رواية فرعون الجزء الثالث 3 الفصل السابع عشر 17 بقلم ريناد يوسففرعون 3 البارت السابع عشر 17 مريم فضلت مع الدكتوره وممشيتش لغاية مااخدت التقرير منها وبعدها اتوجهت على اوضة اميره فى الاثناء دى راضى اتصل عليها وقالتله ان فيه مشكله حصلت بين اميره وجوزها على حاجه تافهه وهى هتحلها وترجعله اما احمد فاول ماسمع كلام الدكتوره جرى على اوضة اميره اللى كانت فاقت فالاثناء دى وقرب منها وحاول يبوسها لكن هى دورت وشها منه بزعل .. احمد :انا آسف يااميره انا مش عارف عملت كده ازاى ...منهم لله اصحابى هما اللى قالولى لازم فليلة الدخله تعمل معاها كده عشان تدبحلها القطه وتفضل طول عمرها تخاف منك وتعملك حساب ...ضحكو عليا ربنا يجازيهم .. اميره :احمد هو انتا مصدق اللى بتقوله دا فعلا !يعنى مقتنع بيه ومتوقع انى ممكن اصدقه بجد ؟ الحقيقه بقا اللى بتحاول تداريها دلوقتى بكلامك العبيط دا ان انتا انسان عنيف بطبعك واللى عملته دا مش دبحتلى بيه قطه انتا دبحتنى انا شخصياً... احمد :على فكره بقا اللى عملته دا عملته وانا فاكر انك مش هتحسى بأى الم على اساس انك كنتى متجوزه قبل كده واكيد حصلت علاقه بينك وبين جوزك مره اومرتين عالاقل طول فترة جوازكم ... لكن تطلعى فيرجن ! دى اللى مكنتش اتوقعها نهائى وصدقينى انا لو كنت اعرف كده كنت اتعاملت معاكى بلطف وراعيت انها اول مره ليكى ...انا مش قادر استوعب للدرجادى جوزك كان ....؟ اميره سرحت بخيالها فالليله الوحيده اللى قضتها بين ايدين غريب وغمضت عنيها وهى بتفتكر لمساته الحنونه الدافيه ليها فاليوم دا ..وازاى كان ارق من النسمه معاها برغم انه كان فاكرها ليل اللى قربلها اكتر من ١٠٠ مره وبتقارن بينها وبين لمسات احمد ليها اللى كانت عامله زى مخالب وحش كانت بتقطع فجسمها .... افتكرت اد ايه حاولت وحاولت مع غريب لكنه كان فآخر لحظه بيبعد عنها زى مابيكون عقله بيصحى لثوانى ينبهه ان اللى بيعمله دا غلط وانها مش ليل ويرجع يغيب عن وعيه وادراكه مره تانيه، وترجع اميره تحاول معاه من اول وجديد لغاية ماتعب ونام زى القتيل لغاية الصبح .. اميره فاليوم دا لو كانت مهووسه بغريب درجه بعد ماداقت حضنه ولمساته هوسها زاد درجات، وملقتش نفسها غير بتقوم تروح عالمطبخ وتجيب سكينه صغيره وتروح على اوضة النوم وتقلع هدومها وتعور نفسها فوق الركبه بجرح صغير بس عميق شويه ونزل كمية الدم الكافيه انها تأسر بيها غريب وتدخل حياته غصب عنه . فاقت اميره على صوت احمد وهو بيكلمها بنبرة ترجى ...اميرتى انتى مش هتعملى فيا كده اكيد على غلطه مش مقصوده مش كده ؟ اميره بتوهان :هاه ...قولت ايه يااحمد ؟ احمد :كنت بقول لو الدكتوره سألتك اذا كان جوزك تعامل معاكى بعنف هتنكرى مش كده ...هتقولى انه كان متوتر ومش عارف بيعمل ايه ..وشد كم هدومها يدارى اثار الحبل اللى على ايديها ...حبيبي انتى اكيد هتحافظى على منظرى قدام مامتك وقدام الكل ، وانا اوعدك ان دى غلطه ومش هتتكرر تانى ابدا ... اميره هزتله دماغها بالقبول وهى بتتنهد ورفعت ايدها اللى مفيهاش مغذى فركت وشها وبصتله بعدها واتكلمت :احمد عايزه ارجع البيت ارجوك خرجنى .. احمد :حاضر ياحبيبتى هروح اشوف الدكتوره هينفع نخرج دلوقتى ولا نستنى للصبح وبالمره اناديلك مامتك من بره . اميره انتفضت بصدمه :هى ماما هنا ؟ هى جات امتا ...عرفت حاجه انطق . احمد :مالك ياحبيبتى اهدى فيه ايه ...مامتك هى اللى جابتك معايا للمستشفى انا اللى اتصلت بيها ...هى دلوقتى عند الدكتوره هروح اندههالك.. احمد خرج بعد ماباس ايدها وباس دماغها واتأسفلها لعاشر مره عشان ينادى مريم لقاها جايه فالطرقه .. احمد :اميره فاقت ياطنط ...روحيلها وانا هروح ....وكمل باقى جملته ببطئ وهو شايف مريم بتتخطاه بخطوات سريعه فاتجاه اوضة بنتها ...هروح للدكتوره اشوف اجراءات الخروج . مريم دخلت اوضة بنتها باندفاع وقفلت الباب وراها واتقدمت من اميره بخطوات سريعه ووقفت قدام السرير واميره اول ماشافتها بلعت ريقها بخوف وانكمشت على نفسها وهى بتبص لمامتها وشايفه الغضب اللى على وشها واللى بيبشر بقدوم اقوى عاصفه مرت على حياة اميره . مريم متكلمتش مع اميره خالص واول حاجه عملتها انها رفعت ايدها وضربت اميره قلم خلى دماغها لفت من قوته ...اميره بصت لمامتها وهى ماسكه مكان الضربه ومكانتش محتاجه اكيد تسألها ليه عملتى كده .. بعدها مريم اتكلمت بقهر :ليه عملتى فغريب كده ؟ ليه دمرتيه ودمرتى حياته بالشكل دا ؟ اميره فى محاوله منها للمراوغه :عملت ايه فغريب ياماما ! هو انا اللى بقيت عملت فغريب دلوقتى ؟ هى الايه اتعكست ولا ايه ؟ مريم :لا وانتى الصادقه الايه المعكوسه اتعدلت والصوره وضحت وكل حاجه ظهرت، واتحلت الغاز كتير اوى فضلت تاكل فدماغى سنين لغاية ماتعبت عقلى وروحى ... واحد مكانش بالقوه اللى تخليه يعمل علاقه كامله معاكى قدر يجبرك ازاى يااميره ؟ ...قدر يضربك بالمنظر اللى كنت شايفاه دا ازاى وهو كان اضعف من الضعف ؟! ومش بس كده دا كمان فيه سؤال فضلت اساله لنفسى كتير اوى ...ازاى غريب لما شفته مكانش فوشه ولا فجسمه اى اثر ولا حتى خربوش صغير يدل على انك قاومتيه ودافعتى عن نفسك وعن شرفك ..ازاى يااميره ؟ اقولك انا ازاى ...عشان فالاصل انتى مقاومتيش ..انتى شجعتى ...انتى اللى استغليتى حالته وخدعتيه واوهمتيه زى مااوهمتى الكل بغلطه المسكين معملهاش حتى وهو فأسواء حالاته ... ولما فاق الصبح واكتشف لعبتك الحقيره وانك استغليتى حالته ضربك بالشكل دا وعمل فيكى كده ...الحقيقه ان طول الوقت غريب كان الضحيه اللى بتدفع التمن .. عمل معاكى ايه عشان تخربى بيته كده؟ عملت معاكى ايه ليل عشان تضيعيها بالشكل دا ! عملو معاكى ايه هما الاتنين وحش عشان تكونى معاهم بالحقاره دى ؟ اميره اتكلمت بعنف ولاول مره تتكلم مع امها بطبقة الصوت العاليه دى ...معملوش حاجه ..كل اللى فيها انى حبيت غريب واتمنيته لنفسى ...حبيته وشفت انه يستاهل وحده احسن من ليل الف مره ... حبيته وقررت انه يكون ملكى باى طريقه حتى لو الطريقه غلط .. مريم :استكترتيه على ليل الغلبانه مش كده ؟ اميره :هو فعلا كتير عليها ..هو طول الوقت كان كتير عليها لدرجة انها هى زات نفسها كانت مستكتراه على نفسها ... حرام كل الحب والحنيه والشكل والمنصب وكل الحجات اللى كانت عند غريب دى تكون لوحده زى ليل حرام .. مريم وهى بتهز دماغها بأسف :ياخساره يااميره ...عمرى ماكنت اتصور انك ممكن تكونى بتفكرى بالطريقه دى او تكونى بالانانيه دى ...انتى ازاى بقيتى كده ! ولا انتى من الاول كده وانا مكنتش عارفاكى ...ازاى وانا بفهم كل الناس مفهمتش بنتى بتفكر ازاى وبتعمل ايه ...ازاى عميت عنك بالشكل دا ازاى ؟ اخدتى غريب بلعبه قذره واستغليتيه اسواء استغلال وكنتى مستنيه يعاملك زى ماكان بيعامل ليل مش كده ؟ متعرفيش ان غريب كان بالجمال والروعه اللى عجبتك دى وانبهرتى بيها عشان ليل كانت فحياته ... بصى عليه دلوقتى وشوفى من بعدها اتحول لايه ...ليل اللى بتقارنى نفسك بيها وفاكره انك احسن منها هى اللى كانت مخلياه كامل بحبها ليه ... كل كلامه الحلو اللى اتمنيتى يتقالك كان بيطلع من جوا قلبه لليل وبس عشان قلبه طول الوقت كان ملك ليل ..محبش ولا هيحب غيرها.. اميره :بس ياماما اسكتى اسكتى . مريم :لا مش هسكت ياأميره ... هتكلم وهتكلم ...وهروح لغريب واوريله التقرير واعرفه ان انا عرفت انه بريئ، وانه معملش فيكى اى حاجه...هتأسفله على سنينه اللى ضاعت بسبب بنتى اللى معرفتش اربيها ... هديله تقرير فأيده يثبت بيه برائته قدام ليل لو رجعتله مره تانيه ...والاهم من دا كله قدام نفسه اللى طول السنين اللى فاتت دى كان بيجلدها ويعاقبها على حاجه معملهاش . اميره بزعيق :بس هو مش بريئ هو ..لمسنى ...باسنى ..حضنى .. عمل معايا كل الحاجات دى غريب مش بريئ . مريم :كل دا مكانش حاسس بيه ولا كان فوعيه ..معملش كده عشان كان عايزك ولا عمل كده برغبته ..وبرغم انى متأكده انك عملتى المستحيل عشان دا يحصل الا ان حبه لليل كان اقوى منك ومن لعبتك ... اميره : عشان غبى مريم :عشان مخلص وبيحب .. عشان نضيف مش زيك ...اودى وشى منه فين وانا بقوله سامحنى بنتى خربت حياتك بتخطيطها القذر ؟ ابص فعينه ازاى وهو طول السنين اللى فاتت دى مستحملك عشان خاطرى وهو مجبر ... اتأسفله بأى طريقه واعوضه ازاى عن اللى خسره ... روحى ياأميره حسبى الله ونعم الوكيل فيكى ..منك لله ياشيخه زى ماكسرتينى بيكى ...منك لله زى ماخسرتينى ابنى وابن حبيبتى ... اقول ايه لاميره لما اقابلها وتسألنى عملتو فابنى كده ليه ...وانا اقول حبيبتى بطلت حتى تجينى فالحلم اتاريها زعلانه ومقهوره على ابنها ... مسحت دموعها وبصت لبنتها واتكلمت بغل :من النهارده تنسى ان عندك ام ...عشان انا من النهارده هعتبر نفسى معنديش بنت ...مش انا اللى اكون ام لوحده بالاخلاق دى ابدا .. وسابتها وخرجت وفتحت الباب لقت احمد جوز اميره فوشها تخطته ومشيت بخطوات سريعه ... احمد دخل وقعد جمب اميره على السرير واللى كانت مغطيه وشها بأيدها وبتبكى ... سالها بصوت حنون :مالك يااميره ..وطنط خارجه زعلانه كده ليه ..وليه كانت بتزعقلك ؟ ... اميره بضعف :عشان عرفت كل حاجه ..عرفت اللى فضلت سنين مخبياه عليها وعلى كل الناس ..زعلت عشان ضيعت السنين دى كلها مع واحد مفيش منه اى امل ...زعلت وقالتلى انسى ان عندك ام من هنا ورايح . احمد قرب منها واخدها فحضنه وطبطب عليها ...متزعليش ياقلب احمد ...انا من النهارده امك وابوكى واخوكى وعيلتك كلها ..انا هعوضك عن الدنيا بحالها ... ************ اما عند نادر فنقل شريف للمستشفى وراح معاه هو وابنه عمرو وخاله عامر وسميه كمان اصرت تروح معاهم وبالفعل راحت .... بعد الكشف على شريف الدكتور خرج وقالهم انه تعرض لصدمه شديده قلبه مستحملهاش .. عامر :بس هو اتصدم من الفرحه يادكتور مش من الزعل ! الدكتور :نفس التأثير ...فالسن دا زى مالزعل الشديد مضر ..الفرحه الشديده برضو مضره ... اتحرك الدكتور ونادر بص لامه واتكلم وهو بينقل عنيه لعمرو ...سمسمه راجعى نفسك عشان الراجل طلع قلبه خفيف يزعل يتعب يفرح يتعب ...انتى عالبر وانا بنبهك . عمرو :فشر دنا بابا جامد وقلبه حديد هو بس انتا خدته على خوانه ...خبر زى دا فضل مستنيه طول عمره تقوم انتا حادفه فوشه كده خبط لزق ..طب دا كويس اللى مرحش فيها بعد الشر ! سميه :ياسيدى انا راضيه بيه بكل احواله بس هو يقوم بالسلامه بس . عمرو قرب من باب اوضة باباه وزعق بصوت عالى نسبيا خلى الكل ضحك عليه :قوم ياشرشر شوف سمسمه بتقول ايه شكلك صبرت ونلت ...قوم وقوى قلبك دانتا لسه مشفتش من الفرحه حاجه دانتا شكلك هتدخل فغيبوبه السنين الجايه دى من كتر الفرحه .. شويه والممرضه بلغتهم ان المريض فاق ويقدرو يدخلوله ...عمرو بصلهم وبص لسميه واتكلم ...اظن انه مش محتاج حد يدخله وشوفته هتفرق معاه كتير غير شخص واحد بس من بينا .. عامر بص لاخته وابتسم وسميه بصت لنادر اللى اتكالها على عنيه وابتسملها وهو بيديها الاذن ،وهى اتحركت اول مااخدت الاذن من نادر ودخلت الاوضه بسرعه وقفلت الباب وراها .. عمرو قرب من نادر وهمسله بصوت مسموع نسبيا وهو بيهزله دماغه :امك مع ابويا فاوضه وحده ومقفول عليهم باب وانتا واقفلهم بره انتا وخالك وبيس يامان هههههه نادر ميل عليه واتكلم بنفس الهمس :وهو يعنى انا لو شفت ابوك فيه منه رجا كنت سبت امى تدخله لوحدها ؟ وهنا سمعو صوت ضحك عامر وهو بيقول :هههههههه عمرو زيرو نادر واحد ...وتم قصف الجبهه بنجاح . الاتنين ضحكو باستغراب على عامر وازاى سمعهم وهما بيهمسو همس لكن الظاهر ان همسهم كان مسموع . اما عند شريف ...بيحرك دماغه ناحية الباب اللى اتفتح واتقفل بسرعه وابتسم بفرحه وهو شايف سميه قدامه ..واتكلم بهمس ...سمسمه ؟! سميه قربت منه :سلامتك الف سلامه ...بعد الشر على قلبك من الوجع .. شريف :أاااه لو تعرفى ان اى وجع قلبي حس بيه فيوم من الايام كان بسببك ...استحمل كتير لغاية ماتعب لدرجة ان حتى الفرحه بقت بتتعبه . سميه :حقك وحق قلبك عليا... وقلو انه الغلط غلطه من الاول لانه خبى عنى حبه اللى اكيد لو كنت عرفته بدرى عن كده كانت حجات كتير اوى اتغيرت . ابتسم شريف وهو بيرد عليها بنبره دافيه :دا القدر ياسمسمه والنصيب هما اللى لعبو لعبتهم ...مش مهم اللى فات المهم ان لعبة البعد انتهت قبل مايفوت الاوان والدنيا اهى بتدينا احلى فرصه اننا نرجع نعيش حياتنا من اول وجديد .. سميه :تفتكر فيه وقت ! شريف :اى وقت هنعيشه مع بعض هيكون حياه كامله بكم السعاده اللى هنحس بيها ... اتنهدت سميه وهى بصاله بابتسامه وبتسأله فنفسها :انتا كنت فين عنى من زمان ياشريف .. *********** مريم رجعت لبيتها وطول الطريق مش ملاحقه على دموعها اللى كل ماتمسحها تلاقيها غرقت وشها من تانى، واول مافتحت ودخلت شافت راضى اللى وقف اول ماشافها واتحرك عليها بقلق وهو شايف منظرها ده ،وهى بمجرد ما راضى سألها بلهفه فيه ايه اترمت فحضنه من غير اى مقدمات وابتدت شهقاتها تتلاحق وراضى كل حيله باد وهو شايف مريم فالحاله دى لاول مره من يوم مااتجوزها .... راضى :مريم انطقى فيه ايه لانى اقسم بالله اعصابى باظت وابتديت احس برعشه وهقع من طولى دلوقتى لو منطقتيش وقولتيلى ان بنتى بخير .. مريم من غير ماترفع وشها من حضنه رفعت ايدها بالتقرير اللى راضى اخده منها فورا وابتدا يقراه بتركيز .. راضى :ايه دا ..يعنى ايه المكتوب ده يامريم متفهمينى ؟ مريم اخيرا رفعت دماغها من حضن راضى واتحركت بضعف قعدت على اقرب كرسى وهى بتتكلم بضعف : المكتوب فى الورقه دا دليل على اكبر جريمه عملتها بنتك فحق اطيب انسان فالدنيا ودمرت حياته . راضى :انسان مين وجريمة ايه انا مش فاهم حاجه ؟ ابتدت مريم تحكيله الحكايه من اولها وراضى بيسمع ومذهول من كم الاكاذيب اللى كان عايش فيها طول الفتره اللى فاتت من مراته وبنته وملامحه اتجمدت لما حس انه ملهوش اى قيمه فحياتهم وهما بيتخطوه وبيخططو ويمشو الدنيا على كيفهم . راضى سقف باديه وهو ماسك التقرير ومبتسم وبيهز فدماغه : برااافو مريم ...حقيقى برافو ..انتى علفكره تستحقى جايزة الاوسكار بجداره فالتأليف والاخراج والتمثيل كمان ...بجد انتى فوقتى كل التوقعات ...دانتى تفوقتى على نفسك ياشيخه . مريم :راضى ارجوك بلاش سخريه ...اسألنى عملت كده ليه وانا اجاوبك بكل وضوح لكن اسلوب التأنيب دا انا مش مستحملاه دلوقتى ارجوك . راضى :وضوح ؟ ...وضوح يامريم ! ..تعرفى ايه عن الوضوح انتى عشان تتكلمى عنه ؟! مريم بغضب :راضى ارجوك ارحمنى ..انتا بتحاسبنى على غلطه انا مليش يد فيها ...انا اه غلطت لما خبيت عليك لكن والله العظيم كل دا كان عشانك انتا ...عشان خفت عليك ...خفت تحس باللى انا حسيته وقتها ...خفت تنكسر ...خفت تحاسب غريب بكل قسوه وقتها على غلطه عملها غصب عنه ..تخيل لو دا كان حصل كان موقفك هيبقى عامل ازاى دلوقتى ؟ راضى :اولا مفيش حد لازم يتحاسب على كل اللى حصل دا غيرك انتى .. وعشان اكون دقيق اكتر لازم تتحاسبى على الاسلوب اللى ربيتى بيه اميره من صغرها هى وباقى اخواتها ... من وهى لسه عيله صغيره كانت عينها فارغه وتبص دايما للحاجه اللى فأيد غيرها واول ماكانت تقولك عايزه الحاجه الفلانيه ياماما تجرى تجيبيهالها فورا وحجتك انها متتحرمش من حاجه هى واخواتها زى منتى كنتى محرومه ... خليتيها طول الوقت بتبص للى عند الناس .. دى حتى لما هى واختها كانو يشترو هدوم جديده كانت تصر انها تلبس هدوم اختها قبل منها وتخرج بيها وتكسر فرحتها ولما اقولك تقولى دول اخوات سيبهم هما يعرفو يتعاملو مع بعض ... كل حاجه تيجى فالبيت لازم هى تاخد النصيب الاكبر دونا عن اخواتها ... ولما كبرت اديتيها حريه مطلقه ...ياما قولتلك يامريم كدا غلط ...يامريم شدى على البنت شويه ...يامريم خدى بالك من الاولاد ...وانتى كان ردك ..سيبنى ياراضى انا عارفه انا بعمل ايه ...وغلطتى انى صدقت انك فعلا عارفه انتى بتعملى ايه ...سبتك تمشى حياة العيال زى متحبى وبراحتك ووثقت فعقل مريم وخبرتها فالحياه اللى طول الوقت واثق انها تقدر من خلالها تخلى اولادها احسن ناس فالدنيا ..لكن للاسف ..للاسف يامريم .. مريم :كنت عايزاهم يكتسبو خبرتهم لوحدهم ويتعلمو بنفسهم من الحياه لما يخرجولها ..كنت عايزه قسوة الدنيا تقويهم وتشد عودهم زى ماعملت معايا .. راضى :اكبر غلط واسواء منطق ...عارفه ليه يامريم ..لان ببساطه الزمن اللى اتعلمتى فيه انتى غير الزمن بتعهم ...انتى اتربيتى فزمن الناس فيه كانت اكتر حاجه بتخاف منها المجتمع ونظرته ليهم وشكلهم قدام الناس وسمعتهم ... الخوف الداخلى اللى كان جوا كل واحد كان بيخليه يحاسب نفسه اول باول قبل ماحد يحاسبه ويقومها ويهذبها عشان يستحق يكون جزء من مجتمع راقى ... فى حين ان المجتمع اليومين دول بقت معاييره الاستهتار والانحلال والتسيب ...تمشى على المعايير دى تبقى كول وراقيه وهاى كلاس ... متعمليش دول تبقى متخلفه ورجعيه وجايه من العصر الحجرى ... الزمن اللى احنا فيه دا اللى يربى فيه طفل ويقدر انه يحتويه ويوجهه صح ويحاوطه كويس ويجنبه اى مغريات من بتاعة اليومين دول يبقا عمل اكبر انجاز فحياته ...صحيح هيبقى طول الوقت زى القابض على جمره من نار بس النتيجه هترضيه وترضى ربنا.. فاكره يوم ما اصريتى تجيبي للبنات تليفونات ...قولتلك امين بس راقبى وتابعى يامريم ...معملتيش كده ... سيبتيهم مع صحباتهم يخرجو ويدخلو قولتلك غلط تسيبي العيال دى تصاحب ناس متعرفهاش ويخرجو معاهم ويقضو معظم وقتهم مع بعض ومنكونش عارفين ايه اللى ممكن يكون بيحصل معاهم بره البيت قولتيلى ولادك لو شافو من حد حاجه وحشه هيبعدو عشان هما متربيين .. قولتلك يامريم الصاحب ساحب والمرء على دين خليله برضو مسمعتيش ... حتى مجرد النصيحه مكنتيش تخلينى انصحها للاولاد وكنتى تقوليلى سيبهملى انا معلماهم كل حاجه ومربيه اولادى صح .. فين تربيتك لاولادك يامريم شاوريلى عليها ...رفعلها الورقه قدام وشها وشاور عليها بصباعه ...هى دى الاخلاق اللى علمتيهالهم ؟ ..هى دى القيم اللى زرعتيها فيهم ! فين تربيتك اللى ربيتيهالهم انطقى . مريم :اسكت ياراضى اسكت ارجوك انا مش ناقصه سيبنى فحالى . راضى :لا مش هسكت يامريم ...مش هسكت عن اى حاجه من هنا ورايح . وهنا جالهم صوت ابنهم حسام واللى تقريبا عنده ١٣ سنه وهو بيقول : انتا عندك حق فكل كلمه قولتها يابابا ...انتى ياماما غلطانه فعلا انك مش بتراقبي بناتك وتاخدى بالك منهم اكتر من كده . مريم :حسام ادخل اوضتك ومتتدخلش فكلامنا انتا لسه صغير . حسام :لا ياماما انا مش صغير وعارف وفاهم كل حاجه ومن حقى اتكلم لما اشوف الغلط قدامى ...وطول الوقت كنت بشوف الغلط من اخواتى البنات وكل مااجى اتكلم معاكى تقوليلى اوعا فيوم اسمعك تفتن على اخواتك البنان فحاجه ...انتا سرهم وامانهم واخوهم الوحيد خليهم يثقو فيك ويأمنولك . خليتينى اسكت عن حجات كتير غلط ...اكبرهم ان فريده بتكلم ولد بقالها اكتر من سنتين وبتخرج معاه وطول الليل بتكلمه فالتليفون بسمعها وانا رايح الحمام ولا رايح اشرب ... وعشان عارفه انى مبقولش حاجه لحد.. احيانا كانت بتتكلم قدامى عادى، كأن اللى بتعمله دا حاجه عاديه ...كتير قولتلها اللى بتعمليه دا غلط وعيب لكن كانت ترد عليا نفس ردك دلوقتى وتقولى اسكت انتا ياحسام متتدخلش انتا لسه صغير .. صغير اللى هو ازاى يعنى ؟ ..صغير انى معرفش ان اختى لما تكلم شاب بالساعات مش غلط وشيئ عادى ! راضى بص لمريم بصة لوم وقالها بتهكم :جانب تانى من تربيتك للاولاد واثر الحريه اللى بتديهالهم ظهر اهو .. مريم قاعده مصدومه وهى بتسمع لحسام وبتسال نفسها هى فين من اللى بيحصل دا فعلا .. ازاى سنتين بنتها فعلاقه مع ولد وهى محستش ولا اكتشفت ولا لاحظت ...ازاى بتنتبه لتفاصيل كل الناس وتفهمها وعند اولادها الفهم والانتباه والملاحظه كلهم بيختفو ... هل لان فعلا اللى بيحب حد مش بيشوف عيوبه ...ولا العين بتعمى عن غلط الناس كل ماقربهم مننا كان اكتر ! وهنا خرجت فريده من اوضتها وهى بتتاوب وسألت اهلها بتفاجؤ لما شافتهم كلهم متجمعين فالوقت دا وبصت للساعه لقتها ٤ الفجر ...هو فيه ايه مالكم صاحيين كلكم كده ليه ؟ مريم قامت منتوره بعصبيه ولسه هتروح ناحية فريده لكن راضى مسكها من دراعها وقفها وبص لفريده واتكلم ...مفيش حاجه ياحبيبتى ادخلى انتى كملى نومك ...وبص لحسام :ادخل اوضتك انتا كمان ياحسام ...واتكاله على عنيه وحسام هز دماغه بفهم ودخل اوضته ورا مافريده دخلت اوضتها بعد ماهزت ايديها باستغراب .. مريم من بين سنانها :مسكتنى ليه ياراضى ؟ راضى :وانتى كنتى عايزه تعملى ايه يامريم ؟ مريم :هكسر دماغها قليلة الادب دى . راضى :كده عتعالجى الغلط بغلط اكبر ...هتخلى البنت تعند معاكى ومع نفسها وتستمر فالغلط لمجرد انها تثبت لنفسها انها اكبر من ان مامتها تتحكم فيها وفمشاعرها وهى فالسن دا ومن رايها انها بالنضج اللى يخليها تعرف تمشى حياتها بنفسها .. مريم :والحل من وجهة نظرك ؟ راضى :سيبيلى انا الموضوع دا ومتتدخليش انتى فيه خالص .. هزت مريم دماغها بضعف واخدت التقرير من ايد راضى ودخلت على اوضتها بخطوات تقيله وهى حاسه ان كل اللي بيحصل واللى بتسمعه دا كابوس وبتتمنى تصحى منه . ************ قاسم فمكتبه . قاسم :شاويش ايوب . ايوب فتح الباب بسرعه :اوامرك ياباشا قاسم :فنجان قهوه مظبوط بسرعه يبنى . ايوب :حالا ياباشا قاسم :استنى ياايوب ...قلى اهل مراتك اخبارهم ايه ايوب :سمعت من واحد صاحبى فالبلد انهم قالبين الدنيا علينا وبيدورو علينا بالحلاوه للى يعرف طريقنا . قاسم :طيب خد بالك وامن نفسك ولو حد وصلك بلغنى وانا اتصرف معاه . ايوب :ربنا يخليك لينا ياباشا بس لامؤاخذه يعنى يضربو دماغهم فاكبر حيط معدش يهمنى ...اصلا سمره حامل وكلها كام شهر ويشرف صبر ومحدش يقدر يقرب لمراتى ولا ابنى دنا كنت افجر نفسى فيه على قول سعادتك وانا عملتها كتير قبل كده ومبخافش . قاسم :لا لازم تخاف ياايوب وتعمل حساب اى حاجه ...عموما الف مبروك على حمل المدام ياسيدى ...وتعالا هنا قول تانى كده ناوى تسمى ابنك ايه ؟ ايوب :صبر ياباشا عشان يبقى اسمه صبر ايوب ...اصله جه بعد صبر طويل .. قاسم :يبنى انتا عايز تجنن ابنك ؟..يعنى الواد طول ماهو ماشى فالطريق يفضل يجرى على اى واحد مدايق من حاجه وبيقول بصوت عالى ياصبر ايوووب ! روح ياايوب هات القهوه الله لا يسيئك وانسى حكاية صبر دى وشوفلك اسم غيره سميه رزق مثلا حتى يبقى اسمه رزق ايوب كده احلى واحسن .. ايوب :رزق رزق ...والله ماقول الا قولك ياباشا والواد ميتسمى الا رزق ...وربنا يبعت على وشه الرزق ان شاء الله .. قاسم :طيب يلا يابو رزق هات القهوه بقى وناديلى حظابط يمان فطريقك . ايوب :حاضر ياباشا ...وضربله تعظيم سلام وخرج . *********** غريب ... لما تقرر الصدفه انه خلاص كده كفايه وجه الوقت عشان تدخل تلعب دورها فحياتك وبعدها تقولك بص كده ...حركه صغنونه منى كانت قادره انها تصلح كل حياتك وتمحى تعب قلبك بس سوء حظك الله يسامحه هو اللى كان مانعنى ...تتمنى ساعتها لو كان سوء الحظ رجل ..لقتلته .. هو دا بالظبط احساسى وانا بقلب فالفيس كالعاده وشفت منشور قدامى معلق عليه واحد من الاصدقاء عندى والمنشور دا كان فصفحه خاصه بالاكل وكان بيطلب منها اودر وهى نزلتله رقم وكتبتله اتفضل حضرتك اطلب اللى انتا عايزه عالخاص واحنا تحت امر حضرتك ... دخلت الصفحه ومكنتش مصدق اللى عنيا شايفاه ...نفس صور الاكل اللى كانت فالصفحه القديمه اللى اتقفلت ..نفس الاسلوب فالاعلان عن الاكل ونفس الجمل المستخدمه ...فضلت اقلب فالصفحه زى المجنون ومع كل سحبة شاشه كان قلبي بيتسحب معاها لغاية ماشفت تاريخ انشاء الحساب وكان بعد قفل الحساب القديم بيومين اتنين بس ...ايوه انا لسه فاكر التاريخ وفاكر اليوم اللى شفت واكتشفت فيه بنتى نجمه لاول مره بكل تفاصيله . نقلت الرقم اللى فالصفحه فتليفونى وفضلت اقلب فيها بس المرادى كنت حريص انى مغلطش نفس غلطة المره اللى فاتت ولا اعرفها انى عرفت صفحتها ولا عرفتها ... بعت الرقم بسرعه لحد متخصص وقدر يجيبلى العنوان بس للاسف الخط كان من غير اسم بس مش مهم .. لو حبيت اوصف احساسى بكل اللى يحصل ده مش هعرف صدقونى ...الفرحه لما تكون ممزوجه بخوف على الم على ندم على راحه حاجه كده زى مايكون حد جاب واحد ...دخله فالنار وبعدها خرجه بسرعه نزله فحوض تلج بعدها خرجه حطه فميه بتغلى بعدها طلعه وقفه فوش اعصار بعدها رماه فبحر ...اهو انا فاللحظه اللى عرفت فيها مكان ليل ونجمه بنتى حسيت نفس الاحاسيس دى كلها فوقت واحد ... اخدت اجازه وركبت عربيتى وقلبي سابقنى واللى يدور عليه يلاقيه بيرفرف دلوقتى فوق المكان اللى فيه بنتى ومراتى .. فضلت سايق وانا مش حاسس باى تعب من طول المسافه ولا بسبب السهر عشان الفرحه اللى انا حاسس بيها كانت اكبر من اى احساس بالتعب ...محستش غير والشمس بتفرد اول خيوط شعرها الاشقر بعد مالليل طوى ستاره الاسود ومشى وابتسمت وانا حاسس ان اخيرا حياتى هتتبدد الضلمه اللى فيها بظهور بنتى ومراتى ورجوعهم ليا بالظبط زى الشمس مابددت ظلام الليل .... وللحكايه بقيه ...... بقلم /ريناد 💖يوسف رينو لكم منى اجمل باقات الزهور 🌹🌸💐🌼🌻🌺 الفصل الثامن عشر من هنا |
رواية فرعون الجزء الثالث 3 الفصل السابع عشر 17 بقلم ريناد يوسف
تعليقات