رواية فرعون الفصل التاسع عشر 19 بقلم ريناد يوسففرعون البارت التاسع عشر 19 بقلم /الباشكاتبه ريناد يوسف جميله : بصراحه توقعت اى رد فعل لماهر الا رد الفعل اللى شفته منه .... اول ماشافنى غمض عنيه واتنهد وبعدين اخد المسافه اللى بينا فخطوتين ومره وحده لقيت نفسى فحضنه وحسيت بارتعاش انفاسه قرب ودنى وهو ساند دماغه على كتفى كأنه بيبكى ....بعدته عنى لقيت عنيه مدمعه فعلا ، اخدت وشه بين اديا بعد مامسحت دموعه وركزت فملامحه لقيتها ملامح راجل عجوز الهم والحزن باين على كسرة عنيه وانحناء كتافه ...اتفحصته بعنيا وقلتله ... مالك ياحبيبى فيك ايه ...فين ماهر ! مين اللى قدامى دا ؟ لكن جوابه عليا قطم ضهرى ... قلى :دورى على جميله فين وهتلاقى ماهر عندها ...فنفس المكان هتلاقى فالمكان دا ارواحنا محبوسه هناك ومحتاجه حد يحررها عشان ترجع تسكن اجسامنا من تانى وترجَع فينا الحياه ...لكن للاسف المكان اللى محبوسين فيه محدش يقدر يدوسه ...عارفه المكان دا فين ياجميله ؟ المكان دا فوادى اسمه وادى الندم ...عمرك شفتى حد حرر روحه من الندم ياجميله! ساعة ماسألنى السؤال دا وقلى الكلام دا حسيته داس على السكين اللى مغروزه فقلبى من ساعة ماعرفت اللى عمله محمد وخلاها تقسم قلبي نصين ... عتابه كان اقسى عتاب ممكن حد يعاتب بيه حد ...انه يعاتبه على حاجه عملها فنفسه ويحسسه هو خسر ايه ويوريه حجم خسارته من خلال كلمتين بيلخص فيها عمره كله ... دا اللى عمله معايا ماهر ...لخص ١٥ سنه فكلمتين ...طول عمره شاطر فوصف الامور .. نزلت عنيا منه للارض وحررت وشه من بين اديا وشبكت اديا فبعض ودموعى نزلو مع انى كنت حالفه انى مش هضعف قدامه لكن مقدرتش مضعفش وانا شايفاه اضعف منى . بصلى بضعف وقلى :استنيتك سنه ورا سنه ورا سنه واقول هترجع ومبترجعيش . كنت محتاجك اووى . جميله :خلاص ادينى رجعت ياماهر ..حتى لو متأخر بس رجعت ماهر :نورتى مكانك وهتنورى حياتى انتى وجواهر حبيبة قلب خالو .... وبص لجواهر بحب ومد ايده على دماغها ونزل بيها على خدها بحنان ....ايه مفيش حضن لخالو ؟ جواهر اترددت لكنها ملقتش مفر من حضن خالها وهو ماددلها اديه اضطرت انها تحضنه وتبعد بسرعه وسط زهول جميله لمعرفة ماهر لجواهر برغم انه اول مره يشوفها . ماهر :اقفلى بوقك ياجميله وادخلو وانا هحكيلك كل حاجه وارضى فضولك ..دخل الشنط ياعم طه .. اخد جميله تحت دراعه وجواهر تحت الدراع التانى ودخل بيهم الشقه والابتسامه شاقه حلقه وهو بينقل عنيه بين اخته وبنت اخته .. ********* غريب قاعد فأوضتى ولسه همسك الاجنده ورايح اقرا فيها سمعت صوت جرس الباب شاورت لناديه اللى قاعده متربعه بعد ماوعدتنى انها هتقعد جمبى ساكته عشان اعرف اقرى انها تروح تفتح الباب وهى جريت . فتحت الباب ودخلت تنده لبابا زى المسروعه ومسكتتش الا لما بابا خرج من الحمام راح للى على الباب .. من موقع اوضتى مقدرش اشوف اللى واقف بره باب الشقه الا لو دخل من جوه ...الفضول قتلنى وانا مش سامع غير همسات وهمهمات وصوت حريمى مش واضح ...ياترى ماما سميه جايه تشوفنى معقوله ؟ لكنى استبعدت الفكره دى لما ناديه جاتلى تجرى ونطت جمبى عالسرير زى المسروعه وهى بتقولى .... الحق ياغريبووو بابا جاتله وحده حلوه ومعاها وحده بنت وبابا بيبوس ويحضن فيهم ويقول للكبيره مجتيش ليه من زمان .. غريب :آاااايوااا...،مصيبه لتكون ضحيه تانيه من ضحاياك يافلانتينو عصرك ورجعت دلوقتى تاخد حقها منك .. ولا يكونوش اتنين من اللى كان بيعرفهم زمان وجوله لما الشوق رماهم ؟ ايه ياماهر بيه هو انتا جبتنى فوكر الملزات بتاعك ولا ايه ؟ لكن قطع كل كلامه مع نفسه وهو شايف ابوه بيدخل الشقه وهو حاضن اتنين وحده ست وبنت صغيره واللى يشوف الابتسامه المرسومه على وشه يقول انه لقى كنز بعد تنقيب دام سنين ....وسرعان ماعرفت سر الابتسامه لما عرفت وحده من الاتنين عمتو جميله معقول ! اخيرا رجعت ، دلوقتى اقدر اقول ان اكبر هم كان على اكتاف بابا انزاح برجوع عمتى لحياة بابا من تانى . اول مادخلت مفيش ثوانى وسمعت صوت داده سميره بتصرخ بفرحه وهى بتجرى على جميله تحضنها وتقولها ... يابنتى ياحبيبتى ..بنتى رجعت ..حبيبة قلبك رجعت ياماهر ...ياكرمك يارب جبتهاله فالوقت الصح ...صحيح رحيم ورؤوف وخبير وعليم ...سبحانك يامسير الامور ... عمتو جميله حضنت داده سميره وسلمو على بعض سلام ام لبنتها الغايبه سنين ... بابا عرف داده سميره على البنت اللى واقفه جمبه على انها جواهر بنت عمتى جميله ... داده سميره حضنتها وباستها وهى بتصلى على النبى وتكبر على البنت . عمتو بصت بعنيها فاركان الشقه عنيها وقفت عندى انا وناديه .. ابتسمتلنا وانا رديت لها الابتسامه .. مش عارف ليه ارتحتلها اول ماشفتها وشفت ابتسامتها حسيت فيها كتير من بابا .... بابا لاحظ عمتو بتبص فين ، مسك ايدها ودخل بيها علينا ووقف جمب السرير وقلها ... دا غريب ،ودى ناديه اخر العنقود ولاد اخوكى ...ولسه فيه اتنين تانيين بس فالفيلا هبقا اعرفك عليهم . عمتو قربت وقعدت جمبى وبصتلى وقالتلى بصوت كله حنان ... الف سلامه عليك ياحبيبى ايه اللى عمل فيك كده ... غريب :الله يسلمك ياعمتو ...حادثه ..وقعت من السلم . ملست على خدى بحب وقالتلى : ربنا يشفيك يااحبيب عمتو ...وبصت لناديه ومدتلها ايدها وناديه حطت ايدها فأيد عمتها بتسلم لكن جميله شدتها ليها واخدتها فحضنها وابتسمت وهى بتقول : باين عليكى شقيه ... ماهر :اكيد سماهم على وجوههم ...شفتى ياست نودى شقاوتك باينه عليكى ازاى .. ناديه :انا حلو مش شقى .. غريب بصلها وهز دماغه بيأس ومصححلهاش المرادى .. ماهر : جميله انا نازل احضر عشاء عمل .. معلش مش هقدر اعتذر عنه لكن اوعدك هفضى نفسى ليكى من بكره ونقعد مع بعض كتير اوى ...عارفك عندك اسئله كتير هجاوبك عليها كلها لما ارجع . عمتو جميله هزتله دماغها بموافقه بابا نزل وعمتو جميله عرفتنى وعرفت ناديه على جواهر وهى راحت مع داده سميره عالمطبخ . جواهر استأذنت وخرجت قعدت فالصاله وناديه راحت قعدت معاها وفضلت ترغى وجواهر ترد عليها كأنهم يعرفو بعض من زمان ولا كأنهم لسه متعرفين . غريب اخيرا ارتاح من زن ناديه وخرج اجندة مامته عشان يكمل قرايه بعد ماطلب من ناديه تقفل عليه باب اوضته .. جميله دخلت مع داده المطبخ وسميره ابتدت تحكيلها كل حاجه حصلت مع ماهر من ساعة خروجها من الفيلا ... جميله انقهرت على غريب اوى وصعب عليها ماهر واللى مر بيه وندمت على انها فضلت بعيد عن اخوها الوحيد كل المده دى وهى مفكره انه مرتاح وهى بس اللى تعبانه .. سميره :تعرفى ياجميله يبنتى ايه اكتر حاجه زعلت ماهر منك ؟ جميله بصتلها بتساؤل .. --لما ماتت والدتك وجه جوزك يعزى وقال لماهر انك مرضيتيش تيجى معاه تعزى فيها عشان لسه زعلانه منه ومنها .. جميله حطت ايدها على بوقها ودموعها نزلت واتكلمت من وسط دموعها .... دنا كنت بموت ياداده عشان محمد قالى ان ماهر مرضاش يقبل منه عزا ولما قاله انه رايح البلد يجيبنى احضر العزا ماهر مرضاش وطرده قدام الناس كلها ... واخدنى بعدها بكام يوم زرت قبر ماما وقريتلها الفاتحه ورجعنى البلد تانى! .. سميره :الظاهر جوزك دا مش سهل ابدا وبيلعب عالحبل ...الا هو مجاش معاكى ليه .. جميله :عشان سبتله البيت وهطلق منه ..الافندى طلع متجوز عليا .. سميره ضربت على صدرها بصدمه وبصت لجميله اللى غمضت عنيها بألم.. سميره منطقتش بعد كده اى كلمه ، اصل هتقول ايه ؟ كل اللى عملته انها قربت من كرسى جميله وحطت اديها عل كتافها وطبطت عليها بمواساه. ********** جواهر اخدتنى امى وسافرنا حسيت وانا فالقطر ورايحه على بلد تانيه انى كسرت اخر قيود كانت رابطانى بالبلد ودعيت ربنا انى مرجعش البلد دى تانى ابدا .... بس الحاجه الوحيده اللى كنت حاسه ان فرحتى مش كامله بسببها هى بعدى عن ليل ... صعبانه عليا عشان سبتها فالبلد وحيده وانا عارفه انها معندهاش غيرى انا وابوها وامها فالدنيا دى . صبرت نفسى بأنها هتتجوز وجوزها يملا عليها دنيتها وهتخلف وتبنى حياه ومتبقاش وحيده .. بس برضو فراق الحبايب له الم بيعصر الروح ومهما كنا مطمنين عليهم .. هتفضل عنينا تتمنى تشوفهم قدامها ... وصلنا القاهره وامى اخدتنى على الفيلا بتاعت خالى وقابلتنا مرات خالى ورحبت بينا ترحيب حااااار . شفت ابن خالى اللى اسمه نادر ....بصراحه مرتحتلوش خالص ..شفته بيبصلى اكتر بصه بكرهها شفته بيبيص لجسمى ..جسمى اللى كرهته لانه هو السبب فاللى بيحصلى ...كتير كنت بتمنى لو انى طلعت ولد ، كنت هبقى مرتاحه من اللعنه اللى انا فيها دى . بعدها اخدنا واحد اسمه عم طه ، جابلنا وكل وكان حنين قوى عليا انا وامى ...اتمنيت لو يكون هو دا خالى ونعيشو معاه ... ودانا شقه ورن الجرس طلعتلنا بنت صغيره اموره قوى ...شوية ودخلت ندهت باباها واللى طلع خالى ماهر ... على قد ماامى كانت خايفه منه وخايفه يطردنا ، لكنه اول ماشاف امى خدها فحضنه بمنتهى الحب ..والغريب انه طلع يعرفنى ويعرف اسمى ... فردلى اديه عشان ياخدنى فحضنه ..انا بقيت بخاف من قرب اى راجل ليا ، مبقتش احبهم واصل ...بس اللى شجعنى وخلانى اروحله انى مشفتش فعنيه البصه اللى عخاف منها ...بس يمكن عشان فيه ناس واقفه معانا يمكن لما نبقو لحالنا يكون زى عمى محروس واتعس ... شفت ولده غريب ، معرفش ليه حسيته غلبان اكده ومنكسر ..امى سلمت عليه هو وناديه بت خالى الصغيره وسابتنى معاهم وراحت للست اللى فالمطبخ اللى بتقولها داده انى لقيت نفسى فالاوضه مع غريب استاذنت وطلعت ...اضمنه منين انى ميعملش حاجه عفشه معاى ! طلعت طوالى وناديه جت وراى وبقت تتحدت معاى بس كلامها زى العسل ، واحلى حاجه فيها عامله حالها واد وعتتكلم كيف الوِلِدة. غريب قالها ترد باب الاوضه عليه الصراحه انا اكده ارتحت عشان اقدر اقعد براحتى فالصاله عشان كان واعينى من جوا اوضته وانى قاعده . امى قعدت فالمطبخ ونسيت حالها فالحكاوى ..وماقالتش اشوف البت اللى سبتها مع شاب اول مره يشوفها وتشوفه.. حتى لو كان ولد خالى بس برضو يعتبر غريب عنى ...لكن هى دى جميله امى ..انى آخر حاجه تفكر فيها ... فين وفين لما طلعت وعنيها متورمه من البكا ، فالوكت ديه انى خليت ناديه تورينى مطرح حمامهم واخدت غيار واتسبحت ..الصراحه مكنتش مستحمله اقعد تانى بالخلجات العلي اكتر من اكده ... جات امى قعدت جمبى ومدت يدها طبطبت على خدى وسألتنى .. جميله :جعانه هزيتلها دماغى برفض قالتلى نعسانه هزيتلها دماغى بأيوه ...دخلت المطبخ وسألت داده سميره هنام فين ،الست جت ودخلتنا اوضه جمب الاوضه اللى قاعد فيها غريب وقالتلنا نامو اهنه ... انى اول ماشفت السرير اترميت عليه من تعب السفر وتعب القعده وتعب ليلة امبارح واول ماحطيت دماغى على المخده حسيت حجاره فوق جفونى ومقدرتش حتى افتح عينى مدت امى يدها على شعرى وفضلت تلعب فشعرى لغاية مارحت فالنوم محستش بحاجه واصل . ******** جميله قعدت على السرير جمب جواهروانا من امبارح عماله اخد صدمات فجوزى حتى خيالى مكنش ممكن يتوصل لانه يفكر ان محمد ممكن يعملها ..! يعنى ايه ؟ يعنى هو السبب فى بعدنا عن بعض انا واخويا طول السنين دى ! طيب ليه ؟ ايه عملتهوله استاهل عليه انه يعمل فيا كده ؟ وخصوصا وهو شايفنى بموت قدامه عشان امى ماتت وهى مش مسامحانى ولا راضيه عنى .. واد ايه اتمنيت انى احضر عزاها واترمى فحضن ماهر اطلب منه يسامحنى .. ليه استكتر عليا دا ليه ؟... اتنهدت ونمت جمب بنتى وسندت دماغى على دماغها وغمضت عينى واتمنيت لو اقدر افصل عقلى هو كمان عن التفكير عشان بجد تعبت . ************ ماهر قاعد وسط العملا على العشا لكن عقلى كله مع جميله اللى جاتلى اخيرا وكل تفكيرى ازاى اقدر اعوضها عن سنينها اللى ضاعت هى وبنتها بين اربع حيطان فالصعيد والكلب جوزها داير على حل شعره من حضن دى لحضن دى .... اوقات كتير كنت حتى على دا بلوم نفسى واقول انا السبب فاللى حصل لجميله ... كنت بقول دا قصاص ربنا منى ، زى ما ضحكت على بنات الناس ربنا بعت لاختى اللى ضحك عليها وضيع حياتها بوهم الحب .... دوقنى عذاب قلة الحيله والضعف وانا شايف اختى مصممه ومقتنعه باللى هى فيه ومش بتسمع لاى حد ولا شايفه اى حاجه غير محمد جوزها ... الولد دا طلع عنده حيله وقوة اقناع وقدره على التمثيل تعدت قدراتى انا شخصيا .... خلصت العشا بسرعه بسرعه ورجعت عالبيت طيران وعندى كلام كتييير اد السنين اللى فاتت دى كلها عاوز اتكلمه مع جميله ... لكن حبيبتى اول مارجعت البيت لقيتها نامت من التعب ..دخلت عليها بشويش لقيتها حاضنه بنتها ونايمه ، قربت منها وشفت الحزن كاسى ملامحها ...بوستها فجبينها وبوست جواهر وغطيتهم وطلعت للصاله قعدت على الكنبه .. سميره :هتنام مع غريب فاوضته ياماهر يبنى . ماهر :لا ياداده هنام هنا ..روحى انتى نامى مع غريب وناديه . سميره :لا انا هنام فالمطبخ انا حضرت فرشتى وهنام هنا خلاص . ماهر :معلش نستحمل كام يوم بس لغاية مايخف غريب ونرجع للفيلا كلنا ونعيش مع بعض . سميره :ربنا يسهل يبنى ...طيب عاوز حاجه منى قبل مانام ماهر :فنجان قهوه ياداده بعد اذنك . سميره :من عنيا ياحبيبي . ماهر اول ما رجعت شفت نور اوضة غريب مفتوح عرفت انه بيقرا فمزكرات مامته سبته براحته ومرضيتش ادخل ابات معاه عشان مدايقهوش لانه اكيد دلوقتى مش طايق يشوف وشى ، قررت انى انام على الكنبه فالصاله .. ********* غريب فتحت الاجنده وابتديت اقرا من مكان ماوقفت . 📖 خرجت يومها من الشقه وسبتله فلوسه وكل حاجته ، خرجت بطولى وبالهدوم اللى عليا وابنى اللى فبطنى ...نزلت ومشيت كتير اوى مش عارفه اروح فين ؟ اروح لمريم ؟ مش هستحمل كلمة لوم او عتاب وحده منها فالوقت دا ..وماما فريده نفس الشيئ .. فضلت ماشيه وحاسه انى مخنوقه والهوا خلص من حواليا برغم انى فالشارع ...حسيت بحاجه فقلبى ...زى مايكون فيه حاجه مغروزه ومش مخليانى قادره حتى آخد نفسى ..بقيت حاسه ان النفس بيأذينى ...قعدت على الرصيف وانا ماسكه قلبى شويه وحسيت الدنيا بتضلم .... فوقت بعدها على اصوات فودنى فتحت بصعوبه لقيتنى فأوضة مستشفى لوحدى ، ركزت لقيت حجات زى المشابك فصوابعى واسلاك كتير متوصله بصدرى . حاولت اقوم لكن حسيت بألم شديد فقلبى اتسندت على ايدى وانا بحاول اتنفس بصعوبه ... دخلت عليا ممرضه ولما شافت وضعى نيمتنى تانى ورنت جرس بعدها جه دكتور ... دخل وبصلى وهو مبتسم وقلى :حمدلله على السلامه يابطله ..انتى اتكتبلك عمر جديد سئلته :ليه يادكتور هو ايه اللى حصلى وجيت هنا ازاى ؟ قلى جابك هنا واحد كبير فالسن وقال انه لقاكى واقعه فالشارع ولما كشفنا عليكى لقينا قلبك متعرض لازمه قلبيه حاده لو اتأخرتى عن كده كان زمانك ميته لاسمح الله .. بحركه لا اراديه مديت ايدى على بطنى .. ابتسم وقلى :متخافيش عليه طالع قوى زى مامته ومتمسك بحقه فالحياه ... اتنهدت براحه وهو كمل كشف واثناء الكشف قلى ... انتى عارفه انك ليكى اربع ايام فالعنايه المركزه ؟ اكيد اهلك قلقانين عليكى اوى ...هنخرجك من العنايه دلوقتى وتقدرى تتصلى بيهم تطمنيهم هزيت دماغى بالموافقه وانا بفكر بينى وبين نفسى ان لو عندى اهل مكانش هيحصلى كل دا ... خرجت واديت رقم مريم لممرضه وطلبت منها تتصل بيها وتقولها على عنوان واسم المستشفى اللى انا فيها .. معداش ساعه من وقت مااديت الممرضه الرقم وسمعت صوت جرى فالممر ورجلين تقريبا بتوقف قدام كل اوضه وتفتحها لغاية مااتفتح باب الاوضه اللى انا فيها وشفت مريم .. بصتلى وهى منهاره وباين على عنيها انهم مناموش ولا مبطلوش بكا من ايام ... جريت عليا وحضنتنى وبكت بصوت عالى يمكن كل المستشفى سمعته ..انا دموعى نزلو معاها وعليها لكن مقدرتش اتكلم ولا كلمه . دخل الدكتور على صوت بكا مريم وقالها : ايه اللى بيحصل دا ...لوسمحتى كدا غلط المريضه قلبها تعبان ولسه طالعه من العنايه بعد اربع ايام واى انفعال غلط على قلبها ... هنا شفت الصدمه على ملامح مريم لما حطت ايدها على بوقها وبصت للدكتور وبعدين بصتلى وصوتها اختفى ومفيش غير الدموع بتنزل من عنيها ... الدكتور قالها : لو سمحتى تعالى معايا عشان هفهمك على شوية حجات بما ان المريضه حالتها متسمحش بالكلام ... مريم راحت مع الدكتور ورجعت بعد شويه وهى بتمشى متخشبه زى الانسان الالى وجت قعدت جمبى وفضلت باصالى كتير ... سالتها :هو الدكتور قالك انى هموت ولا ايه ؟ بتبصيلى كده ليه ! قالتلى :هو فعلا قالى انك ممكن تموتى يااميره لو اللى فبطنك دا منزلش .. انا حطيت اديا الاتنين على بطنى وهزيت دماغى برفض وقلتلها . الا ابنى يامريم ...الا ابنى .مش هتنازل عنه حتى للموت . مريم زعقت وقالتلى : يااميره قلبك تعبان ومش هيستحمل تعب حمل وولاده ...لو سمحتى اسمعى كلامى المرادى ...عيشى عشانى يااميره ارجوكى انا اموت من غيرك ..فكرى فيا لو مره متبقيش انانيه بالشكل دا ... انا من ساعة ماماهر جالى المطعم يسأل عليكى وعرفت انه اتخلى عنك وانا بموت ..بدور عليكى فكل حته زى المجنونه ... قلتلها اقنعينى بموتى هقتنع لكن تقنعينى انى اموت ابنى لايمكن ..انا وابنى لو هنموت نموت سوا ودا آخر كلام عندى . زعقت فيا بصوتها كله وقالتلى : غبيييييياااا وهتفضلى طول عمرك غبيه وهتموتى برضو بسبب غبائك ...تقدرى تقوليلى حتى لو جبتى ابنك للدنيا هيعيش ازاى ؟ ترضيله يعيش يتيم زى ماعشنا ؟ هتكونى مرتاحه وانتى سايباه وراكى وعارفه انه هيتعذب فالدنيا ؟ هتستفيدى ايه لما تجيبى للدنيا روح وتموتى انتى ؟ قلتلها :قولى اللى تقوليه لكن ابنى مش هفرط فيه ومتخافيش هبعد عنك ومش هشيلك همى .. قالتلى :لا بعد الجمله دى تصدقى ان اللى زيك مينفعش تعيش ...موتى يااميره ..موتى بغبائك ..موتى . سابتنى وخرجت وانا حضنت بطنى بأديا الاتنين وكلمت ابنى وقلتله : هجيبك للدنيا مهما كان التمن ...حتى لو التمن حياتى مش هسيبك تموت . بعد ساعه باب الاوضه رجع اتفتح ودخلت مريم زى الاعصار ورمت على السرير شنطه صغيره وابتدت تقلعنى وتغيرلى بعنف وخدلتنى بس من غير ماتنطق معايا ولا كلمه .. قلتلها :مر....ولسه هكمل قالتلى هشششش مش طايقه اسمع صوتك متتكلميش ... قعدت جمبى على كرسى وحطت دماغها بين اديها وبعد شويه قالتلى :بيدور عليكى على فكره جانى من ٤ ايام وسألنى لو كنتى جيتيلى وقلى انه طلقك وطردك وانا اديته علقه محترمه وفرجت عليه الناس كلها ... قلتلها احسن ...واياكى لو سأل عليا تعرفيه انك عارفه مكانى .. قالتلى :هو بيدور عليكى ليه ؟ هو عارف انك حامل ؟ قلتلها لا مقلتلهوش قالتلى امال يعنى هيكون بيدور عليكى ليه بعد مارماكى الا اذا كان عرف بحملك وبيدور عليكى عشان يجبرك تنزليه قبل ماتورطيه بطفل . هزيتلها كتافى وقلتلها :هو من ساعة ماظهر على حقيقته قدامى وهو ملوش وجود فحياتى ولا حياة ابنى .. انا هاشتغل بس فمكان ماهر ميقدرش يوصله لغاية مااولد ابنى وبعدها هاخده واسافر لاى حته تانيه غير هنا .. قالتلى :مش ملاحظه انك مخرجانى بره حساباتك خالص ياست اميره ؟ مش واخده بالك ان لسانك مبقاش يقول الا انا وابنى ...ايه ومريم لغتيها من حياتك بالبساطه دى ! قلتلها :انا عارفه انى غلطت لما مسمعتش كلامك يامريم وورطت نفسى ورطه كبيره وضيعت نفسى ..وغلطتى دى هدفع تمنها لوحدى ...انتى مش مجبره بعد ما نصحتينى وحذرتينى انك تتحملى معايا نتايج غلطتى ... قالتلى :الظاهر ان مش بس قلبك اللى تعب ، لا دا عقلك كمان تعب معاه .. المهم دلوقتى اللى حصل حصل عرفينى بقا ايه اللى جوا دماغك اللى منومه فيها فردة جزمه دى . قلتلها :مش عاوزه ماهر يعرف يوصلى ابدا ...ولا يوصل لابنى لغاية مااولده ....ووقتها ابقى افكر هعمل ايه لان دلوقتى دماغى واقفه . هزتلى دماغها وطلعتلى زبادى وعصير رمان حبيبتى جايباهملى واكلتنى وشربتنى وشويه ولقيت ماما فريده جاتلى ... وقفت على باب الاوضه تبصلى بقهر وبعدها قالتلى :ياريتنى ماسمحتلك تخرجى من الدار الا على بيت جوزك ...انا مش هتكلم لانى عارفه ان حالتك متسمحش ...لكن تاكدى انك بعد ماتخفى يااميره ليا معاكى كلام تانى ... دخلت حضنتنى وباستنى واتكلمت معايا وفهمت كل حاجه واحترمت قرارى باحتفاظى بالطفل مع انها كانت معترضه عليه .. لما فهمت خوفى من ماهر قالتلى انها هتكلملى مديرة دار تانيه صحبتها تخلينى عندها فالدار طول فترة حملى فمقابل انى اخد بالى من الاطفال هناك واحاول اعلمهم القرايه والكتابه اول ماصحتى تتحسن .. شفت ان دا احسن حل وبالفعل جابونى الدار ..... مريم مسابتنيش كل يومين كانت تجينى وتجيبلى اكل وفواكه وحلويات وتودينى للدكتور وتتابع معايا الحمل ...وماما فريده وصحبة الدار هما كمان مقصروش معايا ... لكن كل يوم بقيت بتعب عن اليوم اللى قبله ...كل ماابنى يكبر بحس انه بيستنزفنى ....خسيت جدا وتحت عنيا بقا اسود وشفايفى علطول زرق ونفسى بالعافيه باخده وحاسه ان دقات قلبى بقت بطيئه لدرجة انى احيانا كنت بفكر انه هيوقف ... ليا دلوقتى اربع شهور بالظبط وابتديت احس بحركه فبطنى ...حطيت ايدى علي مكان الحركه ....حاجه غريبه ومربكه ، لكن فنفس الوقت جميله ، ان ابنك يقولك انا اهو عايش وبتحرك ...كأنه بيلفت نظرك ليه كل مايتحرك عشان تحطى ايدك عليه او تكلميه ...كأنه عاوز يحصل على انتباهك ... 📖 امبارح خلصت الشهر الخامس واخدتنى مريم وعملنا سونار والدكتور قلى ولد ...فرحت جدا ان ربنااستجاب لامنيتى وادانى الولد اللى طلبته منه . لكن الدكتور معجبهوش وضع قلبى وقلق جدا عليا وقلقنى ...قالهالى بصراحه ...قلى ان نسبة نجاتى من الولاده متتعداش ٢٠ % يعنى بمعنى اصح يأمه هموت يأمه هموت ... وقتها مريم انهارت واتعصبت وشتمت بكل الالفاظ الخارجه عليا وعلى ماهر وحتى على الدكتور وعلى الطب اللى مش عارف يلاقى حل لحالتى وبقت تصرخ فالعياده لدرجة ان الدكتور خاف منها .... كنت شايفه انها نفسها اوى تضربنى بس حالتى متسمحش بده والا كانت كسرت عضمى انا متأكده .... خرجنا من عند الدكتور ومريم فضلت طول اليوم معايا وبيتت معايا ،نامت جمبى وهى حاضنانى من ضهرى وطول الليل حاسه بجسمها اللى بيتهز من البكا وانا كمان شفت انا وصلت نفسى لفين وبقت دموعى تنزل من سكات ... 📖 دخلت فالشهر التامن وكل مظاهر الحياه اختفت من معالم وشى .. مبقتش اقدر اعمل لنفسى اقل حاجه ولا بقيت اقدر ابذل اى مجهود بدنى حتى فالمشى ... مريم بقت هى المسئوله عنى مسئوليه تامه ...سابت شغلها واتفرغتلى وقعدت معايا وبقت بتصرف عليا من الفلوس اللى فالدفتر لدرجة انى كنت حاسه ان كل الفلوس خلصت من كتر العلاج والاكل والشرب وكتير سألتها بتجيب فلوس منين كانت تقولى انها عندها فلوس ومفكرش غير فنفسى وفابنى وبس . معرفش ليه دلوقتى بس اللى حسيت انى ندمانه على قرارى .... فالاول كنت بقول ممكن اولد ابنى واعيش واربيه ونكون مع بعض ... لكن دلوقتى تأكدت من موتى المحتوم ... بقيت ببص على الاطفال فالدار واتخيل ابنى واحد منهم وقاعد وسطهم ..من غير اب ..ولا ام ...ولا له اى حد فالدنيا ... بقيت اسأل نفسى كل يوم ...انا ليه عملت فأبنى كده ... جبت مريم وقعدتها قدامى ووصيتها متسيبش ابنى يتربى فدار ايتام وصيتها انها تكونله ام وتعتبره ابنها زى ماكنا متفقين نكون امهات لاولاد بعض ... هى طمنتنى ووعدتنى انها مش هتتخلى عن ابنى ابداااا . 📖 النهارده ... رحت للدكتور وحددلى انه يفتحلى بكره ... انا خايفه اووووى .....صعبه لما تعرف ميعاد موتك ...مريم كانت بتطمنى بالكلام ...لكن عنيها اللى دايما حمره من كتر مابتبكى بعيد عنى ....ورعشت اديها وهى بتسندنى عنيها اللى طول الوقت باصه عليا بتودعنى الدمعه اللى احيانا بتنزل من عينها وهى سرحانه وحاطه ايدها على خدها .. برغم كل التعب اللى انا فيه كان الحنين اللى بيهاجمنى لماهر كوم تانى ...حمل فوق حمل قلبى ... ضحكته ،هزاره، قربه ،انفاسه كلامه كل دول بقيت بشوفهم قدامى دايما ... حتى لما بفتكره فآخر مره شفته وافتكر كلامه ليا بانساه بسرعه وتحل مكانه ابتسامته وصورة عنيه وهو بيبصلى ويتأملنى .... الظاهر ان الانسان لما بييجى يموت مبيفتكرش للناس الا الحجات الحلوه ..ولا بيفتكر للدنيا الا الحلو اللى شافه فيها .... بصيت لمريم وراجعت نفسى على آخر لحظه ...شفت انى هظلمها اوى لما هحملها مسؤلية طفل وهى يادوب شايله مسؤلية نفسها ، هى كمان من حقها تعيش حياتها وتتجوز وتكون عيله ...مين هيرضى بيها وهى فرقبتها طفل ؟ قلت هحاول محاوله اخيره واعرف ماهر انى حامل وهيكونله طفل منى .. تقبله فحياته كان بها متقبلهوش اهو ابنه وهو اولى بيه وبمسؤليته ...حتى لو سابه فدار ايتام يبقى عارف مكانه يمكن فيوم ضميره يصحى ويرجع ياخده ويربيه. اتصلت بماهر وانا قلبى هيخرج من مكانه عشان هسمع صوته بعد المده دى كلها واتمنيت انى احس ولو بشوية لهفه صغيرين فكلامه لما يسمع صوتى ... لكن اجابته ليا كانت زى الميه اللى نزلت على جمر طفته ....فرحتى ولهفتى انطفت بنفس الطريقه ... داحتى صوتى معرفهوش ! ... ولا وهو بيقولى اكيد مفيش كلام مابينا يتقال .........يااااااه لو هوصف وجع قلبى من كلامه هفضل اوصف من هنا لسنه لقدام لكن للاسف انا مش فاضلى وقت حتى لوصف المى .. 📖 النهارده ميعاد العمليه بعد العشا ... ماهر جانى الساعه ١٠ الصبح فالميعاد على الدار .... مقلتش لمريم انى طلبت منه ييجى ولا انى كلمته اصلا ... اتفاجأت بيه لما لقته فالدار بيسأل عليا ...فالبدايه انكرت وجودى لكنها استسلمت ووصلته ليا لما قالها انه جاى بناء على مكالمتى ليه ... اول مادخل ماهر وشافنى قاعده على السرير وشاف وشى ملامحه اتغيرت ،..والصدمه بانت عليه اكتر لما نزل بعنيه على بطنى ، ...رجع بصلى تانى وبص لمريم وكأنه عاوز يسأل مين اللى قدامى دى وفين اميره . قلتله تعالا ياماهر قربلى ...قرب منى بخطوات بطيئه ووقف قدامى .... مديت ايدى ومسكت ايده وبصيت فعنيه وقلتله .... بص ياماهر مش هحلفك بغلاوتى عندك لانى عارفه انى مليش اى غلاوه ...ولا هحلفك بأيامنا مع بعض لانى تأكدت انها متعنيلكش اى حاجه ...انا هحلفك بربنا وبحياة اولادك اللى انا متأكده هما اد ايه غاليين عندك ... وحياة كل عزيز عليك متسيب ابنك يتربى فملجأ ويتقال عليه يتيم ويتوصم بالعار وانتا على وش الدنيا اديله اسمك وخلى بالك منه لغاية مايشد عوده ويقدر يعيش فالدنيا لوحده وبعدها لو عاوز تسيبه سيبه .. صدقنى انا لو هعيش كنت ربيته ومكنتش خليتك تعرف اى حاجه عنه او عنى لكن القدر قال كلمته ...انا باقيلى ساعات بتفصلنى عن الموت ونفسى اطمن على ابنى قبل مااموت ارجوك ياماهر اعتبر بتربيتك لابنى انك بتكفر عن زنوبك ...اعتبر نفسك بتكفل يتيم ..اعتب......... وقبل مااكمل كلام لقيته حط ايده على بوقى واخدنى فحضنه وهو بيبكى بصوت عالى .... مش قادره افسر بكاه دا ندم ...زعل ...احساس برهبة الموت ..مش عارفه احدد لكن اللى متاكده منه ...انه مش حب ابدااا مريم سابتنا وخرجت وهو قال كلام كتير بعدها مسمعتش منه اى حاجه وانا مشغوله بأنى احاول انى آخد نفسى لكنى مش بقدر ودخلت فنوبه تانيه فوقت منها فالمستشفى وعرفت من مريم وداده فريده انهم بيحضرولى اوضة العمليات .. طلبت من مريم تجيبلى اجندتى اللى كنت مخلياها فشنطة هدوم الطفل عشان اسجل فيها آخر لحظاتى فالدنيا ....وحبيبتى جابتهالى .. دلوقتى انا داخله لاوضة العمليات بعد ماودعت مريم وماما فريده ومش بتمنى من ربنا غير بس نظره لابنى قبل مااموت دى امنيتى الاخيره ... واحب اقول آخر كلمه لمريم اختى اللى برغم من اننا مش من ام وحده ولا تربطنا صله دم ...الا ان اللى بيربطنا اكبر من كده بكتير (بحبك يامريم وياريتنى سمعت كلامك ) واخر وصيتى ليكى ...متحبيش عشان مفيش حاجه اسمها حب .♥ وللحكايه بقيه لكم منى اجمل باقات الورود 🌹⚘ بقلم /ريناد رينوووو💖 الفصل العشرون من هنا |
رواية فرعون الفصل التاسع عشر 19 بقلم ريناد يوسف
تعليقات