رواية فرعون الفصل الثاني 2 بقلم ريناد يوسف



رواية فرعون الفصل الثاني 2 بقلم ريناد يوسف 





 فرعون 
بقلم /ريناد رينووو
البارت الثاني 2

في فيلا ماهر ...

  داده سميره خرجت من المطبخ وهى شايله الولد وماسكه الببرونه بعد ماحضرتله الرضعه وكانت سميه هانم فاقت فالاثناء دى لكنها لسه قاعده عالارض ....اول ماشافت داده سميره بصتلها وركزت عنيها على الطفل فشددت سميره علي حضنها للطفل اكتر .

 سمية مدت ايديها لسميره وهى بتكلمها بلهجة آمر :هاتيه ياسميره 

رجعت سميره خطوات بطيئه لورا بالولد بتبعد بيه عن سميه هانم لكن وقفها صوت سميه العالى وهو بيرج ارجاء الفيلا :
بقولك هاتي الولد ده ...

بصتلها سميره بخوف ورعب وهي حاضنه الولد الصغير واستعدت عشان تجرى بالولد لفوق على ماهر بيه ...لكن قبل ماتتحرك سمعت صوت ماهر اللى طمنها وهو بينزل درجات السلم ..
بص لسميه عند وصوله لاخر درجات السلم وسألها وهو رافع حاجبه :

عاوزه الولد تعملي بيه ايه ياسميه ؟ 

سميه بأنهيار :هرميه ياماهر هرميه برا الفيلا ، انتا جايبه هنا ليه هاه؟ 

جايبه وجايلي ليه ياماهر ؟ جاي توريني ثمرة وساختك ؟ جاي تفتخر بأنجازاتك في الخيانه ؟ جايبلي ابن الحرام ده هنا ليه ....وفجأه قامت تهجم علي ماهر ومسكته من التيشرت بتاعه و هى بتدفع فيه لبره وبتصرخ :امشي ...خد الولد دا وامشي من هنا ،مش طايقه اشوف وشك ...

خده وروح للقذره اللي رضيت تشاركك قذارتك وتخلفلك طفل فالحرام ..وتكمل بنبرة استهزاء ..هه دا لو كان ابنك اصلا 

فجأه تحس بحراره على خدها نتيجة ضربه قويه من ايد ماهر خلتها ترجع لورا من شدتها لمست بايدها مكان الضربه وبصتله بصدمه وهى بتقوله : انتا بتضربني ياماهر ؟ ...
 اول مره تمد ايدك عليا !

ماهر : واوعدك مش هتكون اخر مره لو كررتيها تانى ياسميه .. اوعى اسمعك تتكلمى عن اميره بالشكل دا مره تانيه ..
اميره دي انضف حاجه قابلتها فحياتى ....انا مندمتش علي حاجه فعمري زي ماندمت عشان بعدت عن اميره 

اياكى ياسميه اسمعك تجيبي سيرة ام ابني بحاجه وحشه ... 
ساااااامعه 

ترجع سميه خطوة للخلف و ترعد بصوت عالي :
لا مش سامعه ومش هسمع وبعدين انتا جايبهولى هنا ليه هاه ؟ متخليه عند امه ياأخى ، 

ولا هي رمتهولك وراحت لراجل تانى تضحك عليه بعد ماخدت منك هبره كويسه ؟ 
ولا تلاقيك جاى وسبتها تلم زبالتها وهتيجي وراك عشان تقعدها هنا فى الفيلا معايا ؟

 هي كلمه وحده ياماهر الولد ده يختفي من حياتى هو واللي خلفته ، مش هسمح انه يفضل قدام عنيا ويفكرني بوساختك ياماهر فاهم..

وبعدين تعالا هنا يابيه . ايش عرفك ان الولد دا يبقى ابنك هاه ؟ هى اى وحده تجيب ولد من الشارع وتقولك تعالا ياماهر الولد دا ابنك هتجيبهولى وتيجى تجرى بيه على هنا ..

اصحي ياماهر وفتح عنيك ...اذا كنت انتا غبي ووحدة زي دي قدرت تستغفلك، فأنا لايمكن تخيل عليا حركات بنات الشوارع دي ، ولايمكن هسمح بلعب العيال ده 

قرب ماهر منها والشرر يتطاير من عينيه ورعد بصوت عالي :لا هتسمحي ياسميه ..وهتقبلي، وبالنسبه لامه وليه مخلتهوش معاها ، دا لان امه ماتت ياسميه ، ماتت وهى بتولده ، سابتلك فيلتك اللي خايفه عليها وسابت الدنيا كلها ،وسبق وحذرتك وهحذرك لآخر مره لو جبتى سيرتها بكلمه وحشه هندمك ومش هعمل حساب لاى حاجه فاهمه .

ياااه للدرجادى ؟ اول مره اشوفك بتدافع عن وحده بالطريقه دى!

واول مره تقف فوشي ...لا دانتا كمان ضربتنى عشان خاطرها 

 -عارفه ليه عشان انا بعدت عن اميره بسببك ، عشان خفت تسيبى البيت ويتخرب ، خفت على ولادى يتربو بعيد عن حضنى ،
يعني انتي السبب الوحيد لبعدى عنها وجرحى ليها ، الجرح اللي قلبها مستحملهوش ووقف ومات من كتر الحزن ، انتي السبب إن ابني ينحرم من امه ..

وعشان كده انتي اللي هتربي ابنها وهتكونيله ام ، وعارفه ليه كمان، عشان لو معملتيش كده هرميكي فى الشارع ..وهحرمك من ولادك ...هاخد ولادي كلهم واسافر ومتحلميش تشوفي ضفر واحد فيهم ...
واما بقا حتة انها استغفلتني او استغلتني فدي حاجه تخصني انا ومتاخديهاش نقطه تتسندي عليها

 وخدى بالك وانتى بتتكلمى عليها لانها فرحمة ربنا وكل اللي باقيلي منها ابني اللي غصب عنك هتكونيله ام ،يأما مش هتكوني ام لاي حد .

نزلت سمية على الارض وطلعت منها اه بألم وهي بتبص لماهر قبل ماتنطق :انتا ظالم ياماهر ..

ظالم ..ربنا ينتقم منك ياماهر...

لكنها مسحت دموعها وكملت كلامها وعيونها بتبص مره لماهر ومره للطفل ...
جايز هتخليه يعيش معايه غصب عني ..، 
جايز هتفرض عليا وجوده ، لكن لايمكن هتقدر تفرض عليا اني احبه او اتقبلة ...
هيفضل طول عمرة دخيل عليا وعلي عيلتي ، هيفضل طول عمره غريب ، فاهم غريب وهعذبه ياماهر زي ماانتا عذبتني هعذبه وهعذبك بيه  

 ماهر وهو بيجز على اسنانه :ابقي اعملي كده ياسميه ، خليني احس مجرد احساس انك بتفرقي فالمعامله بينه وبين اخواته ...وانا فلحظه وحده اكتبله كل املاكي بيع وشرا 

واجردك انتي واولادك من كل حاجه واخليكم كلكم عايشين تحت رحمته .

تبصله سميه بعيون مليانه دموع وتهمس :حسبي الله ونعم الوكيل فيك ياماهر ..ربنا ينتقم منك ، دنتا حتى اولادك مش فارقين معاك !

قرب منها ماهر وقعد علي ركبه قدامها ومسك دراعها وسحبها لحضنه وهي زى الجثه و مسد علي شعرها وهو بيتكلم :

مين اللى قال انهم مش فارقين معايا ؟ اولادى اغلى حاجه عندى وانتى كمان ياسميه غاليه عندى ، 

يلا ياحبيبتى شيلي ابنك الصغير وعرفي اخواته عليه ...

وعشان تعرفي انك غاليه عندي هسيبك انتي تختاري اسمه ، عشان تسميه الاسم اللي تحبيه، وصدقيني اول ما هتاخديه فحضنك هتحبيه انا متأكد من ده ، ومش محتاج انبهك طبعا ان اي حاجه وحشه هتحصل للولد هتبقي انتي المسؤله قدامي 

وهنفذ كل اللي قولتهولك ، ودا مش مجرد تهديد لان انا مبهددش وانتى عارفه ،
مد ايديه لسميره واخد الطفل منها وحطه في حضن سميه رغم عنها ،وهي بتهرب بعينيها في كل اتجاه متحاشيه النظر لوش الولد

لكنها فوجئت بأيد ماهر وهى بتضغط علي فكها ويرغمها انها تبص للولد 

 بصتله بغل وبعد ما رخي ماهر إيده من فكها همست وهى باصه للولد : هسميه غريب ...هيكون غريب وهيفضل طول عمره غريب فوسطنا 

ماهر :غلطانه ياسميه ...ومش هزعلك وهسميه غريب ، لكن تأكدي انه عمره ماهيكون غريب وعمرك مهتقدري تأذيه حتي بكلمة...  
ولو دا حصل فى يوم تأكدى ساعتها ان الكلمه دي هتكون اخر كلمه ينطقها لسانك قبل ماقطعهولك واعلقه فرقابتك بدباره .

نقلت سميه عيونها بين ماهر وغريب وشهقت وغصت فالبكا وحطت إيدها علي وشها متمنية انها تكون فكابوس وتفوق منه تلاقى نفسها لسه بتشرب فنجان قهوتها في راحه وسكون ...

باااااااااااااااااااك 
قرب ماهر من سميه وغريب بأبتسامه :ياسيدي عالدلع والهمسات واللمسات بين الام وابنها ...ايه ياغريب مفيش بوسه وحضن لبابا ولا ايه ولا موحشتكش زى ماوحشتنى ؟ 

بص غريب لسميه منتظر منها اشاره بالموافقه وجرى على باباه واترمي فحضنه اول ماشاف الاشاره من سميه بتسبيل جفونها .

اتنهد وهو فحضن باباه مبتسم لان الحضن دا هو اكتر مكان بيحس فيه بالامان.. 

زادت ابتسامة الاب وهو بيمسد علي ضهر غريب وقربه منه ودفن وشه فى رقبة الولد واخد شهيق وهو مغمض عينيه بأنتشاء بيشم ريحة ابنه اللى بتفكرة بريحة اميرة قلبه.

  فترجعله زكرياته ويفتكر أجمل ايام عمرة اللى قضاهامع اميرته ، واللى بعدها فقد رغبته الاولى فالستات ومبقاش فحياته غير سميه ولولا الاولاد كان استغنى عنها هى كمان .

فاق ماهر من شروده علي صوت سميه وهي بتتكلم بنبرة آمره

 :كفايه بقا يلا ياغريب علي اوضتك عشان تزاكر ، كفايه لعب ودلع النهارده ..
 قام غريب من حضن بباه بدون نقاش واتوجه لأوضته زى ما أُمر 

تلافيا لنظرات السخط من امه لايام إن خالف لها امر..وبيسأل نفسه كالعاده ...

ليه هو دونا عن اخواته اللى امه بتعامله بالشكل دا .! 
اشمعنا هو بس مش مسموحله يلعب براحته زيهم او يحضن بباه فأى وقت وبدون اذن زي مابيعملو هما ...

وكالعاده عقله الصغير يحتار ويدفن تساؤلاته جواه لانه مش هيلاقيلها إجابه .

يتأفف ماهر بنفاذ صبر وهو بيبص لسميه بغيظ لتحكمها الزايد في غريب وسيطرتها الكامله عليه وحرمانه حتى من حضن ابوه
 بحجة ان الدلال الزايد يفسدة،
 لكنها مش بتمانع ابدا انه يحضن اولادها.. 
بلعكس بتكون فى منتهي السعاده 
 لكنه بيسكت عشان عارف كويس انها بتتحرق من الغيرة لما تشوف غريب بين احضان ابوه وعارف تماما بأنها بتتخيل ان اميره هي اللى فحضن ماهر مش غريب ، وعارف كويس ان غيرتها دى بتتعكس على غريب فغيابه وفي الواقع هو ميقدرش يلومها ابدا لان دا بالفعل اللى بيحس بيه ماهر وهو حاضن غريب وكمان هو ميملكش انه يحاسبها على احساسها بالغيره 

************
سميه 

عمرى ماهنسى ابدا اليوم المشئوم اللى دخل فيه ماهر عليا وشايل بين أديه غريب وهو عمره ساعات .. من اليوم دا وحياتى اتقلبت .. 
اتدمرت 
...مش هقول اني قبل كده كنت عايشه مع ماهر حياه طبيعيه ..لا ابدا بالعكس انا وماهر مكنش فيه بينا رباط الموده اللى بيبقى بين اى اتنين متجوزين ...
كان بيخونى كل يوم وكنت عارفه وساكته 

من بعد ماتجوزته بفتره قصيره عرفت بخيانته ليا ...
الغريب انى متصرفتش تجاه الموضوع زى ما اى زوجه المفروض تعمل ، يجينى انهيار مثلا ، اثور ، او حتى احس ان انوثتى انهانت ، ....

بالعكس شفت ان الموضوع اقل من انى اشغل تفكيرى بيه ...هتقولو عليا معنديش احساس ..انا فعلا معنديش احساس لماهر ..مجرد زوج مناسب اتقدملى عن طريق مامته ومامتى اللى كانو اصحاب فالنادى ، لما اتقدملى شاورت عقلى ..وعقلى درس الموضوع وادانى اشاره سريعه بالموافقه ..
عريس شاب ..وسيم ..ناجح ...
صاحب املاك ...الوحيد مع اخت وحده متجوزه وعايشه بعيد ...عايش فى فيلا اشبه بقصر ...

ولانى معنديش حد فحياتى ولا عندى اى اسباب تخلينى ارفضه وافقت عليه ...واتجوزنا بسرعه ...

منكرش انى حسيت نفسي محظوظه بيه .كان بيخطف انظار كل البنات والستات اللى حواليه ...صاحب كاريزما عاليه جدا ...عنده شغله نمره واحد فحياته ودا سبب نجاحه ونجاح الشركه اللى سابهاله والده وقدر بشطارته يخليها من اكبر الشركات فى البلد ويحقق من وراها ثروته 

على الرغم انى مغرتش لكن مانكرش انى قلقت اول ماعرفت بخيانته ليا ...خفت وحده تشاركنى فمملكتى ...خفت يحب ، عشان انا متأكده انه محبنيش زى منا محبتهوش 
 لكنى مقدرش انكر انه زوج مثالى، بيأدى واجباته معايا على اكمل وجه ، 

حتى خيانته مكنتش بتمنعه من تأدية واجباته نحيتى ، 
وفالمقابل انا كمان كنت بديله حقوقه كامله ، 
وكنت باحرص على انه يلاقى كل حاجه كامله جوا بيته وحتى اهتمامى بنفسى كان توب لانى عارفه انى دايما هتحط فمقارنه مع مية وحده بيعرفهم ماهر ، 

لكنى اطمنت لما عرفت ان اى وحده ماهر مبيفضلش معاها غير اسبوعين شهر بالكتير ويخلص منها،
 بعد مايديها قرشين وعشان كده مبقتش بهتم بخيانته ، ولا فكرت احسسه انى عارفه ، ولا انكد عليه واعمل انى بغير عليه ، مكنتش بديله رد الفعل دا ابدا ....

 حملت بعد كام شهر من جوازى والحمل كمل وولدت ابنى البكرى (دياب ) اول ماماهر شاف الولد وشاله شفت فعنيه فرحه حقيقيه ، شفت لمعه جميله وهو بيتأمل ابنه وبيبتسمله شفته بيعامله بحنان انا نفسى استغربت انه يكون عند ماهر .

..عرفت ساعتها ان الاولاد هما مفتاح ماهر لان كل راجل وله مفتاح تقدر الست من خلاله تقتحم حصون الراجل وتستوطنه وتتحكم فيه من خلاله على حسب ماكنت اسمع من الستات .

عجبنى تعلق ماهر بدياب وحبيت اربطه بيا اكتر خلفتله نادر بعد دياب بسنه و٣ شهور بالظبط .. طار بيه من الفرح واتاكدت انى ماشيه صح مع ماهر  
حسيت انى خلاص كده ملكت ماهر وبقا فأيدى هو وكل املاكه ومملكته خصوصا وانا شايفاه بيكون اسعد راجل فى الدنيا وهو وسط اولاده وبيلعب معاهم  

واستمرت حياتنا بالشكل دا لغايه مادخلت اميره حياة ماهر .كانت اول واكبر واكتر تهديد ليا من بين كل اللى عرفهم ماهر قبلها ...

اول مره احس ان ناقوس الخطر ابتدا يدق وانا شايفه ماهر بيتغير قدام عنيا ...بقيت دايما اشوفه سعيد ومبسوط ...منتشي 
دايما بيدندن بينه وبين نفسه .طول ماهو معايا بحسه فعالم تانى .حتى مع اولاده مبقاش بيركز معاهم زى الاول .حسيته بقا مقبل على الحياه زياده اوووى . ياخد التليفون فاوضه فاضيه ويقفل على نفسه ويفضل يتكلم بالهمس لساعات كانه رجع مراهق من تانى وبعدها يفضل يبتسم بينه وبين نفسه ...كل دا عادى .لكن لما ينسى نفسه ويغلط بأسمها وهو معايا ، فحضنى ، دى اول مره تحصل ولازم بقا هنا تكونلى وقفه والا هخسر كل حاجه 

زعقت .مثلت انى اول مره اعرف انه بيخونى انهارت قدامه .

خاف احسن الولاد يشوفونى او يسمعو اللى بيدور بينا ، الاولاد كانو هما اكبر نقطة ضعف لماهر دا ان مكانوش نقطة ضعفه الوحيده .

هددت انى هاخد الاولاد واسيبله البيت ، وعشان روحه فالولاد ، وخاف عليهم وعلى البيت من الخراب ، 

عرفت بمصادرى انه انهى معاها الموضوع وطلقها فنفس اليوم .

اول ماوصلتنى كل بياناتها والمعلومات عنها ..استغربت المده اللى قعدها معاها ..٣شهور ! ليه يعنى ، دا اى وحده تانيه مكنش بيكمل معاها اكتر من شهر ؟ الظاهر ان شكوكى كانت فمحلها ..واهنى نفسى انى قدرت اتدخل و الحق الموضوع قبل مايخرج عن السيطره 

عدى على خروجها من حياته ٨ شهور ٤منهم حسيت فيهم ان ماهر مبقاش ماهر بقى حد تانى 

 .سهر .سكر .اكتئاب ، حالته كل يوم بتتدهور .لكن الغريب فالموضوع انه بعد عن الستات تماما .تأكدت وقتها ان ماهر حب اميره بجد .

عرفت انه بيدور عليها .قلقت ، خفت يلاقيها ،

 لكن الحمد لله كانت فص ملح وداب .. اخد ٤ شهور لغاية ماقدر يخرج من حالته دى وابتدا يرجع لحياته وشغله من تانى ويسيب الشرب والسهر ..كل ده وانا سايباه وبتجنبه لانى عارفه انه مضغوط من جوه وخفت من انفجاره لانه لو انفجر هيدمر اى حد يقف فوشه ...

شويه شويه الحياه مابينا بدأت ترجع لهدوئها النسبى وابتديت اطمن من تانى وانا شايفاه رجع يقضى معظم وقته مع الاولاد ورجعت فرحتهم بقرب ابوهم .

لغاية اليوم اللى دخل عليا شايل ابنه منها .، حسيت انى خلاص اتحطمت ،وجات اللى هتشاركنى مملكتى وهتنافسنى ومش بعيد تقدر تبعدنى من وشها خالص لانها الطرف الاقوى بامتلاكها لقلب ماهر..

 لكن ارتحت لما عرفت انها ماتت او بالاصح فرحت ..متلومونيش لانى فرحت فى موت حد ، اى وحده تانيه لو فمكانى هتفرح ، لكن فرحتى مكملتش وانا شايفه حته منها قدامى ومش بس كده دانا مرغمه انى اتعامل معاه بحب واعتبره ابنى .طب ازاى ؟ 

كان صعب عليا جدا ..لكن الاصعب كان انى اخسر انا وولادى كل الامبراطوريه بتاعت ماهر واقدم لابن اميره كل دا على طبق من دهب ..

فاضطريت انى استحمل الوضع مؤقتا لغايه مااعرف الاقى طريقه اخلص بيها منه ...هحاول .مش هيأس ولا هبطل محاوله لآخر يوم فعمرى ..هكسر ماهر بغريب زى ماكسرنى وجبرنى عليه ،هخليه يشوف نهايته قدام عنيه واندمه على اليوم اللى قرر فيه انه يفرضه عليا .

فضل غريب معانا والسنين بتمر سنه ورا التانيه .مكنتش ابدا بلاقى فرصه انى انفرد بيه ..سميره كانت دايما معاه ..مش بتفارقه ابدا ..زى ضله ..وعيون ماهر كانت محاوطانى ..حسيت ان كل اللى فالفيلا اتحولو جواسيس لماهر وبيراقبونى ...كانت جملتى الوحيده لماهر واللى بتجننه ان الولد دا مش ابنه ،وان اميره استغفلته وانه بيربى ابن مش ابنه ، لكنى سكت رغم عنى وانا شايفه غريب قدامى بيتحول مع الوقت لنسخه مصغره من ماهر ...

كل حاجه فيه بتقول انه ابن ماهر ..

دا حتى ولاده منى مكنش فيهم حد ابدا شبه ماهر بالصوره دى .لكن الولد دا حاجه مش معقوله فالشبه ..

كنت بقول ان ماهر بيحب اولادى اكتر من اى حاجه فالدنيا ..لكن بعد ماشفت حبه لغريب اتأكدت انه لايمكن حد يقدر يوصل لمعزة غريب وغلاوته عند ماهر حتى اولادى ...

لدرجة انه مكنش بيقدر ينام الا لما ياخد غريب فحضنه ويفضل يغطى ويشم فيه طول الليل واحس انه عاوز يدخله بين ضلوعه من كتر خوفه عليه 

كنت بموت وانا بتخيل انه كان بيعامل اميره كده ...مكنتش بغير من خيانته ليا عشان كنت متأكده انه بيخون للمتعه وخلاص ، لكن انه يحب .يدى وحده مشاعر مدهانيش انا .
الحته دى كانت بتدمر اعصابى وفعلا حسيت انى ندمت لانى محاولتش اكسب قلب غريب زى ماكل اللى حواليا كانو بينصحونى 

وسبت حبه وقلبه اخدته وحده غيرى ،كنت غبيه ومكتفيه بفلوسه حبه مكنش له اى قيمه عندى .

كنت بصبر نفسى على حبه لغريب واقول انه بيحبه الحب دا كله عشان الولد طالع شبهه ونسخه منه، او عشان بيعوضه عن غياب امه ...

لكن برجع اتأكد انه حب ماهر لغريب نابع من حبه لاميره .
وكل مااتأكد من ده كرهى لغريب وحقدى عليه بيكبر اضعاف واصراري انى اخلص منه بيزيد .

ملقتش اى سبيل انى اقدر اوصل لغريب ..
وحتى لو وصلتله مش هقدر ائذيه عشان هكون انا المتهمه الاولى فنظر ماهر ..
فقررت انى استخدم التكتيك الاستراتيجى واغير كل طريقة تفكيرى ..
هقرب من غريب واقربه منى هوهم ماهر انى تقبلته .هخليه يصدقنى حتى لو هاضطر انى افضل امثل سنين ،لغاية لما ماهر يطمنلى عشان حتى لو تخلصت منه محدش يشك انى انا 

ابتديت انفذ خطتى لكن فبعض الاحيان مكنتش اقدر اسيطر على نفسي وانا بتخيل اللحظه اللى هخلص فيها من غريب وانجرف وهو قدامى و بتخيل نفسى بخلص عليه واديا غصب عنى تتعامل مع جسمه بعنف ،
محسش غير وهو بيتألم واديا ضاغطه علي جسمه فبرجع تانى لوعيي ، واحاول اصرف نظره عن لحظات ضعفى معاه .بانى ادلعه شويه عشان بخاف يقول لابوه انى بأذيه

فكرت انى اجيب طفل تالت لماهر يمكن يقدر يخطف حب واهتمام ماهر من غريب .
وفعلا حملت وجبت ناديه ...فرح بيها ماهر جدا وحتى الولاد فرحو باختهم لكن برضو حتى ناديه مقدرتش تاخد اهتمام وانتباه ماهر الكامل من غريب .

************
اما في مكان تانى 
عند ليل المسكينه اللى بتتحاسب علي قبح شكلها وكانه زنب وهى بأيدها اللى اقترفته وبتتعزب على عيب ملهاش اى يد فيه .

 ليل بتكبر يوم بعد يوم وسط ابوها وامها والسنادى هتكمل ١١سنه وكل ماتمر عليها السنين والايام بتتغير ملامحها ...بتتغير للاوحش شكلا ...

لكن للاجمل خُلُقا واخلاقا 

ودا لان جنه ربتها فاحسنت تربيتها وطاهر بيتعامل معاها بحنان وحب ملهوش حدود، .. لكنه فنفس الوقت بيعلم ويفهم ويسمع منها ، خلاها تبنى لنفسها شخصيه قويه محاوره صريحه لمضه لاقصى الحدود .على الرغم من جهلهم هما الاتنين لكن طريقة تعاملهم مع ليل تفوق طريقه تعامل اساتذه تربويه فى تربية ابنائها .

مكنش فبلدهم ان البنات تتعلم فالوقت دا ..وطبعا ليل سرى عليها عرف البلد ومتعلمتش حالها حال اغلب بنات البلد ..

خرجت ليل كالعاده لوحدها عشان ترعى اغنامها وتقعد فى مكان منعزل عالى اشبة بربوه تقدر من مكانها انها تشوف النيل والمراكب الشراعيه اللى بتمر فيه ،وتستمتع بالمنظر الخلاب من غير ماتضطر انها تقرب من الشط وتتصادم مع اهل البلد من اطفال وحتي كبار ، 

اللى طول السنين دى مكنوش يفوتو فرصه يسمعوها فيها اد ايه هى وحشه وسوده ان مكانش بالكلام فبالنظرات  

التصرفات دى فالاول كانت بتدمر ليل ،لكن مع مرور الوقت ومساندة وحب ابوها وامها ابتدت تعتاد على الموضوع ووحده وحده ابتدا كلام الناس ونظراتهم وتصرفاتهم ميأثرش فيها ودا فحد زاته انجاز لجنه وطاهر اللى هما كانو السبب الرئيسى فى حالة السلام النفسى اللى ليل وصلتلها .

فاقت ليل من شرودها وهي بتتفقد اغنامها لكنها ملقتهمش 

فضلت تتلفت حواليها بقلق وقامت تدور هنا وهناك ولما ملقتهمش ابتدت تجرى ابعد وهى بتدور ،

وفجأه وقفت وهي بتنهج من التعب لما لمحتهم جوا بستان كبير على اطراف البلد ...
 فى نهايته مبنى بيت ضخم جميل.. 

دخلت ليل البستان عشان تجيب اغنامها فتلفتت حواليها بحب استطلاع فوقعت عينيها علي بنت تقريبا فنفس سنها قاعده علي مرجيحه 

وباباها او اخوها الكبير واقف ورا المرجيحه وبيزقها والظاهر انها زعلانه منه ..عشان كان بيتكلم معاها وهى مش راضيه ترد عليه وباصه للارض وواضح عليها علامات الحزن 

 ابتسمت ليل للمنظر وهي بتفتكر المرجيحه بتاعتها اللى كانت قدام بيتهم عباره عن حبل مربوط فشجرة التوت العملاقه ...

 اد ايه كانت جميله ومبهجه اللحظات 
اللى كانت بتركب فيها ليل المرجيحه بتاعتها وتطير بيها فى الهوا وهى باصه للسما 
معتقدة بأنها لو عليت شويه هتقدر انها تلمس الغيوم وتجيب منها حته لانها كانت فاكره ان الغيوم دى حلاوة غزل البنات طارت مع الهوا فضحكت علي افكارها .

 محستش ليل بنفسها الا وهي واقفه قدام البنت وباباها وهى مبتسمه بصتلها البنت ورجعت بصت للارض دون اهتمام .

اتعجبت ليل من سكوت البنت ...

ولكن اللى اتعجبتله اكتر ان البنت معيبتش على شكل ليل ؟ منفرتش منها ؟ لدرجة انها شكت ان البنت عميه .
لكن لو البنت عميه ابوها اكيد مش اعمى ...بس دا معلقش هو كمان على شكل ليل او قال اى كلمه تجرحها .
دا حتى هو اكتفى بالسكوت والنظر لليل لكن نظراته ليها كانت غريبه .!

ليل لفت عشان تاخد اغنامها وتمشى لما ملقتش رد فعل من البنت وابوها لكن وقفها صوت الراجل وهو بيتكلم معاها .
استنى ياقمر خدى اهنه ...انتى اسمك ايه وبت مين ؟ 

ليل :انا اسمى ليل ...بت طاهر وجنه 

محروس :ايوه ايوه طاهر اعرفه ...دا ابوكى دا راجل جدع قوى وحبيبي ...دايما بيشتغل فأرضى .

سكتت ليل وهى بتبص للبنت اللى برضو ساكته وهى متابعه حوار ليل ومحروس 
محروس :طب انتى ماشيه طوالى ليه ؟ تعالى اقعدى ..انتى عجبتك مرجيحة جواهر مش اكده ؟ تعالى اقعدى جارها همرجحك معاها ..

ومدلها ايده ..تعالى متخافيش المرجيحه هتعجبك قوى ، دى انا اللى جايبها لجواهر من البندر 

قربت ليل من المرجيحه بتردد وهى بتبص لجواهر اللى تنفسها بقى عالى ولما ليل بقت قصادها فجأه قامت وزقتها جامد وقعتها على الارض وبصت لمحروس وزعقت :

لا مش هتقعد على المرجيحه ولا هتلمسها ..ويلا خدى النعجات بتوعك وامشى من اهنه ..امشى واياكى اشوف وشك اهنه مره تانيه 

قامت ليل وهى بتنفض هدومها بزعل وكسوف من الموقف اللى اتحطت فيه دا ومشيت وهى موطيه دماغها 

اخدت غنماتها ومشيت علطول ومبصتش وراها تانى وطول طريق رجوعها للبيت وهى بتلوم نفسها لانها افتكرت ان فيه حد ممكن يختلط معاها او يخليها تلعب معاه 

محروس :ايه ياجواهر مشيتى البت ليه ...انتى عتغيرى يامضروبه ولا ايه 
وضحك ضحكه سمجه .

جواهر بصتله بسكوت ورجعت قعدت على المرجيحه وعيونها اتعلقت بليل اللى بتسوق غنماتها وماشيه وهى شايفاها من بين الاشجار واتنهدت براحه وهى شايفاها بتبعد . 

وصلت ليل لبيتها اخيرا واستقبلتها امها وهى عاقده وشها بسبب تاخير ليل عن ميعاد رجوعها 

جنه بصوت عالى :اتأخرتى إكده ليه يابت ؟ كنتى فين و عتعملى ايه 

 ليل مردتش ودخلت اوضتها بسكوت واتمددت علي سريرها وبصت للسقف وكالعاده اطلقت العنان لمخيلتها عشان تاخدها من واقعها وتنقلها لعالم الخيال ..
عالم خاص بيها تعيش فيه حياة اجمل وفمكان اجمل واكيد بملامح تانيه اجمل ....

دخلت جنه اوضتها هى وطاهر وقعدت جمبه علي السرير اتحرك هو لليمين شويه عشان يعلق سبحته في قائم من قوائم السرير بعد ماكمل ورده اليومي فالتفت لجنته وكلمها بهدوء وأبتسامه :

بتزعقي للبت ليه ياجنه .براحه عليها دى لسه صغار ...وبعدين البونيه مبتعملش ايتوها حاجه غلط ولا بتزعلك دي عامله كيف النسمه.. 

ياواش ياواش مش هتبقى انتى والدنيا والناس عليها ، البت يعنى متلقاش كلمه زينه ولا ريق حلومن حد واصل 

جنه :البت لازمن يتقرص عليها ياطاهر ..
وبعدين اني مش هستني لما تعمل حاجه غلط وبعد اكده احاسبها ..

دى بت ياطاهر والبت محتاجه شده مش كيف الواد .
البت كسرتها سهله ياطاهر ...وبعدين ملكش صالح انتا بيها، رباية البت علي امها ، احنا اكده علمونا وربونا 

طاهر :يستي علميها بس بالراحه عليها ، وبعدين متنسيش دي بتنا الوحيده وفرحة عمرنا اللي جاتنا بعد عمر طويل 

جنه :متخافش عليها ، وبعدين سيبك منها وتعالا اهنه قولي مالك اليومين دول ..؟
حاساك مش بحيلك اكده وصحتك فالنازل ووشك اصفر ، فيه حاجه تاعباك ياطاهر 

اتنهد طاهر وهو بيبص لكفوف ايديه و يضغط بيد علي التانيه وهو بيتكلم :

مش عارف والله ياجنه اني بقالي حوالي سبوعين وزياده حيلي فالشغل مش زي لاول وبتجينى رعشه فأديه بتخلى الطوريه تقع من ايدى وانا بفلح فالارض ،..
ورجليه احسها كيف الخيوط ومش قادرين يشيلونى ...
مش شايفه حتى محدش بقى يطلبنى افلح فأرضه كيف لاول اكمنهم بقو ملاحظين انى بقيت بتعب ومش بشهلهم فالشغل .

جنه :طب ارتاح ياطاهر ومتنزلش شغل لغاية ماصحتك تتحسن وترجع كيف لاول 

-وناكل منين بس ياجنه 
جنه : انى اشتغل واللى يجى خير وبركه ولو اتزنقنا قوى نبيع غنمه ولا غنمتين... ولما تخلص فلوسهم يكون ربنا شفاك وعافاك بأذن الله 

طاهر :نبيع الغنمات كيف ياجنه دول كل اللى حيلتنا ...وليل بتكبر وجايها جواز وعاوزه مصاريف ، وقتها ميبقاش حيلتنا حاجه ؟ 

اتنهدت جنه بحزن وهى بتبص لطاهر 
تتجوز ايه بس ياطاهر ؟ هى ليل حد هيرضى يتجوزها ولا حتى يبص فوشها 

طاهر :اللى ميتجوزهاش عشان وحشه يتجوزها عشان اللى حداها .

ليل حداها البيت ديه اللى قاعدين فيه والقيراطين اللى قدامه والغنمات كمان ..عرفتى ليه مينفعش ابيع حاجه من الغنمات ياجنه 

جنه :يااااطاهر سيبك من الكلام ديه دلوكيت وبص لصحتك والغنمات يتعوضو وليل لسه صغار 

طاهر :اسكتى انتى ياجنه ليل حداها ١١ سنه يعنى سنه ولا تنين تانى واشوفلها واحد غلبان ومقطوع واجوزها فحياة عينى واطمن عليها 

ويلا قومى اقفلى الشباك دا وضلمى الاوضه عاوز اريح جتتى شويه 

قامت جنه قفلت الشباك وبصت لطاهر اللى اتسدح على السرير بتعب وحط ايده على عنيه غطته بحاجه خفيفه وخرجت من الاوضه وقفلت الباب عليه

اتمشت ووقفت فصحن الدار وهى بتبص لليل اللى نايمه وباصه للسقف وبتلعب فخصلة شعرها بعد ماقلعت الطرحه لما رجعت من بره وبصت للاوضه اللى نايم فيها طاهر
واتنهدت بقلق وهى بتتسائل بينها وبين نفسها ياترى بكره شايلهم ايه.. ؟

وللحكايه بقيه 
اجمل باقات الورود لعيونكم 🌹⚘
بقلم /ريناد يوسف


الفصل الثالث من هنا 





تعليقات



×