رواية في قبضة الاقدار الجزء الثاني 2 الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم نورهان ال عشري



رواية في قبضة الاقدار الجزء الثاني 2 الفصل الثالث والعشرون 23 بقلم نورهان ال عشري 







بسم الله الرحمن الرحيم 

قبل ما تقرؤا اتمني تستغفروا ١٠٠ مرة بنية ربنا ينصر اخواننا في غزه و يزيح الغمة 💔

🍓الثالث و العشرون بين غياهب الأقدار ❤️‍🩹 🍓

كلما سألته هل تحبني أجابني بأفعاله ولكن تلك المرة اشتهيت سماعه يتغني بعشقي ، و لكنه عاندني فرجل الجليد يفعل أكثر مما يتحدث و لكن في المقابل كنت أنا امرأة لا تعرف الامتثال أو الإخفاق و خاصةً حين اغدق على دلالًا لم أتذوقه بحياتي ف تخلى قلبي عن قناعته المعهودة وصار معه نهمًا لا يعرف الاكتفاء أبدًا ؛ فتدللت ك فراشه تغوي السنة اللهب كي تحرقها
" لم تخبرني سابقًا كم تُحِبُني ؟" 

سابقًا كان معجمي خاليًا من عبارات العشق الذي لم أتخيل أن يزورني يومًا إلى أن قابلتها فتغير كل شئ . والآن تتدلل لتغوي قلبًا صار يدق باسمها و ينبض بعشقها ، فتنحيت جانبًا تاركًا له العنان ليروي ظمأ احتياجها فانسابت الكلمات من بين شفتيه تعزف انغام الهوى
" لم أُحِبُك فقط . الأمر أعمق من ذلك بكثير. فأنا أحببت حياتي معك . كسرت قواعدي لأجلك . تخليت عن صمتي و صار قلبي الي جوارك ثرثارًا للحد الذي كان مُدهِشًا لي ككل شئ متعلق بكِ باتت انفاسك أكسجيني الدائم و أحضانك ملجأى الوحيد. وجودك يعني اني على قيد الحياة و غيبتك تنهي وجودى…" 

نورهان العشري ✍️

🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁

" عماااار "

التفت كلًا من عمار و نجمة الي 《صفوت》 الذي ترجل من سيارته و يقف بانتظاره فـ وجه أنظاره إلى تلك التي كان الحزن يغمرها كليًا و قال بصرامة
" ادخلي علي چوه و خليكِ خابره أن كلامنا لسه منتهاش.." 

لم تجيبه إنما اومأت برأسها بخنوع لم يعتاده منها و توجهت إلى الداخل وأثناء مرورها بهم استوقفها 
《صفوت》 الذي تذكر تلك الفتاة التي كانت تبكي ذلك اليوم ولا يعلم لما شعر بأنه يريد محادثتها فقال بلطف
" ازيك يا بنتي عامله ايه ؟"

لامست قلبها كلمته التي لم تسمعها بهذا الحنو يومًا فالتفتت تناظره و لأول مرة أرادت أن تخبر أحدهم بمعاناتها و ان تجيبه قائلة لست بخير ! ولكن توقفت الكلمات علي أعتاب شفتيها ولم تستطيع سوى ان تومئ برأسها و تمتمت بخفوت 
" الحمد لله"

لم تطيل و التفتت متوجهه للداخل و جاء صوت 《عمار》 القوى 
" اهلًا يا صفوت بيه.. نورتنا"

كانت نظرات 《صفوت》 تلاحقها إلى أن دخلت إلي البيت الكبير فاخفض رأسه لا يعلم ما هذا الشعور الذي يغزو قلبه ولكنه تجاهله قبل أن يجيب 《عمار》 الذي كانت نظراته مشتعلة بنيران غيرة قاتلة فقد لاحظ نظرات 《صفوت》 إليها 
" البقاء لله.. شد حيلك .."

أنهى حديثه وهو يمد يده ليصافح 《عمار》 الذي ما أن هم بالحديث حتي تفاجئ من تلك المرأة التي ترجلت من السيارة ترتدي نظارة سوداء كبيرة تخفي ملامحها ففطن إلى أنها من المحتمل أن تكون زوجته فلم يطيل بالحديث اكتفي بإجابة قاتمة 
" الدوام لله . اتفضلوا.."

" يالا يا سهام .."
مد يديه إلي زوجته التي كان من الواضح أنها مترددة كثيرًا ولكن جاءت يديه القويه لتجذبها حتى دخلت إلي المنزل 
فـ استقبلتهم 《تهاني》 مرحبة 
" اهلًا و سهلًا . نورتونا.. اتفضلوا."

حيتها 《سهام》 بتحفظ بينما حياها 《صفوت》 بحرارة 
" اهلًا يا حاجه أم ياسين . البقاء لله.. "
" الدوام لله.. "

هكذا تحدثت 《تهاني》 بحزن فشعرت 《سهام》 بالحرج و ما أن أوشكت بإطلاق عبارات التعزية حتي توقفت نظراتها علي تلك التي كانت تخرج من المطبخ و تحمل صينيه بها طعام و تصعد الدرج فضرب عقلها سيل من الذكريات التي جعلت بسمة خافته تتسلل الي شفتيها و هي غارقة بعالم آخر فلم تشعر بكلمات 《تهاني》 التي أخذت تنادي عليها بعد أن تركها 《صفوت》 برفقتها و توجه إلي مكتب 《عبد الحميد》 لتعزيته .

فجأة استفاقت من بحر ذكرياتها حين لامست يد 《تهاني》 كتفها فقالت بحرج 
" اسفه . سرحت شويه .."
" لا ولا يهمك .. تعالي نجعد چوا و اني هشيع البنات ينادوا علي حلا . بس اصل ياسين ابني كان تعبان شوي يا جلب أمه متحملش الخبر . "

هكذا تحدثت 《تهاني》 بحزن فأجابتها 《سهام》 بخفوت 
" الف سلامه عليه . البقاء لله شدي حيلك .."
اومأت 《تهاني》 برأسها و توجهت و معها 《سهام》 إلى المجلس الخاص بالحريم و ما أن جلست 《سهام》 حتي استأذنتها 《تهاني》 قائلة بذوق 
" هشيع البنات ينادوا علي حلا .. و يعملولك جهوة. بتشربيها ايه؟"
" سادة لو سمحتي.. "

توجهت 《تهاني》 الي الداخل فوجدت 《نجمة》 التي كانت تهبط الدرج فقالت 
" نچمه عايزة فنجان جهوة سادة من يدك للضيفه.. "
《نجمة》 بخفوت 
" حاضر يا حاچة ."
لاحظت 《تهاني》 حزنها فقالت باستفهام 
" مالك يا بتي ؟ زعلانه أكده ليه ؟ حوصول حاچه ولا اي؟"

احتارت كيف تشكو حزنها الذي لم يتفهمه أحد غيرها لذا قالت بخفوت 
" لا مفيش حاچة.. اني بس كنت عايزة اطلب منك طلب لو مش هتجل عليكِ؟"
" اطلبي يا بتي لو في مجدرتي هعمله."
《نجمة》 بامتنان 
" تعيشي يا حاچة. اني كت عايزة ارچع اشتغل في الزريبة من تاني . و سايجه عليكِ النبي ما تسأليني ليه . "

اندهشت 《تهاني》 من طلبها الغريب و لكنها لم تكن في وضع يسمح لها بالسؤال فيكفيها ما تعانيه لذا قالت برفق
" اللي تحبيه يا بتي . ولو اني مستغربة بس علي راحتك.. اعملي الجهوة و دخليها للضيفه واني هطلع اطمن علي ياسين . وابجي روحي كملي شغلك هناك.."

اومأت 《نجمة》 بامتنان تجلي في نبرتها حين قالت 
" تسلمي وتعيشي يا حاچه . عن اذنك .."
أنهت حديثها و توجهت للمطبخ بينما صعدت 《تهاني》 الدرج في طريقها الى غرفة 《ياسين》 ..

****************

بأيدًا مرتعشة كانت تحمل الصينيه لتضعها على الطاولة فهي منذ البارحة تجلس بجانبه تخشي أن تغفو عينيها و ترتفع حرارته من جديد فقد انخفضت بأعجوبة بعد أن أعطاه الطبيب العقاقير و المحاليل المغذية و طمأنهم بأنه عندما يستيقظ في اليوم التالي سيكون بخير و بالفعل فهو استيقظ منذ لحظات بعد ليله عصيبة قضاها غارق في هلوسات لم تفهم منها شئ ولكن يبدو اليوم وكأنه استعاد وعيه ولكن هل يتذكر شئ مما حدث البارحة ؟ 
" الساعه كام ؟"
هكذا تحدث بصوت متحشرج فأجابته بنبرة قائمة مختصرة 
" اتناشر ونص.."

وضع يديه فوق جبهته فقد كان الصداع و كأنه يقيم احتفالًا صاخبًا برأسه فـ أراحها علي الوسادة أسفله وهو يقول بخشونة
" انا نمت كل دا؟"
ارتفع أحدي حاجبيها قبل أن تقول باختصار وهي تجلب ادويته 
" تخيل !"

شعر بخطب ما في لهجتها و عينيها التي بدت جامدة
 فـ احتار ماذا حدث ولكن حيرته لم تدم فقد استعاد بعضًا من ذاكرته لـ مشاهد بدت مشوشة و لكن هناك جملة استقرت في قلبه لم يستطيع نسيانها وهي تتوسله قائلة 
" بلاش يا ياسين متخلينيش اكرهك.."

زفر بقوة و شعر بغضب يتعاظم بداخله وهو يتخيل حجم الجريمة التي كان علي وشك ارتكابها والتي كانت ستكبده خسائر فادحة أولها هي !
" يالا عشان تفطر و تاخد دواك ."
هكذا تحدثت وعيناها تنظران في كل الأماكن ما عداه ففطن إلى مقدار غضبها منه فقال بلهجة خشنة
" مش هتفطري معايا ؟"

" لا مش جعانه .."
هكذا أجابته باختصار فقال بفظاظة
" اركني الفطار و هاتي الدوا "

توجهت انظارها إليه بغضب تجلي في نبرتها حين قالت 
" مينفعش . لازم تفطر عشان تعرف تاخد الدوا . انت بقالك يومين مكلتش .."

كان اهتمامًا يغلفه الغضب مما جعله يقع فريسة بين أنياب الندم لما كان علي وشك أن يفعله بها ولكن حالته الصحية و النفسية كانت في اقسي درجات السوء 
" مانا مش هفطر لوحدي. و طبعًا مش هقدر انزل افطر معاهم تحت عشان تعبان . "

اغتاظت من حديثه الذي يحمل الكثير من الصدق و ابتلعت غضبها الحارق و قامت بحمل الصينيه و وضعها علي الفراش وهي تقول بجفاء
" حركات العيال الصغيرة دي مابحبهاش.. اتفضل يلا عشان تفطر .."

تفاجئت حين قام بحمل الصينيه و وضعها علي الجانب الآخر من السرير و مد يديه إليها قائلًا بخفوت 
" تعالي .."

تعثرت نبضات قلبها وهي تري دعوته التي جاءت بطريقة مُربكة فـ عينيه كانت تحمل نظرات خاصة هل كانت اعتذار ؟ لا تعلم ولكن لهجته دغدغت مشاعرها وخاصةً حين أردف بخشونة
" متفكريش كتير يا حلا و تعالي . انا تعبان مش قادر اناهد "
 حاولت التحلي بشجاعتها قدر الإمكان و قامت بالجلوس علي جانب السرير علي مسافة منه فـ لون الامتعاض ملامحه و قام بالتململ في نومته و حاول الاعتدال وهو يمد يديه لتعديل الوسادة خلفه و لكنه فشل فزفر بحنق فتقدمت بعفويه وهي تحاول تعديلها بشكل يكن مريحًا له فتفاجئت بيديه اللتين طوقت خصرها و شعرت بحزمة من الوخزات الموترة تجتاح جسدها حين سمعت صوته العابث وهو يقول 
" لازم اضحك عليكِ عشان تقربي يعني! مينفعش تيجي من نفسك.."

أيقنت بأنها وقعت في شباكه التي نصبها و ساعده في ذلك قلبها الغبي الذي يندفع إليه دائمًا ولهذا تجاهلت النظر في عينيه التي كانت تحاوطها بشكل مثير و مُربِك في آن واحد فادارت وجهها الي الجهة الأخرى وهي تحاول صبغ صوتها بالحدة حين قالت 
" ياسين لو سمحت سيبني !"
" مش قبل ما نتكلم. "
" قول اللي عندك.."

هكذا تحدثت بجفاء يتخلله الارتباك جراء قربها منه بهذا الشكل فتابع عبثه حين قال بخفوت 
" مبعرفش اتكلم مع حد غير وانا عيني في عينه . بصيلي .."

زفرت بغضب كان ستارًا يحجب ضعفها أمامه والذي بدأ يسري كالمخدر في أوصالها ولكنها حاولت التحلي بالشجاعة و النظر إليه قائلة 
" ممكن تسبني لو سمحت . "
اسكتتها كلماته التي لم تكن تتوقعها أبدًا 
" انا أسف .. حقك عليا .. "

تجمدت بين ذراعيه للحظات استغلها هو و قام بوضع قبله رقيقه فوق جبهتها ثم عاود النظر الي عينيها لثوان قبل أن يقرب رأسه و يسند جبهته علي مقدمة صدرها مطلقًا زفرة قويه أحرقت بشرتها كما احرقتها كلماته المعذبة حين قال 
" معرفش عملت كده ازاي. بس انا كنت في أسوأ حالاتي . حسيت جوايا نار عماله تاكل فيا و كنت عايز اطفيها بأي شكل.. "

لم تكن يومًا ضعيفه بل كانت قويه بنكهه غاضبة لطالما كان طريق الغفران شائكًا لهذا لم تكن تتبعه ولكن الآن اختلف كل شئ فقد وجدت ذراعيها تلتف حول عنقه بحنو لم تعهده مسبقًجا ولا تعلم من أي جهة تسرب إلى قلبها الذي كان يسيرها كـ المنومة مغناطيسيًا لا تملك زمام أمرها لـ تردعه عن التفاعل مع ذلك الذي ما أن شعر بذراعيها تحاوطه حتي اشتدت يده حول خصرها وهو يلثم موضع نبضها الذي ازدادت دقاته بدرجه جنونيه فكان وكأنه يمتص ارتباكه الناتج عن قربه منها و بنبرة متحشرجة خاطبها 
" اوعدك اللي حصل دا مش هيتكرر تاني .. و عمرى ما هقرب منك تاني غير برضاكِ .."

كان الأمر مروعًا بالنسبة لها فقد اختلط الشعور بداخلها من ارتباك و إثارة وخجل لون خديها فبدت كـ الفاكهه الشهيه التي حرمها للتو علي نفسه التي اشتهتها الآن بقوة فتابع بصوت تغلغل إلى داخلها محدثًا زوبعة أخرى من المشاعر 
" لسه زعلانه مني ؟"

لم تجد بداخلها أي قدرة علي الحديث فهزت رأسها نفيًا فلم تروي ظمأ شوقه إليها فقال بنبرة شغوفة 
" عينيكِ بتقول انك لسه زعلانه . وانا مقدرش علي زعلهم . "
قرب رأسه منها فاختلطت الأنفاس و تعانقت النظرات و اخترق صوته جدران ثباتها الواهي حين أردف 
" ممكن اصالحهم ؟"

كان استفهامًا يضعها في مأزق فهي تشتهي قربه دون أن تعلن عن ذلك . تريد الحفاظ علي كبريائها أمامه وبنفس اللحظة تموت شوقًا أمام عينيه التي أسرتها وهكذا اشتعلت حرب الكبرياء و الشوق و لكن خرج الأخير منتصراً فانفلتت الحروف من بين شفتيها بنبرة تكاد تكون مسموعه
" ممكن.."

لم تكن تنهي كلمتها حتي ابتلع باقي حروفها بجوفه وأخذ ينهل من بحور العسل المذاب فوق شفتيها بضراوة و داخله يلعن نفسه لكونه حرم جنتها عليه مشترطًا رضاها المرهون بجنون أفعالها فكيف يقاوم شوقه و عشقه في آن واحد ؟ كيف يمنع نفسه عن تلك المشاعر الموقوتة التي تتفجر بداخله حين يصبح قريب منها ؟ أخذ يقربها منه اكثر و يديه تحتويها بقوة بينما واصل قطف ثمار ثغرها بـ نهم مانعًا حتى ذرات الهواء من المرور الي رئتيها التي كادت أن تنفجر من فرط ضغطه عليها فشعرت بـ أنها على شفير الهلاك بين ذراعيه حتي أنها استندت بكامل ثقلها فوقه و كان هذا أكثر من محبب إليه ولكن هدوئها جعله يدرك بأنه على وشك إزهاق روحها عشقًا فتركها علي مضض وتفاجئ حين وجد وجهها يكاد ينفجر من فرط احمراره و صدرها الذي أخذ يعلو و يهبط ساحبًا أكبر قدر من الهواء إلى داخل رئتيها فخرج صوته متلهفًا حين قال 
" أنتِ كويسه؟"
" انت مجنون ؟"

هكذا خرج صوتها مبحوحًا بينما عينيها تعكسان نظرات تحمل الغضب و الرغبة معًا فجاء صوته عابثًا حين أجابها 
" معلش الحرمان وحش ! "

أفلتت من بين براثنه و قالت بارتباك 
"حر.. حرمان ايه ؟ "
طافت عينيه عليها بنظرة ذات مغزى شملتها من أعلى رأسها إلى أخمص قدميها قبل أن يقول ساخرًا
" اسألى نفسك .." 

لم تكد تجيبه حتي سمعت طرقًا علي الباب الذي أطلت منه 《تهاني》 بعدما قامت 《حلا》 بالسماح للطارق بالدخول …

****************

تجمعت العائلة لأول مرة منذ وقت طويل علي طاولة الغذاء و قد كان جمعًا مختلفًا خاصةً علي قلبه فقد قامت حبيبته بالإشراف علي كل شئ يدور بالمنزل حتي انواع الطعام المُعد علي الغداء و قد كانت تدور بكافة أرجاء المنزل أمام أعينه كالفراشة التي تشتهي ألسنة اللهب اختطافها و الاحتراق معها بعيد عن الأعين ولكن للأسف مُحتم عليه الإنتظار حتي ينتهي من أعماله 
" الأكل له طعم تاني النهاردة يا فرح.. تسلم ايدك"

هكذا تحدثت 《أمينة》 وهي تنظر إلي 《فرح》 التي تورد خديها خجلًا لإطراء 《امينة》 عليها أمام العائلة بأكملها 
" بالف هنا يا ماما . انا معملتش غير حاجات بسيطة.. و داده نعمه هي اللي كملت"

" كفايه وقفتك .. فكرتيني بنفسي وانا قدك كده كنت أقف اشرف علي كل حاجه بنفسي و كان عمك الحاج الله يرحمه يقولي الأكل له طعم تاني يا أمينة.."

تدخل 《مروان》 ساخرًا 
" طبعًا كان بيشتغلك يا مرات عمي. هو لما تقفي عالاكل وهو بيتعمل طعمه هيتغير يعني ! انا لو من داده نعمه اسيبلكوا البيت و امشي . ايه الظلم دا." 

ناظرته 《أمينة》 شذرًا وقالت بتقريع
" ليه فاكره نصاب زيك . وبعدين النفس الحلو بيبان لو حتي قليت بيضة .. و فرح نفسها ما شاء الله عليه .."
أجابها 《مروان》 بمزاحه المعهود
و مين يشهد للعروسه . الله يباركلك يا فرح تناوليني ورك فرخه من اللي قدامك دا . "

ناظره 《سالم》 بوعيد تجلي في نبرته حين قال 
" بص في طبقك يا مروان احسنلك .."

عانده بسخط
" معلش يا بوص اصله شكله مغري بصراحة. ولا انت بيتعملك حاجات اسبيشيال؟"
كان محقًا فهي قامت بتحضير تلك الأكله حين علمت بأنه يحبها وقد أخبرتها والدته بذلك فغضب من 《مروان》 لإصراره علي تذوقها فقال بتحذير
" اه بيتعملي حاجات اسبيشيال. عندك اعتراض ؟"

《مروان》 بسخط 
" لا انا اكيد معنديش انا يهمني صحتك مانت الكبير بردو ."
انهي جملته و اقترب من أذن 《أمينة》 قائلًا بخفوت 
" الحقي يا مرات عمي دا شكله هيحب اكل فرح اكتر من أكلك ."

《أمينة》 بنفي
" لا طبعًا بتقول ايه يا واد انت؟ دا عمره ما يستطعم اكل حد غير اكلي "
《مروان》 بإصرار 
" ازاي إذا كنتِ أنتِ نفسك عماله تشكريله في أكلها .. بصي أنتِ مش عاجباني يامرات عمي . و هتعرينا وسط الحموات . لينا قاعدة بعد الغدا.."

وصل حديثه الي مسامع 《سليم》 الذي كان يجلس علي مقربه منه فنظر الي أخيه قائلًا بخفوت 
" بيسلط امك عليك .."

انكمشت ملامح 《سالم》 بغضب وصاح بلهجة فظة 
" لو سمعت صوتك تاني هخليك تقوم تاكل في المطبخ .. " 
" ليه يعني هو انا عملت ايه بلاش اكلم مرات عمي اللي زي امي ولا عشان انا لوحدي هنا هتدهوسوا عليا ؟ عاجبك يا مرات عمي .."

تأثرت 《أمينة》 لحديثه فنظرت إلي 《سالم》 قائلة 
" لا طبعًا مش عاجبني . ايه يا سالم الواد بيتكلم معايا متجيش عليه كدا . هو احنا عندنا كام مروان يعني ؟"
أجابها 《سليم》 بسخط 
" واحد و الحمد لله و إلا كان زمان الواحد مات مجلوط.."

 أشار 《مروان》 علي 《جنة》 التي كانت تجلس بجانب 《سليم》 في مواجهته فاقتربت لتسمع حديثه حين قال 
" شايفه سلومه الاقرع جوزك بيقول عليا ايه ؟ عشان تعرفي انه غيران مني .."

لم تفلح في كبت ابتسامتها فتدخل 《سليم》 غاضبًا
" بتقولها ايه يا زفت انت ؟"

أشار 《مروان》 إليها بمعني ارأيتي فالتفتت إلي 《سليم》 قائله بغضب 
" علي فكرة بقي مروان دا اللي مخلي البيت له طعم.. متزعلهوش لو سمحت.."

برقت عينيه حين رآها تدافع عنه و تعاظم الحنق بداخله فعض علي شفتيه يكاد يدميها فجاءه صوت 《مروان 》الذي قال ببراءة 
" حبيبتي والله يا جنة. مش عارف من غيري كنتوا هتعملوا ايه في البيت الكئيب دا"

اجابه 《سالم》 بفظاظة
" كان زمانا مرتاحين 
تدخلت 《فرح》 قائلة بصدق
" لا حرام يا سالم . دا مروان سكر و دمه خفيف خالص . "
تجمد بمكانه حين سمع حديثها فالتفت يناظرها بصدمه تحولت إلي وعيد و خاصةً حين وجد تلك النظرات المتشفيه من جانب 《مروان》 الذي قال بتهليل 
" اللهم صلي علي النبي . مرات الكبير قالتها . مروان سكر و دمه خفيف . باااس انا كدا اخدت حصانه.. الهي ما اتحرم منك يا اميرة يا بنت الأمرا.."

ألقت 《فرح》 نظرات تحذيرية إليه ولكنه لم يفهم و تفاجئ بسما التي كان وجهها لا يفسر وهي تتراجع بكرسيها إلي الخلف وهي تقول 
" الحمد لله شبعت .."

برقت عينيه و هو يناظرها تخرج من الغرفة فالتفتت ليصطدم بنظرات الشماته تغلف عيني كلًا من 《سليم》 و 《سالم》 الذي تراجع بكرسيه للخلف وهو يناظرها بنظرة ذات معنى و من ثم توجه إلي الخارج فالتفتت إلي 《مروان》 قائلة بتقريع
" عارف انت لسانك دا عايز قصه .."

" عارف . "
قالها بحسرة بعد ما شاهد رد فعل 《سما《 و ما أن هم بالنهوض حتي رأي 《طارق》 الذي دخل الغرفة للتو مرحبًا بالجميع 
" مساء الخير . بالهنا و الشفا .."
اجابه الجميع وأضافت 《أمينة》
" تعالي يا طارق عشان تاكل و اعمل حسابك أن الأكل له ميعاد متتأخرش تاني "

هكذا قالت موجهه حديثها إلي 《همت》 و 《شيرين》 بعد أن رأتهم يتوجهون إلى الطاولة فتدخلت 《همت《 بجفاء 
" اللي قاعد في بيته ياكل وقت ما يحب . مفيش قوانين هنا…"

استمهلت 《أمينة》 نفسها قبل أن تجيبها بهدوء
" دي مش قوانين ياهمت بس اتعودنا من زمان أننا بنتجمع كلنا عالاكل سوي . عيلة واحدة . ولا نسيتي .."
《همت》 بوجوم
" مبنساش حاجه يا أمينة اطمني. كل حاجه محفورة جوايا.. و خصوصًا اللي تخص العيلة .."

جلس 《طارق》 بجانب 《مروان》 الذي قال بجانب أذنه بصوت خافت 
" اقعد . هيفوتك كتير . مصارعه المحترفين هتبدأ دلوقتي.."
" هما مالهم بقوا عاملين كدا ليه؟"
هكذا استفهم 《طارق》 فأجابه 《مروان》 ساخرًا
" هما لسه معملوش دا استعراض قوات . اصبر دلوقتي هتلاقي عمتك انقضت علي مرات عمك و عملت فيها فنش اندر تيكر . "

عنفه 《طارق》 قائلًا 
" بطل هيافه . "
" هما لحقوا يقسوك علي اخوك يا طارق . "
هكذا تحدث 《مروان》 بطريقه مسرحيه فناظره 《طارق》 بنفاذ صبر فهب الآخر من مكانه قائلًا بسخرية
" للأسف مضطر احرمكوا من وجودي لأني شبعت … اقعدوا بالعافيه.."

قالها وهو يحاول قمع ضحكاته بصعوبة من مظهر كلًا من 《أمينة》 و 《همت》 التي قالت بسخط 
" في داهيه.."

" سمعتك يا عمتي. سمعتك .و قاعد علي قلبك . "
هكذا قالها 《مروان》 وهو يناظر 《همت》 باستفزاز تجاهلته الأخيرة بسخط تحول الي 《فرح》 التي هبت من مكانها قائلة 
" انا كمان شبعت عن اذنكوا.."

ما أن غادرت 《فرح》 حتي تفاجئ الجميع من حديث 《شيرين》 حين نظرت إلي 《جنة》 قائلة 
" شكلك حلو بعد ما قصيتي شعرك . كدا احلي كتير .."

بحثت 《جنة》 في ملامحها لترى أي بادرة سخرية قد تكون قاتلة لها ولكن لدهشتها بدت صادقة فقالت بتحفظ 
" شكرًا .." 

امتدت يد 《سليم》 تحاوط كفوف《 جنة》 وهو يقول بصوت يشوبه الجفاء 
" لو خلصتي اكل يالا نقوم عشان ترتاحي شويه .."
" اه خلصت يلا…"

خرج كلًا من 《سليم》 و 《جنة》 و تبعتهم 《أمينة》 التي قالت بسخرية 
" بألف هنا انتوا. احنا قاعدين من بدري "
لم يجيبها أحد و بعد أن غادرت التفتت 《همت》 الي 《طارق》 قائله
" شفت اللي بيحصل في البيت يا طارق . بقيت غريبة في بيت أبويا .."

" أنتِ مش غريبه يا عمتي . أنتِ ليكِ هنا زي ما ليهم بالظبط.. الي يعاملك علي انك غريبه عامليه نفس المعاملة.."
تركت 《همت》 الملعقة من يدها و قالت بحزن
" انا ماليش نفس . عايزة أخرج اشم هوا."

" ماما طب ممكن تستني شويه أنا لسه تعبانه و مش قادرة اخرج ."
هكذا تحدثت 《شيرين》 فأجابتها 《همت》 بجفاء 
" انا مش عيلة صغيرة . هتخافِ عليا أخرج لوحدي.. خليكِ أنتِ انا هلف شوية في البلد و ارجع .."

أنهت كلماتها و توجهت الي الخارج و ما أن استقلت عربية الأجرة حتي أمسكت هاتفها تجري مكالمه 
" انا خرجت دلوقتي. و قدامي بالكتير ربع ساعه و اوصل ."

******************

في الداخل كانت تأكل بصمت لا يخترقه سوى صوت المعالق التي كانت تتخبط بين جدران الصحون محدثه جلبه بسيطه ولكن كانت الجلبة الكبيرة في قلبها التي ازدادت دقاته حين سمعت حديثه الذي اخترق آذانها 
" ليه بتعملي في نفسك كده ؟"

صدمها حديثه فرفعت انظارها لـ تشتبك مع نظراته التي كانت تنفذ إلى أعماقها بقوة جعلتها تهرب و هي تنظر إلي الأمام قائلة بلامبالاة
" تقصد ايه مش فاهمه ؟"
" انا شفتك و أنتِ بتاخدي الحبوب . معتقدش انك كنتِ عايزة تموتي نفسك.. يبقي ليه خدتيها؟"

ارتبكت للحد الذي جعل الملعقة تسقط من يدها قبل أن تحاول ازدراد ريقها وتقول بنبرة مرتبكة
" انت بتقول ايه ؟ حبوب ايه ؟ ايه الكلام الفارغ دا ؟"

شوهت ابتسامه ساخره ملامحه الوسيمة و أطلت نظرة قاسية من عينيه حين قال بخشونة
" هو كلام فارغ فعلًا . بس الأكيد أنه حقيقي . و اتمنى يكون ليه تفسير قوي . و متحاوليش تهربي من الإجابة عشان مش هتعرفي.."

لم يكن أمامها حلًا سوي الظهور بمظهر القوى للهروب من هذا الذئب الذي اخترقتّ نظراته جلدها الرقيق فالتفتت تناظره بغضب تجلي في نبرتها حين قالت 
" مش مضطرة ابرر لك حاجه ولا اتناقش في الأوهام اللي في دماغك .."

أنهت جملتها وهمت بالمغادرة فامتدت يديه القوية تقبض على معصمها لتثبتها بمكانها وهو يقترب منها قائلاً بهسيس
" و معتقدش بردو أن الحب واجع قلبك للدرجة اللي بتحاولي تظهريها دي . بتعملي كده ليه ؟" 

صعقتها فعلته ولكن نظراته جمدتها بمكانها للحظات قبل أن تحاول نزع يدها من بين قبضته الغير رحيمة وهي تقول بغضب 
" سيب ايدي . وبطل جنان . و بعدين مسمحلكش تتدخل في اللي يخصني .." 

《طارق》 بفظاظة
" ومين قالك اني مستني منك إذن.. ولا أنتِ بتعملي كدا عشان كلامي وجعك .. "
《شيرين》 بوقاحه 
" أنت وكلامك علي جزمتي.."
علي عكس ما توقعت فبدل من أن يغضب ابتسم ساخرًا قبل أن يجيبها بخشونة
" لسه لسانك طويل . ايوا كدا ارجعي شيرين اللي اعرفها . انما التانيه المجروحه دي مش لايقه عليكِ.. "

《شيرين》 باستفهام 
" و مين قالك اني مش مجروحه ؟ دخلت جوايا و شفت قلبي "
" دخلت !"
" لا يا شيخ ! "

" متنسيش اني عشت سنين كتير بره و هناك الحب مبيدارآش يعني اقدر اعرف من عنيكِ إذا كنتِ فعلًا بتحبي ولا لا ؟"

هكذا تحدث بثقة جعلت ثباتها يهتز ولكنها حاولت الصمود أمامه قائلة بسخرية 
"و إنت بقي جاي تطبق نظريات بره علينا هنا . "
" متهربيش من أسألتي . بتقللي من نفسك و تهينيها بالشكل دا ليه ؟"

حاولت الإفلات من بين براثنه فلم تفلح مما جعل الغضب يتعاظم بداخلها فصاحت مكشره عن أنيابها
" مش هجاوبك علي حاجه و بقك اللي بينقط قذارة دا ميتكلمش عني تاني .."

لمعت عينيه بوميض خطر و قام بالعض علي شفتيه السفلية بوعيد تجلي في نبرته حين قال 
" ايه رأيك بقي اما ادوقك قذارته اللي بجد !" 

لم تفطن الي ما يقصده ولكنها تفاجأت حين جذبها بقوة و مختطفًا ثغرها بقبلة كانت ضارية للحد الذي أطاح بكامل ثباتها حتي أنها لم تقدر علي المقاومة ولم تعرف أكان السبب صدمتها ام انها استمتعت بتلك الزوبعة من المشاعر التي أثارها بها ؟ و خاصةً حين اخذ يتعمق بداخلها أكثر قاصدًا عقابها ولكن لدهشته فقد وجد نفسه مستمتعًا للحد الذي جعله يأخذ منحني آخر أكثر رقة معها متناسيًا كل شئ حوله فمرت ثوان وهو غارق معها بشئ لا يعرف كنهه ولم يختبره مسبقًا بينما زاده خضوعها إشتهاء لتقريبها منه أكثر و فجأة دق ناقوس الخطر بعقلها فما الذي يحدث ؟ و كيف هي مستسلمه له هكذا ؟ دفعته بقوة وقد ارتسم غضب جحيمي في عينيها فقامت برفع كفها تنوي صفعة فإذا بيده تقبض علي معصمها بقوة جذبتها لتلتّصق به للحد الذي اختلطت انفاسهم فـ أحرقها لهيب ثاني أكسيد الشغف الذي ولدته قبلتها بداخله والذي تجلى في نظراته التي شملتها بقوة قبل أن يقول بتحذير خطر 
" اياكِ تفكري تعملي كده مرة تانية!"

كان متفوقًا عليها بكل شئ و الاهم من ذلك هو أنه جعلها تختبر مشاعر جارفه لم تتذوقها يومًا و كأنه بفعلته أزال الستار عن جرحًا كبير كان يتوسط قلبها نافضًا غبار التجاهل عن حرمان عظيمَ لطالما شعرت به و لا تعلم ما السبب ولكنها وجدت العبرات تتقاذف من مقلتيها كاشفة عن زيف قناع الجمود الذي تختبئ خلفه بقايا حطام إمرأة لم تعرف الراحة يومًا
ازهلته عبراتها التي بدت صادقة و ألمها الذي لون معالمها و اغتال ملامحها الجميلة و لم يمانع حين سحبت يديها من قبضته وهي تقول بانهيار 
" حقير .."
أنهت جملتها و هرولت إلي خارج الغرفة ..

**************

طافت انظارها علي الغرفة التي تحمل الطابع الصعيدي الجميل و المريح في آن واحد ولكن لازال داخلها طنين لا يهدأ تحاول الهروب منه ولكنه يتغلب عليها . شعور الفقد و الخسارة لا يعادله اي شئ في العالم و هي أكثر من تذوقه .
" اتفضلي يا ست هانم .."

هكذا تحدثت 《نجمة》 الي 《سهام》 التي كانت غارقة بأحزانها 
ف جذب انتباهها ذلك الصوت الذي بدأ مالوفًا لها فالتفتت لتجد تلك الفتاة التي ذكرتها ب والدتها الراحلة فقد كانت تملك تلك العينين الواسعتين بلونهما العسلي الذي يشبه لون عيني الريم ب جمالهما . مما جعل الابتسامه تغزو ملامحها وهي تناظرها و مدت يدها تمسك فنجان القهوة حين خرج صوتها مبحوحًا حين قالت 
" اسمك ايه ؟"

لا تعلم لما رق قلبها لتلك السيدة التي تبدو وكأنها غارقة في الحزن حتي أذنيها مثلها تمامًا .
" نچمة.."

ما أن قامت 《نجمة》 بلفظ اسمها حتي سقط الكوب من يدي 《سهام》 و تناثرت محتوياته علي ملابسها و علي الأرضيه التي أصدرت صوتا جراء سقوطه و تحطمه فوقها فصرخت 《نجمة 》بذعر 
" حاسبي يا ست هانم.."
لم تتفوه 《سهام》 بشئ بينما اتي صوت غاضب خلفهم 
" حوصول ايه ؟ مش تحاسبي يا نچمة . حرجتي الست هانم . أجرى هاتي فوطه بسرعة."
" والله ما كنت اجصد يا ست تهاني . وجع منيها هي والله . " 
هكذا تحدثت 《نجمة》 بذعر تزامنًا مع دخول 《صفوت》 وبجانبه كلًا من 《عمار》 و 《عبد الحميد》 الذي قال مستفهمًا 
" حوصول ايه ؟ "

ارتبكت 《نجمة》 و هبطت عبراتها رعبًا من رؤيته فتدخلت 《تهاني》 قائلة برفق
" مفيش يا أبا الحاچ دي الجهوة وجعت من يدها غصب عنيها."

ما أن سمع 《صفوت》 حديثها حتي هرول الي 《سهام》 التي كانت عينيها معلقة علي تلك التي كان جسدها يرتجف و خاصةً حين عنفها 《عبد الحميد》 قائلًا
" مش تحاسبي يا مخبلة أنتِ ؟"
" والله ما كنت اجصد .."

هاله حزنها كثيرًا للحد الذي جعل الكلمات تخرج من فمه رغمًا عنه
" خلاص يا چدي اكيد يعني مكنتش تجصد. الحوادث دي بتحصل عادي .."

هكذا تحدث 《عمار》 فقال 《صفوت》 محاولًا تهدئه الموقف 
" محصلش حاجه يا حاج عبد الحميد .. متخافيش يا بنتي . محصلش حاجه ."

قال جملته الأخيرة وهو ينظر إلي 《نجمة》 بطمأنة و قد اخترقت كلمته عقل 《سهام》 التي رددت خلفه بخفوت 
" بنتي ! "

لم يتحمل جسدها كم المشاعر التي اجتاحته في تلك اللحظة و فقدت الوعي بين أحضان 《صفوت》 الذي صاح برعب 
" سهااام.."
اندفع الجميع تجاهها فصرخ 《عبد الحميد》 علي 《نجمة》 بغضب
" عاچبك أكده ؟ اخفي روحي چيبي بصلة و لا كالونيا نفوچوها.."

حين سمعت حديث 《عبد الحميد》 هرولت للخارج باكية فانفجرت براكين غضبه و التفت خلفها فيما امتدت يديه تقبض علي رسغها قائلًا بخشونة 
" وجفي اهنه . "
" عايز مني ايه سيبني .."
هكذا تحدثت من بين انهيارها. مما جعل طوفان من الألم يجتاح قلبه حين رأي حزنها فرقت نبرته حين قال 
" كل ده بكي ؟ ليه يعني حوصول ايه ؟" 
" ولا حاچة . يارب تكون مبسوط دلوق واني كل شويه كرامتي تتهان في دوارك مش ده اللي انت عايزه ؟"

صدمه حديثها و نظراتها المعذبه فقال ينفي قلبه بشاعه اتهامها 
" لاه مش دا اللي انا عايزه . كيف بتفكري أكده ؟"
" اسأل نفسك . اني بفكر أكده من فراغ؟ ول أمن عمايلك معاي.."

كانت محقة للحد الذي جعله يعنف نفسه بشدة هاي ما ارتكبه من حماقات بحقها لذا قال بلهجه تحمل الألم و الندم معًا
" حجك عليا.."

تفاجئت من كلمته التي لم تكن تتوقعها و زاد اندهاشها حين رأت نظراته التي كانت حانية بدرجة لم تعهدها منه مما جعل الخوف يتسرب الي قلبها ف تراجعت عنه قائلة 
" هروح أچيب الكالونيا.. "
اوشكت علي المغادرة ف أوقفتها يده التي امتدت تمسك برسغها مرة أخرى وهو يقول بلهفه غير مسبوقة منه 
" بتهروبي مني ليه ؟"

تضاعف ارتباكها حين أجابته 
" و اني ههروب منيك ليه ؟ "
شعر بتهوره فقال مصححًا الأوضاع
" اني اجصد اني معايزكيش تكوني شايله مني بسبب اللي حوصول جبل أكده . يعني نتعاملو عادي . "
" منتعاملوش اصلًا يكون احسن .."

هكذا خرجت الكلمات منها باندفاع مما جعله يكظم غيظه بصعوبة منها و من نفسه فصاح غاضبًا 
" هو أحسن فعلًا .. غوري من وشي .."
انهي جملته و عاود إدراجه للداخل فخرجت كلماتها حانقه 
" چاك غوره تاخدك .."

في الداخل قام 《صفوت》 بحمل 《سهام》 التي علقت بين النوم واليقظة فلم تعد تدرك ما يحدث حولها و قال معتذرًا 
" انا آسف يا جماعه . سهام أصلها تعبانه شويه .و احنا لازم نمشي "
" طب مش تستنوا اللول لما تفوج و تشوف حلا زمانها نازله دلوق"

هكذا تحدثت 《تهاني》 فقال 《صفوت》 بحرج
" وقت تاني يا حاجه الحاله دي لما بتجيلها بتقعد فترة علي ما تفوق . و ان شاء الله حلا ليها زيارة تانيه قريب اوي . عن اذنكوا"
" اذنك معاك يا سيادة اللوا .. شرفت و نورت .."
هكذا تحدث 《عبد الحميد》 فشكره 《صفوت》 الذي حمل زوجته ليضعها في السيارة التي استقلها و غادر مسرعًا

" كله من البجرة اللي چوا دي .. الغبية دي معدتش تخدم اهنه واصل ."
هكذا تحدث 《عبد الحميد》 غاضبًا فصاح 《عمار》 مستنكرا تحامله عليها 
" ايه يا چدي اللي بتجوله ده ؟ هي كانت عملت ايه ؟ ولا الجهوة هي اللي خلتها غميت يعني ؟ " 

تدخلت 《تهاني》 في الحديث قائلة
" عمار عنديه حج . الست يا حبة عيني حالتها متسرش من يوم ما ضاعت بتها منيها.. دي كانت مبتخرجش واصل اني حتي مصدجتش لما شفتها داخله معاه من الباب .."

عبد الحميد بفظاظة
" الله يصبرهم .. و انت تعالي وراي .."
هكذا وجه حديثه الي 《عمار》 الذي كانت عينيه تنظران إلي الخلف عله يلمحها بأحد الزوايا ولكنها لم تظهر . يعلم بأن ما يحدث درب من درب الجنون فشعوره بها غريب يوازي غرابه تصرفاته بقربها و إن لم ينتبه فسيغرق في الوحل أكثر

*************

الأمان يعني عينيك التي اسرتني وانتشلتني من بحور الظلام الي نورًا أضاء عتمتي و بدل عالمي الرمادي إلى آخر مزدهر فاندثرت سحبي و انقشعت غيمات الحزن بداخلي و أضحي كوني صافيًا و سمائي متلألئة بنور وجودك.

نورهان العشري ✍️

🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁

" و انت شايف ايه يامتر ؟ "
" والله يا سالم بيه انا حاسس ان الولد دا مظلوم . و كمان اختفاء أهل البنت بالطريقه دي خصوصًا بعد ما وعدتهم انك متبنيها و متكفل بيهم يؤكد لي أن في حاجه مش مظبوطه.."

زفر 《سالم》 أنفاسه العالقة بصدره دفعة واحدة قبل أن يقول بفظاظة
" عايزك تجيبهملي من تحت الارض .و كمان عايزك تتولي الدفاع عن عدى انا زيك متأكد أنه معملش كدا . "

" اللي تشوفه يا سالم بيه . طب هتعمل ايه في الموضوع التاني يعني هتسيب الأمور كدا ؟"
《سالم》 بجفاء 
" خليه يفكر أنه مغفلني و يلعب براحته .انا عارف هضربه فين و امتا.. و عمومًا انا نازل القاهرة النهاردة عشان احضر التحقيق بتاع عدى و هناك نتكلم .."

انهي حديثه تزامنًا مع دخول 《فرح》 الغرفة وهي تحمل كوب القهوة و تتوجه إليه فأغلق الهاتف يناظرها بتوعد تجلي في نبرته حين قال 
" متفكريش انك كدا بتثبتيني ؟" 

اتسعت ابتسامتها وقالت برقة 
" أبدًا أبدًا هو حد يقدر يثبت سالم بيه الوزان .."

《سالم》 بسخرية
" للأسف بقي فيه .."
وضعت قدح القهوة أمامه وهي تقول برقة 
" عملتهالك بأيدي علي فكرة .."

كانت ملامحها مختلفة كليًا عما سبق تضيئها بهجة اضفت جمالًا أخاذ علي تقاسيمها و أيضًا لمعة عينيها التي تشع كما لو أنها طفلة في الثامنه عشر من عمرها إضافة إلي بسمتها الخلابة التي أسرته فـ أصيب بلعنة الاشتهاء التي جعلته يشير برأسه إليها حتي تأتي إليه فقالت بدلال
" معلش يا سالم ورايا حاجات كتير مع ماما أمينة ف هضطر اسيبك بقي .."

بلهجة خشنة تحمل طابع التهديد و العبث معًا أجابها
" فرح احسنلك تعالي . متخلنيش اقوملك.."
" لا و على ايه متتعبش نفسك .."
هكذا تحدثت وهي تخطو بدلال الي حيث يجلس و ما أن وصلت إلي مرمي يديه حتي جذبها بقوة لتسقط بين ذراعيه التي أسرتها فأطلقت ضحكة خافتة حين سمعته يقول 
" بقي بتلاعبيني ؟ و مش هامك حاجه ولا خايفه من العواقب."

بسمه جذابه زينت ملامحها حين أجابت بتحدي 
" تؤ تؤ . مش خايفه لا .."
كانت تتحداه وهي تعلم كم يثيره هذا فاقترب منها حتي تلامست أنوفهم و قال بعينين تشعان بنظرات متوعدة تشبه لهجته حين قال 
" دا أنتِ قلبك مات بقي ؟" 

تفاجئ حين قالت بخفوت 
" بالعكس . انا محستش ان قلبي عايش غير معاك.."
نجحت في تسديد سهم قاتل إلى قلبه الذي انتفض جراء إجابتها التي ضربت ثباته في مقتل فإنهار أمامها و خرج صوته اجشًا حين قال 
" أنتِ عارفه عواقب اللي بتعمليه دا ؟" 
" ايًا كانت العواقب انا في امان وانا معاك .."

إن بحث داخله لمائة عام فلم يجد كلمات تعبر عن مدي عشقه لتلك المرأة و هل يفلح الحديث في سرد تلك المشاعر الهائلة التي فاض بها قلبه في حضرة وجودها ؟ 
اشتد حصاره لها يقربها منه بقوة بينما أظلمت عينيه برغبة حارقه ولدها عشقًا جارف خلق لها و بها صار يبثها إياه بضراوة و بالمقابل لم تبخل عليه بعشقها الذي جعلها تطوق عنقه بقوة و كأنه طوق نجاتها في هذه الحياة فلم تدري انها بفعلتها تلك ما زادته إلا جنونًا بها فأخذ يعمق قربهما أكثر بينما يديه تمارس فنون العبث و العشق فوق ساحة جسدها المستسلم لـ طوفانه الجارف . و في حين ان القلوب لم ترتوي بعد كان لـ رئتيهما رأيًا آخر فقد كان كلًا منهما يتعلق بالآخر بصورة كبيرة تحول بين وصول ذرات الأكسجين الي الرئتين التي هلكت بفعل ذلك العشق الضاري فما أن تركها حتى صارت تلهث بقوة و صدرها يعلو و يهبط بعنف حتي كادت ضلوعها أن تتحطم 
فـ أسندت رأسها علي صدره الذي كان أكثر من مرحب بوجودها و بعد أن هدأ كليهما حتي خرج صوته عابثًا 
" مش هنجمد بقي شويه ؟"

رفعت رأسها تطالعه بعدم تصديق بينما تعثرت الكلمات علي شفتيها حين قالت 
" انت مفتري علي فكرة "

خرجت منه ضحكة صاخبة كانت أكثر من رائعه اتبعها قائلًا بخشونة
" آدي آخرة الطبطبة.. بطلع مفتري في الآخر .." 

تحدثت بعدم تصديق 
" فين الطبطبة دي معلش "
أجابتها يديه التي أخذت تتجول علي ظهرها تدغدغها بينما أكدت شفتيه حديثهما حين قال بعبث
" مانا بطبطب اهوة." 
" سالم متهزرش بغير علي فكرة .."

هكذا تحدثت وهي تحاول تفادي أفعاله العابثه فتابع بأمر 
" علي ما ارجع من السفر تكوني شوفتي لك حل في موضوع انك بتغيري دا وإلا الناس هتسمع بينا كل ليلة .."

تجاهلت وقاحته و قد دق قلبها حين سمعت حديثه عن السفر فـ تبدلت ضحكتها الي وجوم حين قالت
" سفر ايه يا سالم ؟"

كوب وجهها بين كفوفه بحنان انبعث من عينيه و تجلي في نبرته حين قال
" مش عايز اشوف الحزن ملون ملامحك كدا تاني . عايز اشوف ضحكتك الحلوة دايمًا. هي اللي بتنورلي حياتي .."

" ضحكتي دي أنا كنت نسيتها من زمان . انت اللي رجعت رسمتها علي وشي تاني."
هكذا تحدثت بحزن آلمه ولكنه حاول تجاهله مرتديًا قناع الجمود علي ملامحه و في نبرته حين قال 
" انا رايح يومين القاهرة في شغل يا فرح . الموضوع مش مستاهل كل ده."

اغتاظت من جموده و قالت بانفعال 
" يعني أنا بأفور مثلًا ؟ و بعدين هو انا مش زيي زي اي عروسه من حقي عريسي يفضل جمبي ؟"

اقترب واضعًا قبلة قويه علي أحدي وجنتاها قبل أن يقول بخشونة
" بخصوص السؤال الاول ف أة انتِ مأفورة شويه و بخصوص السؤال التاني فأنا اللي ليا حق عندك و هاخده قريب اوي اخلص بس من كل الدربكة دي و أفضالك .."

لم يعجبها حديثه فحاولت الإفلات من بين يديه وهي تقول بغضب 
" أنا هروح اشوف اللي ورايا.."
لم يدعها تفلت منه بل شدد علي خصرها أكثر وهو يقول بفظاظة
" لما ميعجبكيش الكلام ناقشيني بلاش تجري مني عشان لما اجيبك هزعلك."

تحدته قائلة 
" متقدرش . "
"بلاش تتحديني يا فرح "
" هات أخرك يا عيون فرح "

ابتسم علي شقاوتها و دلالها و هي تردد إحدى كلماته المستفزة فابتسم قائلًا 
" اهى عيونك الحلوة دي الي بتشفعلك عندي .."

ابتسمت علي غزله الرقيق و قالت برجاء
" خلي بالك من نفسك و متتأخرش عليا .."
" مقدرش اتأخر عنك .. "

غلفت عينيها طبقه كرستاليه من الدموع فقام بـ تقريبها إليه مفرقًا قبلات رقيقة فوق عينيها بينما احتضنتها يديه بحنان كان كالبلسم الذي داوى جراحها و رمم خدوش روحها..

***************

في الخارج كانت جالسه تتشاجر مع أنفاسها تارة و تعنف نفسها تارة أخرى فلم تلحظ تلك التي جلست إلي جوارها قائلة بابتسامة هادئة 
" قد كدا متضايقة؟"

تنبهت 《سما》 الي 《جنة》 التي جلست بجوارها ولكنها من فرط غضبها لم تلحظ ذلك و لم تعرف كيف تجيبها فهي تشعر بالخجل منها كثيرًا فـ أخفضت رأسها بينما تحدثت 《جنة》 بخفوت 
" احنا لسه متخاصمين ؟ يعني لسه شيفاني عدوتك بردو ؟"

" أنتِ عمرك ما كنتِ عدوتي يا جنة .. انا اللي كنت غبية في وقت من الأوقات . بس اطمني دلوقتي فوقت و عقلت .."
هكذا تحدثت 《سما》 بحزن شاركتها به 《جنة》 التي قالت 
" كلنا بييجي علينا وقت نبقي اغبية . المهم اننا نلحق نفسنا . "

" عندك حق .. انا مدينة ليكِ باعتذار ."
قاطعتها 《جنة》 بحزم
" انسي . ولا أي اعتذارات . احنا اصحاب و الصحاب مفيش بينهم الكلام دا . صح ولا انا غلطانه ؟"

نظرت 《سما》 إليها بعينين مغرورقتان بالدموع واومأت برأسها بالإيجاب فامتدت يد 《جنة》 تمسك بيدها و تشد فوقها فقالت 《سما》 بتأثر 
" أنتِ و فرح كويسين اوي في زمن مبقاش في حد كويس .."

" أنتِ كمان كويسه يا سما .. وإلا مكنتيش هتعترفي بغلطك و تكوني عايزة تعتذري عنه.. "

" تفتكري انا فعلًا حد كويس ؟ يعني استاهل اني اعيش حياة حلوة زي كل الناس ؟ استاهل الاقي حد يحبني بجد ؟"
كان إستفهامًا مؤلمًا من شخص اعتاد علي النبذ طوال حياته و ألا يجد شخصًا يحارب من اجله حتي في أحلك لحظاته لم يجد عناق واحد يخفف عنه وطأة أحزانه و قد تألمت 《جنة》 لحديثها فقالت مشددة على حروفها 
" طبعًا تستاهلي . تستاهلي كدا و اكتر كمان .. و بعدين أنتِ ازاي مش شايفه كل الحب الي حواليكِ دا ؟"

" تقصدي ايه ؟" 
استفهمت 《سما》 فقالت 《جنة》 بنفاذ صبر 
" معقول يا بنتي. دا مروان …"

" هالو جيرلز . القطتين الحلوين بيعملوا ايه و جايبين في سيرة مروان ليه ياللي تتشكي في لسانك أنتِ و هي "

قاطع حديثها قدوم《 مروان》 الذي تدخل في الوقت المناسب من وجهة نظره وقد القي نظرة متوعدة الي 
《جنة》 التي كانت علي وشك إفشاء سره فـ اغتاظت منه قائلة
" بنقول أن لسانك طويل و مبيقولش غير الهيافات انما الحاجات المهمة لا .."

تفهم مقصدها فأرسل نظرات تحذيرية و قام بالمسح علي ذقنه في حركة توعد فهمتها 《جنة》 و لكنها لم تبالي فقال بتقريع
" والله دا لساني و انا حر فيه . اقول اللي انا عايزه . أنتِ مالك أنتِ"

تحدته قائلة 
" وأنا بردو حرة اقول اللي انا عايزاه.."
أخذ ينظر حوله وهو يقول بتوعد
" كان في فاس هنا راح فين ؟ "

《سما》 باستفهام 
" عايز الفاس تعمل بيه ايه ؟"
" هفتح دماغ حد غايظني.."
هكذا أجابها بحنق فقالت 《جنة》 بتهديد 
" الفاس دا اللي سليم هيقطع بيه رقبتك لو جيت جمبي .."

جاء صوتًا مستمتعًا خلفهم 
" و سليم جاي عشان ينفذ و هيبقي يوم المني بصراحه . من زمان عايز اخلص منه .."
تحدث 《مروان》 بامتعاض
" اهو جه بقرعته يقرفنا . انت بتشم اسمك من علي بعد . ولا هي تماحيك؟"

《سليم》 بفظاظة
" انا هتمحك فيك انت ليه ان شاء الله؟" 
《مروان》 بسخرية 
" عشان مروان دا سكرة العيلة و اللي مخلي للبيت طعم .."

استفزه حين كرر حديث 《جنة》 في الداخل فقام 《سليم》 بأغلاق عينيه بقوة حتي لا يحطم أسنانه فقالت 《جنة 》في محاولة لتهدئة الموقف 
" كنت بجاملك.علي فكرة و غيرت رأيي .. دمك يلطش"

ناظرها 《مروان》 بسخرية قبل أن يلتفت الي 《سما》 قائلًا بعبث 
" يرضيكِ تقول عليا دمي يطلش . عاجبك الكلام دا وأنتِ حلوة كدا ؟"

غمرها الخجل من حديثه الصريح و تغزله بها فتدخل 《سليم》 قائلًا بحدة
" انت هتعاكسها قدامي يا حيوان ؟"
صاح 《مروان》 مستنكرًا 
" وانت مالك يا عم انت ؟ مانت معاك موزتك عايز منها ايه ؟"

《سليم 》بإستفزاز
" عمتك موصياني عليها .."
صاح 《مروان》 مغتاظًا 
" الله يخربيتها. قرفاني في كل حتة ."
《سما》 بغضب
" متقولش كده علي ماما .."

" اسكتي أنتِ أنا اللي عارف مصلحتك .."
هكذا تحدث 《مروان》 فقالت جنة بنفاذ صبر 
" انا هطلع انام عشان تعبت من المناهدة.." 
" خديني معاكِ يا جنة. "

هكذا قالت 《سما》 فصاح 《مروان》 مندهشًا
" خديني معاكِ يا جنة ! خدي يا بت هنا .."
نهره 《سليم》 قائلًا
" عاجبك كده؟ أهم طفشوا مننا بسببك.."

التفت 《مروان》 يناظره بحنق تجلى في نبرته حين قال 
" والله قرعتك دي هي اللي جيبالنا الفقر.."

صاح 《سليم》 مهددًا 
" والله لو جبت سيرة قرعتي تاني لـ هكون مخلص عليك .."
أوشك 《مروان》 علي الحديث ولكنه تفاجئ حين سمع صوت 《سما》 تصرخ في أحدهم
" انت ايه اللي جابك هنا ؟"

تحدث 《ناجي》 برجاء
" سما . انا ابوكي حد يكلم أبوه كدا ؟"
《سما》 بقهر 
" ابويا الي بسببه عشنا عمرنا كله ضهرنا مكسور و حاطين راسنا في الرمل .. "

" كذب ! كل اللي بيتقال عليا دا كذب . صدقيني .. "
《سما》 بقهر 
" ابعد عني . مش عايزة اشوف وشك تاني.."

قالت جملتها و انطلقت الي الداخل باكية و خلفها 《جنة》 مرورًا بكلًا من 《سليم》 و 《مروان》 الذي انطلق تجاه 《ناجي》 و قام بـ إمساكه من تلابيبه وهو يقول بغضب
" عملتلها ايه يا حيوان انت ؟"

《ناجي》 بانفعال و هو يحاول تخليص نفسه من بين براثن 《مروان》 
" وانت مالك دي بنتي وانا حر فيها .."
" بنتك بتكرهك ومش عايزة تشوف وشك .."

هنا تدخل 《سليم》 لفض الشجار قبل أن يشتعل أكثر وهو يقول بصرامة
" امشي من هنا يا ناجي يا وزان قبل ما تدفن مكانك .."

خلص 《ناجي》 نفسه من بين يد 《مروان》 بمساعدة 《سليم》 وهو يقول بغضب
" انا لا جايلك ولا جايله "
" يبقى جاي لقضاك برجليك …"

هكذا صدح صوت 《سالم》 من خلفهم وهو يتقدم الي حيث يقف الثلاثة فقال 《ناجي》 بسماجة 
"لا جيتلك عشان سمعت انك بتدور عليا .."

《سالم》 بقسوة 
" لو بدور عليك كان زمانك تحت رجليا من زمان .." 
《ناجي》 بحنق
" الزمن اتغير يا سالم ."

《سالم》 بفظاظة
" و الأخطاء اتضاعفت مع الزمن يا ناجي . عشان كدا خلي بالك العقاب هيبقي أشد من زمان…"

لم يتراجع 《ناجي》 بل تابع بثقة 
" ماظنش.. اصل اللي اتقرص زمان اتعلم الدرس كويس.. "
《سالم》 بفظاظة 
" لو اتعلم الدرس كويس مكنش جه برجليه. لسه يلزمه درس كمان عشان يفكر الف مرة قبل ما يهوب ناحية ولاد الوزان تاني.." 
《ناجي》 بسخرية
" مانا منهم .. انت نسيت ولا ايه ؟"

《سالم》 بغطرسة
" كنت منهم . دلوقتي لو دقيت علي باب اي حد فيهم هيقرف يدخلك بيته . كبيره يرميلك عضمة تعض فيها " 

نجح في التحقير منه و إصابته سهم إهانته في مقتل فقال بوعيد 
" ماشي يا سالم .بس خليك فاكر اني جيتلك لحد عندك و انت هنتني في بيتك . والإهانه مردودة و كله سلف و دين .."

" الكلام دا للرجاله . انت ملكش فيه.. يلا وريني عرض كتافك .." 

غادر 《ناجي》 فصاح 《مروان》 بانفعال
" راجل قذر واقف يهددنا في وسط بيتنا مفكرنا ممكن نخاف منه.."
تحدث 《سالم》 بغموض
" بس احنا لأول مرة لازم نخاف منه . المرادي انا مش مطمنله…"

**************

عشقًا جارفًا يتملكني نحوك فلا أنا بقادر على تجاهله أو حتى الثبات أمامه..
 كل ما يسعني حياله هو أن انجرف معه إلى حيث يأخذني طوفانه..
 فإما الإحتراق بين أحضان عشقك؟
 أو الهلاك شوقًا بنيران بُعدِك. 
فـ يا فاتنة احتلت القلب و أسرته. 
رفقًا بفؤاد ما ذاق يومًا الهوى و لا عرف لوعته. 
فليسعد قلبي معكِ و لتهنئ روحي إلى جوارك.
 و ليسلم قدرًا أهداك لي قسرًا رغمًا عن عنادي وعنادك..
فما كان العشق يومًا أمرًا يمكن تجاوزه وليست قلوبنا رهن قراري أو قرارك..

نورهان العشري ✍️

🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁🍁

خرجت من المرحاض فوجدته أمامها يغلق باب الغرفة خلفه فقد كان عائدًا للتو فتوقفت أمامه لثوان لا تعلم ماذا عليها أن تقول فعزمت علي الصمت و تجاهلته متوجهة إلى غرفة الملابس و حين مرت به امتدت يديه توقفها وجاء صوته ليخترق قلبها و خاصةً ذلك الرجاء الخافت به 
حين قال
" هو احنا متخاصمين ولا ايه ؟"

تحمحمت بخفوت قبل أن تقول 
" لا … ليه بتقول كدا ؟"
جذبها لتقف أمامه قبل أن يقول بلهجة معاتبه
" طول اليوم بتهربي مني .. انا عملت حاجة ضايقتك ؟"

هل تخبره بأن كل أفعاله ترضيها على نحو مخيف ! تجعلها تحلق في السماء من فرط السعادة ثم تعود مصطدمة بالأرض مرة أخرى حين تتذكر احد ذكرياتها السيئة و يتسلل الخوف إلى قلبها مرة ثانية من أن يغمره ظلام قدرها ولكنها اكتفت بإجابة مختصرة 
" لا . "

أخرج زفرة قويه تحكي مقدار غضبه الذي يحاول التحكم به فجاء صوته فظًا حين سألها 
" طب تعبانه ؟ حاسه بحاجه ؟"
إجابته بإختصار تعلم أنه سيشعل فتيل غضبه 
" لا ."
تركتها يديه بغتة قبل أن يقول بجفاء 
" تمام . تصبحي علي خير …"

قال جملته متوجهًا إلي الحمام تاركها خلفه لـ تنخرط في نوبة بكاء عنيفة فهي عالقة في مأزق بين خوفها و ذكرياتها السيئة و بين عشق كبير خلق بقلبها له والاصعب من ذلك أنها بكل مرة تريد الاقتراب منه تشعر بشئ ما يمنعها و تتوقف الكلمات علي أعتاب شفتيها . علي الرغم من أنها احيانًا تشعر بأنها ممتلئة بحديث لا تعرف كيف تصيغه ؟ تريد الصراخ و إخراج ما بجوفها حتي يرتاح قلبها ولو ثواني ولكن لا تستطيع .. فتلجأ الي مرارة الصمت الذي قد يقتلها يومًا 

انتهت من تبديل ملابسها وذهبت لتطمئن علي صغيرها فتفاجئت به يحمله بين يديه و يحادثه بحنو 
" عامل ايه يا بطل ؟ وحشتني. طول اليوم مشغول عنك . بس معلش . اصل عندنا حد متعب هنا . معذبني و مبيسمعش كلامي ."

أطلق زفرة قوية قبل أن يتابع بحرقة
" معرفش دا عشان عارف اني بحبه ولا عشان فعلًا كاره وجودي جمبه.. ؟"

غامت عينيه بألم قبل أن يتابع 
" بحاول اقنع نفسي . أنه كل دا خوف أو قلق . أو حتي بسبب الضغط اللي بتمر بيه . بس بيني و بينك قلبي واجعني اوي . حاسس اني يائس لأول مرة في حياتي .. مش قادر احط احتمال تالت للي بيحصل عشان مش هقدر اتحمل حياتي من غيرها.."

ارجع رأسه للخلف قبل أن يضيف
" عمك مش بس بيحب يا محمود . دا بيعشق التراب اللي هي بتمشي عليه.. "
" وهي كمان علي فكرة.." 

هكذا صدح صوتها المعذب بخفوت من خلفه مما جعله يتراجع للخلف يناظرها بتّ أعين لونتها حمرة قانية لأول مرة لم تكن بفعل الغضب بل بفعل الألم الذي لم تعد تتحمله جفونه فسقط علي هيئة عبرات غافلته و انبثقت و كان جسده أراد التخفيف عنه حتي لا ينفجر قلبه من شدة الألم ..

" بتقولي ايه ؟"
هكذا استفهم بلهفة فـ تجاهلت سؤاله فهي لا تعلم كيف خرجت الكلمات من بين شفتيها و تقدمت خطوتين لتقوم بالاقتراب من 《محمود》 واضعه قبلة حانية فوق جبينه ولكنها لم تروي ظمأ قلبها فقامت بحمله و ضمته بقوة الي صدرها فبدا وكأنه شعر بها فأخذ يركل بقدميه فرحًا بقدومها 

كانت لحظة خاصة بينها و بين طفلها لذا تحرك ينوي الخروج من الغرفة فسمعها تقول لطفلها 
" انت بتخلف وعودك علي فكرة .. مش قولتلي هتعلم الصبر عشانك ؟ فين بقى ؟ زهقت من اولها كدا"

التفت إليها بلهفة فوجدها تنظر إلي صغيرها و تحادثه بينما كان الحديث موجه إليه فزفر بقوة متوجهًا إلي الخارج يجذب أحد الأغطية كما هي العادة وقام بوضعه على الارضيه استعدادًا للنوم ف لمحها قادمة من غرفة
 《محمود》 التي تعتبر جزءًا من جناحهما فتجاهل وجودها وقام بالتسطح علي الغطاء واضعًا إحدى ذراعيه فوق رأسه فأخذت تناظره و بداخلها رغبة ملحة في عدم تركه يغفو وهو غاضب منها ولكنها لم تجد بداخلها أي شئ قد تحادثه به فاخترق تفكيرها صوته الآمر حين قال 
" لو خلصتي ياريت تطفي النور عشان ننام .."

" انت عايز تنام ؟" 
هكذا تحدثت بنبرة خافتة فجاءها صوته الفظ حين قال 
" ايوا .."
زفرت بيأس قائلة 
" طيب . تصبح علي خير .."

لم يجيبها فقد كان غاضبًا منها فهو قد سمعها حين أكدت علي عشقها له ولكنه حين سألها تجاهلت سؤاله وقد اغضبه ذلك حتي و إن قرر التحمل لأجلها فقد بلغ الغضب ذروته يريد هدنة مع نفسه للقتال من جديد 

يأست من إجابته و تحركت من مكانها تنوي اغلاق الضوء و ما أن أغلقته عائدة الي مخدعها حتى ارتطمت ساقها بالطاولة فصرخت متألمة فاخترق صراخها قلبه الذي هب من مكانه بلمح البصر و قام باسنادها وهو يقول بلهفة
" حصل ايه ؟ "
" رجلي اتخبطت في الترابيزة.."

قالتها بلهجة متألمة بينما أسندت جبهتها فوق موضع نبضه الذي كان يدق بعنف تأثرًا بقربها فحاوطتها يديه بقوة و جذبها لتجلس علي السرير و تفاجئ بعبراتها التي بللت صدره فامتدت يديه تحيط بوجهها يرفعه ناظرًا إليه بعشق خالطه الألم الذي تجلي في نبرته حين قال 
" بتعيطي ليه؟ "
" عشان انت زعلان مني "

هكذا أجابته بنبرة رقيقة فنظر الي الجهة الأخري مطلقًا زفرة قوية قبل أن يعيد أنظاره إليها وهو يقول بيأس
" بتعملي فيا كده ليه يا جنة ؟ ليه مُصرة تعذبيني؟ "
اخفضت رأسها وهي تهمس 
" انا اسفة .."

اقترب واضعًا قبلة حارقه فوق جبهتها قبل أن يقول بنبرة خشنة 
" انا اللي اسف .. حقك عليا . "
لامس اسفه قلبها بقوة فبالرغم من كل أفعالها و خوفها يعتذر هو ! لم تستطيع أن تمنع يديها من أن تحيط
بـ خصره وهي تقول برجاء
" متسبنيش يا سليم . ارجوك اوعي تسبني .."

تفاجئ من فعلتها التي أيقظت جيوش شوقه الضاريه وقد أصبح الأمر خطرًا للغاية فقد أوشكت الأمور أن تنفلت أمام قربها المهلك لثباته فـ تحمحم بخشونه قبل أن يقول 
" انا عمرى ما اسيبك أبدًا .. يالا عشان تنامي أنتِ تعبتي اوي النهاردة.."

عاندته يديها التي تمسكت بخصره بقوة تجلت في نبرتها حين كررت جملتها التي كان لها معان أعمق مما تبدو 
" متسبنيش يا سليم .."
شعر بالقلق عليها و قام بالتشديد من احتضانها أكثر وهو يقول بلهفة 
" حبيبي . أنا جنبك . خايفه من ايه؟"
" خايفه اقوم في يوم الاقيك زهقت مني و مشيت.."

هكذا تحدثت بخفوت فانفلتت ضحكة خافتة من بين شفتيه قبل أن يقول بمزاح
" ازهق من مين دانا بقوم في الليله خمسين مرة اتأكد انك نايمه قدامي و معايا في اوضة واحدة.."

رفعت رأسها تطالعه بحب لأول مرة تفصح عنه شفتيها 
" بكون حاسه بيك . و اول ما تغمض عنيك بفضل ابصلك وأحمد ربنا عليك كتير اوي .."
" جنة.."

همس باسمها غير مصدقًا لما تفوهت به فـ باغتته حين همست بخفوت
" بحبك يا سليم .."
كان اعترافًا رائعًا بالحب لم يتوقعه أبدًا بل لم يكن يتخيله حتي باحلامه. ولكن أصبح الوضع هكذا أشد خطورة
 فـ تلاحقت أنفاسه التي كانت حارقه من شدة النيران التي تعصف بقلبه و سائر جسده فـ بلل حلقه قبل أن يتحدث بصوت أجش
" جنة أنتِ عارفه أنتِ قولتي اي ؟"
" قولت اني بحبك و مش عايزاك تبعد عني ابدًا.."

" أنتِ عارفه دا معناه ايه ؟"
هكذا سألها بأنفاس مقطوعة فأومأت برأسها بالإيجاب بينما انخفضت عينيها خجلًا فقام برفع رأسها لتناظره قائلًا بخشونة 
" مش هتندمي ؟"

" لا .."
" لو قربت مش هقدر ابعد يا جنة.. و مش هتحمل انك تبعدي .."
كانت لهجته معذبه بالقدر الكافي لتّ جعلها تدرك أي الرجال قد عشقت وقد زادها إصرارًا علي تجاهل كل شئ لأجله لذا قالت بخفوت 
" بس انا عمري ما هبعد .."

التهمت عينيه حسنها الظاهر من خلال نور القمر الذي فاق جمالها جماله فاقترب منها غير مصدق لكونها بين ذراعيه طواعية و قال بلهجة محمومه أمام شفتيها 
" مبقاش في مجال اني اسيبك تبعدي خلاص .."

انهى كلماته اختطفها معه إلي عالم آخر يقتصر عليه و عليها و علي عشق جارف أثقل القلوب التي فاضت بأشواقها و لم تعد تحتمل البعد أكثر و قد كان يؤكد على ذلك بضمه أليها بقوة بينما صارت شفاهة تعزف سيمفونية رائعة من الشغف فوق خاصتها بنهم لم يستطيع التحكم به فبعد كل هذا العناء و الألم هي الآن بين ذراعيه يبثها أشواقه العاتية و عشقه المحموم وقد كان مراعيًا لأقصى درجة و علي الرغم من كونها لم تكن مرتها الاولى و لكنها شعرت بكل شئ لأول مرة معه فقد كانت عذراء القلب والمشاعر وقد راق له هذا كثيرًا فعلى الرغم من ذوبانها بين ذراعيه إلا أن الخجل الذي أضاء ملامحها أسر قلبه حين قطع قبلته يناظرها وهو يقول بأنفاس محمومة
" أنتِ بتاعتي انا و بس . حبيبتي انا وبس . اتخلقتي مني و عشاني .."

اشعرتها كلماته بأنها شئ ثمين يؤكد علي ملكيته مما جعل العبرات تتقاذف من مقلتيها وهي تقول 
" و إنت اتخلقت عشاني انا .."

لم يكن هناك مجال للحديث فقد اجتاحها بقوة ناثرًا عشقه فوق ملامحها و علي سائر جسدها مع مراعاة رقتها التي تذيبه أكثر و أكثر و صار ينهل من رحيقها المسكر و يتنعم بثراء جنتها التي احتضنته بقوة فأزالت وحشة سنين مضت بدونها و الآن اكتمل كل شئ بوجودها روحه و قلبه و جسده كان الأمر أكثر من مجرد لقاء حميمي بين اثنين كان لقاء أرواح اعتادت الألم و الشقاء الذي تحول إلى جنة لا تسع كليهما فأخذ يؤكد علي اكتمالهم مرات و مرات دون سأم أو تعب بينما هي حلقت معه الي عنان السماء من فرط سعادتها التي لا تعلم كيف كانت غافلة عنها و تفر هاربه منها فاتضح اخيرًا أن ترياق شفاءها بين أحضانه التي اذابت بحنانها كل شئ حتي اللحظات المؤلمة امتصها منها مضفيًا شعورًا مميزًا علي أصعب لحظاتها كفتاة لتتحول بين ذراعيه إلى شغف كبير و شعور لا متناهي من السعادة التي انتهت مع ساعات الصباح الأولى فقد أشفق علي جسدها الصغير من فرط جنونه بها و قام بـ تدثيرها جيدًا بغطاء صنعت خيوطه من عشق متوهج لا تنطفئ نيرانه أبدًا و قام بوضع قبلة حانيه فوق جبينها وهو يقول بصوت أجش 
" اهو انا مستعد لدفع عمري كله قصاد اللحظة دي .."

كانت بين النوم و الاستيقاظ حين سمعت كلماته العذبة التي ارتج لها قلبها ف همست بخفوت اخترق قلبه 
" بحبك يا سليم .."
" سليم بيعشقك يا قلب سليم .."

يحدث أن تسلك كل الطرق هاربّا تحاول لملمة شتاتك المبعثرة و مداواة جروحك النازفة و يتضح بعد ذلك أن ما تهرب منه هو دوائك الوحيد . وهكذا انتصر العشق علي ظلام القلوب فـ اضاءها بعد أن ظنت بأن ظلمتها ممتدة للأبد. و لكن دائمًا ما يكن هناك أشياء لا يفصح عنها القدر تأتي بغتة علي هيئة عَطِيَّة من الله لذلك الذي لم يمل الصبر و لم يفقد الإيمان يومًا …

نورهان العشري ✍️

****************

صرخة اخترقت سماع اولئك النائمون و اهتزت لها جدران القصر فهرول الجميع الي الخارج فإذا بهم يسمعون 
《فرح》 التي صرخت بقهر غلف صوتها الصارخ وهي تقول 
" سااااااالم…"

يتبع……


#نورهان_آل_عشرى 
#قيثارة_الكلمات 
#في_قبضة_الأقدار 


الفصل الرابع والعشرون من هنا 




تعليقات



×