رواية وقت البريك الفصل الثالث عشر بقلم اسماعيل موسي
لا اعتبرنى شجاعه، لقد ركضت بعد أن تركت القصر، شعرت بالخطر، الاوغاد لا يرحمون، الاوغاد خبيثون، لم اطمأن حتى وضعت قدمى داخل سيارة الأجره.
كنت فرحانه، سعيده بنفسى، انها من المرات القليله التى أفعل فيها شيء أرغب به من كل قلبى
لماذا لم تدافع شاهنده عن نفسها؟. كنت مستعده لصراخها
للخدم عندما يضربونى، وربما يحملونى مثل المقعد ويلقو بى فى الشارع.
عدم تحركها، رد فعلها الباهت اشعرنى بالخطر
هاتفت رعد حبيبى، فارس احلامى، افهم انه حب من طرف واحد لن يجر سوى المتاعب، لكنى حره، لكنه يستحق، اعتقد عندما نجد الحب الحقيقى، شخص يستحق حبنا علينا أن ننتهز الفرصه، اذا كانت كل حياتنا مؤلمه لماذا نخاف من جرح اخر؟ جرح رغم وجعه قد يجعلنا سعداء لبعض الوقت
نعم بعض الوقت فأنا لا اظن ابدا اننى سأجد سعاده دائمه طوال حياتى
سألنى رعد ماذا فعلتى؟
قلت فعلت المطلوب واستخدمت يدى اليمنى
ضحك رعد، يدك قويه؟
اجل، قويه جدا عندما احتاجها لكن لا تخاف
رعد __ اخاف ليه ومن ايه؟
اه من الرجال خبثاء جدا، يفهمون ويعرفون، لكنهم لا يتوقفون عن اللف والدوران
قلت لا شيء كبر دماغك
سأنتظرك فى الشركه، قالها مديرى بنبره تدفعك للاعتقاد ان الشركه لن تقوم لها قائمه دونى، وانها قبل وصولى للعمل كانت خاسره وضائعه
ابتعت سندوتشات، قنينة ماء، لتر ساقع فى طريقى لمكتبى
كان أول شيء فعلته ان ملأت معدتى واحتسيت مق شاى كبير
بعد ربع ساعه استدعانى رعد، عرفنى على موظف اخر، قال انه مدير مكتب المبيعات واننى سأعمل معه فى الفتره المسائيه واوصى ان ابداء عملى فورا وان يسند لى مديرى صفقه سهله كبادرة حسن نيه
وشعرت ان كل شيء مرتب، ان رعد حبيبى دبر كل شيء لنجاحى
بعد يومين، كنت فى شركة الأحمد للمنتجات الغذائيه انتظر مديرها لاعرض عليه صفقتى
أكثر من تلت ساعات رغى ومرواغه، اخذ ورد، ابتسامات خبيثه، تلميحات مستتره عن المكاسب المنتظره من الصفقه
ابرمت الصفقه بطلوع الروح، كان ربحى قليل لكنه معقول جدا، ٢٥٠٠٠ جنيه، مرتب نصف عام فى صفقه واحده
راح ذهنى يعمل بطريقه جد لعينه، وطموحاتى تصعد حدود الضباب، سأختار صفقاتى بعنايه فى المره القادمه
سأعمل على الصفقات الخاسره او المردوده
نعم هناك بعض الصفقات التى لم تنجح الشركه فى ابرامها لعدم وجود عروض، او فشل الصفقه لتباين السعر
لقد فاجأت مديرى بقرارى والذى بدا متحير جدا وسألني اكتر من مره انت متأكده؟
انت متأكده؟
انت متأكده؟
نعم متأكده، قال مديرى هذه الصفقات تحتاج وقت طويل، ربما عام احيانا
قلت لا بأس، ليس لدى مشاريع مؤجله أخرى فى حياتى سوى النوم
كنت بشوف رعد قليل جدا، ورغم انى كنت بتمنى اشوفه اكتر من كده لكن كان فيه شيء بيمنعنى من التقرب منه، وكان أكثرها خطوره دينى الذى تكفل به
قعدت ليالى طويله اسهر على ملفات الشركه، ملفات المبيعات الخاسره المتروكه والمردوده بتركيز كبير جدا
كان فيه اكتر من صفقه فاشله، فاشله لدرجة ان الشركه نفسها محاولتش تشتغل فيها، الحاجه الكويسه ان الصفقات دى كان خاصه بمعدات، واحيان هالك اجهزه، بمعنى انها غير قابله للتلف
هتبيعى روبابيكيا يا اسيل؟ الصراحه كان فيه اكتر من دافع انى اشتغل فى الصفقات دى، اولها مساعدة رعد والتانى ان أرباح الصفقات دى لو نجحت فيها هتكون كبيره جدا
درست خطط موظفى المبيعات، الشركات إلى عرضو عليها الصفقات، تقريبا معظم شركات السوق
اكيد انا مش اشطر منهم عشان اقنع شخص رفض الصفقه قبل كده انه يقبلها
القصه بقلم اسماعيل موسى
وصلت لحائط سد، وقعدت ايام طويله كل تفكيرى فى حل للمشكله الكبيره من غير اى نتيجه
فى مره وانا قاعده مع والدتى مر من تحت البيت بياع روبابيكيا، مش عارفه ليه نزلت الشارع اشترى منه، كان معاه حجات كتيره مكنتش مفيده بالنسبه ليا
سألت البياع ان بتكسب من بيع الحاجات دى؟
البياع قال الحمد لله ماشى الحال، اصل مفيش شخص هيديك سر مهنته
قلت انا معتقدش ان فيه ناس ممكن تشترى الحجات دى؟
البياع ضحك، انا اقدر ابيع الحجات دى للناس إلى اشتريتها منها، المهم انك تعرف تتعامل وتتخطط
الإقناع يا استاذه، الشركات إلى بتبيع الحجات بتحتاجها تانى اصلا، السبب ممكن ان المعدات دى قديمه ومش موجوده فى السوق، او ان الشركات المنتجه ليها قفلت فمبقاش فيه قطع غيار منها
شكرت البياع واخدت إلى اشتريته على الشقه وانا بفكر هو ممكن دا يحصل
واخدت قرار عنترى ، انا هعرض الصفقات دى على الشركات المنافسه لينا فى السوق