رواية وقت البريك الفصل الواحد والعشرون بقلم اسماعيل موسي
جرونى فى طريق ضيق قادنا لقبو ليه باب حديدى، رمونى داخل القبو واغلقو الباب الحديدى من الخارج، قعدت على الأرض، خدت ضربتين قويتين فى دماغى وايدى كلها كانت جروح وقشطات، هدومى متقطعه وشعرى منفوش كأنى خرجت من حرب، القبو كان مظلم، قعدت فيه يومين مشفتش نور، يومين من غير اكل ولا شرب
اليوم التالت كنت تعبانه جدا ونايمه متكومه جنب الحيطه
سمعت خبط جامد بعصايا على حديد الباب
ببص لقيت السويدى كان لابس شورت وتيشرت وفى بقه سيجار
ادوها ميه انا مش عايز الكلب * ه دى تموت، لسه مفشتش غلى فيها
دخلولى كوز ميه من بين القضبان، اخدته وحطيته على بقى، شربت لحد ما ارتويت
السويدى مفيش مانع تدوها قطعة خبز او ساندوتش، انا عايزها جعانه زى الكلبه المسعوره مش ميته
عايز لما ارمى ليها اللقمه على الأرض تزحف زى الحيوانات وتاخدها
وقفت لحد ما قدرت انصب طولى بلعت ريقى وبصقت على السويدى، للاسف البصقه جات فى قضبان الحديد
السويدى بغضب، هى وصلت لكده؟
انا لازم أدب البنت دى، هاتولى السوط بتاعى من الخزنه
وانتم كتفوها
كتفنى رجلين بالقوه رغم مقاومتى، السويدى ادونى ضهرها
اجبروني استند على الجدار وادى السويدى ضهرى
ضربنى السويدى مره، اتنين، تلاته، كنت مقرره مصرخش
لكن غصب عن صرخت
السويدى اصرخى يا وسخ ** ه، الصراخ ليه طرب محبب يشجى الروح والقلب
زمان كانو بيضربو العبيد بالسوط لحد ما جلدهم يتقطع، لكن القوانين المجحفه لغت العبوديه، ميعرفوش ان فيه ناس مش ينفع فيها غير الضرب
ضرب السويدى بقوه صرخت وبكيت، اهتز كرش السويدى الكبير وبدرت منه ضحكه ايوه كده
اشجينى يا متمرده، فاكره نفسك قويه؟ بتحرقى مخازنى؟
كان للسوط شراشف حديديه قطعت ملابسى ووصلت لجسدى
كل ما يغمى عليها، يرشونى بالميه، افوق واصرخ من الضرب
اخر مره مفقتش وسابونى مرميه فى القبو
مش عارفه مر قد ايه قبل ما افوق، ضهرى كان مولع ومليان قرح والدم ملتصق بيه
حسيت بنار فى ضهرى مكنتش قادره اتعدل، اللحظه دى شعرت انى مش هقدر اقاوم اكتر من كده
وانى عشان اتفادى الضرب ممكن اعمل اى حاجه
لكن السويدى كان مصر على تعذيبى كأنه بيتلذذ بيه
انفتح باب القبو مره تانيه
اول ما شفت السويدى جسمى ارتعش، تكورت على نفسى وانا ضامه ركبى بايديا
السويدى شاور بايده رشونى بميه خلتنى اصرخ زى المجنونه
الميه كانت مخلوطه بملح اليود ولما لمست جراحى
نار ولعت فى ضهرى، قعدت أجرى وانط واصرخ
السويدى بيضحك
فاكره نفسك بطله؟
الابطال فى العالم ده بيموتو باشنع الطرق، مش بيعيشو
مفيش بطل شاف نتيجة تضحيته فى حياته، التاريخ بس هو الى بيخلد الاوغاد
لكن انتى لا هتشوفى مجد ولا يحزنون هتموتى هنا زى اى حيوان رخيص ملوش تمن
القصه بقلم اسماعيل موسى
عايز ايه منى؟
هعمل إلى انت عايزه!
ضحك السويدى، انتى معندكيش حاجه تقدميها انا مقدرش اجبرك عليها
معندكيش حاجه تقدرى تساومى بيها، حياتك ملكى وحدى
وانا مش ناوى أرحمك
اصل الرحمه للناس الطيبين وانا مش طيب
انا السويدى أسمى بس بيرعب اى كلب يحاول يقرب منى
ابوس ايدك متضربنيش تانى؟
ياه، للاسف ظنى خاب فيكى، كنت فاكر انك هتصمدى اكتر من كده، كنت فاكرك قويه فعلا، ند ليا
لكن التاريخ والواقع بيثبت ان مفيش ند للسويدى
ادوها ميه بيود خلونى اتفرج عليها وهى بتصرخ
صراخها جميل جدا