رواية رحم بديل الفصل التاسع 9 بقلم زينب سعيد

 



رواية رحم بديل الفصل التاسع 9 بقلم زينب سعيد 






 الفصل التاسع

لتبدل بصرها بين آدم وفرح بريبة وتردف بتوتر:
- الدكتور قال إنها دخلت في غيبوبة.

فرح برعب وهي تحاول أن تنهض:
- ماما.

لينظر لها بتحذير وهو يعيدها للفراش مرة أخرى:
- إهدي يا فرح. ثم يلتفت لعبير ويتحدث بأمر: خليكي معاها ومتتحركيش، شوية وراجع.

عبير بإيجاب:
- أوامرك يا باشا.

ليغادر آدم ويغلق الباب خلفه لتنتفض عبير بلهفة تجاه فرح وتتحدث بخوف:
- قُلتيله إيه؟

فرح بدموع:
- مقولتش حاجة، طمنيني على ماما؟
عبير براحة:
- الحمد لله، ركزي معايا أنا قلتله إنك وقعتي. ثم تكمل بتحذير: وإنتي هتقوليله كده، ده آدم العمري بإشارة منه يدفنك تحت الأرض لو عرف إنك كنتي هتموتي ابنه.

فرح بدموع:
- مش هتكلم، المهم أمي تبقى بخير.

عبير بامتعاض وهي تجلس:
- اتطمني، غيبوبة وشوية وهتفوق.

****

في مكتب مدير المستشفى.

يجلس آدم بغرور وهو يضع قدمًا فوق قدم ويتناول سيجارته ببرود ويملي على المدير تعليماته.

المدير باحترام:
- أوامرك يا باشا، هجهز عربية إسعاف وتنقلها مستشفى العمري.

آدم ببرود:
- حالتها إيه يا دكتور؟

الدكتور بأسف:
- عندها جلطة في القلب، بالإضافة إن عندها ورم في المخ في مرحلة متأخرة.

آدم بتفهم:
- تمام جهز كل حاجة، المهم عندي سلامتها.

الدكتور بطاعة:
- أوامرك يا باشا.

****

في الصباح تحركت عائلة آدم الي القاهرة من أجل أن يباركوا له على حمل زوجته! 

في سيارة آسر.

يقود آسر سيارته وبجواره زوجته ريماس وهي تحمل صغيرها أنس ذا الثلاث سنوات.
ريماس بهدوء:
- مكانش لازم نروح يا آسر.

آسر بتفهم:
- معلش يا حبيبتي، عارف إن إنتي وضحى مش على وفاق، بس إحنا رايحين لآدم مش لضحى، إنتي عارفة آدم بالنسبالي إيه.

ريماس على مضض:
- أمري لله، بس نبارك ونرجع.

آسر بضحك:
- حاضر يا حبيبتي.

في سيارة صالح. 

يقود السائق السيارة ويركب في الخلف عليا والجد بالخلف، وصالح بالأمام بجوار السائق. 

لتردف عليا بفرحة:
- مش مصدقة إن خلاص هبقى جدة.

صالح بهدوء:
- ولا أنا، بس اللي مستغربه آدم ليه مكلمناش زي ما مراته كلمت أمها؟ 

عليا بحزن:
- والله أنا زعلت منه أوي على الحركة دي، بس لما أروحله.

صالح بهدوء:
- بلاش، يمكن يكون عنده شغل، بلاش واشتري خاطره.

صفوت بتأكيد:
- جوزك عنده حق يا بنتي، بلاش تنكدي على فرحة ابنك.

عليا بتفهم:
- حاضر يا عمي.

في سيارة صابر.

يقود صابر سيارته وبجواره سهير.
سهير يغيظ:
- أنا عايزة أعرف ليه أصريت إني آجي معاكم؟

صابر بهدوء:
- إنتي عايزة رقية لما تعرف إن كله راح ما عدا إنتي هتقول إيه؟ دي زعلت إن مرات آدم حامل، واخدة بالك مرات آدم مش ضحى بنت رقية.

سهير بتفكير:
- عندك حق، ربنا يعدي المشوار ده على خير.

صابر بهدوء:
- إن شاء الله خير.

****

في المستشفى.

في غرفة فرح.

يفتح آدم الباب ويدخل يجد فرح تبكي وبجوارها عبير تستند برأسها على التخت وتنام بعمق بجوارها.
ليقترب منها آدم ويردف برفق:
- اتطمني، مامتك بخير.

لتنظر فرح بلهفة:
- إنت بتتكلم جد؟

آدم بإيجاب:
- أيوة، بس هي دخلت في غيبوبة وأنا نقلتها المستشفى بتاعتي.

فرح بامتنان:
- أنا مش عارفة أشكرك إزاي؟ 

آدم بهدوء:
- ولا تشكريني ولا حاجة، أنا همشي دلوقتي عشان عندي شغل وإنتي هتخرجي بالليل. ثم أكمل بحزم: وهتيجي معايا الفيلا هتفضلي هناك لغاية ما والدتك تقوم بالسلامة.

فرح بتوتر:
- لأ أنا هرجع بيتي.

آدم بأمر:
- كلامي يتنفذ. ثم أكمل بتهكم: هيبقى أفضل ليكي أحسن ما تقعي تاني ولا حاجة.

فرح بتوتر:
- طيب ومدام ضحى؟ 

آدم ببرود:
- كلامك معايا أنا، يلا سلام عليكم.

فرح بشرود:
- وعليكم السلام.
لتنظر فرح لعبير، فوجدتها تنام بعمق لتتنهد بتعب: إنتي السبب في ده كله يا خالتي عبير، الله يسامحك.

****

في سيارة آدم.

يقود السائق السيارة بينما آدم يجلس في الخلف بشرود تام في حديث الطبيب وأيضًا في رد فعل ضحى عندما تعلم أنه سيجلب فرح للمكوث معهم حتى تلد.
فلاش باك. 

يجلس آدم أمام الطبيب ويردف بتساؤل:
- خير يا دكتور؟ ممكن أعرف حضرتك طالب تقابلني ليه؟

ليردف الطبيب بعملية:
- إنت جوزها فعلًا؟

ليردف آدم بعدم فهم:
- أيوة جوزها، مش فاهم قصدك من السؤال؟

ليردد الطبيب بريبة:
- بصراحة سن المدام صغير أوي، وحالة انهيارها دي خلتني أشك إنها مش متجوزة من الأساس، وإنها لا سمح الله تكون غلطت مع حد، بس لما شفت حضرتك استغربت أكتر؛ يعني ما شاء الله واضح من مظهرك إن حضرتك مركز وهي واضح إنها بنت غلبانة وكمان فرق السن بينكم ده كله غريب.

ليردف آدم بحدة:
- والدة المدام تعبت وجت هنا، وطبيعي تكون منهارة على حالة والدتها، أما مظهرها وفرق السن ميخصش حضرتك في حاجة.

ليردف الطبيب بتراجع:
- إهدى بس يا باشا، أنا مش قصدي، أنا أقصد يعني إن الهانم محتاجة رعاية؛ لأن الحمل ضعيف جدًّا وهي سنها صغير، وممكن لقدر الله ينزل في أي وقت.

لينهض آدم ويردف ببرود:
- شكرًا يا دكتور، وأنا قادر آخد بالي كويس أوي على مراتي وابني.
ليغادر آدم المكتب بغرور. 

عودة 

يتنهد آدم ويمسح على وجهه بأسى:
- يا ترى هتيجي يا ابني على الدنيا ولا القدر ليه رأي تاني؟! 

****

في فيلا آدم.

في غرفة ضحى.

تستيقظ ضحى على طرق على باب الغرفة لتنهض بتململ وتنظر حولها ولا تجد آدم، لتنهض باستغراب وترتدي روبها الخاص وتغلقه جيدًا وتذهب لتفتح الباب لتجد إحدى الخادمات.

لتتحدث ضحى بتكبر:
- فيه إيه؟ جاية تصحيني بدري كده ليه؟

الخادمة بتوتر:
- أصل أهل آدم باشا تحت.

ضحى بصدمة:
- أهل آدم! هي الساعة كام؟ وآدم فين؟

الخادمة بهدوء:
- الساعة سبعة الصبح، والباشا خرج من بالليل ولسه مرجعش.

ضحى بشرود:
- تمام، انزلي وأنا شوية ونازلة.

الخادمة بإيجاب:
- أوامرك يا هانم.

لتغلق ضحى الباب وتحدث حالها بشرود:
- يا ترى سايبني ورحت فين وأنا نايمة؟
لتتنهد بضيق وتتجه لخزانة الملابس وتختار أفضل ما لديها وتتجه للحمام من أجل استقبال الضيوف.

في الأسفل. 

تجلس العائلة في البهو في انتظار حضور آدم وضحى.

سهير بامتعاض:
- بقالنا ساعة قاعدين والهانم منزلتش تسلم علينا.

ريماس بتهدئة:
- معلش يا طنط، إحنا جايين بدري برضه.

عليا بإحراج:
- شوية وهتيجي.

الجد باستغراب:
- وآدم خرج بدري كده ليه؟ ما تكلمه كده يا آسر تطمنا عليه.

آسر بإيجاب:
- حاضر يا جدو.
ليخرج آسر هاتفه ويحدث آدم ليجد الهاتف مغلقًا ليتحدث بأسف: مغلق يا جدو.

الجد بهدوء:
- ماشي يا ابني.

ليصمت الجميع وهم يستمعون لخطوات أقدام تأتي من أعلى لينظروا باتجاه السلالم ليجدوا ضحى تنزل وهي ترتدي (بنطال أسود وشميز ستان أحمر وتربونة حمراء) وتسير بغنج بحذائها العالي حتى تصل لديهم وتجلس على أحد المقاعد الخالية وتضع ساقًا فوق ساق وتردف بغرور:
- صباح الخير.

لينظر لها الجميع بامتعاض وتتحدث عليا بحنان:
- إزيك يا ضحى؟ مبروك الحمل يا بنتي.

ضحى بغرور:
- الله يبارك فيكم. ثم أكملت بتساؤل ماكر: إنتم عرفتوا منين؟ إحنا لسه مقولناش لحد غير مامي.

سهير بغيظ:
- ومامي هي اللي قالت لينا يا حبيبتي.

ضحى بحزن مصطنع:
- كده برضه يا مامي! ده أنا منبهة عليها متقولش لحد عشان الحسد.

ليصمت الجميع بصدمة على حديث ضحى. 

لتتحدث سهير بسخرية:
- وهتتحسدي على إيه يا حسرة؟ ده إنتي اللي زيك معاهم بدل العيل اتنين وتلاتة.

ضحى بعصبية:
- قصدك إيه يا ست إنتي؟
سهير بعصبية:
- قصدي تقفي عوج وتتكلمي عدل، اللي بيته من إزاز ميحدفش الناس بالطوب.

- بس إنتم الاتنين.
قالها الجد وهو يهبط بعصاه أرضًا:
- فيه إيه؟ مش عاملين اعتبار ليا؟

ضحى بعصبية:
- والله تقول للبتاعة دي اللي جاية تهزأني في بيتي.

لينهض الجميع بصدمة وتتحدث سهير بصدمة:
- أنا بتاعة؟ وبيتك؟ فوقي يا بنت رقية الله يرحم، ده إنتم مكنتوش لاقيين تاكلوا.

صالح بعصبية:
- إيه الكلام ده يا ضحى؟ اعتذري فورًا ليها.

ضحى ببرود:
- مش هعتذر لحد، البيت ده بيتي، واللي يدخل بيتي يدخله ويحترمني، مش كفاية جايين من غير استئذان! فاللي حابب يقعد يا يقعد باحترامه يا يتفضل من غير مطرود.

- إنتي اتجننتي؟! 

*****

في شقة عبير.

تجلس سحر تشاهد التلفاز بملل فنور الصباح قد أشرق ولم تعد والدتها حتى الآن لتشرد في شيء ما ثم تتحدث بفرح:
- يمكن فرح والمخفية أمها ماتوا وأكون خلصت منهم للأبد! ياه…
ليقطع فرحتها صوت جرس الباب، لتنهض بتذمر: يا فرحة ما تمت.
لتفتح الباب غير عابئة بما ترتديه من بادي كات وبنطال برمودة، لتفتح الباب وسرعان ما تشهق بصدمة!



الفصل العاشر من هنا 




تعليقات



×