رواية لتسكن قلبي الفصل التاسع عشر بقلم دعاء احمد
صدفة كانت قاعدة في المحل زهقانة بصت للساعة لقتها خمسة و ربع...بدأت تلم حاجة الشاحن الموبيل المفتاح، حطتهم في شنطة ايديها و قامت علشان تمشي... كانت بتقفل لما ابراهيم راح ناحيتها
ابراهيم :ابعدي أنتي و انا هقفل.
صدفة بصت له و بعدت عن الباب... إبراهيم قفل و بص لها لكن لاحظ ان عيونها حمراء
ابراهيم :انتي كنتي بتعيطي؟
صدفة حطت ايدها على عنيها بارتباك
:لا أبداً هبكي ليه يعني، أنا بس في حاجة دخلت في عيني...
ابراهيم بشك:متاكدة
صدفة اخدت نفس عميق :اه متأكدة...
ابراهيم اتأكد أنها كانت بتبكي و دا ضايقه و قلقه و خصوصاً انه طلب ايدها من والدها امبارح و اكيد هو قالها... ياترى دا بسبب طلبه
سؤال جيه في باله بمنتهى السرعة...
صدفة :أنا بس زهقانه و مش عايزاه اروح و انا كدا لان مريم هتقلق لما تشوفني كدا...
ابراهيم : عايزاه تعملي ايه؟
صدفة :اقعد في أي مكان هادي... على البحر بس ميكنش فيه ناس...
ابراهيم :انا اعرف واحد بيعمل حمص الشام قريب من هنا....
صدفة :ممكن تقولي هو فين...
ابراهيم :بصي تطلعي من السوق كأنك رايحة البيت لكن بدل ما بتطلعي الشارع الرئيسي على ايدك اليمين بتاخد الشارع الجانبي هناك هتلاقي شاب واقف بعربية حمص الشام و المكان هادي
صدفة :تمام شكراً...
ابراهيم بص في الأرض و بعدها مشي راح للمحل بتاعه و هو متضايق...
بعد مدة
صدفة كانت قاعدة على البحر ساكته و لأول مرة تحس بالسلام من وقت طويل كان عنده حق المكان دا هادي و الأجمل انها قاعدة لوحدها... كانت محتاجة تنفرد بنفسها و تعيد حساباتها...
:حمص الشام يا آنسه..
صدفة بابتسامة :شكراً...
ابتسمت بهدوء و هي بتطلع موبايلها رنت على والدتها ...
سهير لما شافت اسم صدفة مكنتش عايزاه ترد و هي خايفه ان مريم اللي تكون بتكلمها لان من آخر مرة مريم ردت و هي بطلت ترد على صدفه، خايفة تواجهها او تتكلم معها.
شوقي :ردي يا سهير... ممكن تكون في مشكله
سهير :مش هي اختارت تروح لابوها خليه ينفعها بقا.... انا خليت مسئوليتي منها.
شوقي :بطلي عند و ردي عليها...
اخد الموبيل بسرعة و رد عليها.. و بعدها ساب الموبيل
سهير بصت له بغضب و مسكت الموبيل
صدفة :الوا...
سهير:ايوه... بتتكلمي ليه
صدفة :أنتي زعلانه مني؟
سهير بسخرية : أنتي عارفه انا لو طولتك دلوقتي يا صدفة و الله ما هسيبك الا و انا مرجعاكي المصحة علشان شكلي كنت غبية لما خرجتك منها.... كنت فاكرة انك عقلتي بس شكل الزفت اللي كنتي بتاخديه أثر عليك اوي....
صدفة بعصبية :ماما! مش كل ما نتكلم تفتحي موضوع المصحة دا انتي عارفه اني بكرهه...
سهير: تمام يا صدفة، انتي عاملة ايه؟
صدفة :كويسه.... زي ما كنت طول الوقت كويسه.... مش انا كنت كويسه برضو يا ماما..
سهير معرفتش ترد
صدفة :أنا كنت بكلمك علشان اقولك اني مش ناوية ارجع تاني، في شخص أتقدم لي و انا موافقه عليه و...
سهير بحدة:شخص مين؟ اوعي تكوني بتتكلمي جد انتي ناويه تتجوز من غير ما انا اعرف و لا ايه...
صدفة :لا طبعاً علشان كدا بكلمك...
سهير بهدوء :مين الشاب دا و بيشتغل ايه و اتعرفتي عليه فين.
صدفة حست انها مخنوقة لأنها بتكره شعور التحقيق لكن حاولت تتكلم بهدوء :
اسمه إبراهيم فاروق... هو ابن جار بابا و هو شخص كويس و محترم
سهير:بيشتغل فين؟
صدفة بتوتر:هو عنده محل قماش كبير و معرفش لسه عنه حاجة...
سهير:نعم!! محل قماش... صدفة قولي انك بتهزري بقا بنت سهير نعمان تتجوز واحد بتاع قماش... أنتي فاهمة انتي بتقولي ايه... دا اكيد واحد طمعان فيكي... انا مش فاهمة انتي بتفكري ازاي و بعدين عبد الرحيم موافق على المهزله دي
صدفة :يا ماما حرام عليكي مش كل ما احب اعمل حاجة تقولي لي كدا انا تعبت و مع ذلك بحاول اتصرف بهدوء و متجننش فعلا... و بعدين هو يعرفك منين علشان يبقى طمعان فيا و بعدين هو عنده شغله... و آه بابا موافق فياريت انتي كمان توافقي علشان انا بجد تعبت من اللي بيحصل دا
انا عندي أربعة و عشرين سنه مبقتش الطفلة اللي انتي بتقولي هتاكل ايه و تقابل مين و تلعب امتى.... سبيني اختار حياتي، ليه عايزاه تطلع عقدتك عليا انا مش لعبه من حقي احب و اختار .
سهير مردتش و قفلت الموبيل، شوقي بص لها بغضب و اتكلم بعصبية
:هانت عليكي و لا انتي كل مرة لازم تخليها تعيط قبل ما تقفلي معها... حرام يا سهير صدفة صغيرة على وجع القلب دا.
سهير:اللي هي بتفكر فيه هو اللي هيجيب لها وجع القلب... احجز لي تذكرة لمصر انا لازم انزل قبل ما المصيبه دي تحصل
زمان عبد الرحيم ما هي صدق يجوزها و يفرض سيطرته عليها علشان يحس انه انتصر عليا بس لا... الجوازة دي مش هتحصل على جثتي.
شوقي بسخرية :و الاجتماع اللي عندنا اخر الشهر دا.. ناويه تسبيه مش قلتي انه مهم.
سهير :اوف... انا كنت نسيته... خلاص يا شوقي خلينا نعدي الشهر دا و بعدها تحجز لي تذكره بس انا عايزاه اعرف كل حاجة بتحصل في مصر و تجيب لي كل المعلومات عن اللي اسمه إبراهيم دا... عايزاه اعرف كل حاجه عنه
شوقي بصلها بضيق و قام
:انا رايح مكتبي...
سهير:اللي طلبته يتنفذ.
شوقي:حاضر
********************
بعد ساعة ونص
صدفة رجعت البيت و كان واضح عليها العياط فعلا و أنها قضت الوقت اللي فات و هي بتبكي لوحدها، دخلت الشقة و قفلت الباب وراها، مريم راحت ناحيتها بسرعة و هي قلقانه لأنها اتاخرت و موبايلها مقفول..
مريم:صدفة! انتي تأخرتي ليه و موبيلك مقفول ليه و بعدين وشك و عيونك حمراء كدا ليه... حصل ايه... حد ضايقك؟
صدفة :مفيش حاجة يا مريم بس كنت زهقانه روحت قعدت على البحر و اكلت حمص الشام كان حار اوي علشان كدا وشي احمر....
مريم:بس انتي شكلك معيطه
صدفة:مفيش حاجه يا مريم انا بس عايزاه ادخل انام... هو بابا فين؟
مريم :قلق عليكي و نزل راح المحل يشوفك اتاخرتي ليه
صدفة :طب رني عليه و قولي له اني هنا... انا هدخل أنام... متصحنيش..
مريم :طب اعملك حاجة دافية تشربيها
صدفة :لا مش عايزاه... انا بس محتاج احد دش و انام.. تصبحي على خير
مريم:و انتي من اهل الخير.
صدفة دخلت اوضتها و هي حاسة انها مش كويسه لكنها حاولت تنام......
**********************
تاني يوم الضهر
مريم دخلت اوضتها باستغراب لان صدفة لسه نايمة من وقت ما رجعت امبارح حتى انها نامت بنفس هدومها من غير ما تغير.
مريم :صدفة.... يا صدفه... أنتي يا ابنتي قومي بقا كفايه نوم.... ايه الكسل دا.. قومي بقا
صدفة بنوم:كفايه صداع بقا يا مريم و اخرجي سبيني انام.
مريم:تنامي ايه الساعة 11.5 الضهر قومي يا اختي عندنا تسيق النهارده عايزاه اروق الاوضة....
صدفة :احداشر و نص! انا نمت كل دا؟
مريم :انا قلت انتي دخلتي في غيبوبه هو انتي بتاخدي منوم و لا حاجة؟
صدفة :لا طبعاً انا اصلا مش عارفه انا نمت كل دا ازاي
مريم :طب ياله قومي غيري.
صدفة :لا سبيني دلوقتي انا هكمل نوم.
مريم :يلللهوي قومي يا بت كل دا نوم قومي..
صدفة ضحكت و قامت حضنتها بقوة
مريم:هتخنقيني، قومي ياله.
*********************
عند فايزة
كانت قاعده هي و سمر و معتز على السفرة بيتغدوا و فايزة و سمر بيبصوا له بنظرات غريبة
معتز بضيق:هو فيه ايه النهاردة... مالكم من ساعة ما صحيت و انتم مبرقين لي
فايزة بحدة:اصل اتاكدت اني مخلفة جوز مواكيس...
معتز:ليه بس كدا
فايزة:اصل انت لحد دلوقتي لا روحت لخالك و لا طلبت ايد صدفة و لا نيلت اي حاجة و اللي فالح فيه انك كل شويه تروح لها الكحل تطمن عليها و تكلمها على التليفون و ساعات مبتردش عليك
و بعدين ما انت لما تعرف اللي انا عرفته هتقوم دلوقتي حالا تروح لابوها تطلب ايديها.
معتز:و هو ايه بقا اللي انتي عرفتيه؟
فايزة :قولي لاخوكي اللي انتي قولتيهولي يا سمر.
سمر:مش ام صدفة طلعت ست جامدة اوي و معروفه دا حتى اسمها مكتوب على جوجل و اسم شركتها و طلعت مليونيرة
فايزة:يعني المحل بتاع ابوها دا ولا حاجة في بحر اللي عندها، اه.. بقا هي دي سهير مرات اخويا اللي كانت عايشه معانا مين كان يصدق انها تبقى غنيه كدا و مهمة.
معتز:أنتي بتتكلمي جد و متأكده ان هي
فايزة:ايوه هي هو انا هتوه عنها بس بقيت حاجة تانيه شياكه و بأن عليها العز و الفلوس و صورتها محطوطه على النت انها من أنجح سيدات الأعمال.... و أنها ايه...
سمر:من الشخصيات المؤثرة..
فايزة:ايوه هي دي... و بعدين أنجز روح أتقدم لها لو سهير جيت مصر مستحيل توافق على حد من عيله عبد الرحيم لكن طول ما هي بعيدة في امل انه يوافق و لو حصل انت هتتنقل في حته تانيه.
معتز سكت و هو بيفكر :
خلاص بكراً نروح و انا أتقدم لها.
فايزه :هو دا الكلام.
************************
بليل
صدفة كانت اخدت قرارها و قررت تخرج تقول لوالدها ، قامت فتحت الباب و خرجت كان ابوها و مريم بيتفرجوا على التلفزيون
قعدت جانبه و هي مكسوفة تتكلم، مريم بصت لها و فهمت انها عايزاه تقول حاجة
صدفة :بابا...
عبد الرحيم :ايوة يا صدفة
صدفة :انا كنت عايزه اقولكم حاجة، أنا فكرت في موضوع الجواز و صليت استخارة و حاسه اني مرتاحة و موافقه
عبد الرحيم بابتسامه :يعني أبلغه اننا موافقين و يجيوا يتقدموا بشكل رسمي
صدفة هزت رأسها بالايجاب و مريم قامت حضنتها و هي فرحانه
:الف مبروك يا جميل... الف مبروك و بعدين في حاجات كتير لازم نفكر فيها و فيه اتيليه جميل منزل فساتين سواريه لازم نبقي ننزل نفكر و انا لازم اجهز سفرة محترمه ليهم و العصير
صدفة كانت فرحانة جداً بسبب فرحة مريم و حماسها و اتمنت لو ان كل حاجة تتم زي ما هي نفسها تعيشها...