن الشكر ...

تعب من كتر التفكير فى رد فعل ليل لما تشوفه ..وكمان رد فعل بنته نجمه...ياترى ليل قايلالها ايه عنه ...عايش ولا ميت ..موجود ولا مسافر ...مقدرش يتوصل لاى اجابه تريح عقله وقلبه وساب اجابة السؤال دا للقاء الاول ...

رجع عربيته وفضل مستنى ومتكى على كرسى العربيه واللى كانت مظلله واتعدل بسرعه وهو بيلمح روحه ونجمته خارجه من باب البيت وماسكه ايد بنت ....

ايوه دى بنته اللى حافظ ملامحها عن ظهر قلب وتقاطيعها مطبوعه فقلبه قبل عينه من كتر مابصلها واتمعن فيها ...
ابتسم بشوق ولهفه وهو شايفها بتقرب من العربيه بخطواتها النونو وبتتنطط بدلع وتضحك وهو ضحك على ضحكها وحاسس ان قلبه هينفجر جوا صدره من كتر الفرحه ...اخد نفس عميييق وطلعه مره وحده بعد دقايق عدت عليه نجمه بنته كانت بتعدى فيها من قصاده خطفت انفاسه مكانش قادر يتنفس فيها ....

ميعرفش ازاى مسك نفسه انه مينزلش وياخدها فحضنه ويشم ريحتها لحد مايشبع ويرتوى ...

ميعرفش ازاى صبر نفسه وهو شايفها قدامه روح ودم ولحم بتتحرك وكأن قلبه هو اللى بيتحرك وبيرقص على خطوات رجليها ..

نزلت منه دمعه غصب عنه مقدرش يحوشها ...دمعة الراحه اللى بتيجى بعد التعب ...دمعة الفرحه اللى بتيجى بعد الحزن ...سابها تنزل بحريه ومد ايده فجيبه وطلع الخلخال وقربه على وشه وباسه وهو بيهمس لنفسه ...

خلاص كل حاجه هترجع لمكانها الطبيعى وحبايبى هيرجعو لحضنى

فضل مستنى فعربيته لغاية ماشاف نجمة قلبه راجعه وبرضو بتتنطط وهى ماشيه بفرحه ...المرادى قدر يركز فيها اكتر ...

ضحك وهو ضامم حواجبه ورافعهم لما عدت من جمب العربيه وشبت لفوق ومدت ايدها النونو على قزاز الشباك اللى قصاده ومشتها عليه من اوله لآخره وهى ماشيه وغريب بسرعه مد ايده لمس ايدها من جوه القزاز وفضل ممشيها معاها لغاية ماشالت ايدها ..جسمه قشعر من الاحساس اللى حسه وغمض عنيه وهو بيقول لنفسه اذا كانت شوفتها بس عملت فيه كده امال حضنها هيعمل فيه ايه ...

نجمه دخلت البيت مع رحاب واختفت عن انظار غريب ورجع بص على قزاز العربيه مره تانيه وضحك وهو شايف اثر ٣ صوابع من صوابعها لسه معلمين على القزاز ...

طلع تليفونه واتصل ببواب العماره اللى فيها شقته عشان يدورله على حد يشتريها فاسرع وقت ...وبعد ماقفل منه اتصل بواحد صاحبه كان حكاله انه يعرف سمسار بيأجر وبيبيع شقق وفلل وطلب منه انه يشوفله فيلا ايجار النهارده او بكره بالكتير اوى بس تكون حاجه حلوه وميهمهوش الفلوس ...

قفل معاهم وطلع رقم ليل من على التليفون وجابه على الشاسه وهيموت ويضغط اتصال ويسمع صوتها مره وحده بس.... لكنه اتراجع فآخر لحظه لما فضل انه يستنى لغاية مايجهز مكان وساعتها هيخطفها هى وبنته ويخلص معاها كل الكلام اللى فضل كاتمه فقلبه طول اربع سنين ...

شاف شاب معدى نزل قزاز العربيه ووقفه وطلب منه طلب والولد نفذه وهو متردد ...

طلب منه انه يكلم رقم مطعم اكل بيتى فالعماره اللى قصادهم ويطلب منها طلب اكل اى حاجه وانه هو اللى يستلمهوله منها لانه تعبان وسكره محروق ومش قادر يتكلم او يتحرك وتليفونه مفهوش رصيد ...الشاب فعلا عمل كده واتصل بليل وغريب كان هيموت ويقلو يفتح السماعه عشان يسمع صوتها لكنه خاف يزود ارتياب الولد منه واللى كان واضح جدا على ملامحه ..

ليل خيرت الولد بين كذا صنف اكل متوفر وهو طلب محشى وملوخيه وفراخ لما غريب كتبهمله فتليفونه وهو قراهم اثناء مابيكلمها ...طلبت منه انه يجيلها وادتله العنوان وهو قالها انه واقف تحت العماره وعارفها ...وكمان قالتله على تمن الاكل وقالها اوكى مفيش مشاكل ...

غريب اداله فلوس الطلب والولد طلع شهم ومسابش غريب غير لما طلع جابله الاكل واداهوله ورفض انه ياخد اى فلوس زياده من غريب تمن خدمته وتعطيل مصالحه ومشى بعد مااتمنى لغريب الشفا .. 

فتح غريب الاكل وابتدا ياكل بعد ماشم الروايح الجميله بتاعت اكل ليل واللى عارفها كويس ووحشته حد الجنون ...كان بياكل بسرعه وبفرحه ولهفه وسعاده وهو بيضحك وهو حاسس كانه اول مره ياكل من اربع سنين ...اكل معمول بأيد حبيبته اكيد احلى واطعم من اى اكل فالدنيا ..

شبع وطلع سجاره ولعها ولاول يكون مرتاح للدرجه دى وغمض عنيه وهو بيطلع دخانها اللى ترس رئتيه بكل راحه وبعدها فتح ورفع عنيه على بلكونة شقتها وهو بينفخ نفس ورا نفس وعنيه متشعبطه لفوق وبيتمنى لو تخرج البلكونه ويكحل عيونه بشوفتها هى كمان ويرتوى قلبه شويه وهو شايف راحته النفسيه قدامه ...

اثناء ماهو قاعد رن تليفونه مسكه واتفاجأ برقم المتصل ...مريم ...

رد عليها غريب بتوتر وعدم راحه زى مابيحصل فكل مره تتصل بيه فيها وهو حاسس ان اميره قطعت اغلب حبال الود بينهم فرد عليها بتحفظ ....

غريب :ايوه 
مريم :غريب حبيبي اخبارك ايه ياروحى .
غريب :انا بخير الحمد لله ...اخبار حضرتك ايه ؟
مريم :انا بقا مش بخير ابدا ياغريب ...حبيبي اسمعنى انا مش هطول عليك فالكلام لانى حاسه بيك انتا متحامل على نفسك اد ايه وانتا بتكلمنى ...وبصراحه مقدرش الومك ...غريب اميره اتجوزت وفرحها كان امبارح .

غريب باستغراب :طيب وانا ايه علاقتى بالموضوع دا ! اظن دى حاجه متخصنيش دلوقتى .

مريم :غريب اسمعنى ارجوك بدون مقاطعه ...اميره امبارح تعبت ووديناها المستشفى وبعد الكشف عليها اتضح انها كانت ....فيرجن .

غريب بعدم فهم :يعنى ايه مش فاهم !
مريم ردت عليه بأنكسار :يعنى انتا بريئ ياحبيبي ...يعنى انتا ملمستش اميره حتى وانتا مش فوعيك ...يعنى بنتى خدعتك وخدعتنى ولعبت اقذر لعبه فالدنيا ... انا آسفه ياغريب ...انا فعلا اسفه .

غريب غمض عنيه واخد نفس عميق كأنه واحد كان تحت الميه وكاتم انفاسه مده طويله لغاية ماحس انه ابتدى يتخنق واخيرا طلع على وش الميه واخد نفس ردله الحياه من تانى ...
اتكلم بضعف :آسفه ...ولعبه ...طب تفتكرى الكلمتين دول لو اتحطو قصاد اللى خسرته هساوو ايه ...طيب بلاش ده ...هيصلحو ايه من اللى اتكسر جوايا ...
حياتى ..مراتى ...بنتى ..آدميتى ...صحتى ... اربع سنين من عمرى كل دول خسرتهم بسبب اللعبه اللى بتقولى عليها دى ..

بصى انا مش عايز من حد اسف ولا ندم ...انا مش عايز منك غير انك تقولى لاميره حاجه وحده بس ...قوليلها مبروك عليكى فوزك فاللعبه ...قوليلها بصراحه لعبتى بجداره وخسرتى اللى قدامك اكبر خساره ممكن حد يخسرها فتاريخ كل الالعاب...

قوليها غريب بيقولك ربنا مايسامحك ياشيخه ...ولا غريب هيسامحك ...

وهيطلب من ربنا القصاص منك فكل دقيقه وكل ثانيه وصدقينى اكتر حاجه ممكن تفرح غريب فالدنيا بعد النهارده هى انه يسمع خبر دمارك ...

مريم نهت الاتصال مع غريب ودفنت وشها بين ايديها وانفجرت فنوبة بكا مصحوبه بقهر وخذلان وندم عمرها محصلت معاها قبل كده بعد ماسمعت لوعة غريب من اللى عملته فيه بنتها والالعن انها هى بنفسها اللى كانت تضغط عليه عشان اميره تفضل معاه وتزيد عذابه والنار فقلبه واحساسه بالذنب وهو بيشوفها كل مره قصاد عنيه ...

مسحت دموعها بعنف ورفعت دماغها ومسكت التقرير صورته وبعتته لغريب عالواتس وبعدها بعتتله رساله :
متفتكرش ان اميره ظلمتك وكسرتك لوحدك ..والله يبنى انا كسرتى اكبر من كسرتك ...
رد عليها غريب بعد ماقرا الرساله بكلمه وحده :محصلش .

وبعدها قفل النت ومريم رمت التليفون ورجعت تبكى من تانى بكل قوتها ...

اما راضى فاكان قاعد فالصاله وسامع صوت بكاها ولاول مره ميدخلش ملهوف عشان يمنع دموع مريمته من النزول وشاف انه يسيبها يمكن الدموع تخفف من النار اللى اكيد بتاكل فقلبها دلوقتى بسبب احساسها ان اللوم الاكبر فكل اللى بيحصل دا بيقع عليها هى فالمقام الاول ودى فعلا حقيقه ...

اما غريب فابعد مكالمة مريم دى وبعد ماشاف التقرير عالواتس فضل يأن بصوت عالى وكل آااه تطلع منه تشق صدره على اد ماهى طالعه بالم ...دعى على اميره من كل قلبه بسبب كل مره لام فيها نفسه وعذبها على ذنب معملوش ..

لكنه رجع ابتسم وبص للسما وهو حاسس ان الدنيا والقدر والحظ النهارده اجتمعو عشان يردوله كل حاجه اخدوها منه وعليها اجمل تعويض منهم على كل التأخير اللى اتأخروه عليه وهو ((بنته نجمه ))...

فضل قاعد فعربيته طول النهار من غير تعب ولا كلل او ملل وسارح بخياله وبيرتب فدماغه شكل الحياه اللى هيعَيش فيها نجمته وليله....اتحرك بالعربيه اخيرا وكان الليل ابتدا يدخل عليه وراح على اقرب بوتيك للهدوم الاطفالى واشترى لنجمته كل فستان حلو وقعت عليه عنيه واتخيله هيكون شكله ايه عليها ...

دفع بالفيزا وبعدها خرج حط الهدوم اللى اشتراهم فشنطة العربيه وبعدها دخل محل العاب وطلب من اللى شغالين فيه يختاروله اغلى العاب تنفع لبنت عندها ٣ سنين وهما رشحوله عروسه كذا نوع ولعبة طبخ والعاب كتير اوى يختار من بينهم لكن هو اخدهم كلهم ودفع تمنهم وشالهم بفرحه وخرج حطهم فالعربيه فالكرسى الورانى وركب العربيه وراح على عنوانهم وركن عربيته فنفس المكان وفضل قاعد فيها ....

فالاثناء دى جاله اتصال من صاحبه اللى كلفه يلاقيله فيلا مناسبه واداله رقم السمسار عشان غريب يتواصل معاه ويبعتله صور الفيلل المتوفره قدامه وعناوينهم وغريب يختار مابينهم ...

وبالفعل غريب اتواصل مع الراجل وبعتله صور لكذا فيلا وغريب اختار مابينهم وحده محندقه بجنينة صغيره وحمام سباحه ومرجيحه فالجنينه جميله وعجبه بساطتها وشافها هتكون اجمل وانسب عش ليه ولليله ونجمته ....

طلب منه يخلص اجرآتها وهو بكره هيعدى عليه يدفعله الفلوس ويعاينها على الطبيعه ...

*************
اما فالامارات وفى وقت سابق من اليوم ...

سيليا :عمتوووو قولى لابنك اللى قاعد بره دا انى دلوقتى خطيبته ولازم معاملته ليا تختلف انا هموت نفسى بالشكل دا مبقتش قادره استحمل ...انا هكلم عمو شريف يديله درس اجبارى فالرومانسيه والاحساس عديم الرومانسيه منعدم الاحساس ده ..

سميه بضحكه :يبنتى اصبرى عليه شويه اما يتعود عالوضع الجديد وكفايه عليه اوى الخطوه اللى اخدها دى وخطبك دانا لغاية دلوقتى مش مصدقه انه عملها والله .

سيليا :لا بقا مهو انا مش هستحمل كام سنه تانى على ماجنابه يتعود ويستوعب انه خطب وبعدها عايزله كام سنه تانيين على مايتعود انه اتجوز وكام سنه زيهم يستوعب انه لازم يخلف ...اسمحيلى بقا انا مش هصبر على استيعاب السلاحف بتاع ابنك ده ....دا تفوق على الدكتور البريطانى بتاع سعاد حسنى اللى عنده برود اعصاب بسلامته !

سميه :بصى اهو نادر قدامك وخطيبك وانتى وهمتك معاه بقاوزى ماقدرتى تخليه يخطبك انا واثقه انك تقدرى تجننيه بيكى وخلى فعلمك ان كل الطرق مباحه فالحب والحرب ..

سيليا :يعنى دا كلامك ياعمتو .
سميه :ايوووه ...هاجمى وحاصرى وقربي والغى المسافات واتحنجلي ...

سيليا بصت لبره على نادر اللى كان قاعد فالصاله وبيتكلم مع عمرو وعمه شريف اللى تقريبا بقو مقيمين بشكل دائم فبيت عامر ومبيروحوش غير لما عامر ونادر يطردوهم بالعافيه وقالت لعمتها : ياخوفى ليكون ابنك دا آخره واقضى باقى عمرى اتحنجل عالفاضى ..

خرجو بالاكل اخيرا واجتمعو عالسفره وعمرو قاعد جمب سيلين ومن وقت للتانى يهمسلها بجمله وهى تبتسم بمنتهى الرزانه ومره ترد عليه ومره لا ...
وشريف قعد جمب سميه ودا طول الوقت بيهمس لسميه وهى متردش عليه بس خدودها حمره من الكسوف وهتموت من الاحراج وبرغم كده شريف ماراحمش حالها ...

اما سيليا فقعدت جمب نادر ومتعديش كام دقيقه الا وتكون مميله عليه وهمساله :نادر ..انا خطيبتك على فكره ...نادر احنا مخطوبين ياحبيبي ...نادر هو انتا فاكر ان احنا قارين فاتحتنا ولا نسيت؟

ونادر مستمر فالاكل ولا معبرها لغاية مازهقت وبرطمت وحطت ايدها على خدها بغلب وفضلت بصاله وهو بياكل بمنتهى البرود ولما ملقتش فايده بقت تمد ايدها وكل ماياخد حاجه بالشوكه بتاعته تاخدها منه وتاكلها هى ...

نادر بص لسيليا بعد ماساب الشوكه والسكينه من ايده وشبك ايديه على السفره قدامه وهى ابتسمت وغمزتله ..
نادر هز دماغه بقلة حيله وقام من على السفره وهو بيجاهد عشان يدارى ابتسامته اللى كاتمها بالعافيه من ساعة ماسيليا قعدت جمبه عالسفره ...

الكل شبع وقعدو بعدها فالليفنج وشريف اتكلم بعد مااتنحنح ...

عامر انا كنت عايز آخد رأيك فأنى اكتب كتابى على سميه واتجوزها اصل احنا مش عيال صغيره ولسه هنعمل خطوبه ونعرف بعض ...العمر بيجرى بينا وعايزين نلحق نعيش فيه يومين حلوين ياعامر ياخويه وبص لسميه اللى بصت للارض بخجل..

عامر :والله ياشريف انا معنديش مانع انك تتجوزها النهارده قبل بكره ...انتا عارف انتا وسميه ايه بالنسبالى ونفسى انكم ترتاحو وتفرحو بقا ..

شريف :خلاص ايه رأيك نجيب المأذون ونكتب الكتاب بكره .

سميه : لا بكره ايه انا مجهزتش اى حاجه !
شريف :اى حاجه فالدنيا هتحتاجيها ياسمسمتى هتكون تحت امرك وتحت رجليكى ...احنا هنكتب بكره وهنستنى يومين وآخدك ونلف العالم فرحلة عسل مفتوحه نعوض فيها كل السنين اللى ضاعت من عمرنا ..

عمرو بخضه : رحلة عسل مفتوحه اللى هو ازاى يعنى ؟طب والشغل يابابا هعمل ايه لوحدى انا !...

شريف :مليش فيه ...الشغل والشركات كلها من هنا ورايح بتاعتك وتحت تصرفك لوحدك وتديرها على مزاجك واياك ...شوف اياك تتصل بيا وانا مسافر وتسالنى عن اى حاجه لا كبيره ولا صغيره بخصوص الشغل ولا تعكر عليا اجازتى ....

عمرو :الله اكبر ...دا ايه التدبيسه دى ؟
عامر :ولا تدبيسه ولا حاجه متشلش هم كلنا معاك ..انا ونادر وحتى سيليا لو تحب اخليها تاخد اجازه من الشركه وتفضل معاك الفتره اللى جايه وتساعدك فالشغل ...

عمرو :لا اذا كانت هتاخد اجازه عشان تفضل جمبى بقا فانا بقول انها تفضل جمبى بصفه دائمه ونكتب كتابنا انا وهى مع بابا بالمره ونتجوز وبكده تكون معايا طول الوقت وتصبرنى على فراق بابا ...

عامر :والله لو هى موافقه انا معنديش مانع ..
عمرو :لا هى موافقه اكيد :مش كده ياسيلين ؟
سيلين هزتله دماغها بالموافقه والكل هيص بفرحه ..

سيليا ميلت على نادر اللى مربع ايديه وواخد دور المتفرج وهمستله :

اخيناااا ...مش واخد بالك انتا من عروض الجواز اللى بالجمله حواليك دى؟ ..

طب بقولك ايه ...انا سمعت ان المأذين عاملين اوفر اليومين يكتبو كتابين والتالت هديه عليهم ...ايه رأيك نستغل العرض دا ها..وفضلت تهز دماغها قدامه وهى مبرقه عنيها ...ها ايه ..ايه ..ها ايه .

نادر اتنهد بغلب وبص لخاله عامر واتكلم اخيرا :واعملو حسابنا انا وسيليا هنكتب كتابنا معاكم ...بس هنأخر الفرح شهر لغاية مااظبط شوية حجات فالشغل كده ...

سيليا وقفت بفرحه وكانت هتتنطط لكن نادر بسرعه مسك دراعها وقعدها جمبه بشده جامده وهمسلها من بين سنانه :اهدى كده وخفى الجنان بتاعك دا شويه ...كنتى هتعملى ايه قدام الرجاله دى حضرة جنابك ...بقولك ايه شغل العيال والتنطيط دا مينفعش معايا انا بقولك من دلوقتى فاهمه ؟

سيليا هزت دماغها وهى بترد عليه بفرحه :فاهمه والله فاهمه ..خلاص هكبر واعقل من هنا ورايح ومش هتعرفنى من كتر العقل ...بص هبهرك بعقلى ..

نادر زم شفايفه وهو بيبعد وشه عنها وبيمثل الضيق منها لكنه طول الوقت معترف بينه وبين نفسه ان سيليا فيها حاجه مختلفه عن كل البنات بتشده ليها مهما حاول يتجنبها ويبعد عنها ...
ومن كتر مااتعود طول الوقت على وجودها قدامه وحواليه مستحملش فكرة انه ممكن فيوم من الايام يبص ميلاقيهاش قدامه ويبص يلاقى واحد تانى غيره احق بجنانها وهبلها وطفولتها واهتمامها وحبها وهو واقف يتفرج ...
واكتشف ان قلبه طول الوقت كان متعلق بيها لكنه كان بيكابر لغاية ماحس انها هتروح من ايده مقدرش ينكر حبه ليها اكتر من كده ...

وخصوصا بعد ماقرا مذكرات عمه شريف وشاف الندم عمل فيه ايه عشان اتأخر فالاعتراف بمشاعره وخاف يعيش نفس المعاناه ويغلط نفس غلطة شريف وهو قلبه مش هيستحمل احساس صعب بالشكل دا ...

************   

اخيرا قرآن الفجر ابتدا وغريب اتعدل فقعدته ونزل عشان يروح يصلى فالجامع وهو محمل باطنان من الحماس وبيدعى ربنا انه يقوى قلبه عشان يقدر يستحمل كمية السعاده والفرحه اللى هيحس بيها النهارده وهو بيشوف حب عمره قدامه وياخدها فحضنه ويتاسفلها عن جرحه ليها بكل طريقه ممكنه ...والاهم من دا انه يطفى النار اللى جواها لما يقولها انه مخنهاش ...مقربش لحد غيرها ...وساعتها اكيد هيزول جرح قلبها بزوال سببه ...

صلى ورجع لعربيته وولع سجاره واستنى لما النهار طلع واتحرك بعربيته وجاب لنفسه فطار وفطر وبعدها رجع تانى لمكانه بعربيته وهو مستنى نجمته وليله يخرجو عشان يقدر يشوفهم مره وحده بس ويروى عيونه وقلبه بشوفتهم قبل مايروح يخلص موضوع الفيلا ويرجع عشان ياخدهم معاه للابد ...

ماستناش كتير وشاف نجمه خرجت وهى ماسكه ايد البنت اللى كانت ماشيه معاها امبارح وكل وحده فيهم شايله شنطه ونجمه بتتنطط زى الفراشه وابتسامتها منوره وشها ...استنى لما بعدو واتحرك وراهم بالعربيه وفضل ماشى وراهم لغاية ماوصلو لمكان حضانة نجمه وديق حواجبه بتساؤل وهو شايف مستوى الحضانه اللى نجمه فيها وبيقول لنفسه ياترى ليل بتقدر تدفع مصاريف الحضانه دى منين ؟ ...يعنى معقول شغلها فالطبخ بيجيبلها فلوس تكفى ده !

دخلت نجمه الحضانه بعد ماشاورت لرحاب والاتنين رمو لبعض بوسه فالهوا وهو ابتسم على حركتها دى وشاورلها وهو بيتخيل بكره وهو بيوصلها بنفسه وبتشاورله كده وترميله بوسه فالهوا زى دى وردلها البوسه وبعدها اتحرك بالعربيه بعد مادخلت وطلع تليفونه واتصل على السمسار وراحله على العنوان اللى وصفهوله ..

وصل غريب واتفرج على الفيلا وعجبته واخد السمسار معاه وسحبله فلوس تكفى ايجار ٤ شهور ومضى معاه عقد ايجار الفيلا لمدة سنه بموجب توكيل عاملهوله صاحب الفيلا بتأجيرها واداه مبلغ نظير تعبه واخد نسخته من العقد والمفاتيح وطار على بيت ليل عشان يقابلها اخيرا ...

 وشاف ان دا انسب وقت هى ونجمه فحضانتها عشان متشوفش اى عتاب هيحصل مابينهم ولا تشوف اى رد فعل ينفرها منه فاول لقاء مابينهم وكمان لان الانطباع الاول بيدوم .

ركن العربيه ولسه هيفتح الباب عشان ينزل لكنه اتسمر فمكانه وساب الباب تانى وهو شايفها طالعه من مدخل البيت واتلفتت شمال ويمين وابتدت تتحرك بخطوات ثابته وبتقرب منه وبتمشى من جمبه وهو فاللحظه دى حس ان كل الناس اختفت من حواليه ومفيش فالدنيا دى غيره هو وليله وبس ومش سامع من كل الاصوات اللى حواليه غير صوت دقات قلبه وهو بيراقب خطواتها وابتسامتها اللى خطفت انفاسه ..

مشيت ليل وغريب اتحرك وراها وفضل يمشى ببطئ لغاية ما شافها دخلت سنتر وغابت فيه ساعتين فضل مستنيها فيهم على نار لغاية ماخرجت ...

فضل ماشى وراها من بعيد لبعيد وعينه عليها وقلبه بيحرسها ويسمى عليها فكل خطوه تخطيها لغاية ماوصلت لحضانة نجمه ...

دخلت وابتسم وهو شايف حبايب قلبه الاتنين ماسكين ايدين بعض وخارجين ونجمته بتتنطط بفرحه لكنها وقفت مره وحده وليل كمان وقفت لما نجمه سابت ايدها وجريت على عربيه وقفت قدام الحضانه وهى بتصرخ بفرحه :

باااااباااا ...وبصت لليل اللى ابتسمت هى كمان ابتسامه واسعه اول ماشافت العربيه وقالتلها بصوت عالى :بابا جه ياماما ...

مفيش ثوانى وباب العربيه كان مفتوح وخرج منه واحد ووطى على نجمه وشالها وحضنها وفضل يبوس فيها وهو مدى ضهره لغريب ونجمه متشعبطه فرقابته ....

كل دا وغريب قاعد فعربيته وبيراقب الموقف وحاسس ان قلبه هيوقف وهو بيسال نفسه ...ياترى مين اللى اخد مكانه مع مراته وبنته ونجمه بتقوله يابابا ؟ ...

مفضلش جاهل الاجابه كتير وكل فضول فقلبه انتهى وهو شايف اللى قصاده دا بيلف وشه وهو شايل نجمه عشان يقفل باب العربيه بالحركه البطيئه والابتسامه شاقه وشه وشوفته كانت بالنسبه لغريب زى صاعقه كهربائيه ضربت اوصاله وزلزلت كيانه .....

وللحكايه بقيه .......

بقلم /ريناد يوسف 💖 رينووو

لكم منى اجمل باقات الزهور 🌺🌹🌸💐🌼🌻

الفصل التاسع عشر من هنا

 

تعليقات



×