رواية قصة أميرة سمرقند الفصل السابع بقلم كاتب مجهول
#اميرة_سمرقند
الجزء السابع
تحت خيمة في الصّحراء (الجزء 7 )
كان الداخل هذه المرة هو رجلٌ ملتحي كث الشعر ، يضع رداءاً بنيّاً يغطي رأسه .. ويمسك بلجام فرسه التي تمشي خلفه..وكان صامتاً يتميز بهدوءٍ غريب وذو نظراتٍ غامضة ..كان اسمه (عُبيدة)..وعندما أنبأه الملك بأنه سيزوجه ابنته لم يقل شيئا .. واكتفى بإيماءةٍ من رأسه ..الاميرة تحدّت والدها أيضاً لكن هذه المرة وعدته بأن الطلاق سيتم خلال ثلاثة أيامٍ فقط !!!فوعدها الملك من جانبه أن ذلك لو تم.. فسوف يسير بجلالته شخصياً في شوارع سمرقند ليعلن عن أسفه لابنته!!!وضع عبيدة زوجته على ظهر فرسه ثم انطلق يعدو بها طويلاً حتى خرج من سمرقند ..واستمر بالعدو ، فقالت له فيروز:الى أين تريد أن تصل بنا ؟؟
لكن عبيدة لم يجبها .. الى أن بلغ بها قلب الصحراء ، حيث الرمال مد البصر..فعلمت فيروز آنذاك بأنه من سكان الصحراء ..ثم نزلا معاً وقام بعدها عبيدة بتصرفٍ غريب ..إذ ضرب فرسه فأخذت تعدو حتى اختفت عن الأنظار !!!ففزعت فيروز وصاحت:ويحك أمجنون أنت ؟؟ لقد أهلكتنا ...لماذا أطلقت الفرس ونحن في قلب الصحراء ؟؟لم يجبها عبيدة كذلك ..بل سار قليلاً ثم شرع يحفر في الرمال حتى استخرج صرة كبيرة !!!
ثم فتحها فإذا فيها قماش وبعض الأدوات،.فقام بنصب خيمةٍ، وطلب من فيروز أن تستظل تحتها من وهج الشمس ..كانت الحرارة لا تطاق ، فخففت فيروز من ملابسها ،وجعلت تنشّف العرق،ثم اشتكت لعبيدة من أنّ الحرّ سيحرق بشرتها وأنّ الصّحراء لا تناسبها ..وتذمرت من الجفاف والعطش الشديدين ..لكن عبيدة طلب منها أن تمكث في الخيمة ريثما يجلب لها ما تأكله ..أخذ الرجل قوسه وذهب للصّيد ،فجلست الاميرة تنتظره على الرّمال الحامية حتى أوشكت الشّمس على المغيب،واشتد بها الجوع ،حينها سمعت فيروز عواءاً قريبا ، فذعرت واعتراها الخوف الشديد .. فتقوقعت في خيمتها ..ثم فكّرت في حالها ،وما يجري عليها ،والى ما أوصلها عنادها إليه، فأخذت تبكي، وتحنّ الى عيش القصور ..
وبعد برهة..عاد زوجها فسرّت لرؤيته..وكان قد اصطاد حيواناً صحراوياً صغيرا .ثم سلخه وشقّه أمامها ،فأشاحت بوجهها ،ولم تتحمل منظر الدّم ..ثمّ أوقد ناراً وشوى اللحم عليها وقدّم بعضه لفيروز فلم تتناول منه قضمةً لأن اللحم لم يعجبها ،.لكنها شربت ماءاً من قربته ،وبعد قليل أصيبت بالدوار لشدة الحرّ ،فتمددت في خيمتها ،فحاول عبيدة أن يقترب منها فمنعته فصاح بها :أنا زوجكِ فكيف تمنعيني عنك ؟؟فتوسلت إليه أن يتركها تستريح،فنهض وهم بالإنصراف ، لكن طلبت منه أن لا يبتعد عن الخيمة لأنها قد سمعت عواء الذئاب قبل قليل..
فجلس عبيدة قرب النار حتى نامت فيروز ..وعندما اسيقظت فجرا.. لم تجد عبيدة..فسارت في الأرجاء تنادي عليه حتى عاودها الدوار والإرهاق ..وعندما أرادت العودة الى الخيمة لم تهتدي إليها !!! خصوصاً وإن الريح قد محقت آثار قدميها ... فأصيبت بالهلع وأخذت تصرخ حتى جف حلقها ..ثم سمعت أصوات العواء من جديد فلم تعد ساقيها تحملانها فسقطت على الرمال وأخذت تزحف وقد أيقنت بالهلاك..
وهنا ظهر عبيدة من جديد فحمل زوجته وأعادها الى الخيمة ورش الماء على وجهها فانتعشت قليلاً لكنها شرعت بالبكاء وطلبت منه أن يعيدها الى سمرقند ..فأخبرها أن الصّحراء منزله ولن يتركها ..فطلبت هي منه الطلاق لأنّها لن تتحمل أكثر من ذلك ..لكنّه رفض، وأخبرها بأنّها ستتعوّد على الحياة هنا لو بقيت معه بضعة شهورٍ فقط ...
...
يتبع (الحلقة 8 )