رواية متي تخضعين لقلبي الخاتمه بقلم شيماء يوسف
مشهد خاص بعنوان بقربك امانى احتفالا بوصول الروايه لاول مليون شكرا لدعمكم وحبكم وطبعا انتوا عارفين ان الروايه نجحت بيكم اسيبكم مع المشهد ويارب يعجبكم
عاد فريد لمنزله بعد يوم عمل شاق كعادته لا يُهون تعبه سوى رؤيته لأحب وجهين إليه حياة قلبه ومليكته ، توجهه مباشرةً إلى غرفه نومه وسط استغرابه من الهدوء الذى يغلف المنزل اليوم على غيرالعاده منذ قدوم مولدته الصغيره ، دلف لغرفته بحذر وترقبه يزداد مع ازدياد الصمت ثم قام بأشغال الضوء الخافت الخاص بخزانه ملابسه ليتسلل ضوء بسيط ينير الغرفه ليرى بعدها حياة غافيه فى وسط الفراش وتحاوط بذراعيها رضيعتهم النائمه هى الاخرى بعمق ، تحرك ببطء شديد على أطراف أصابعه محاولاً عدم اصدار أى صوت قد يؤدى إلى أستيقاظ صغيرته او ازعاج حياته فالاسبوع المنصرم كان كالجحيم بالنسبه لحياة بسبب حمى أصابت صغيرتهم جعلتها مستيقظه اغلب الاوقات إلى جانب بكائها المتواصل وتعلقها بوالدتها فلم يتسنى لحياة الارتياح او حتى النوم إلا ساعه على الأكثر لتركض بعدها من داخل احضانه بمفردها إلى غرفه ابنتهم وخصوصاً فى الليل مصره على أن ينال هو قسط من الراحه فيكفيه إرهاق عمله المتواصل .
وقف فريد امام الفراش ثم قام بخلع سترته قبل أن ينحنى بجذعه مستنداً بركبته واحدى ذراعيه على طرف الفراش وقام بطبع قبله ناعمه على جبهه كلاً من زوجته وطفلتهم ، حركت حياة يدها لتحتضن كفه وكأستجابه على جذب ذراعه نحوها جلس فريد فوق الفراش ثم قام بأحتضانها من الخلف ظنا منها انها لازالت غافيه ، تحركت حياة على أثر تلك الحركه بجسدها واحتضنته بكل قوتها وهى تغمغم بنبرتها المتحشرجة من أثر النعاس: -متسبنيش ..
شدد فريد من احتضان ذراعيه حولها ثم قال بعدما طبع قبله مطمئنه فوق جبهتها : -انا هنا .. هغير هدومى وارجعلك .. تعلقت حياة اكثر بعنقه ثم تمتمت بلهفه : -لا .. عشان خاطرى خليك هنا ..
عقد فريد ما بين حاجبيه بقلق ثم سألها بأهتمام : -حياة مالك ؟!.. فى حاجه حصلت .. ضغطت بجسدها فوق جسده اكثر كأنها تحاول الأختباء بين أضلعه ثم قالت بتأثر : -مش عايزاك تبعد .. خلينى فى حضنك النهارده عشان خاطرى ..
فتح فريد فمه ليجيبها ولكن أوقفه تململ صغيرته فى الفراش فأنتظر حتى عادت لثُباتها مرة اخرى ثم قال هامساً وهو يحملها بين ذراعيه ويتحرك بها من الفراش : -تعالى الأوضه التانيه عشان مليكه متصحاش ..
لم تعترض ولم تعقب بل اكتفت بدفن وجهها فى ثنايا عنقه واغمضت عينيها مستمتعه برائحته التى اخترقت حاسه شمها وهو يحملها داخل احضانه، دلف بها فريد إلى غرفه مليكه عبر باب الغرفه المشترك والتى كانت سابقاً غرفه حياة قبل انتقالها لجناحه وعاد يجلس بها فوق الفراش وهى لازالت متعلقه بها ثم هتف أسمها بقلق متسائلاً : -حياة !! فى حاجه مضايقاكى ؟!!..
حركت رأسها نافيه ثم قالت بهدوء : -عايزه ارتاح فى حضنك بس شويه قبل ما مليكه تصحى ممكن ؟!..
مرر كفه فوق شعرها وذراعها مهدهداً ثم قال بعتاب : -حياة .. قلتلك كام مرة اجيب مربيه تساعدك وانتى رافضه !! .. على الأقل تريحك بليل بس ..
غمغمت بطفوليه وهى تخفى وجهها بصدره : -أنا أسفه .. انت عندك حق .. ابتسم من أستسلامها دون مجادلة ولكنه قال متظاهراً بعدم التصديق : -يعنى هتوافقى من غير جدال ومش هاقوم الصبح الاقيكى بتقولى مش عايزة حد يربى بنتى غيرى !!..
حركت رأسها موافقه عده مرات متتالية فعاد يقول بمرح : -طب خلينى اغير هدومى دى عشان عايز انام وهرجع بسرعه ..
هزت رأسها رافضه بلهفه وأصابعها تقبض على قميصه بتملك واضح ، اتسعت ابتسامته من تمسكها به وعاد يستند برأسه على ظهر الفراش برضا وقد عاد بذاكرته إلى احد الأيام عندما كانت لاتزال تحمل طفلته داخل أحشائها .
عاد فريد فى ذلك اليوم مساءاً وتوجهه مباشرةً إلى غرفه الرياضه دون رؤيه حياة أو حتى ألقاء تحييه المساء عليها الامر الذى أدى إلى أستنكارها ، فى الحقيقه لم يكن أستغراب حقيقى فهى على علم أن اليوم هو اليوم المخصص لزياره أخته نيرمين وبناءاً على انفراده بنفسه داخل تلك الغرفه إذاً تستطيع التخمين أن لقائهم لم يسير مثلما أرادا فهو حتى الأن لازال متخبطاً فى مشاعره ما بين ماضيها معه وما بين مسئوليته تجاهها ، تنهدت حياة بأشفاق وهى تسير فى إتجاه الغرفه فهى أكثر من يعلم أنه يحمل نفسه فوق طاقتها حتى أنه لا يريد مشاركتها همومه وهى على وشك الولادة هكذا ، دلفت حياة إلى الغرفه دون أستئذان فوجدته يلكم الكيس الرملى بكل ما اؤتى من قوه والعرق يتصبب من جبهته ، تحركت نحوه بخطوات بطيئه من ثقل ما تحمله حتى توقفت أمامه ثم قالت بنعومه : -حبيبى .. حمدلله على السلامه ..
اجابها بأنشغال وكماته تزداد قوه مع مرور الوقت : -حياة لو سمحتى عايز أفضل لوحدى شويه .. أطلعى انتى ولما أخلص هحصلك ..
لم يكن ذلك هو رد الفعل الذى توقعته منه لذلك ضغطت فوق شفتيها بأحباط ثم قالت بتوسل : -ليه .. والله هقعد مش هعمل أى حاجه .. أنا أساسا مش هقدر اعمل حاجه متخافش ..
رمقها بعده نظرات جامده ثم قال بضيق : -حياة !!! من فضلك !! هو مينفعش أكون لوحدى شويه !! ..
ستهاوده ، هذا ما هتفت به داخلياً وهو تزفر بعمق ثم قالت بحنان وهى تتحرك حتى أصبحت بجانبه وأحتضنت ساعده بكفها : -طب ممكن بالراحه على نفسك شويه .. انا عارفه انك كنت عند نيرمين النهارده بس عايزه أقولك أن ...
لم تنهى جملتها فقد صاح بها فريد بقوه جعلتها تجفل قائلاً بحده شديده : -حياة قلتلك سبينى لوحدى .. مش عايز اتكلم .. زفر بضيق ثم استطرد يقول محافظاً على حدته معها وهو يتحرك مبتعداً عنها : -خليكى انتى هنا وانا هروح مكان تانى ..
صدمتها قسوته ولم تساعدها هرموناتها التى تتقلب كل دقيقه فى تقبل عصبيته لذلك قالت بخفوت محاوله منع دموعها من الأنهمار : -انا أسفه وعندك حق .. عمتاً لو احتجت حاجه هتلاقينى فى الاوضه ..
انهت جملتها وتحركت بخطوات مثقله إلى الخارج وقد احزنها للغايه عزوفه عن مشاركتها ضيقه أو التحدث معها .
صعدت بعدها مباشرةً إلى الاعلى حيث غرفتهم و جلست فوق الفراش تمسح دموعها المنهمرة فوق وجنتيها بصمت وعندها تفاجئت بوقع خطوات تتحرك بالقرب من غرفتها ، هل عاد بتلك السرعه ؟!، لقد ظنت انه سيستغرق فى أقل تقدير ساعه كامله قبل ان يصعد للغرفه ومع اقترب خطواته اكثر فأكثر أسرعت هى بالأستلقاء فوق الفراش واغمضت عينيها متظاهره بالنوم ، دلف فريد إلى الغرفه وتوجهه على الفور إلى خزانه ملابسه ومنها إلى الحمام للأغتسال وبعد دقائق عده كان يستلقى فوق الفراش جوارها ، حاولت حياة التظاهر بالنوم أكثر ولكن ثقل طفلتها الذى يضغط على رئتيها عند استلقائها جعل الأمر فى غايه الصعوبه أضافه إلى تجاهله لها لذلك وجدت نفسها تجهش فى البكاء بقوه ودون سابق انذار ، مسح فريد فوق شعرها بحنان ثم سألها برقه وهو يحتضنها من الخلف : -بتعيطى ليه دلوقتى ؟!..
مسحت دموعها بباطن كفها ثم قالت بطفوليه : -بنتك ضاغطه على حجابى الحاجز ومش عارفه أنام .. وكمان بباها زعلتى ..
ابتسم بعمق على جملتها البسيطه تلك وكيفيه صياغتها لما تشعر به فلم تكن تلك مرتها الأولى التى تشتكى من عدم قدرتها على النوم بشكل مريح ، طبع قبله فوق جبهتها ثم قال وهو يعيد ترتيب جميع وسائد الفراش ويضعها خلف ظهره ويستلقى بعدها فى زاويه شبهه منفرجه : -طب تعالى ..
استجابت له على الفور وتحركت تجلس داخل احضانه وتستند برأسها على صدره القوى ثم سألته مستفسره : -انت عملت أيه ؟!..
اجابها وهو يلف كلتا ذراعيه حولها : -مش انتى مش عارفه تنامى ؟! هننام كده أريحلك .. وبعدين ده تكفير عن ذنبى عشان زعلتك وذنب بنتى عشان مش عارفه تنيمك ..
انفرجرت أساريرها وتبدل ضيقها فى لحظه واحده من أثر كلماته وابتسمت بسعاده ثم أخفت وجهها فى ثنايا عنقه وهى تمتم بحب : -ربنا يخليك لينا ومنتحرمش منك ابداً .
مسح بباطن كفه على ذراعها وطبع قبله ناعمه فوق شعرها ثم بدء يقول بهدوء : -كنت عند نيرمين النهارده .. الدكتور قال أن فى أمل بسيط مع العلاج الطبيعى احتمال تقدر تقف على رجليها تانى ..
اعتدلت حياة فى جلستها لتواجهه ثم قالت بحماس : -ده خبر عظيم اووى .. ليه بقى مضايق ؟!..
نظر إليها بضياع ثم قال بحيره : -مش عارف .. الدكتور قالى ان كل التقدم ده بسبب نفسيتها .. مش الدكتور بس كلنا ملاحظين أن نفسيتها الأيام دى كويسه جداً ..
احتضنت حياة وجهه بكفيها ثم قالت بنعومه : -طب يا حبيبى انت خايف ليه ؟!.. نظر فريد نحوها بعتب ثم قال بجمود : -حياة !! انتى عارفه كويس انا خايف من إيه .. مش عايزها تتعلق بيه على الفاضى او تتمسك بأمل مش موجود ..
طبعت هى قلبه مطمئنه فوق وجنته ثم عادت تقول بحنان : -خوفك مش صح .. صدقنى حب ليها وائل بدء يظهر فى عيونه حتى لو انت مش ملاحظ ده ..
نظر فريد إليها بتشكك ثم قال بنزق : -وافرضى أتراجع ؟! فى موانع كتير بينهم ..
حركت حياة رأسها رافضه حديثه ثم قالت بعشق وهى تحدق فى عسليته بهيام شديد : -سيبهم يكتشفوا طريق وصولهم ببعض .. وصدقنى لو حبهم حقيقى هيتقابلوا فى النص ..
بادلها نظرتها الهائمه بأخرى عاشقه ثم قال بهمس : -زى ما احنا لقينا بعض ؟!..
حركت رأسها رافضه للمره الثانيه ثم قالت بحب وهى تعود لتخفى نفسها داخل احضانه : -لا مش زينا .. انا وأنت مش زيى حد .. أنت ملقتنيش .. انا اتولدت واتكتب على ايديك أنت ..
اعاده من شرود ذكراه المحببه تلك صوتها الناعم يهتف أسمه برقه بالغه : -فريد .. حبيبى روحت فين ؟!.. بكلمك مش بترد عليا ..
تنهد مطولاً ثم قال بأشتياق : -سرحت فيكى .. فاكره لما كان ممنوع عليا ادخل الاوضه دى ؟!..
هزت رأسها نافيه بخجل ثم قالت بحنين : -لا انا فاكره لما كنت خايفه من البرق .. أول مره لما نمت هنا فى حضنك ..
ابتسم بحنين للذكرى هو الأخر ثم قال وهو يمرر كفه بطول ظهرها فى حركه قد اعتادتها منه : -طب ايه .. مش هتحنى عليا وتخلينى اروح اقلع هدومى اللى من الصبح دى ؟!..
عضت على شفتيها بأغراء ثم قالت بدلال وأصابعها تعبث بأزرار قميصه : -امممم .. متقلقش كده كده هتتقلع ..
فتح فريد فمه بأندهاش فعادت تحرك رأسها موافقه قبل ان تشهق بمرح مما قام به بيده التى تسللت تحت كنزتها ثم قالت ممازحه : -طب ولما افكلك زراير قميصك دلوقتى ؟!..
ظهرت أبتسامه عابثه على ثغره ثم اجابها وهو يقترب بشفتيه من فمها : -معنديش أى مانع على فكره ..
بادلته قبلاته المتقطعة والتى بدءت تنتشر على وجنتيها وجانب فمها وهو يستدير بها إلى وضع اكثر راحه قبل ان يغمغم بتوعد : -حياة عارفه لو مليكه صحيت وسبتينى وجريتى زى كل مره هعمل أيه ؟!..
سألته بدلال وأصابعها تداعب مؤخره عنقه : -هعاقبك ..
تظاهرت بالقلق وعادت تسأله بجديه : -هتعاقبنى ازاى بقى ؟!..
اجابها وهو يعاود تقبيلها بنهم : -هخليكى تجبيلى بنت تانيه ومن غير مربيه تساعدك كمان .. ابتعدت عنه ثم سألته بجمود : -يعنى أيه بنت تانيه ؟!..
رفع فريد رأسه ينظر إليها بأستنكار ثم قال مفسراً : -بنت تانيه غير مليكه !! هى ليها معنى تانى ؟!..
دفعته بكلتا يديها ثم قال بضيق : -يعنى انت شايف ان معندكش بنت غير مليكه !!!!. فهم فريد ما ترمى إليه فقال ممازحاً لتلطيف الأجواء وهو يعاود جذبها نحوه : -طب بذمتك بنتى ازاى بوضعنا ده !! هتبوظى صوره الأبوه فى عينى ..
ظلت حياة على جمود ملامحها بل عادت تدفعه مره اخرى بعيداً عنها وقد بدءت عينيها تلمع بالدموع ، زفر فريد بضيق وشعر بالحزن من مظهرها فأردف يهتف أسمها بحب : -حياة .. حبيبتى .. انا ...
قاطعت هى جملته تقول بصوت متحشرج من دموعها التى توشك على الانهمار فى اى لحظه : -انت من ساعه ما مليكه جت وانت مش شايفنى خالص .. كنت بتضحك عليا وتقولى انى بنتك لحد ما جت بنتك الحقيقه وبعدها نستنى ..
شدد فريد من لف ذراعيه حول جسدها ليمنعها من التحرك ويجبرها إلى الاستماع إليه ثم قال بصدق مراضياً وهو ينظر داخل عينيها لدموعها المتلئه : -انتى مش بس بنتى .. انتى مراتى وحبيبتى وأمى وصاحبتى ..
صمت لوهله يتأمل فيها ملامحها بعشق ثم استطرد يقول بهيام : -انتى اللى خليتى لحياتى معنى .. الحاجه الوحيده اللى بتخلينى كل يوم افتح عينى وعارف ان يومى فى حاجه حلوه عشان انتى فيه وجنبى .. انتى بنت روحى وقلبى وعقلى .. كل ده مش مكفيكى ..
بدءت دموعها تنحسر من داخل عينيها والابتسامه تعود لشفتيها مرة اخرى بعدما استمعت لحديثه ثم اجابته بنعومه وهى تمسح بحب على وجهه بكفها : -وجودك جنبى لوحده يكفينى ..
عاود فريد الاقتراب منها ثم قال قبل التهامه لشفتيها : -بحبك يا حياة الروح ..
لم يمهلها فرصه لإجابته ولم تجد هى صوتها للتحدث فقد بدء فى سحبها إلى عالمهم الخاص حيث تصبح الكلمات لا قيمه لها وتحل محلها فقط المشاعر .
-فرييييييد !!!!
هذا ما هتفت به حياة بعصبيه وهى تقتحم غرفه مكتبه دون استئذان وتحمل بيدها قميصه الابيض الذى قام بتبديله منذ دقائق معدوده ، التفت فريد ينظر حيث مصدر صوتها ثم قال بتهكم وهو يتفحص ملامحها المتأهبه ويدها المرفوعه أمامه وفى مقابله وجهه : -هو غريب علمك أنتى كمان دخله المخبرين دى !!! ..
لم تعقب على جملته وبدلاً عن ذلك أندفعت تقول بحنق واضح ويدها لازالت معلقه فى الهواء حامله قميصه : -مبهزرش على فكره !!.. وبعدين أنا ادخل عليك فى أى وقت وفى أى مكان من غير استئذان فاهم ؟!!!.
أجابها بهدوء وهو يقترب منها ويده تشق طريقها نحو خصرها ليضمها إليه: - فاهم ومعنديش اى مانع من أى نوع .. قررى أنتى بس وهتلاقينى فى الخدمه ..
ارتبكت ملامح حياة لثانيه واحده سرعان ما تمالكت نفسها بعدها ثم عادت تقول بحده وهى تدفع يده بعيداً عنها : -لو سمحت متشتتنيش .. أنا جايه هنا علشان اسالك حاجه واحده .. كنت فين من شويه ؟!..
رفع فريد حاجبه مستنكراً ثم قال بحيره : -كنت فى الشركه !! ..
زفرت حياة بضيق ثم قالت بنبره شبهه عدائيه : - مش قصدى على الشركه .. قصدى بعدها !!.. حرك فريد رأسه بعدم فهم وتقطيبه جبينه تزداد ثم اجابها قائلاً على مضض : -فى البيت ؟؟؟!! ..
سارعت حياة تقول مستفهمه ونبرتها المحتده لازالت تغلف حديثها : -ايوه فين بقى فى البيت بالظبط !!! .. نظر فريد إليها مطولاً ببلاهه ثم قال بأستنكار : -حياة .. أنتى تعبانه ؟! فى حاجه ؟!!.
زفرت حياة بنفاذ صبر ثم أجابته بحنق : -لا مش تعبانه ومتغيرش الموضوع وقولى كنت فين ؟!.. سارع هو يقاطعها مستفهماً بأندهاش شديد : -ايه كنت فين كنت فين !!! كنت فى أوضتنا مع مليكه !! أنتى متأكده أنك طبيعيه النهارده ؟!..
لم تعقب على سؤاله الأخير بل عادت تقول بغضب وهى تعقد حاجبيها معاً ويدها الحره تتوسط خصرها : -يعنى حضرتك وصلت وطلعت الأوضه وقعدت تلعب مع مليكه بس مهنش عليك تستنى العبيطه اللى مستنياك من الصبح دى عشان تعرفها انك وصلت !! صح كده !!..
اعتلت علامات الاستنكار ملامحه بالكامل من حديثها الغير منطقى بالنسبه إليه ثم تشدق يقول بعدم تصديق : -حياة !! أنتى كنتى فى الحمام بتاخدى دش .. عادى جداً لما أنزل اخلص شويه حاجات فى المكتب لحد مانتى كمان تخلصى ..
ازدادت ملامحها غضباً من جملته تلك والتى تُعتبر غير مرضيه بالنسبه إليها ثم قالت بحنق شديد : -والله !! على أساس أن زمان كان بيفرق معاك أنى بستحمى أو لا عشان تشوفنى !! بس أه طبعاً مانت دلوقتى لقيت البديل هتهتم بالعبيطه اللى بتستناك ليه ..
انهت جملتها تلك وقد تهدج صوتها فى كلمتها الاخيره ، أما عنه هو فقد أستوعب سبب غضبها الغير مبرر فسارع يقول وهو يجذبها نحوه ليسترضيها : -عندك حق .. مش هتكرر تانى ..
طبع قبله ناعمه على منبت شعرها ثم عاد يقول بصوته الأجش وهو يغمز لها بعينه : -المره الجايه هوزع مليكه ونبقى نشوف حوار الدش ده سوا ايه رأيك ..
لانت ملامح وجهها قليلاً من تودده لها وبدءت ابتسامه خفيفه تعلو ثغرها فعاد يستطرد حديثه متسائلاً بأستنكار : -بس مفهمتش ايه علاقه اللى عملته بالقميص اللى رفعاه فى وشى بقالك ساعه ده ؟!..
هنا تأهب جسدها مرةً أخرى وأستنفرت ملامحها بمجرد سماعها لسؤاله فسارعت تقول بعصبيه وهى تدفعه بعيداً عنها : -أه .. فكرتنى يا فريد بيه .. ممكن اعرف أيه اللى فى قميصك ده بالظبط !!. مسح فريد وجهه بكلتا كفيه بضجر ثم سألها بيأس : -ايه اللى فى قميصى يا حياة !! ابوس أيديك ارحمينى كفايه يومى النهارده باللى فيه ..
لم تعير توسله أى اهتمام فكل ما يشغل بالها هو معرفه هويه صاحبة تلك العطر الذى تعلق نسيج قميصه والذى بالطبع لم تكن هى صاحبته فأجابته بحده وهى تدفع القميص فى اتجاه انفه : -اتفضل شم وانت تعرف .. قميصك ريحته برفيوم حريمى يا استاذ !!..
نظر فريد إليها بجمود وهو يستنشق قميصه ثم أستدار بجسده معطياً ظهره لها وقد بدءت علامات الغضب تعتلى ملامحه ، هتف حياة بعدم تصديق : -فريد !!!! أنت كمان مش بترد عليا !!..
هنا هتف بها هو بقوه جعلتها تتراجع للخلف خطوه : -تانى يا حياة !!!! تانى !!! هنعيد غلطات الماضى تانى !!! ..
فهمت فى الحال ما يرمى إليه فسارعت تقول نافيه وصوتها بدء يمتلئ بالدموع : -لا مش قصدى وأنت عارف كويس أن مش قصدى كده .. بس أنا مش متحمله فكره ان واحده ممكن تكون سلمت عليك او حضنتك حتى بالغلط عشان كده بسأل وعشان كده اتعصبت ..
زفر فريد بأستسلام وأرتخت ملامحه قليلاً عند رؤيته لدموعها التى بدءت تلمع داخل مقلتيها خصوصاً مع استشعاره صدق حديثها فأردف يقول بهدوء شارحاً : -متخافيش .. مفيش حاجه من اللى فى دماغك .. أنا بس النهارده كنت بزور نيرمين .. تلاقيها لما سلمت عليا مش اكتر ..
تنهدت حياة بأرتياح ثم سألته بأهتمام : -بس النهارده مش ميعاد زيارتها .. حصلت حاجه جديده ؟!..
اجابها فريد بنبره خاليه : -لا ابداً .. هى بس كلمتنى فى نص اليوم وطلبت تشوفنى مش اكتر فروحتلها ..
أوشكت حياة على الحديث مرةً ثانيه ولكنه منعها بوضع سبابته فوق شفتيها ثم قال بصوته العميق وهو يقترب بوجهه منها : -بقولك ايه ما تسيبك من نيرمين ومن مليكه وركزى معايا شويه ..
هنا لمعت بداخل رأس حياة فكرة خبيثه ، هل يظن أنها ستترك الأمر دون معاقبته على تجاهله لها اليوم !! إذاً فهو حالم ستذيقه من نفس كأس تجاهله حتى يشعر بما مرت به اليوم بل منذ وصول طفلته لعالمهم الدافئ لذا سارعت تقول معترضه ببراءه : -فريد مش هينفع انت عارف سايبه مليكه لوحدها ..
أجابها بتوسل وهو يطبع قبله متطلبه فوق شفتيها : -مش هيحصلها حاجه متخافيش .. حركت رأسها رافضه وهى تبتعد بوجهها عنه وتقول بقلق : -لا طبعاً انت عارف الداده النهارده اجازه .. مقدرش اسيبها لوحدها الفتره دى لسه صغيرة ..
اجابها معترضاً هو الاخر وهو يقترب منها اكثر ملتمساً قربها : -طب ما عفاف موجوده هتخلى بالها منها متشغليش بالك بس ..
تملمت بين ذراعيه متصنعه القلق الشديد ثم قالت وهى تبتعد عنه وتستعد للخروج من الغرفة : -انت عايزنى اقول لدادا عفاف ايه ؟!.. لا طبعاً عيب .. انا هروح أشوف مليكه .. باى ..
انهت جملتها وهى تركض إلى الخارج بعدما اشارت لها بيده مودعه وهى تحاول كبت ابتسامه شامته لاحت فوق ثغرها بسبب علامات الحنق التى ملئت ملامح وجهه المتشنجه .
وفى المساء التالى تناست لوهله ما انتوت فعله معه وبمجرد رؤيتها له يدلف غرفه نومهم سارعت تركض إليه وتحتضنه بقوة وهى تغمغم بأشتياق : -حمدلله على السلامه وحشتنى أوى ..
بادلها عناقها ذلك بأخر متطلب ودفن وجهه فى تجويف عنقها ليستنشق رائحتها ثم قال بأرهاق ويده تجوب جسدها : - متتخيليش كان نفسى فى اللحظه دى ازاى من الصبح .. خلينا أنسى تعب اليوم وأنا معاكى مش عايز غير كده .. ينفع ؟!..
اومأت له برأسها موافقه دون حديث وتركت له المجال ليحملها ويتحرك بها نحو فراشهم استعداداً لأحاسيس أصبحت تعلمها جيداً وفى ذلك الوقت تهادى إليهم صوت طفلتهم وقد بدءت فى البكاء ، دفعته حياة من فوقها بترو تمهيداً للذهاب إليها عندما أوقفها صوته يسألها بأستنكار : -أنتى رايحه فين ؟!..
أجابته ببراءه وهى تخرج من الفراش : -هروح لمليكه !!..
رفع فريد يده ليحتضن كفها ويجذبها نحوه مرةً أخرى وهو يقول بنبره جامده : -مش المربيه معاها ؟!! .. سبيها تتصرف ..
فى بدء الأمر اوشكت على موافقته والعوده إليه ولكنها تذكرت نيتها البارحه وخطتها للانتقام منه فسارعت تقول بخبث : -لا مش هتعرف تتصرف أكيد مليكه عايزانى عشان كده بتعيط ..
قال فريد محاولاً السيطره على غضبه : -على فكره أنا جايبلها احسن مربيه وبدفعلها فلوس عشان تساعدك مش عشان تقوليلى مش هتعرف تتصرف !!.. شعرت حياة بمحاصرته له فسارعت تقول بأندفاع : -انت متعصب ليه دلوقتى !! انا قلتلك هروح اشوف مليكه واطمن عليها مش اكتر !! مش معقول تبقى بنتى بتعيط وانا اسيبها !!..
انتفض فريد من مقعده وسار حتى توقف امامها ثم قال بنبره حاده للغايه : -عايزه تهربى اتفضلى بس متتجججيش بمليكه او بالمربيه ماشى !!..
سألته حياة بنبره متعلثمه مدعيه عدم الفهم : -قصدك ايه يعنى ؟!..
اجابها بغضب : -قصدى انى واخد بالى انك من امبارح كل ما بحاول اقرب منك بتهربى وتبعدى عنى .. وعشان كده انا سايبلك الاوضه كلها وماشى .. عشان متحججيش بحد ..
انهى جملته وسار بخطوات متشنجه إلى الخارج ثم قام بغلق باب الغرفه خلفه بقوه جعلتها تنتفض ذعراً ، ظلت هى تنظر فى أثره بأسف وهى تعنف نفسها بقوه .. اللعنه عليها وعلى طيشها وغبائها !! كيف تطور الامر بينهم إلى الحد الذى يظنها ترفضه !! كل ذلك بسبب عنادها الغير مبرر !! مسحت عده دمعات قد انهمرت عنوه من داخل مقلتيها وسارعت بفتح باب الغرفه المشتركه للاطمئنان على رضيعتها التى قد توقف عن البكاء بالفعل وطلبت من المربيه الاهتمام بها مفردها تلك الليله ثم عادت بلهفه إلى غرفتهم وقامت بتبديل ملابسها وتصفيف شعرها ثم ارتدت مئزَر حريرى طويل وقامت بغلقه جيداً قبل هبوطها للأسفل متوجهه إلى مكان أختباءه المفضل .
كان فريد يجلس فوق المقعد الجلدى الوثير يقوم بعمل تمرينات وزن لساعده عندما فُتح باب غرفه التمارين فجأه ودون أستثئذان ولعلمه أن لا احد يستطيع اقتحام خلوته داخل الغرفه الرياضيه سواها لم يكلف نفسه عناء النظر إليها بل تظاهر بتجاهلها وأستمر فى تمرين ساعده بشرود ، أخذت حياة نفساً عميقاً تشجع بها نفسها ثم قامت بخلع مئرزها ووضعه جانباً ليكشف عن رداء نوم تحتى ازرق قصير للغايه يكشف مفاتنها كامله ثم بدءت فى التقدم نحوه بهواده ، اما عنه وبالرغم من عقد نيته على تجاهله الا انه حانت من نظره جانبيه نحوها لتنحبس انفاسه بداخل صدره وهو يراها بذلك الرداء المثير للغايه مع ذلك اللون الذى تناسب مع بشرتها ، سارت حياة حتى توقفت خلفه ثم هتفت اسمه بدلال بعدما حاوطت بذراعيها خصره من الخلف ومالت بجسدها نحوه لتلتصق بِه : -فرييييد ..
أجابها بأقتضاب دون إلنظر إليها : -جايه ليه ؟!.. اكيد مليكه عايزاكى ..
أبتسمت من حركته الطفولية ثم اجابته واناملها تتحرك فوق ساعده حتى وصلت لكفه وقامت بأحتضانها : -المهم انا عايزه ايه ..
صمتت لوهله ثم استطردت هامسه داخل أذنه : -وأنا عايزه ابو مليكه .. لم يستطع مقاومه اغراء همسها داخل اذنه فوجد رأسه يستدير تلقائياً لمواجهتها والنظر بداخل مقلتيها التى كانت تتلئلئ الان كالماس ، ظل يحدق بهما فتره من الوقت محاولاً ايجاد ارادته للإفلات من سحرهم الذى يأسره ويتركه دون حيلة امامها وبعد فتره من الصراع الداخلى استطاع أشاحه وجهه بعيداً عنها والعوده للتركيز على ما يقوم بِه ، زفرت حياة بأحباط ثم قامت بطبع عده قبلات فوق شعره وخلفيه رأسه قبل ان تتحرك لتقف امامه وتجلس فوق ساقه ، تركها تفعل ما تشاء دون رد فعل يُذكر فقامت بوضع سبابتها اسفل ذقنه لتحريك رأسه فى اتجاهها ثم قالت بتوسل : -للدرجه دى زعلان منى ؟!..
ابتلع فريد لعابه بصعوبه ولم يعقب فسارعت تقول بندم وهى تطبع قبله فوق حنجرته : -أسفه .. أنا غبيه وأنت عارف كده .. ممكن متزعلش ؟!..
تنهد فريد بحراره وقد بدءت جميع مقاومته تتلاشى أمامها فبدء يسألها بصوت متحشرج وهو يضع الوزن الذى يحمله بيده فوق الارضيه : -ممكن اعرف كل ده ليه ؟!..
أخفت وجهها دخل صدره ثم قالت بحرج شديد : -اقولك بس متزعلش منى ومتتعصبش ؟!.. وفى احسن الاحوال يعنى .. برضه متضحكش ..
رفع هو احدى حاجبيه مستنكراً بقلق فسارعت تقول وهى تغمض عينيها وتزم شفتيها معاً للامام : -بصراحه .. كنت عايزاك تجرب احساسى لما أنت بتهتم بمليكه عنى .. بس والله قبل ما تتعصب مش هعمل كده تانى عشان انا هبله وفهمت ده ..
هز فريد رأسه بيأس واستسلام ثم قال بشئ من المرح والحزم معاً : -بصى احنا قفلناها كده .. مش عايز بنات تانى .. خلينا فى الولاد عشان متجننيش معاكى ..
تهدلت كتفيها بأحباط ثم اجابته بنبره حزينه : -للدرجه دى انا زهقتك !!.. بس خلاص والله مش هعمل كده تانى انا فهمت انك بتحبنا سوا قد بعض .. ومش عايزه حاجه تانى خالص .. وبعدين اعمل ايه انى بحبك اكتر من نفسى ؟!.. دى حاجه مش بأيدى ..
هز رأسه متفهماً حديثها فهو شخصياً وفى بعض الاوقات يشعر بالغيرة من اهتمامها الزائد بطفلتهم وتركه وحيداً لذلك لا يستطيع لومها ثم قام بطبع قبله مطمئنه فوق خصلات شعرها الذى احتجزها بين أصابعه ثم قالت بخبث وهو يقترب منها : -سيبك بقى الكلام الكتير ده وقوليلى .. موحشكيش الجيم والتدريب ؟!..
اجابته بدلال وهى تقطم شفتيها وتدنو منه : -وحشنى اوى .. من ساعه ما حملت فى مليكه وانا مش بتدرب خالص ..
اجابها بخبث وهو يحتجزها بين ذراعيه : -لا كده عيب فى حقى لازم اعوضك عن تدريب الشهور اللى فاتت ..
حكت انفها بأنفه موافقه ثم قالت بحب وهى تهمس امام شفتيه -موافقه بس مش هتزهق بعد شويه وتقولى بتدلعى ؟!..
اجابها وعينيه تلمع بالرغبه قبل التهامه لشفتيها : -لا التدريب ده ميتزهقش منه خالص معاكى للصبح ..
حركت رأسها موافقه قبل ان تبادله قبلته المتطلبه لتقتنع بعدها أن شغف كلاً منهما بالاخر لن يوقفه إنجابها لطفله او اكثر .
تمت بحمد الله |