رواية أسيرة الماضي الفصل السابع بقلم منال عباس
سلمى وهى تبتعد عنه وصوتها المرتجف مما فعله حازم بها
سلمى : انت قليل الادب..
حازم وصدره يعلو وينخفض وكأن هناك بركان من المشاعر بداخله ..
أخذ حازم نفسه وتحدث ببرود وكأن شيئا لم يكن ....
حازم : انا شايفك بقيتى كويسه ..ممكن تخرجى من المستشفى النهارده علشان تلحقى جامعتك بكره
سلمى : جامعتى !!! هو دا اللى بتفكر فيه دلوقتى بعد اللى عملته ...
حازم : عملت ايه ورفع حاجبه ....
سلمى : انا غلطانه انى جيت اشكرك ..وهمت أن تخرج لتفتح الباب فى نفس اللحظه فتاه جميله طويله ممشوقه القوام ذو الشعر الاصفر ...
الفتاة وتدعى لورا ...فتاة تبلغ من العمر 24 عام من أسره ثريه ولها حكايتها مع حازم هنعرفها مع الاحداث...
لورا : حازم حبيبى ...الف سلامه عليك
نظرت سلمى لها باستغراب ..فهى ترتدى ملابس غير محتشمه ترتدى بادى حماله ملتصق بجسدها المثير وجيب فوق الركبه مما يجعلها كعارضه الازياء ...تنظر سلمى لهم بذهول ليقطع شرودها صوت حازم
حازم :تقدرى تروحى اوضتك يا سلمى دلوقتى..
سلمى وهى ترزع الباب خلفها وتشتمه بداخلها ...انت حيوان ...ومخادع ولم تستطع كتم دموعها ....
حازم : عرفتى ازاى انى هنا
لورا : الحادثه نزلت على الفيس بوك ...
المهم طمنى عليك ..وايه اللى حصل بالظبط ..
حازم : مفيش ..ماركزتش فى الطريق
لورا : واضح أن الآنسه اللى خرجت شغلت قلبك وعقلك
حازم : انتى بتقولى ايه بقلم منال عباس...دى جارتى وزى اختى الصغيرة ...
لورا : نظراتك ليها ونظراتها ليك ..ما تقولش غير كدا ...المهم علشان انت عارف انى مسافرة الصبح ...خطتنا ماشيه زى ما هى ولا تحب نأجل على ما تخف ..
حازم : لا طبعا انتى عارفه انى منتظر اليوم دا بفارغ الصبر ...
لورا : مش لوحدك يا حازم ...انا كمان صبرت كتير لحد ما عرفت مكانهم ...
يلا اسيبك ..وهطمن عليك فون ...سلام
حازم : مع السلامه
عند مازن
يصل مازن إلى سميه يجدها فى انتظاره أمام منزلها
كانت سميه ترتدى دريس اسود اللون وطرحه سوداء ولا تضع اى ميكب
ومع ذلك ظهرت جميله بجمالها الطبيعي
نزل مازن وفتح لها باب السيارة
سميه : شكرا يا دكتور بس انا تعبتك كتير ...
مازن : مفيش تعب ولا حاجه وقاد سيارته إلى احد المطاعم
سميه وهى تنظر حولها فالمكان يبدو شيك وغالى الثمن ...
سميه : ممكن نروح اى مكان بسيط مفيش داعى انك تكلف نفسك اوووى كدا ...
مازن : مفيش تكلفه ولا حاجه ...
انا جاى النهارده وعايزك تنسي انى الدكتور بتاعك ..وعايزك تفتحى ليا قلبك ..وتحكيلى كل حاجه عنك ...
سميه : مش عارفه ابدأ منين ؟ ...
مازن : احكيلى كل حاجه ...واى حاجه يا سميه ....
سميه : بس يا دكتور ....بقلم منال عباس
مازن : قولنا انسي انى دكتور وطول ما احنا سوا عايز اسمع مازن وبس
سميه بخجل : بص. يا مازن حكايتى بتبدأ من يوم ما ماما حملت فيا ...
وقتها بابا كان منتظر الحمل دا على احر من الجمر وجه اليوم اللى الدكتور هيعرفهم نوع الجنين
فلاش باااااااك
الطبيب : مبروك يا مدام هدى بنوته
الزوج ويدعى وجيه : انت متأكد من كلامك يا دكتور ...
الطبيب : ايوا يا وجيه بيه ...السونار واضح اهووو امامى بنوته ...
الزوج : تمام
وطلب من أن تسرع وتأتى وراءه إلى السيارة
الام هدى : مالك يا وجيه ...وشك جاب ميت لون ليه ؟
وجيه : انتى عارفه انى مش بحب البنات ..بصى يا هدى من غير لف ودوران انا قررت اسافر ...واشوف مستقبلى ...
هدى : عايز تسيبنى وانا فى الظروف دى يا وجيه ..معقول تسافر وانا كلها كام شهر وأولد ...
وجيه : ما هو ماعدش ينفع نعيش مع بعض اكتر من كدا ...انتى طالق يا هدى بقلم منال عباس....وقعت الكلمه على ماما زى الصاعقه ..بقي تطلقنى علشان هنخلف بنت ...روح يا شيخ ربنا ينتقم منك ....
عودة من الفلاش
من اليوم دا انقطعت أخباره عن ماما ...كل اللى تعرفه انه بيسافر الكويت ويرجع على شقتهم القديمه فى الإجازات ...عمره ما فكر يجى يوم ويزورنا ....ولا احنا روحنا ليه ابدا ...
ماما اشتغلت كتير علشان تربينى كويس ..بالرغم أن بابا كان بيبعت مصروف شهرى كبير ..بس ماما رفضت تصرفه علينا وكانت بتروح تحطه باسمى فى البنك ...وقالت طول ما انا عايشه ..انا اللى هصرف عليكى ...
ولما اشتد التعب عليها ..كانت عايزانى اروح لبابا وادتنى العنوان بتاعه ...بس انا رفضت واتحججت بانى جالى عريس زى ما حكيت ليك ...علشان تطمن عليا ...ودى حكايتى ...
كان مازن يستمع إليها باهتمام ...
مازن : طب ناويه على ايه
سميه : هانت ...كلها التيرم دا واتخرج وادور على شغل ..
مازن : بس يا سميه ما ينفعش تقعدى لوحدك ...
سميه : ربنا موجود ...ثم إن بعد اللى عمله بابا ورفضه لوجودى لمجرد انى بنت ..مستحيل ارجع ليه لأى سبب ...
مازن : طب يلا الاكل وصل انسي اللى فات ونظره لها نظرة طويله وبدأ يطعمها بيديه ..
سميه باحرااج : انا عارفه انى صعبت عليك ...اطمن انا كويسه ..
مازن : سميه ...انا عارف انى بتصرف تصرفات عمرك ما شوفتيها منى ..ولا انا كمان كنت اتخيل انى اتصرف بالشكل دا ...بس يا سميه ...مش هكدب عليكى ..فيكى حاجه بتشدنى ليكى ...ومش قادر احدد دا يبقي ايه ...عايزك تدينى فرصه ..اقرب منك واكون الاخ والصديق ..و .....وصمت فجأة وتحدث فى نفسه معقول اكون الحبيب بقلم منال عباس.معقول انا حبيتك يا سميه
طب مشاعرى ناحيه سلمى تبقي ايه ...
سميه : لتخرجه سميه من شروده يشرفنى طبعا يا دكتور
مازن : قولنا ايه ...
سميه بضحك : يشرفنى يا مازن
مازن : ضحكتك حلوة يا سميه عايزك دائما سعيدة وفرحانه ....
عند سلمى
حنان : مالك يا حبيبتي سرحانه فى ايه ...انا من وقت ما تركت طنط كريمه وعرفت انك فى اوضتك وانتى سرحانه كدا ...حصل حاجه زعلتك
سلمى : لا يا ماما ...اطمنى ...ينفع نخرج من المستشفى النهارده علشان الحق الجامعه بكرة
حنان بضحك : جرا لعقلك ايه يا سلمى
بكرة الجمعه اجازة يا حبيبتى ..
سلمى بتفكير : اه صح ...اومال حازم قالى كدا ليه ....
حنان : هو قالك كدا ...يا عينى عليك يا حازم ...تلاقيه مش عايزك تحضرى بكره وتعرفى ..
سلمى باهتمام : اعرف ايه ؟
حنان : هو انتى ما اخدتيش بالك من دراعه الملفوف الشاش ...عرفت من طنط كريمه أن الحروق فى أيده شديده اوووى وشكلها صعب ..وهيعمل عمليه جراحيه لتجميل أيده المشوهه بكرة ..
سلمى وهى تتذكر قربها منه وشفتيه التى التهمت شفتيها وصوت توجعه بالآهات عندما أبعدته عنها فقد دفعت يده الملفوفه بالشاش بعيدا عنها ..وابتعدت هى الأخرى ...
حنان : رجعتى تانى لسرحانك ....تصبحى على خير ..والصبح اشوف موضوع خروجك دا ....
سلمى : وانتى من اهل الخير يا ماما
حاولت أن تنام ولكن حازم وتلك الفتاة التى حضرت إليه شغلت تفكيرها
سلمى : انا واجعه دماغى بيه ليه ..دا شخص قليل الزوق ...وكمان قليل الادب ووضعت يدها على شفتيها وتذكرت تلك اللحظه ...
سلمى : وبعدين بقي ...انا سلمى اللى كنت بحط راسي على المخده الساعه 9 بالليل اروح فى النوم فى دقائق ...أسهر كدا وما اعرفش انام ...
حتى ماما نامت ...طب اتكلم مع مين
اه انا هتصل على سميه اطمن عليها
.
وارغى معاها لحد ما يجيلى نوم
اتصلت على سميه ولكن رقمها مشغول
انتظرت على فترات وتعيد الاتصال وللاسف دائما الرقم مشغول ...
سلمى : لا انا كدا هتجنن ...وخرجت من غرفتها كى تتمشي فى حديقه المستشفى ولكنها قابلت بالاسفل كريمه
كريمه بخضه : سلمى حبيبتى ...نازله تحت ليه فى وقت زى دا
سلمى : ابدا يا طنط مش جايلى نوم
وزهقت من السرير ...
كريمه : معلش يا بنتى دى عين وصابتكم ...صحيح ينفع اطلب منك خدمه
سلمى : طبعا تؤمرى يا طنط
كريمه : الصبح يعنى بعد ساعات قليله العمليه بتاع حازم ...كنت عايزة اروح اجيب ملابس وشويه طلبات ليه من الشقه والصبح مش هلحق .. ما صدقت أن الفجر أذن ..فكرت اروح دلوقتى ...ينفع تاخدى بالك منه على ما ارجع ...هو نايم ..بس يمكن يحتاج مياه ولا اى حاجه
سلمى : طبعا يا طنط ..ما تقلقيش انا هطلع عنده حالا ...
كريمه : ربنا ما يحرمني منك يا سلمى وتركتها وغادرت
صعدت سلمى بسرعه إليه وفتحت الباب ببطئ كى لا يستيقظ ..وجلست بالقرب منه تتأمل ملامحه
سلمى : انا مش عارفه طلعت ليا منين
ليه بتشغل تفكيرى بيك كدا ..وانت اصلا مش طايق وجودى ...وليه برضو بتقربنى منك بتصرفاتك ...ليه انقذتنى
ليه بوستنى وتنهدت تنهيده طويله ....ولم تشعر بنفسها لتضع رأسها على صدره وتروح فى نوم عميق ...بقلم منال عباس
يستيقظ حازم ليجد الشعر الاسود الحريرى ورائحته الخلابه منتشر على صدره ..يفتح عينيه ليجدها سلمى ..يبتسم فى نفسه ويرفض من داخله أن تستيقظ يملس بيده ببطئ على شعرها ...ويحاوط بيده الأخرى كتفيها ...يشعر بأنها تشعل النيران بداخله من قربها إليه
حازم : ليه انتى يا سلمى ...ليه بحس معاكى كدا بعد ما أقسمت انى اسلم قلبي لأى واحده تانى ...ليه بحس انك اقرب واحده لقلبي ..ازاى وانتى ومازن
وشعر بداخله بالغضب لتذكره رؤيته لها فى وقت متأخر وهى تنزل من سيارته ..لم يشعر بنفسه الا وهو يضغط بيده أكثر ليضمها إليه وكأنه يثبت لنفسه انها ملكا له فقط ...
تستيقظ سلمى لتجد نفسها بهذا الوضع مع حازم
سلمى بخضه : أنا انا انا ......