رواية حياة مريرة الفصل الثاني بقلم امل صالح
- أنتِ كدا بتاجري بيا يا ماما ، افهمي أرجوكِ!!
- ادخلي يا رغد عشان مدخلكيش غصب.
مسحت رغد وشها بعنف واتكلمت بحدة وتهديد لعله يكون السبب في تراجع والدتها - همشي واسيبهالِك خالص.
اتحركت نبيلة مامتها ناحية باب الشقة، شدت المفتاح من على المسمار في الباب وبدأت تقفل الباب بالمفتاح من جوة!
رغد مكنتش فاهمة هي بتعمل إيه لحد ما بدأت تستوعب، جرت ناحيتها وقالت بزعيق - بـس يا ماما، يا ماما لأ!
حاولت تاخد منها المفتاح ولكن بلا نفع، خرج سعيد من الأنتريه - إيه يا حجة امشي أنا ولا إيه؟!
وقفتله رغد - ياريت، ياريت تغور وتسيبنا في حالنا..
رفعت سبابتها - وروح دورلَك على واحدة توريك شعرها، واحدة ماتربتش ولا تعرف حاجة عن دينها.
- وماله يا آنسة رغد وماله..
بص لنبيلة - وسعي كدا بقى يا حجة عشان أمشي.
زقت نبيلة رغد جانبًا - ليه كدا يا باشمهندس سعيد، دلع بنات وأنت فاهم.
ابتسم بسمة جانبية وهو بيبص لرغد - نتقابل بقى لما الدلوعة تنشف، أصل أنا خلقي ضيق.
فتحت نبيلة الباب فخرج سعيد ورغد واقفة مكانها بتبص لأمها، مش عارفة تقول إيه ولا تتصرف إزاي بعد اللي حصل واللي كانت عايزة تعمله!
وواضح كمان إن سعيد ناوي يجي تاني وامها موافقة على دا عادي!
شاورت رغد على الباب - الراجل دا ميخشش البيت تاني.
ولكن رد مامتها صدمها لما زعقت وهي بترزع مادلية المفاتيح في الأرض - عاجبِك كدا؟ أهو مِشىٰ يا فقرية، ميخشش؟! لأ هيخش يا رغد ... هيخش وابقي وريني هتعملي إيه.
- أنا لسة هبقى أوريكِ؟! أنا هوريكِ دلوقتي.
سابتها ودخلت أوضتها وقفلت عليها بالترباص، دورت على أي كيس أو شنطة صغيرة تاخد فيها هدومها ولما لَقَت بدأت تنقل حاجات بسيطة ممكن تحتاجها.
فجأة سابت اللي في إيدها وقعدت على السرير؛ "هو أنا هروح فين؟".
سؤال خطر في بالها فجأة، أعمامها العلاقة بينهم مش أحسن حاجة، قرايبها من ناحية مامتها يدوب يعرفوها، ولو قررت تبات في مكان كام يوم فهي مش معاها المبلغ الكافي!
دموعها بدأت تنزل بحسرة وشعور العجز بدأ يتملكها، غير صدمتها في والدتها اللي مش قادرة تتخطاها، عمرها ما كانت مادية للدرجة دي!
هم مش محتاجين فلوس لدرجة انها تخليها تكشف شعرها لواحد غريب!!
- افتحي الباب دا لأحسن اكسره فوق دماغِك، بتعملي إيه كل دا؟
رفعت رأسها وبصت للباب، أصبح قدامها خيارين؛ إما إنها تفتح الباب مامتها وترجع للسرير تعيط، أو تفتح الباب برضو، ولكن عشان تهرب منها ومن جنونها المفاجئ.
مسحت وشها وبدأت تكمل لملمة هدومها، مش مهم النتيجة المترتبة على خروجها من البيت، المهم إنها مش هتعمل حاجة تغضب ربها.
فتحت الباب..
بصتلها نبيلة بعدين بصت للشنطة في إيدها..
اتحركت ناحية المفتاح المرمي على الأرض ونبيلة متابعاها بهدوء، مسكته في إيدها بقوة وباليد التانية فتحت الباب..
- هتعملي إيه؟
ابتسمت بسخرية وكملت - هتمشي؟ ويترى هتروحي لمين؟
رفعت حاجبها بثقة - هترجعي تاني يا رغد، هترجعي يابنت بطني والجزمة في بُقك، عشان مش هتلاقي حد تروحيله.
ابتسمت - عندي ربنا يا ماما، عندي ربنا.
قفلت الباب بسرعة ماستوعبتهاش نبيلة وبالمفتاح قفلت من برة بتهور..
تمسكت بالشنطة بكل قوتها وبدأت تجري....
مش عارفة هي راحة فين ولا إيه قدرها ولكن بتجري...