رواية رحم بديل الفصل الثامن 8 بقلم زينب سعيد




رواية رحم بديل الفصل الثامن 8 بقلم زينب سعيد






 الفصل الثامن
في فيلا آدم.

يصل آدم إلى الفيلا ويصعد إلى غرفته سريعًا حتى لا يقابل ضحى، فآخر ما يريده هو رؤيتها في الوقت الحالي.

ليصعد للغرفة بتعب ويفتح الباب بهدوء لتجحظ عين آدم مما يراه؛ فوجد الغرفة مزينة بالبلالين والشموع وطاولة طعام مزينة، وضحى تجلس بجوارها ترتدي فستان سهرة من اللون الأسود عاري الكتفين ويصل إلى منتصف فخذها وتطلق لشعرها العنان.

لتقف بلهفة عندما تجد آدم وتركض تجاهه وتضمه بلهفة ليظل آدم على صدمته. 

ضحى بفرحة:
- كويس يا بيبي إنك رجعت بدري، إيه رأيك في المفاجأة دي، أنا قلت نحتفل بالبيبي. 

ليبعدها آدم بهدوء ويتحدث بابتسامة مصطنعة:
- حلوة يا حبيبتي، بس أنا تعبان ومحتاج أنام. 

ضحى بدموع مصطنعة:
- عشان خاطري يا بيبي متكسرش فرحتي. 

لينظر آدم لها قليلًا ثم يتنهد بقلة حيلة:
- حاضر يا ستي. 

لتصيح ضحى بفرحة وترتمي بأحضانه. 

ليتنهد آدم بقلة حيلة ويبتسم لها باصطناع، لا يدري لمَ يشعر أن هناك شيئًا سيئًا سيحدث! 
****

في المستشفى. 

تصرخ عبير بفزع عندما تجد الدماء تسيل من فرح:
- يا نهار أسود!
لتتركها بفزع وهي تنادي على الطبيب لإغاثتهم. 

بينما فرح ترفع يدها وتنظر للدماء التي تسيل منها بحسرة وتستند على الحائط وتجلس أرضًا وهي تتحدث بشرود:
- كان لازم تموت. 

بعد قليل نُقلت فرح لغرفة العمليات، بينما بقيت عبير في الخارج تبكي على حظها العاثر لتفكر في شيء ما وتحدث حالها:
- كده الباشا لازم يعرف، ما هو أنا اللي هروح في الرجلين، منك لله يا سحر هتوديني في داهية.
لتخرج هاتفها المتهالك وتبحث عن رقم آدم وتتصل به. 

****

في شقة عبير. 

تجلس سحر في غرفتها بسعادة وهي تتحدث في الهاتف:
- آلو.. أيوة يا حبيبي بتعمل إيه؟ لأ يا سيدي ده حصل حاجة كده مفرحاني فقلت أكلمك... لتصمت فجأة وتتحدث بشر: صوت مين ده يا زفت؟ لتضحك بسخرية: واحدة بتشتري علاج بالسهوكة دي؟ طيب اخلص ومشيها بدل ما أنزل أكسر الصيدلية فوق دماغكم يا دكتور الغبرة، سلام سديت نفسي.
لتغلق الهاتف وترميه جانبًا وتنهض وتقف أمام مرآتها وتحدث حالها بغنج وهي تلعب بخصلات شعرها:
- آه منك يا أمي، مش كان زماني أنا وإنتي بنتنغنغ في العز! بس أقول إيه فيكي؟ ثم تكمل بشماتة: بس خلاص خلصت، وفرح هترجع لشغلها تاني زي الشحاتين. ثم تكمل بتوعد: صبرك عليا يا فرح الكلب، هخلي الحارة كلها تعرف عملتك القذرة يا فرح يا بنت ناهد. 

****

في المنصورة، في منزل متوسط الحال. 

تجلس والدة ضحى وشقيقتها ضَي أمام التلفاز، ووالدة ضحى تخبر شقيقتها بحمل ضحى. 

رقية والدة ضحى بفرحة:
- خلاص هانت والعيل يجي.. ثم تكمل بغيظ: عشان بنتي تكيد العقارب اللي هناك. 

ضي بسخرية:
- متفرحيش أوي يا ماما، ما يمكن الحمل ميكملش. 

رقية بغل وهي تضربها في ذراعها:
- بعد الشر، أنا مش فاهمة إنتي بتكرهي أختك ليه؟ ثم تكمل بسخرية: ده كله عشان معرفتيش توقعي المحروس آسر ابن عم آدم وسبتيه لواحدة ولا تسوى؟ 

لتردف ضي بحزن:
- أنا كنت بحب آسر يا أمي مش بحب فلوسه زي ما بنتك بتحب فلوس آدم. 

رقية بكبرياء:
- مش مهم بتحب إيه، المهم دلوقتي إن آدم وفلوسه بقوا في جيب أختك دلوقتي، وخلاص هنقب على وش الدنيا. 

ضي بسخرية وهي تنهض:
- تبقي بتحلمي، شوفي بنتك متجوزة بقالها قد إيه؟ عمرها جت تشوفك؟ عمرها فكرت تسألك محتاجة حاجة ولا لأ؟ دي بقت ضحى هانم يا ماما، دي بتستعر مننا! خلاص سلام يا ماما، هروح أنام.. تصبحي على خير. 

لتنظر لها رقية باشمئزاز وتتحدث بغيظ:
- غوري، سديتي نفسي يا بعيدة. لتكمل بخبث:
- لما أكلم أختي حبيبتي أفرحها.
لتمسك الهاتف وتتصل بلهفة. 

****

في قصر العامري. 

يجلس الجميع يتناولون العشاء ليرن جرس الهاتف لتنهض سهير بهدوء:
- هقوم أرد.
لتذهب للهاتف وترفع السماعة وترد سرعان ما يظهر الامتعاض على وجهها:
- أهلًا يا رقية، إزيك يا حبيبتي؟ بخير.. حاضر هناديها.
لتنزل السماعة وتضعها جانبًا وتعود للسفرة وتحدث أم آدم. 

سهير بغيظ:
- رقية على التليفون يا عليا. 

عليا باستغراب:
- رقية بتتصل دلوقتي ليه؟

سهير ببرود:
- معرفش.

لتنهض عليا وترد على الهاتف بقلق وسرعان ما تترك السماعة وتسقط مغشيًّا عليها! 

لينهض الجميع بلهفة ويحملها زوجها إلى غرفتهما ويصيح في ابن عمه أن يتصل بالطبيب. 

لترفع سهير سماعة الهاتف المفتوحة وتتحدث بغيظ:
- قُلتي لها إيه يا ست إنتي؟ خليتي البت تقع من طولها. لتجحظ عيناها بشدة وتتحدث بصدمة: حامل! 

في غرفة صالح. 

بعد فترة تفيق عليا وتجد الجميع حولها لتتحدث بلهفة:
- هو أنا كنت بحلم، صح؟

لترد ريماس زوجة آسر بابتسامة:
- لأ يا طنط، ضحى حامل. 
لتنزل دموعها بصمت وهي تحمد الله على تحقيق دعوتها، ليجلس زوجها بجوارها بحنان ويحتضنها:
- مبروك يا أم آدم، هتبقي تيتا. 

عليا بدموع:
- الحمد لله.

ليبارك الجميع لهما على هذا الخبر السعيد ويقرروا السفر في الغد لآدم من أجل أن يباركوا له على هذا الخبر السعيد.

بينما على الطرف الآخر في شقة رقية تضحك بشماتة وهي تتذكر ما حدث لشقيقتها عندما علمت بحمل ضحى، وتتحدث بمكر:
- ولسه الواد ده هو اللي هيجيبكوا الأرض. 

*****

في فيلا آدم. 

في غرفة النوم. 

تنام ضحى بعمق داخل أحضان آدم بينما هو ينظر للسقف بشرود تام يفكر فيما حدث معه في الفترة الأخيرة، ليقطع شروده رنين هاتفه وتململ ضحى في أحضانه من صوت الهاتف، ليجلب الهاتف من جواره ليجده رقم عبير فقد أخذه منها ليطمئن على فرح لينهض بهدوء من جانب ضحى حتى لا تستيقظ واتجه سريعًا للبلكونة وتحدث ببرود:
- آلو يا عبير.. ليصمت قليلًا ثم تحدث بثبات: مستشفى إيه؟ تمام.
ليغلق الهاتف وينظر لضحى النائمة بسخرية ويتحدث في سره: شكل فرحتك مش هتكمل يا ضحى.
ليذهب سريعًا ليغير ملابسه ويتجه إلى المستشفى. 

****

في المستشفى الحكومية. 

بعد نصف ساعة يصل آدم بسيارته ويتصل بعبير ليستفسر عن مكانهما ويصعد إليهما وهو ينظر للمستشفى بتقزز واشمئزاز من الإهمال ومناظر المرضى حتى يصل أمام غرفة العمليات ويجد عبير تجلس أرضًا. 
لتنهض بلهفة عندما تجده يتحرك تجاهها. 

ليردف آدم بحدة:
- إيه اللي حصل؟

عبير بتوتر:
- روحنا يا باشا لقينا أمها مغمى عليها ونقلناها هنا، بس يعنى من الخضة عليها وقعت على السلم وجالها نزيف. 

آدم بعدم تصديق:
- وقعت على السلم إزاي طالما دخلتوا الشقة؟

لتردف بارتباك:
- قصدي يعني وهي راحة تنده لسحر بنتي تساعدها من شقتي الي تحت.

ليردف بريبة: تمام ليتجه لأحد المقاعد ويجلس عليها وهو يتأمل المكان من حوله.

بينما عبير تتنفس الصعداء وتتجه إلى الحائط وتسنتد عليه ليفتح باب غرفة العمليات ويخرج الطبيب. 

لتركض عبير تجاهه وتردف بلهفة:
- خير يا دكتور؟

الدكتور بعملية:
- الحمد لله، قدرنا نوقف النزيف والجنين بخير. 

عبير براحة:
- الحمد لله. 

لينظر الطبيب لآدم بتساؤل:
- هو حضرتك تقرب ليها؟

آدم بثبات:
- أيوة، جوزها.

الطبيب بتفهم:
- طيب ممكن حضرتك تتفضل معايا في المكتب شوية؟ 

آدم بتفهم:
- اتفضل.
ليتحرك الطبيب ويتبعه آدم. 

بعد ساعة. 

في غرفة عادية. 

ترقد فرح بسلام على الفراش والمحاليل معلقة بيدها وبجوارها عبير. 

ليفتح الباب ويدخل آدم ليقف قليلًا يتأمل وجهها الشاحب ليتنهد بأسى ثم ينظر لعبير بتساؤل:
- أخبار أمها إيه؟

عبير بتذكر:
- نسيت والله من اللي حصل، هروح أسأل على حالتها. 

آدم بهدوء:
- تمام.
لتغادر عبير ويجلس آدم بجوار فرح بشرود: يا ترى هتودينا لفين تاني يا ست فرح؟ 
*****

في قصر العامري. 

في جناح صابر وسهير. 

تسير سهير في الغرفة ذهابًا وإيابًا بعصبية شديدة بينما يجلس زوجها يتابع التلفاز بملل وضجر من تحركها أمامه هكذا.

لتتحدث سهير بعصبية:
- طبعًا قاعد تتفرج ولا هامك حاجة وأنا يتحرق دمي. 

صابر ببرود:
- وإيه اللي يحرق دمك؟

سهير بعصبية وهي تجلس بجواره:
- دلوقتي ضحى حامل، عارف يعني إيه يعني؟ يعني أول مسمار في نعشنا هيندق. 

صابر بعدم فهم:
- ليه يعني؟

سهير بعصبية:
- لأن بمجرد ما آدم يخلف يبقى خلاص ست ضحى هتتمكن وتبقى ست البيت كمان، وجوزها هيكوش على كل حاجة.
 
صابر بتريث:
- ما ياخدوا مش حقهم؟ مش معنى إني عايش هنا يبقى ليا حق، متنسيش إن الحج مش أبويا؛ ده عمي اللي رباني وحقي من أبويا أخدته، إنما اللي بتتكلمي عنه ده حق صالح وابنه آدم، يعني ريحي نفسك. 

سهير بغل:
- بس برضه ابن ضحى لأ، دي مش بعيد تخليه يطردنا برة. 

صابر بهدوء:
- اتطمني يا سهير، آدم عاقل ومش هيبيع أهله عشان خاطر مراته، يلا هقوم أنام تصبحي على خير. 

سهير بشرود:
- تبقى بتحلم دي ضحى بنت رقية. 

*****
في المستشفى، في غرفة فرح.
ما زال آدم ينظر لها بشرود سارحًا في مدى براءة وجهها الملائكي، ليفيق من شروده على صوت تململها لينهض من مكانه ويقف بجواره بجمود في انتظار أن تفتح عيونها. 

لتفتح فرح عينها بضعف وهي تئن وتضع يدها على بطنها:
- آه.

آدم بهدوء:
- الحمد لله على السلامة. 

فرح بخوف:
- أنا والله مكنتش في وعيي، أنا آسفة. 

آدم بهدوء:
- متتأسفيش وأكيد مش هتكوني تقصدي توقعي نفسك، واتتطمني البيبي بخير.

فرح بحيرة:
- وقعت إيه؟ أنا مش فاهمة حاجة؟
آدم باستغراب: …. 
- آدم باشا.
قالتها عبير التي دخلت للتو وتنظر لهما بتوجس.  

آدم بانتباه:
- تعالي يا عبير، عملتي إيه؟

عبير بأسف: ...


الفصل التاسع من هنا 



تعليقات



×