رواية لتسكن قلبي الفصل العاشر بقلم دعاء احمد
مريم استغربت صدفة و هي بتديها الخضار، كان باين عليها الزعل عكس قبل ما تنزل، كانت عايزاه تدخل تطمن عليها لكن كانت مرتبكة و مش عارفه لو هو دا اللي المفروض تعمله و لا المفروض تسيبها على راحتها.
قررت تفضل و متدخلهاش، كانت بتجهز الاكل لكن و هي قلقانة و حاسة ان فيه حاجة حصلت
مريم:اوف بقا، هيكون في ايه يعني...
طفت البوتجاز بسرعة و راحت ناحية الاوضة، دخلت بهدوء لقت صدفه متغطيه و نايمة، قربت منها و شدت الغطاء عن وشها شوية لكن شافت دموعها على خدها
مريم بقلق:صدفة... صدفة...
لما اتأكدت انها نايمة قامت قفلت البلكونة و خرجت من الاوضة.
************************
عند إبراهيم
كان قاعد في اوضته بيفكر في السبب اللي مخليه متعصب و بيحاول ينكر من جواه احساسه بالغيرة عليها، يمكن لو مريم اتعرضت لنفس الموقف او اي بنت تانيه كان هيدافع عنها لكن عمره ما هيكون حاسس بالغضب كدا و لا حتى هيهتم يقف يتكلم معها زي ما عمل مع صدفة
و لا كان يتحكم فيها و يقولها تلبس ايه و متلبسش ايه...
الاوضة حرفياً ريحتها كلها بقيت سجاير و الدخان ماليها.
ابوه فتح باب الشقة و دخل بعد ما رجع من الصعيد من عند اخته، ندى على شمس لكنها مردتش و لا حد رد عليه فكر انهم برا البيت لكن و هو معدي في الطرقة شم ريحة السجاير، بص ناحية أوضة إبراهيم و راح ناحيتها و هو بينادي عليه لكنه مردش.
استغرب لما شافه قاعد في الاوضة و سرحان، دخل بضيق
:ابراهيم... انت يا ابني.
ابراهيم اول ما شاف ابوه طفي السيجارة و اتكلم بهدوء :بابا انت رجعت امتى.
فاروق بعصبية:لسه داخل البيت يا بيه و انت و لا انا هنا و بعدين مش احنا اتكلمنا في موضوع السجاير دي و انت قلت هحاول تبطل... و لا هو كان كلام عيال.
فاروق بص على الطفاية و اتكلم بحدة:
و بعدين ايه انت دخنت علبة السجاير كلها.
ابراهيم :روق بس يا حاج انت تعبان الموضوع مش مستاهل كل دا.
فاروق:ابراهيم متجننيش هو ايه اللي مش مستاهل يا ابني، لما تبقى بتهدر صحتك بالطريقة دي يبقى يستاهل انت مبقتش صغير.
ابراهيم :معليش يا بابا بس كنت بفكر في حاجة و ماخدتش بالي اني دخنت كل دا، حصل خير.
فاروق :و الله يا ابراهيم انا هيجرالي حاجة انا و امك بسببك
ابراهيم :ليه بس كدا؟
فاروق : يعني لا عايز تتجوز و لا عايز تبطل تدخين.... بذمتك انا و هي هنستحمل كدا ازاي... عايزين نفرح بيك انت و ولادك انت خلاص كلها كم شهر و يبقى عندك تلاتين سنة يعني مبقتش صغير، ناوي تفضل عازب لحد امتى ان شاء الله.
ابراهيم بابتسامه و هي بيقرب منه :لحد لما لقي بنت الحلال و بعدين انا مش عايز ادوشك يعني اتجوز و اخلف و عيالي يفضلوا يعيطوا و يزنوا جانبك.
فاروق:ياريت يا ابراهيم دا يوم المني و تبقى شاطرة لو قدرت تخليك تبطل السجاير دي، أنا مش عارف مين اللي خلاك تدخن كان يوم ما يعلم بيه الا ربنا، بس قولي مشغول في ايه مخليك تايه كدا اول مرة اشوف كدا من زمان.
ابراهيم سكت للحظات و جيه في باله صدفة :مفيش يا حاج بس الشغل مخليني مضغوط شوية، المهم قولي عمتي عامله ايه.
فاروق:كويسة الحمد لله، بتسلم عليك و بتقولك هتستناك تروح لها قريب.
ابراهيم :أن شاء الله.
فاروق كان حاسس ان فيه حاجة مش مظبوطه و ان ابراهيم بيحاول يتهرب و يحبي حاجة معينه لكن محبش يتكلم ما دام هو مش عايز يحكي.
ابراهيم اخد المفاتيح و اتكلم بجدية
:انا لازم انزل الوكالة، ياله سلام يا حاج.
فاروق:الله يسلمك، ربنا يهديك يا ابراهيم و يتوب عليك من السجاير دي كمان...
ابراهيم كان نازل السلم لما شاف عمات مريم طالعين و فيه شاب طالع معاهم و بنت، ابراهيم حس انه شاف الشاب دا قبل كدا مع مريم
نزل من جانبه بعد ما القى عليهم السلام
***********************
عند الحاج عبد الرحيم
مريم راحت تفتح الباب اول ما الجرس رن، ابتسمت لما شافت عمتها سعاد
سعاد بود:وحشتيني يا مريوم... عاملة ايه يا حبيبتي؟
مريم حضنتها بهدوء:بخير الحمد لله، انتي اخبارك ايه.
سعاد:بخير الحمد لله...
عمتها فايزة :ازايك يا مريم، مفيش حضن ليا و لا ايه؟
مريم حضنتها ببرود
:لا طبعا ازاي دا انتي حبيبتي يا عمتو
فايزة بصت وراء مريم و هي بتدور على البنت التانية اللي رجعت
:ما هو واضح... اومال فين اختك، ابوكي قال إنها رجعت، ايه مش عايزانى اشوفها و لا ايه.
مريم بضيق:ايه اللي انتي بتقوليه دا يا عمتي، مش هعوزك تشوفيها ليه بس
سعاد قرصت مريم بخفة من غير ما ياخدوا بالهم
مريم :صدفة نايمة... انا هدخل اصحيها.
فايزة:لا يا حبيبتي خليكي انتي انا هدخل اصحيها بنفسي متتغبيش نفسك.
فايزة كانت رايحة ناحية أوضة النوم لكن مريم وقفت ادامها بسرعة
:لا طبعا مينفعش يا عمتي.
فايزة:ليه ان شاء الله و لا أكونش هعملها حاجة.
مريم :لا يا عمتي بس دي نايمة، و دي واحدة اتربت برا مصر و بتحب تحافظ على خصوصيتها اوي.. بنت و نايمة اسيبك تدخلي لها ليه و بعدين هي متعرفكيش اصلا عايزاها تتصرع.
فايزة :و انا اللي هصرعها يا بنت سهير..
سعاد بحدة:خلاص يا فايزة خلاصنا بقا اختها هتدخل تصحيها مش موال هو...
سمر "بنت فايزة" بغيظ من مريم:
خلاص يا ماما... سيبها تدخل هي تصحيها.
مريم سابتهم و دخلت، مستحيل كانت تخلي فايزة تدخل لصدفة لأنها عارفة ان عمتها فايزة مش بتحب والدهم و بتغير منه و أنه عنده شغله و محله و بسببها كان بيحصل مشاكل كتير، و كانت عايزة تجوز مريم لابنها معتز.
سعاد بجدية:تعالي نقعد يا فايزة... ياله يا سمر و انت يا معتز هتفضل واقف كدا.
معتز :ها؟ لا انا جاي اهوه.
كلهم قعدوا و ثواني و عبد الرحيم خرج من اوضته سعاد قامت تسلم عليه و فايزة قامت بسرعة وراها.
مريم :صدفة... صدفة
صدفة بنوم:في اي يا مريم؟
مريم:قومي يا صدفة... عماتك برا جايين يسلموا عليكي... ياله قومي غيري
بس بالله عليكي البسي حاجة تكون واسعة و متحطيش مكيب و خالي بالك من عمتوا فايزة لما تقعدي معها بلاش تختلطي بيها و لا تفتحي معها مواضيع.
صدفة باستغراب :ليه بقا؟
مريم:هبقي احكيلك بعدين بس قومي ياله و اعملي زي ما بقولك.
صدفة:ماشي.
مريم قامت خرجت و صدفة قامت غيرت و خرجت بعد شوية
سعاد اول ما شافتها غصب عنها دمعت و قامت وقفت
لأنها كانت متعلقة بمريم و صدفة و هم صغيرين و هي اللي ربتهم السنة اللي والدتهم سابتهم فيها و كانت بتحبهم جدا و يمكن هي اكتر واحدة مكنتش موافقة على قرار سهير ان هي تاخد صدفة كانت رافضة أكتر من عبد الرحيم نفسه
كانت بتحبهم اوي و بتخاف عليهم يمكن لأنها مخلفتش و يمكن لانها حست بحنان الام على ايديهم
صدفة بابتسامة:مساء الخير.
كلهم ردوا ما عدا سعاد اللي قربت منها و مدت ايديها حطتها على وش صدفة
:بسم الله ماشاء الله، كبرتي يا صدف و بقيتى زي القمر...
صدفة ابتسمت بود و هي حاسة بحاجة غريبة في نظرات سعاد، حضنتها و هي بتبكي يمكن صدفة حست بالحنان اتجاهه اكتر من ابوها اللي مداش ردة الفعل دي
سعاد:أخيراً رجعتي لبيتك و نورتي بلدك... أنا كنت متأكدة اني هشوفك من تاني بس اتاخرت اوي.. اتأخرتي اوي يا صدفة.. انا كنت مستنياكي من زمان.
صدفة معرفتش ترد و لا تقول حاجة، سعاد بعدت عنها و هي بتمسح دموعها و بحركة عفوية باست رأسها
:أنتي مش هتسافري تاني صح، مش هتمشي تاني.
صدفة بطيبة:متقلقيش انا مش همشي و لا هروح في حته...
سعاد:أنتي عارفه انا جبت لك ايه، جبت لك البسكوت اللي كنت باكلهولك زمان انتي عارفه انا دورت عليه اد ايه علشان القيه، انتي و مريم زمان كنتم لما تعيطوا بجيبلكم البسكوت دا و بحطه في اللبن لحد ما يدوب و باكلهولك... و انتي... أنتي كنتي دايما تاخدي اكتر من مريم... انا استنيتك كتير ترجعي و كتير قلت لابوكي يعرف مكانك و يرجعك... بس الدنيا اخدته و الايام عدت بسرعة و انتي كبرتي.
صدفة لأول مرة تحس ان في حد فيهم كان مستنيها فعلا و ان في حد كان عايزها ترجع و مهتم لرجوعها، متعرفش ازاي دموعها نزلت، رجعت حضنت عمتها و الاتنين بكوا
يمكن صدفة مش فاكرة حاجة. بس حاسة بالحنين اتجاهه.
فايزة مقاطعة و غيظ من اختها:في ايه يا سعاد انتي عايزاه تاخدي البت لوحدك و لا ايه ما تخليني اسلم عليها.
سعاد بعد و مسحت دموعها و فايزة قربت من صدفة و حضنتها بقوة و اهتمام مزيف
و زي ما بيقولوا من القلب للقلب رسول
صدفة مكنتش مهتمة بفايزة و لا حاسة باي حاجة و كأنها حاسه ان حضنها دا مجرد تمثيليه لكن ابتسمت.
سمر :ازايك يا صدفة، أنا بقا سمر بنت عمتك فايزة، بس ما شاء الله عليكي بصراحة رغم انك اخت مريم التوأم بس انتي احلى منها متزعليش مني يا مريوم بس انتي عرفاني بحب اقول كلمة الحق.
مريم :اه يا حبيبتي تموتي فيها.
معتز ابتسم و مد ايده يسلم على صدفة:نورتي اسكندرية يا صدفة، أنا مصدقتش نفسي لما ماما قالت لي انك رجعتي.
صدفة:ليه يعني هو احنا كنا نعرف بعض قبل ما اسافر.
معتز اتخرج و معرفش يرد و خصوصا انه بيرسم على جواز، زي ما والدته وصته و اذا كان مريم مرضتش هتتجوزه ف اختها رجعت و ممكن هي توافق و ساعتها لما يتجوزوا كل حاجة تخص عبد الرحيم هتبقى في أيدي فايزة و خصوصا ان المحل بتاعه بيكسب كتير اوي....
#