رواية لتسكن قلبي الفصل الحادي عشر 11 بقلم دعاء احمد

 


 رواية لتسكن قلبي الفصل الحادي عشر بقلم دعاء احمد


اليوم كان طويل لكنه عدي بسرعة و يمكن أحلى حاجة فيه هي سعاد عمة صدفة و مريم اللي كانت طايرة من الفرحة بجد و مبسوطة أنها شايفه مريم و صدفة الاتنين ادامها زي زمان و هم أطفال...

رغم ان فايزة كانت بتحاول تبين أنها بتحب صدفة و أنها كانت بتهتم بيها زي سعاد لكن كان واضح جداً من اسلوبها انها عايزاه تبان افضل من اختها و خلاص رغم ان صدفة محستش اتجاهها باي حاجة و بالعكس محبتش اسلوبها في التعامل. 

كان واضح انها متملقة و معتز و سمر تقريباً كانوا نفس طباعها و بالذات معتز اللي كان بيحاول يفتح كلام مع صدفة

والدها كان مبسوط علشان سعاد اللي و كأن روحها متعلقة مع صدفة، كانت طول السنين اللي فاتت بتسأل عنها و بتطلب منه يحاول يوصل لها لكنه مكنش بيحاول حتى لانه كان متأكد ان سهير مستحيل تخليه يشوف صدفة مهما عمل رغم انه لو كان حاول كان هيقدر يشوفها و كان ممكن يرجعها مصر بس هو محاولش.

الساعة تسعة بليل. 

صدفة كعادتها كانت قاعدة في البلكونة و ادامها كوباية عصير، المنظر بليل من البلكونة كان جميل.. الاضواء و منظر البحر من بعيد، مريم كانت قاعدة على السرير بتتكلم في الموبيل.

مريم قفلت الموبيل و حطيته جانبها بصت ناحية صدفة لقيتها سرحانة، قامت دخلت البلكونة 
:الجميل سرحان في ايه؟ 

صدفة كانت حاطة الهاند فري في ودنها بتسمع اغنية، قلعتها 
:مفيش كنت بسمع اغنية بحبها. 

مريم:اغنية ايه؟ 

صدفة:اغنية انجليزيه اسمها ****** 

مريم: انا بصراحة مش بحب الاغاني الانجليزي اوي يعني علاقتي ب الانجليزي مش احسن حاجة. 

صدفة :انا اتعودت اني اتكلمت بيه و حتى العامية الانجليزي ساهلة بالنسبة ليا بس برضو بعرف امتى اتكلم عربي و امتى انجليزي 

مريم:اكيد ما انتي عشتي حياتك كلها في إنجلترا. 

صدفة:فعلا... 

مريم :احكي لي عنك يا صدفة... 

صدفة سندت رأسها على الكرسي و اتكلمت بلامبالة
:مش عايزاه يا مريم، يعني أنا حياتي مفيهاش حاجات حلوة تتحكي، حتى لما اتخطبت مكنش فيه اي حاجة مميزة فيها. 

مريم بدهشة:هو انتي اتخطبتي قبل كدا. 

صدفة:ايوة... بس مكملناش كتير لاني اصلا لما اتخطبت له مكنتش موافقة و كان جواز مصالح... يعني هو كان رجل اعمال 











مريم:لا لا استنى انا هقوم اجيب فشار انا عامله جوا... و انتي بقا تحكي لي كل حاجة. 

صدفة ابتسمت و هي شايفه حماس مريم اللي قامت بسرعة و رجعت بعد لحظات و هي ماسكة طبق فشار كبير و طبق فاكهة

قعدت جنب صدفة و اتكلمت بحماس

:اتسلى معايا، و احكي لي كل حاجة بالتفصيل. 

صدفة بدأت تاكل معها
 :بصي يا ستي هو كان مصري أصلا، وسيم، غني و ذكي في شغله جداً و خصوصاً ان ماما اشتغلت معه و قالت لي انه ذكي 

مريم:كان اسمه ايه؟ 

صدفة:أحمد.... يعني الصراحة انا محبتوش و لا كنت متقبلة الخطوبة... عارفة لما تحسي ان فيه حد بيضغط بقوة على صدرك لدرجة ان ضلوعك بتتكسر و قلبك بيفقد القدرة على أنه يتنفس... كل ما كنت بتكلم معه كنت بحس اني مخنوقة و ان انا و هو بُعاد اوي عن بعض اوي..لحد ما قررت اني مش هكمل و علشان كدا 
كلمته و قابلته اديته دبلته طبعاً ماما عملت خناقة لرب السماء اني ازاي اعمل كدا من غير ما ارجع لها 
لكن خالو شوقي وقف معايا ادامها و قال لها انه مش عايز يشوف بنت اخته حياتها بتبوظ علشان علاقات و مصالح.... بس وقتها انا تعبت و دخلت المستشفى و يمكن دا اللي خلاها متكلمنيش تاني في موضوع الخطوبة دا 
لأن احمد بنفسه تقبل رفضي 
تعرفي يا مريم أنا كنت في المستشفى و هي كان عندها اجتماع مهم مقدرتش تسيبه و تفضل معايا يومها خالو شوقي فضل قاعد جنبي لحد ما خرجت، كان الضغط عندي مش متظبط... 

مريم قامت قعدت جانبها و حضنتها :
خلاص بقا بلاش تتكلمي كدا، خلاص مش عايزين نفكر في اللي فات و بعدين هو انا مش كفاية عليكي و لا ايه. 

صدفة ابتسمت بسعادة :لا طبعا ازاي بصراحة انتي هونتي عليا حاجات كتير، و بعدين عمتو سعاد دي شكلها سكر اوي 

مريم و هي بتاكل صدفة
:بصراحة هي عسل و مفيش زيها، بصي هي طيبة اوي و بتحبنا أكتر من الدنيا و ما فيها 
و خصوصا أن هي مخلفتش و جوزها توفي بعد جوازهم ب ٦ سنين و مرضتش تتجوز بعده.. 








صدفة :طب و عمتو فايزة دي ايه حكايتها، أنا حسيتها غريبة اوي، كل ما عمتو سعاد تعمل حاجة هي تقلدها و خلاص و كمان سمر. 

مريم :بصي يا ستي عمتي فايزة دي عاملة زي البومة في العيلة دي، واحدة بتحب الفشخرة اوي و بتحب تبين ان ولادها احسن من اي حد حتى لو فيهم عبر الدنيا 
يعني مثالا لما سمر اتخطبت روحت انا و بابا الخطوبه و لما جيت ابارك لها قالت لي عقبالك يا مريم دا اللي زيك متجوزين و مخلفين و انتي مش عارفه حظك عامل كدا ليه لازم تروحي لشيخ يرقيكي و كلام يسم البدن 
انا وقتها قلت لبابا علشان يبقى عارف كل حاجة

صدفة بدهشة :معقول هي بالبجاحة دي 

مريم:هتقولي ايه بقا، و مع ذلك معتز إبنها قعد سنتين كل ما يشوف بابا يقوله مش توافق على جوازي انا و مريم بقا يا عمي. 

صدفة :يلهوي يعني امه كانت بتقولك كدا من ناحية و هو عايز يتجوزك من ناحية. 

مريم :لا و الانقح بقا ان هي نفسها جيت في مرة و جابوا جاتوه و جيهم قعدوا و طلبوا ايدي بشكل رسمي و قالوا أن مفيش احسن من معتز ليا و ان البنت لابن عمتها. 

صدفة غصب عنها ضحكت :
غريبة دي... 

مريم :لا و لا غريبة و لا حاجة معليش يعني يا صدفة لما عمتي عرفت ان بابا ناوي يأجر المحل و يشتغل فيه راحت لصاحب المحل و عملت كل البدع علشان صاحب المحل ميديهوش لبابا و حتى عرضت عليه انها تاجره هي بس هو علشان على علاقة طيبة ب بابا مرضاش يوافقها و فعلا أجره لبابا و لما المحل كبر و بقا له زباين، معتز جيه علشان يتقدم لي... 

صدفة :باين عليهم انهم مش سالكين ... 

مريم:علشان كدا عايزك تاخدي بالك من معتز لان من كلامه كدا شكلن عنيه عليكي و انتي الخطة البديلة بالنسبة ليهم. 

صدفة : أنتي عمرك حبيتي يا مريم؟ 

مريم :حبيت! تصدقيني يا صدفة لو قلتلك اني معرفش شكل الحب دا ايه... 
بس مكدبش عليكي انا نفسي اتحب يا صدفة، نفسي حد يبقى هيتجنن عليا، حد يفضل يلف علشان ابقى من نصيبه يهمه سعادتي و ميهونش عليه زعلي.. انا برضو عايزاه اتجوز.. و عايزاه يكون عندي بيت و شخص اعتمد عليه و يكون لي كل دنيتي.. و يبقى عندي ولد و بنوته 
عايزاه يكون راجل كدا و الناس بتحبه شهم و جدع حتى لو هو فقير يا صدفة أنا بس نفسي احس بالأمان و مش فارق معايا يكون معه فلوس بس حد و انا معاه احس اني أميرة.. 













صدفة :صدقيني قريب اوي هتلاقي اللي يحبك و يقدرك و هتبقى ملكة مش أميرة و هيتعملك فرح متعملش لواحدة في بلدك. 

مريم:تخيلي انا و انتي نتجوز في يوم واحد.

صدفة :ياريت و الله 

مريم :و انتي حبيتي قبل كدا؟ 

صدفة سكتت و جيه في بالها ابراهيم متعرفش ليه 
بس هي بتفكر فيه يمكن بسبب المواقف اللي جمعتهم مع بعض 
و جايز لأنها حست أنه كان غيران عليها و خصوصا لما اتخانق معها و اتسبب في بكاها، اتنهدت بهدوء

:مش عارفه بس اكيد اني لما أحب حد مش هخبي عليك. 

مريم :ماشي يا ستي، طب ايه رايك انا هجيب فيلم نقعد نتفرج عليه سوا بس جوا لان الجو هنا برد شوية... 

صدفة :ماشي... 

الاتنين قاموا دخلوا جوا
مريم:بقولك خلينا نضم السريرين جنب بعض و ننام سوا

صدفة بحماس:معنديش مشكلة خالص...ياله بينا.

مريم ابتسمت و الاتنين زقوا السرير جنب التاني و مريم جابت التابلت بتاعها شغلت فيلم و نزلت بطانية من الدولاب

صدفة جابت طبق الفشار و الاتنين قعدوا جنب بعض اختاروا الفيلم سوا و اتغطوا و بدوا يتفرجوا
بعد ساعة الا ربع كانت مريم نامت بعمق على كتف صدفة
صدفة ابتسمت بهدوء و اخدت التابلت حطيته جانبها، عدلت دماغ مريم و غطتها كويس و رجعت تكمل الفيلم، لكن دقايق و كانت حاسة أنها مش عايزاه تتفرج لوحدها والدهم كالعادة بينام بدري و مفيش حد تقعد معه و خصوصا انها نامت بالنهار مكنتش عارفة تنام.

قامت خرجت من الاوضة قعدت في الصالون شوية و دماغها مسابتهاش في حالها و رجعت من تاني تفكر فيه
لكن الغريب أنها سمعت صوته في البداية كانت فاكرة انها بتتخيل لكن الصوت كان قريب قامت بسرعة و خفة راحت وقفت عند الباب













كان طالع السلم و هو بيتكلم مع عزيز في الموبيل و صوته عالي و باين من صوته انه متعصب
حست بالضيق من نفسها و فكرت أنها ممكن تكون سبب غضبه بسبب كلامها معه لحظات و خطواته و صوته بعد
و كأن طلع لشقته...

متعرفش ازاي رجليها اخدتها لحد الاوضة في لحظات، فتحت البلكونة براحة جداً و دخلت
رفعت رأسها لفوق لأنها عرفت من مريم ان اوضته فوق اوضتهم
دقيقتين و نور الاوضة كان اشتغل و سمعت صوته و هو بيتكلم مع والدته

ابراهيم كان متضايق و ماكلش حاجة و كلام صدفة كله بيرن في ودانه

:ماليش نفس يا ماما و الله ما ليا. 

شمس بضيق:يا حبيبي مينفعش كدا انت ماكلتش حاجة و ابوك قالي انك دخنت النهاردة كتير انت بتعمل في نفسك كدا ليه و لا انت عايز توجع قلبي عليك. 









ابراهيم :لهدي بس يا ست الكل، أنا بجد ماليش نفس و هموت و أنام... ف بالله عليكي أنا مش قادر اصلا احط حاجة في بوقي أنام دلوقتي و بكرا نشوف الموضوع دا. 

شمس بحدة :ماشي يا ابراهيم انت حر... 

خرجت من الاوضة و سابته، إبراهيم دخل غير هدومه و لابس تيشيرت مريح و بنطلون قطني و رجع ينام 
كان متضايق و بيفكر في كلامها 

"بس انا طباعى غير طباعك وعاداتى غيرك ،صعب نتفق و الظاهر ان كل ما نشوف بعض هنتخانق ف ياريت حضرتك تتعامل معايا على اساس اني غريبة."

ميعرفش ليه كان متضايق بسبب كلامها دا رغم انه العادي انها تحط حدود بينها و بينه لكن كلامها عصبه و حسسه انه عايز يتفق معها و يتعامل معها علي اساس انها قريبة مش غريبة... يمكن لانه مش قادر يحس انها غريبة
رغم ان كلامها صحيح ميه في المية
طباعها غير طباعه، و صعب يتفقوا، هي متدلعه و متعرفش حاجة عن الأصول و العادات بس حاسس انه مسحول في التفكير فيها غصب عنه

حاول يبطل يفكر فيها و ينام، طفي النور و شغل القرآن على موبيل، سابه جنبه و حاول ينام.

صدفة كانت واقفه في البلكونة و سمعت كلامه مع والدته عن الأكل، كانت متضايقه منه أنه بيدخن كتير و مش بياكل  لما نور اوضته انطفى رجعت اوضتها و قفلت باب البلكونة.....

دخلت تنام لكن لأول مرة متعرفش تنام و تفضل سهرانه بتفكر في شخص و لأول مرة لما تفكر في كل المواقف اللي بينهم تبتسم بخجل و بالذات لما افتكرت لما شافها عند عائشة و هي لابسه العباية الدهبي...

و فرحت لما افتكرت موقفه لما دافع عنها من الشاب المتحر'ش

صدفة لنفسها:ايه اللي انا بفكر فيه دا بس...و بعدين مالك فرحانة كدا ليه، نامي بقا، ايه الانحراف اللي انتي فيه دا .

         **********************


تعليقات



×