رواية فرعون الفصل الحادي عشر 11 بقلم ريناد يوسف



رواية فرعون الفصل الحادي عشر 11 بقلم ريناد يوسف 






 فرعون 
البارت الحادى عشر 11
بقلم /ريناد 🌹

غريب غمض عنيه واستسلم للظلام ..

ماهر صرخ بكل قوته حد يتصل بالاسعااااف بسرعه ...
الكل جرى يتخبط و ماهر حاضن ابنه وبيصرخ عليه عشان يصحى وسميره بتصوت وهى قاعده جمب غريب وتتحسبن بصوت عالى 

سمعو صوت الاسعاف وثوانى ودخلو اتنين مسعفين شالو غريب بأحترافيه حطوه على ترولى ومشيو بيه وماهر ماشى معاهم وماسك ايد ابنه ...

ماهر وصل عند الباب وبص لسميه اللى واقفه بتبص من بعيد بتشفى ..

صرخ فيها :قسما بحرقة قلب ابنى ياسميه لأخليكى تدفعى تمن اللى عملتيه دا طول الباقى من عمرك ...

وتأكدى لو غريب جراله حاجه مش هخليه ينزل قبره غير وهو فحضنك .

ماهر خرج مع غريب وسميه وقفت تبلع ريقها بخوف بعد ماحست ان كلام ماهر مش مجرد تهديد .

دياب ونادر قربو من امهم :
دياب :صحيح اللى سمعناه دا ياماما 
سميه :ايوه يادياب صحيح ...ابوكم دخل عليا فيوم وهو شايل الولد دا وبيقول عليه ابنه من وحده استغفر الله العظيم لقيطه تربية ملاجئ عرفها شويه وفالاخر رمالها قرشين ...

لكنها حملت منه واستخبت لغاية ماكملت حملها خوفا من انه يخليها تنزله وبعدين ظهرت عشان تساوم ابوكم بالولد ...الظاهر دا كان مخططها من الاول ، 
لكن جزاتها يشاء ربنا انها تموت وهى بتولد ...ابوكم بقا جابلى الولد وقلى ربيه ، ولما رفضت هددنى ياخدكم منى وميخلنيش اشوفكم مره تانيه .

استحملت عشانكم ...عشان متبعدوش عن عنيا ....تخيلو كل السنين اللى فاتت دى وانا بربى قدام عنيا ابن اللى ابوكم خانى معاها 
...تخيلو احساسى وهو بينادينى بماما وانا مش طايقه اسمع صوته 
تخيلو اسمى واسمه فشهاده ميلاد بتنسبه ليا وتنسبنى ليه بالغصب ...

لكن دلوقتى خلاص ، انتو كبرتو وماهر مبقاش يقدر يبعدكم عنى ..اللى لازم يبعد عنى وعن حياتى هو غريب 

دياب راح لامه حضنها وطبطب عليها ..متخافيش من حاجه انا جمبك وبابا مش هيقدر يعملك اى حاجه ....كفايه ظلم بقا 

نادر بصلهم ومتكلمش وراح قعد على السفره وطلع سجاره وولعها 
سميه بصراخ :مش قولتلك مليون مره تبطل القرف اللى بتشربه ده يازفت انتا كمان 

نادر :يماما سايبه كل القرف اللى فحياتنا وهتمسكيلى فالسجاره اللى بشربها ؟

سميه اتأففت وبصت بعيد جت عينها على ناديه اللى كانت قاعده جمب سميره وحاطه دماغها على رجلها ودموعها بتنزل من غير توقف .

سميه :قومى ياناديه على اوضتك يلا 

ناديه بصتلها ؛:انا مش بحبك ياماما 
سميه :اخرسى ياقليلة الادب واطلعى اوضتك فورا .

ناديه بصريخ وانهيار : مش هطلع مش هطلع ..غريب مات ...غريب طلع دم كتير ومات عشان انتى زعلتيه وقولتى انك مش مامته 
انا كمان مش عاوزك تكونى مامتى ....

*********
جواهر 
النهارده احلى يوم فحياتى ...النهارده يومى مفهوش محروس ...انا حره ..مفيش الم ...مفيش عذاب تانى ....
انا لازم اروح اشوف ليل النهارده
 ...خلاص هقولها ترجع تجينى من تانى ...خلاص مفيش حاجه اخاف عليها منها بعد مامحروس غار فداهيه ...

 لبست حجابى واخدت معايا شكولاتات لليل عشان لما كانت تيجى عندى كانت باكلها معايا وحبت الشكولاته اوى واكيد من ساعة مابطلت تجينى محدش جابلها ...

خرجت للبستان ومشيت لغاية ماخرجت بره البستان وبعدت عن بيتنا لوحدى لاول مره وانا مقرره انى اروح لليل ..ومش خايفه ومش هخاف من حد ولا من حاجه تانى ..لكن فيه مشكله ...انا معرفش فين بيت ليل !

لكن مش مشكله هسأل اى حد وهو يدلنى .
مشيت فى البلد ولانى مش بخرج محدش يعرفنى وكل الناس بتتلفت عليا ..و لما افوت من جمب شباب يفضلو يصفرو ويبصولى بنظرات زى نظرات عمى محروس اللى بكرهها 

بصراحه خفت ووقفت وكنت هرجع 
لكن لا هكمل وهروح لصحبتى واشوفها مهما حصل .

عديت على ست كانت قاعده قدام بابها بتعمل فى مشنه ...وقفت قدامها 

الست بصتلى شويه باستغراب وبعدين لما لقتنى ساكته سألتنى :
ايه يابنيتى متوهه طريقك ولا ايه ..عتدورى على حد ؟ باين عليكى غريبه مش من نواحينا !مريتكش قبل اكده !
جواهر :ياخاله انى عدور على بيت ليل بت طاهر ...لو تدلينى عليه يبقى كتر الف خيرك .

الست :على ايه يبتى كتر خيرى ...بيت طاهر اهناك اهو اللى مبنى لحاله فالزرع هناك ديه ...

جواهر :شكرا ياخاله ربنا يخليكى 
الست :العفو ياقالب الذبده انتى ...الا مقولتليش يبتى انتى بت مين ..؟

جواهر :طب مع السلامه ياخاله ومشيت بسرعه .

الست :اخدى اهنه يبت ...طب حد متكلم عليكى طيب ...يبت هخطبك لولدى بلوظه ... جواهر مشيت ومردتش ..طب غورى لكيش فالطيب نصيب ...بس والنبى البت لهطة قشطة .

جواهر وصلت البيت وهى بتنهج وخبطت على الباب وهى بتاخد نفسها وحاطه ايدها على صدرها 

اتفتح الباب وكانت ليل اللى صرخت اول ماشافت جواهر وحضنتها وفضلو يبوسو ويحضنو بعض وفجأه الاتنين انفجرو فالبكا مع بعض وعلى صوت بكاهم طلعت جنه بسرعه ..

دخلنا اوضتى انى وجواهر بعد ماأمى سلمت على جواهر ..

قفلت باب الاوضه وبصيت لجواهر وانى فرحانه وفنفس الوكت مستغربه انها طلعت من الحبس بتاعها وجاتنى ...الصراحه اخر حاجه كانت ممكن تيجى فخيالى !

جواهر قعدت عالسرير و مدتلى ايديها وانى مسكتهم وقعدت جمبها .

جواهر :وحشانى قوى قوى ياليل ..

انتى اكتر والله ياجواهر ...على عينى مقدرتش اجيكى المده دى كلها ...غصب عنى والله امى منعتنى من المرواح ليكى ومن الطلعه من البيت واصل من بعد ماشافت عمك محروس معانا فالاوضه ..

جواهر :زين ماعملت امك ياليل 
...يبختك بيها 

زين ماعملت ...عشان منعتنى اروحلك ...انتى مكنتيش عاوزانى اروحلك بيتكم تانى ياجواهر مكنتيش عاوزه تشوفينى !

جواهر :بس ياليل بطلى عبط ...انى لو معاوزاش اشوفك كنت هربت دلوكيت من البيت وجيتلك وانى متأكده انهم اول مايعرفو بطلعتى من وراهم هيقطعو رقابتى !

ليل :امال ايه معنات كلامك ديه ...انى مبقتش فهماكى واااصل 

جواهر :احسنلك متفهميش ...افرحيلى ياليل مش محروس سافر الكويت وخلصت منه ..

ليل :الف بركه ياخيتى علونى مفهماش انتى عتكرهييه ليه عمك البو ديه ....الا اقولك ياجواهر هو لما دخل عليا وعليكى الاوضه كان عاوز ايه وكان بيعمل معاى اكده ليه ؟ 

جواهر :له متاخديش فبالك اصله مهفوف فمخه والجنان ساعات بيهف عليه ...سيبك من سيرة الزفت ديه ...خدى شوفى جبتلك ايه ...اكيد متوحشاها ..
ليل اخدت الكيس وفتحته وشافت الشكولاته عنيها طلعت قلوب لما شافتها وابتسمت ورجعت بصت لجواهر ...كل ديه جيباهولى ياجواهر ...دا كتير والله ..

لا كتير ولا حاجه انى مكانتش بتحلالى حاجه واصل وانتى مش بتاكلى منها معاى ....يلا احكيلى انتى عامله ايه ..وبتقضى وكتك لحالك كيف ؟ 

ليل قامت وراحت جابت الكتابين من على الطربيزه ...مع دول ياجواهر ..كنت بقرا فديه وبتعلم امور دينى ...وبالليل بقرا فديه وعسافر جوا صفحاته .

جواهر بسرعه خطفت منها كتب الحكايات ....ياقرده !جبتى كتاب الحواديت دا منين ؟ ... 

ليل :ابوى ربنا يخليهولى جابهملى ..

 :من حقك يبوى محدش يوحشك ماانتى غاطسه فالحكايات الحلوه وناسيه الدنيا وناسها .

ليل :والله لو نسيت الدنيا بحالها ، انتى ياجواهر جوا قلبي من جوه ولو طلبتى عيونى ادهملك عن طيب خاطر ..

جواهر :له يختى معاوزاش عنيكى خليهملك ...انى معاوزاش منك غير كتاب الحواديت ديه ...وهبقى ارجعهولك تانى ..

ليل :الكتاب وصاحبته فدا عنيكى ياجوجو بس استنى اما انزل من على البساط الا علاء الدين حلف سته وستين يمن لازمن ياخدنى لفه وسبنا ياسمينا تغلى من الغيرة والغيظ 😂

جواهر : والله قعدتك لحدلك خبلتك 😂

********
ماهر :وصلت بغريب المستشفى واخدوه منى و بعد الكشف عليه اتضح انه عنده كسر فدراعه الشمال وارتجاج فالمخ وجرح كبير فى دماغه تطلب ٦ غرز ونزيف داخلى ودخلوه اوضة العمليات ...

بقيت ادعى من كل قلبى ...بقيت بتنازل وانا بدعى ربنا عن اى حاجه مقابل حياته ....يارب خد ثروتى ...خد صحتى ...خد عمرى بس غريب يعيش ...يارب انتا عارف ان لو جرتله حاجه هموت فيها ...يارب متختبرنيش فغريب يارب ...

فضلت كتير وانا واقف على رجلى قدام اوضة العمليات لوحدى ...مفيش اخ يحضنى ويطبطب عليا ولا عم ولا خال ، حتى اختى الوحيده بعدت عنى واختارت واحد واطى وفضلته على اهلها ...ولا صاحب يواسينى

 ..اتمنيت فالوقت دا ان الزمن يرجع بيا تانى وارجع احافظ على اصدقائى اللى بعدت عنهم واتلهيت بشغلى وشركاتى وفلوسى .

ياااارب انا لوحدى فالدنيا دى وماليش فيها حبايب غير غريب يارب اشفيه وارحمه برحمتك الواسعه.

باب اوضة العمليات اتفتح وخرج الدكتور وطمنى ان غريب بخير ..
اول ماسمعت ده سجدت لربنا سجدة شكر وقمت وانا بمسح دموعى وشفت غريب مخرجينه بالترولى وهو نايم ولسه تحت تأثير البنج ...قربت منه وبوست جبينه ووشوشته انى هاخدله حق نومته دى من سميه اضعاف .

اخدوه الممرضين ودخلوه اوضه عشان هيفضل تحت الملاحظه ٢٤ ساعه .
نزلت ورحت لاقرب جامع اتوضيت وصليت شكر لربنا وطلعت كل الفلوس اللى معايا واديتهم للشيخ يديهم لاى حد يشوفه مستحق بنية دفع بلاء .

رجعت المستشفى وانا حاسس ان قلبى اطمن على ابنى شويه وقعدت فالرسبشن بعد مامنعونى انى اقف فالطرقه قدام اوضة غريب .

بقيت اسأل فكل السسترات اللى رايحين وجايين عن غريب وحالته واطمن لما الاقيهم كلهم بيطمنونى عليه ووشهم مبتسم .

عدى النهار وخلاص المغرب هيأذن وانا على نفس قعدتى ....
سمعت صوت مألوف بالنسبالى بيسأل عن حد اسمه غريب ماهر ..ببص لقيتها داده سميره ومعاها عم طه الطباخ ندهت عليها :
داده سميره 

هى التفتت بسرعه وجاتلى جرى ودموعها سابقاها :طمنى ياماهر يبنى غريب عامل ايه ...انا مقدرتش استنى اكتر من كده ونزلت انا وطه ندور عليكم ...دى تالت مستشفى نسأل فيها عليكم 

ماهر :غريب تحت رحمة ربنا ياداده ..ادعيله ربنا يقومهولى بالسلامه ...انتى طاهره وقلبك ابيض وربنا هيستجيبلك اكيد ...

سميره :دعياله من قلبى وعشمى فربنا كبير ...مبيقفلش بابه فوش محتاج ابدا ..

غريب :ونعم بالله ياداده ...انا هروح اصلى المغرب وارجع ...روحى انتى وعم طه عشان قعدتكم ملهاش لزوم ...غريب حاطينه تحت الملاحظه ومحدش هيقدر يشوفه غير بكره الضهر .

داده :والله مهتعتع من هنا لغاية مابنى يقوم بالسلامه ..طب دنا وفالبيت كانت روحى بتفرفر على غريب كأن حد مولع فيا النار .

طه :هنفضل معاك ياماهر بيه لغاية مانطمن على غريب بيه وبعدين نروح ...كل الشغالين قلوبهم بتتقطع على غريب بيه وحالتهم حاله وكانو كلهم عاوزين ييجو معانا بس انا وداده سميره قلنالهم نعرف هو فانهى مستشفى الاول وبعدين نبلغكم وتعالو بعدين 

ماهر :فيكم الخير ياعم طه ...
طه :غريب دا ابننا كلنا ياماهر بيه ومعزته فقلوبنا كبيره اوى .

ماهر طبطب على كتف طه واتحرك عشان يمشى ...
طه :استنى ياماهر بيه خدنى معاك اصلى المغرب ..ومشيو الاتنين وسابو سميره قاعده فالاستقبال ماسكه سبحتها وبتسبح عليها وتدعى لغريب مع كل تسبيحه .

**********
موده 
قاسم رجع من مدرسته وانا طبعا عملت كامل استعداداتى ...جبت كل المعقمات ومواد النضافه وخلطتهم كلهم عشان اول ماييجى ارشه واقضى على كل جراسيمه وبكتريته وميكروباتو المعششه فجتته من المدرسه ....

هتستغربو طبعا من كلامى ...بس انا ليا وجهة نظر ...كل راجل معفن ..
ايووون معففففن ...عمرى ماشفت راجل الا والاقى محيطه مليان بالبكتريا والجراسيم ...هتقولولى لا فيه رجاله بتعقم ومهتمه بالنضافة زى الستات واكتر ..الكلمه دى سمعتها كذا مره ...احب اقولكم حتى لو فيه ...الطبعه دى انا مصادفتنيش 
كل راجل عرفته جسمه ومكانه عباره عن معمل تفريخ جراسيم ... 
اولاد خالاتى ...اولاد عمامى وعماتى 
اخواتى ...حتى بابا عبسلاام ..

هتقولولى ليه بتقولى عليهم كده ...اقولكم ليه ..فيه حجات بتحصل من الواحد فغفلة منه 
 الناس يمكن متنتبهش للحجات دى ..لكن انا ابتليت بعيون زى الميكروسكوب بتلاحظ ادق واصغر التفاصيل ...مهو المرار الطافح بيكمن فى التفاصيل .

ولانى شايفه بعينى كل دا ...نفسى اتسدت من كل الرجاله ومش مستعده انى ادخل كتلة جراسيم وميكروبات وقرف لحياتى وارتبط بيها طول عمرى ...وخصوصا وانا شايفه اخواتى المعفنين اللى بسببهم دايما اعصابى متدمره .

امى وابويا وقرايبى وجيرانى والشارع والحى والوطن العربى وجمعية حقوق الانسان كلهم نفسهم اتجوز وكل يومين يجيبولى عريس شكل ورافضين استيعاب انى رافضه الفكره اساسا ..

الكل بقو ينادونى ...مريضه ..معقده ..
موسوسه 
تبا لكم اطلقو ماشئتم من المسميات لن اتغير ولن اتزحزح هكذا انا وهكذا ساظل ....سقفووووولى 👏

ماجده :ياموده يبنتى اخرجى اخوكى مفهوش حاجه اهو ليه ٤ ايام واحنا معاه محصلناش حاجه اخرجى الولد زى الفل .

احمد :سيبوووووها براحتهااااا متغصبوش عليها تخرج حرام عليكم انتو عاوزين تموتوها .

عبد السلام :يبنى اسكت متخوفهاش خليها تخرج قرب يجيلها توحد وهى قافله على نفسها .

محمود :يابابا سيبها يكشى يجيلها توحد وتعوق واسهال كمان .

قاسم :وفقدان ذاكره عشان تنسى ميكروباتها وتنسى اننا عيلتها اصلا 

مودة :سامعاكم ياكلاب ...وهخرجلكم واحميكم بمية نار كلكم يامعفنين ...

وانتا لم عيالك ياعبسلام والا هتكون اول المستحمييين 

عبد السلام :يقطع عبسلام وسيرته ...متسيبوها فحالها هتحمينا بمية نار وهنسيح الله يخرب بيوتكم .
يااااارب ان كانت موده ابتلاء فأجرنى على صبرى عليها يارب.

الكل رفع اديه :واحنا كمان يااارب .

ماجده :ياربى اعمل ايه فالبت اللى هتجننى دى ...دى بقالها ٤ ايام على المعلبات والميه المعدنيه لما هتفطس 

قاسم :متدخليلهاش اكل تانى وهى يومين وتلاقيها فتحت الباب وخرجت تزحف على بطنها للمطبخ زى دودة الاسكارس وهتاكل من الزباله كمان .

موده :بس يازباله سمعتك .

*********
غريب قاعد فاوضته اللى فالمستشفى ودراعه متجبس ودماغه مربوطه وباصص قدامه بشرود وهو بيحاول يستوعب الصدمات اللى نزلت عليه ورا بعضها من امبارح للنهارده 

فلاش باك 
غريب 
فتحت عنيا على نور مزعج وسمعت اصوات تكتكه قريبه عليا واول ماركزت لقيتنى فأوضة مستشفى وفيه اسلاك متوصله فأطراف صوابعى وصدرى ومتوصله بأجهزه عاماله تصفر بأنتظام ..حاولت احرك دماغى فأى اتجاه عشان اقدر احدد انا فين لكن كل مااحاول احرك دماغى احس بزغلله وصداع رهيب .

بلعت ريقى وانا بحاول ان صوتى يطلع وبعد محاولات قدرت اتكلم :

انا فيين ؟ جانى صوت من بعيد الظاهر حد بيدخل من باب الاوضه 
حمد الله على السلامه يابطل ...هاه قولى حاسس بأيه ...قالها وهو بيفتح عنيا وينور فيهم بكشاف وطلب منى انى امشى بعيونى مع صباعه اللى حاطه قدام عنيا وبيحركه يمين وشمال ...

غريب :انا فين 
الدكتور :انتا فالمستشفى ..جيت اول امبارح الصبح وفوقت امبارح الصبح بس اول ماابتديت تفوق فضلت تتألم جامد فأضطريت انى اديك منوم عشان تهدى لكن الظاهر انك كنت جعان نوم فمصحتش غير دلوقتى .

غريب وهو بيبل شفايفه بلسانه :عاوز اشرب ....وعاوز بابا 

الدكتور :حكاية تشرب دى لسه ساعتين وتشرب نقطه نقطه اما انك تشوف باباك دى مقدور عليها لانه من ساعة ماجيت المستشفى وهو عاملنا كلنا قلق بسبب سيادتك ومسابش المستشفى ثانيه وحده ...
باباك بيحبك اوى ربنا يخليهولك ..

غريب ابتسم بتعب وراقب الدكتور بصعوبه وهو بيخرج ولسه عينه عالباب شاف ابوه بيدخل من الباب ملهوف وبيجرى عليه واول ماوصل عنده باس جبينه وقعد جمبه على الكرسى ومسك ايده باسها وحضنها بين ايديه .

ماهر :الحمد لله ان ربنا قومك ليا بالسلامه ياقلب ابوك ..

غريب سكت شويه وهو باصص لابوه وبعدها اتكلم :
عملت فيا كده ليه يابابا ؟

ماهر نزل عنيه للارض وسكت 
غريب : أظن ان الوقت دا مينفعش فيه السكوت ياماهر بيه ...رد عليا من فضلك ...

ماهر :خفت عليك من احساس اليتم ياغريب ...حبيت يكونلك ام ...قلت سميه فالاول هترفض وتدايق وبعدين تتقبل وجودك فحياتها وتكونلك ام ...والاهم انك تتربى وسط اخواتك ومتنقصكش اى حاجه ... مكنتش اعرف ان الوضع هيبقى كده ....عرفت انا عملت كده ليه ياغريب.

غريب :تعرف ان احساس اليتم اهون مليون مره من الاحساس اللى طول عمرى حاسه مع سميه !

اه كانت هتمر عليا اوقات اشتاق فيها لحضن امى ....لكن كنت هصبر نفسى بأن قدرى انى اكون من غير ام ...لكن احساس ان تكون امى قدامى وكل مره ابصلها فيها اشوف الكره ليا فعنيها وحبها لباقى اخواتى ...اشوف نفورها عنى وقربها من اخواتى

 ....صدقنى مهما تتخيل مش هتقدر توصل بخيالك الاحساس دا اد ايه فظيع ....

ماهر :حاسس بيك يابنى 

غريب :لا مش حاسس ....مش حاسس يابابا لانك لو كنت حاسس كنت اخدتنى فحضنك وقولتلى متزعلش ياغريب ...متتقهرش يبنى ...السبب اللى مخلى امك تعاملك كده ومتحبكش واللى عشت طول عمرك تدور عليه ...مش لعيب فيك انتا ياحبيبى... 
السبب ان سميه متباقاش امك اصلا .
انتا كان ليك ام لو عايشه كنت هتلاقى كل اللى انتا محروم منه حتى لو كانت ...زى ماقالت عليها سميه ....لو كنت حاسس كنت رحمت قلبى يابابا..خلص كلامه ودموعه نزلت ورفع ايده بضعف يمسحها

ماهر :كنت خايف عليك يبنى صدقنى ..واوعى تصدق كلمه وحشه فحق أمك ....امك الله يرحمها كانت احسن ست فالدنيا ...وصدقنى لو كانت عايشه كنت هشيلها فوق دماغى العمر كله ..لكن ربنا اخدها واتحرمت من احلى حاجه فحياتى ...لكن ربنا كبير وسابلى حته منها صبرتنى عن غيابها ...انتا ياغريب .

غريب :كلمنى عن امى يابابا ..احكيلى كل حاجه عنها ...

ماهر :مش انا اللى هحكيلك ....كل حاجه عنها هتعرفها عن لسانها هى شخصيا ...

غريب بصله باستغراب ...

ماهر وقف ووطى على جبين غريب وطبع بوسه حنونه ومسك ايده وطبطب عليها وهو بيقوله ...

راجعلك بسرعه ...وهجيبلك اجابة كل سؤال فدماغك .

خرج ماهر وخلى داده سميره تدخل لغريب وهو راح عشان يجيب لغريب اجابة اسئلته ....

وللحكايه بقيه ....

لكم منى اجمل باقات الزهور 🌹🌹

بقلم /ريناد يوسف💖الباشكاتبه صاحبة السعادة 🌹

الفصل الثاني عشر من هنا 


بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-