رواية الحراث وابنة الجار الفصل الثاني بقلم كاتب مجهول
#الحرّاث وإبنة الجار
الجزء الثاني
سرّ في القرية (حلقة 2 )
هذا ما كان من حال شعبان ،والبنت حنان، أمّا إخوتها السّبعة ،فأشعلوا النّار وطبخوا برّاد شاي ،وكان عندهم حرّاث إسمه عمّ عليّ يجيئون به كل موسم ليحرث لهم الأرض ،وطلبوا منه أن يذهب لأختهم، ويأتيهم بالطعام، ويخبرها أنّهم سيتأخّرون قليلا في الحقل .جاء الحرّاث ،فوجد الدّار فارغة، وبدأ ينادي على حنان بأعلى صوته ،فسمعته من بعيد، وصاحت: أنا هنا يا عمّ علي في البئر الذي قربه الكلب !!! وحين أطلّ، ورآها مع شعبان ، تغيّر وجهه، لكنّها قصّت عليه الحكاية ،وأقسمت أنّها الحقيقة ،ثم طلبت منه أن يسترها أمام إخوتها ،وستدفع له ضعف أجرته .كان علىّ جارهم، ويعرف والديها ،وأنّها بنت عفيفة ،حسنة الأخلاق ،فوعدها بذلك ،ثم ملأت لشعبان الصّحفة ،وإتّفق معها أن يمرّ بعد أسبوع ،لخطبتها ،ويحضر لها الهديّة التي وعدها بها ،ثم إنصرف بعد أن ودّعها ،ولم تغب نظرة الحبّ في عينيه عن العم عليّ ،الذي فرح لحنان لأنّها يتيمة .
كان عند الحراث امرأة لئيمة ،كلّما يرجع إلى الدّار تحاسبه على كلّ مليم يربحه ،فقالت له: هيّا أرني ماذا كسبت اليوم ؟وحين نظرت إلى المال فوق الطاولة سألته لقد ربحت من الإخوة السّبعة ثلاثة أضعاف ما كنت تأخذه، فهل فجأة أصبحوا كرماء معك بعد أن كانوا يستغلونك ؟ أجابها الله :رزاّق كريم ،والآن دعنا من ذلك ،واحضري لي صحن كسكسي ،فإنّي أشم رائحته الفوّاحة ،جلس الرجل يأكل ،ويلحس أصابعه ،لكن المرأة لم تصدقه فهي تعرف بخل الإخوة ،وقالت له ويحك يا علي هل مددت يدك عن مال حرام ،فردّ عليها للقد أجبتك عن سؤالك فدعيني أكمل طعامي ولا تفسدي شهيتي ،في الغد لبست
زوجة الحراث سفساريها ،وذهبت لحقل الإخوة ،فوجدتهم يبذرون الحبوب ،فقالت هل زدتم في أجرة العم علي ؟ نظروا إليها باستغراب ،وقالوا : لا ،ولماذا تسألين ؟ أجابت : وما المشكلة في أن أسأل ؟ ولمّا إنصرفت قال الإخوة: يا لها من امرأة وقحة ،كيف يطيقها ذلك الرّجل المسكين ؟
وما إن ا رجعت إلى الدّار حتى أمسكت أذن الحرّاث ،وقالت له :إن لم تخبرني من أين أتيت بالمال لفضحتك !!! أجابها: الله أمرنا بستر الولايا، وأنا سترت وليّة ،فدعيني الآن في حالي!!! زاد شكّ المرأة ،وقالت :أمامك حلّين: سوى أن تخبرني من هذه التي تتحدّث عنها ،وعلاقتك معها ،أو أجمع ثيابي ،وأرجع لدار أبي !!! أحسّ الرّجل أنّه في ورطة ،وبعد أن كانت مشكلة ،صارت إثنين،،و لم يجد بدّا من مصارحتها بقصّة حنان بعد أن أخذ منها وعدا بالحفاظ على سرّها . في الغد جلست المرأة مع جارتها ،فسألتها: لقد سمعت البارحة صياحك فماذا حدث ؟ هل كانت أجرة زوجك أقل من المعتاد ؟ أجابتها: بالعكس إنها أكثر بضعفين، قالت الجارة بدهشة :وكيف ذلك ؟ ردّت امرأة الحرّاث وهي تأخذ رشفة من فنجان القهوة ،لقد وجد زوجي تلك اببنت حنان في البئر مع رجل غريب ،ودفعت له لكي يسكت ،أستري ما ستر الله .
لكن تلك الجارة كلّمت جارتها ،وكلّ واحد منهن تنقل ما سمعته ،وتضيف إليه حتى كبرت الحكاية وسمع بها إخوتها السبعة وكانوا من ذوي البأس والسطوة ،وانقسموا بين مصدّق ومكذب وفي النهاية إتّفقوا على إبعادها عن الحيّ وقتلها ،وإشاعة أنها ذهبت إلى المدينة عند خالتها ،وسمعهم الحراث يتحدّثون ،فأسرع إليها وأمرها بالفرار من حينها ،فإخوتها قد عزموا على قتلها ،وهم في الطّريق إليها ،قالت له: لو شاهدت شعبان ،قل له إنّي هربت إلى الجبل ،فهو آت لخطبتي لكن أفسدت علي فرحتي ،والله لن يسامحك على فعلتك ،فبكى الحرّاث، وقال :إنها تلك المرأة اللعينة ،وسأنتقم منها ..
...
يتبع الحلقة 3