رواية وقت البريك الفصل الخامس عشر بقلم اسماعيل موسي
ورا كل فرحه حزن ، مختفى، متوارى، رابط ينتظرنا، الحزن خبيث ومرواغ، بيعرف طريقه حتى وسط العتمه، الحزن يختار اصحابه بعنايه مثل الدجاج الجائع لا تفلت منه حبت قمح مرميه على الأرض.
تكاد تشعر ان بعض البشر لا يحق لهم السعاده، لقد قضمت فرحتى، بعد ما خلصنا النزهه ووصلنا الشركه قابلنا خبر صادم
مخازن الشركه، كل منتجات الشركه فى الشهور الماضيه، المنتجات المعده للشحن سرقت
الخساره كانت كبيره، ياريت كانت على كده كانت هتبقى مقبوله، رعد كان هيتقبل الخساره ويعيد بناء نفسه، لكن المشكله كانت فى الشرط الجزائى مع كل صفقه والى رعد مضطر يدفعه من جيبه الخاص
سمعنا الخبر على باب الشركه، كان فيه عربيات شرطه وزحمه وهيصه، رعد وضع ايده على دماغه واتسند عليه ووقع على الأرض.
وصلت سيارة الإسعاف كئيبه كأنها سيارة نقل الموتى، خدنا رعد على المستشفى وهناك خضع للفحص فى العنايه المركزه
كنت خايفه جدا ومتوقعه الاسواء، مرعوبه ان رعد يكون اصاب بجلطه ولا اى حاجه من الى بسمع بيها
فضلت قاعده جنب رعد بعد ما كلمت والدتى وشرحت ليها الظروف، والدتى جت قعدت معايا
مكنش ممكن تسيبنى وحدى فى المستشفى، والدتى بتعاملنى معاملة الأطفال
رعد كان بيفوق شويه ويرجع يفقد وعيه، المره الوحيده إلى قدر يتكلم فيها، طلب منى أغادر المستشفى، انتى الوحيده إلى ممكن اعتمد عليها يا اسيل، تابعى التحقيقات واهتمى بالشركه فى غيابى، مش عايز شركة بابا تنهار يا اسيل
انا كلمت محامى الشركه وعينتك المديره لحد ما ارجع
مكنتش فرحانه، انا معرفش حاجه فى إدارة الشركات، مهمه صعبه نزلت فوق دماغى.
قلبى كان بيقولى خليكى معاه وعقلى كان بيطلب منى اتولى المسؤليه
حين الاختيار، حين نضطر ان نختار بين ما يطلبه القلب والعقل علينا أن نختار العقل دوما
روحت على الشركه إلى كلها كانت حزينه، الحديقه، المكاتب، الطاولات، حتى الجدران كانت تسيل بؤس
بعض الموظفين كان عندهم لامبلاه، كان فاكرين طالما مدير الشركه مش موجود يقدرو يعملو إلى عايزينه
كان فيه تسيب خطير واضطريت ابقى عنيفه واتخذ قرارات تأديببيه ترجع الضبط والربط
دخلت مكتب رعد إلى كنت بتمنى ادخله قبل كده، لقيت الملفات إلى طلب منى ادرسها
ضابط المباحث وصل المكتب واطلعنى على نتيجة التحقيقات المتوقعه انهم موصلوش لأى حاجه
معرفش ليه سبت المكتب بعد ما ضابط الشرطه ما مشى ونزلت على مخازن الشركه، اتكلمت مع حراس المخازن، بعضهم كان مصاب لأن اللصوص ضربوهم وقيدوهم وغطو وشوشهم
عاينت أبواب المخازن بدقه، مفيش ولا باب كان مكسور
تحس انها كلها اتفتحت بمفتاح، مفيش اى أثر لعنف
كمان مكنش فيه ولا حاجه فاضله جوه المخازن تحس ان اللصوص كانو مطمنين جدا ومش خايفين من اى حاجه
ولاحظت لفافات تبغ كتيره مرميه على الأرض
اللصوص كانو بيدخنو بارتياحيه وقعدت افكر ازاى حد جاى يسرق مكان يكون هادى للدرجه دى؟
جمعت عقب لفافات التبغ فى كيس، مكنتش عارفه الشرطه خدت بصمات ولا لا
اتكلمت مع الحراس تانى كل واحد لوحده وقارنت بين اقوالهم
بعد كده سجلت كل حاجه فى دفتر وطلبتهم تانى فى مكتبى كل واحد لوحده وواجهته باقوال زميله إلى كنت بازيفها احيان واضيف عليها حجات
او أوجه اتهام لواحد فيهم على لسان واحد تانى الكل كان بيستنكر ويقسم انه كذب الا واحد فقط كان بيدافع عن نفسه ويتهم الآخرين