رواية نورهان زوجة السلطان الفصل التاسع 9 بقلم كاتب مجهول

  

رواية نورهان زوجة السلطان الفصل التاسع بقلم كاتب مجهول

حكاية #نورهان_زوجة_السّلطان
الجزء التاسع

وصل ميلان وميخائيل إلى ميناء ريكا في كرواتيا ،وقصدا حانة وسط المدينة ،وحين جلسا ،جاءهما النادل ،وسألهما ماذا تشربان ،فهمسا له نريد رؤية جوزيف، وقيل لنا أنّه يأتي دائما إلى هنا !!! أجاب النّادل حظّكما جيّد ،هو يجلس على تلك



 الطاولة ،وأشار إلى رجل له ذؤابتان تنزلان على جانبي رأسه ثمّ نهضا ،وذهبا إليه ،وقالا له أنّ نورهان هي من أرسلتهما ،ودفعا له رسالة قرأها بسرعة ، ثم قال هذا خطها، وأنا أميّزه من بين كلّ الخطوط ،ثمّ نظر حوله ،وقال: لا ينفع أن نتحدّث هنا ،سأسبقما إلى دكاني ،هذا العنوان، وتعالا هذا المساء ،وهناك سننزل إلى الدهليز ،وستبيتان فيه ،ويوجد ما يكفي من المؤونة ،وأيضا طريق سرّي يقود لخارج الدّكان، لقد تعوّدت أن آخذ كلّ إحتياطاتي ،فالعثمانيون لا يمزحون معنا لو قبضوا عن أحد المخرّبين ،وهكذا يسموّننا ،لكن من جاء إلى أرض صاحبه ،واحتلها ،نحن أم هم ؟ 
أنصحكم أن لا تسألوا أحدا عن الطريق ،واظهرا أنّكما زبائن جئتما لشراء بعض القماش ،والآن سأذهب ،آه نسيت، خذا ما شئتما من أكل وشراب ،فالوقت لا يزال مبكّرا ،وسأدفع الثّمن ،كان بودّي الجلوس ،والنّظر إلى المارّة في الشّوارع ،لكن عليّ فتح الدّكان وكسب رزقي ،وأنا أنتظر اليوم شحنة من الأقمشة القادمة من جنوة ،هيا ،استسمحكم الآن!!! ثم وضع قبّعته ،وخرج ،قال ميلان :هذا الرجل حريص جدا، وهو يفكّر في كلّ شيئ ،أعتقد أنّ الأمور على ما يرام، والآن هيا إلى الطعام تكفينا صحفتين من الفاصوليا ،وقنينة نبيذ ،ولمّا نذهب الى ذلك اليهودي سنطلب منه فراخا أو لحما ،فهذه حانة وليس مطعما ،بعد ساعة خرج الرّجلان يتسكّعان ،وقال ميخائل كل شيئ يجب أن يكون جاهزا ،فأنا عملت كثيرا في التهريب، وأعرف هذه المدينة وكثيرا من سواحل البلقان ،سأله ميلان: ولماذا توقفت؟ أجابه :لم يعد التهريب مربحا ،فلقد جاء كثير من التجار المالطيين والطليان، وفتحوا دكاكينهم في كل مكان ،والعثمانيون لم يعد يهمّهم ما يبيعونه ،المهم أن يدفعوا الضرائب .
لمّا بدأ الليل في النّزول ذهبا إلى دكان بائع القماش، وبعد قليل أطلّ لتتأكد من عدم وجود أحد ،ثم أقفل الباب ،ونزلوا معا إلى الدهليز ،كانت هناك غرفة واسعة فيها سريرين، ومائدة وكثيرا من الصّناديق المرصوفة بعناية ،ثم جلسوا ،وقال لهم سنتحدث أولا ،ثم أعطيكم عشاءكم، وأرجع لبيتي، فامرأتي راشال تقلق لمّا أغيب عنها ،أخذ ميخائل الخريطة وبدأ يتحدّث واليهودي يستمع إليه ويقاطعه من حين لآخر ،وقال :سنوّزع المهام ،وعوضا انا نهاجم قافلة سنهاجم إثنين ، ونفجّر الثالثة ،،وسأفتح لكم مخازني لاخفاء السلاح ،وحصة كبيرة منه ستكون من نصيبي ثمنا لتعبي !!! رمقه ميلان ،وقال أنتم هكذا دائما أيها اليهود ،لا تقومون بشيئ مجانا.لم يردّ جوزيف فالعملية فيها مخاطرة كبيرة عليه، وسيخفي الأسلحة وسط الأقمشة، في مخازنه ،وهو يعرف رئيس الشرطة، ويدفع له لكي لا يجيئ ويراقب بضاعته التي يدخلها دون دفع المكوس عليها ،والكلّ يربح .
وبخصوص سفينة الأسلحة ،فلم تصل ميناء ريكا إلا بعد أحد عشر يوما، ولقد أصيبت الدّفة بعطل إستوجب يومين لإصلاحها ،وبالطبع فذلك العون رافائيل هو من قام بذلك في جنح الظلام ،كان هناك صف طويل من العربات التي تجرها الخيول، وإنهمك الجنود في إنزال الصناديق، ورصفها، وكان هناك مدافع وقذائف ،وتم قفل الميناء لكي لا يرى أحد ما يتم تحميله في العربات ،أما رفائيل فألقى نظرة ،ثم ذهب إلى والي البلقان الموجود في البوسنة والهرسك ،ليحمل له رسالة السّلطان ،و لا يجب أن يشكّ به ،فالمأكّد أنّ له الكثير من الأخبار التي سيسعى لمعرفتها ،فكل شؤون البلقان يتم إدارتها من هناك ...
...
يتبع الحلقة 10

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-