رواية قلب ارهقته الحياة الفصل السابع 7 بقلم هناء النمر

 

رواية قلب ارهقته الحياة الفصل السابع بقلم هناء النمر

قلب أرهقته الحياة. .........الفصل السابع

عندما بدأت هدى تنتبه من حالة الغياب العقلى الغريب التى كانت عليها ، كادت تجن من فكرة تعاطى أختها للترامادول ، لكنها بالتأكيد لا تعلم فإن كانت تعلم لأخفته عن هدى تماما ، لا أن تعطيها منه بصفو نية ، 
يجب أن تنهى العاجل من عملها أولا حتى تستطيع التفكير فى كيفية التعامل مع الموضوع .

صعدت للدور السابع الى حيث غرفة حالتها ، فوجدت سجدة موجودة على كونتر الدور 

...صباح الخير ياساسو ... 

...صباح الخير ياهدى ...

....إيه التكشيرة دى ، مالك على الصبح ...

...ولا حاجة ، سهرانة مع حالة مقرفة ، الله يسامحك ويسامح مدام سامية ...

...بس بس ، ايه اللى حصل ..

...لا حصل ولا وصل ، استلمى حالتك ياستى ، ومش هتتكرر تانى ، لو هسيب المستشفى حتى ...

*****************

استلمت الحالة من سجدة ، واخبرتها أن الأمير فى غرفة الأشعة ، بعدها دخلت الغرفة وبدأت فى تغيير فرش السرير وتجهيز أدوية اليوم ، ثم جلست لتكتب ارانيك لطلب الأدوية الناقصة ،

وفى خضم كل هذا عاد عقلها للساعات التى تلت تناولها لأقراص الترامادول ، هى تتذكر كل ما حدث ، بل كانت واعية تماما له ، لكنها فاقدة تماما للسيطرة على ما تقوم به ، كأنها آلة تتحرك وفق أمر مسجل عليها .

أثناء ذلك دخل الأمير على كرسيه المتحرك يدفعه عامل الدور ومعه ممرضة الأشعة ، 
أما الحرس الخاص لم يدخل بل وقف أمام الباب كالعادة ، 

عندما رأاها الأمير رفع لها حاجبا واحدا وهو يقول 

...ياهلا ياهلا بملاك الرحمة خاصتى ، وين كنتى للحين ...

...أفندم ..

...إيش ، طرشتى ؟

لم ترد هدى ووقفت مزهولة من الرجل الذى تراه ، فهو ليس من خرج من غيبوبته على يدها أمس ، 

أشار للعامل بالتقدم للسرير الخاص به ، مدت هدى يدها له لتساعده على الوقوف ، لكن بمنتهى الإهانة ، أبعد يدها من أمامه ، ورفع يده لحرف سريره ، ووقف وحده واستدار ليجلس عليه ، ثم أشار لكل من العامل والممرضة بالخروج ، ودون أن ينطق أحدهما ،سحب العامل الكرسى وخرج ، وتبعته الممرضة الأخرى بعد أن مدت يدها لهدى بنتيجة الأشعة .

وقفت هدى أمامه لم تتحرك ولم تحاول مساعدته مره اخرى ، بينما هو يحاول التحرك على السرير لينام ،
لكنه تعثر بشكل بسيط ، رفع عينه لهدى وهو يقول

...ليش واقفة هيك ، مش مفروض تساعدينى ..

...جيت أساعدك مرة رفضت ، استنيتك تطلب لوحدك ...

...من غير طلب ، تعملى اللى ابغيه. ..

...وهعرفه منين إلا إذا قلت ...

نام بوضع غير مريح واغمضت عينه من الإرهاق ، فاشفقت عليه هدى واقترب تعدل وضع المخدة من تحت رأسه ، فتح عينه ونظر لها

...اتركيه ، أبى انام شوى ...

أبتعدت هدى وعينيها معلقة به تفكرا فى حاله ، تدرجا من الأمس لليوم ، وقالت فى نفسها وهى تبتسم. ..صحيح ، البنى آدم بق فى الفاضى ...

فى نفس اللحظة فتح عينيه فجأة على ابتسامتها وهى تقف أمامه، 

... بتضحكى على إيش ، أبيكى معجبة يمة. ... 

...ههههه ، ياريت ، بس انا مرتبطة ...

قالت كلماتها الأخيرة وهى تأتيه بطاولة الحقن باتجاهه، 
...إيش هاد ...

...ميعاد الحقن ، وبعديه الفطار ، وبعديه مساج الضهر ، وبعديه ...

...بيكفى ، إيش كل هاد ، قلتلك ابغى انام ...

...خلاص ، الحقن وبعدين تفطر وبعديها نام ، والباقى نكمله لما تصحى ...

يبدوا أنه أعجب بطريقة تعاملها معه ، فهى ثلثة التعامل مع المريض حتى وإن كان غاضبا ، 

********************

خرجت من غرفته بعد أن تأكدت انه قد نام ، وجلست فى الصالون ، تراقبه من خلف الشباك الزجاجى ، 

أمسكت بتيليفونها واتصلت بهايدى ، وبمنتهى الهدوء أجرت معها هذا الحوار ، حتى تصل منها للحقيقة، 

...ايوة يادودى، روحتى ولا لسة عند ماما ...

...كويس ، بصى والنبى ياهايدى ، عايزاكى تصوريلى الشريط اللى اديتينى منه الصبح وتبعتيلى الصور على الواتس. ..

...اشمعنى يعنى ...

...بصراحة عجبني، الصداع راح على طول ، وكنت عايزة اوريه للصيدلى هنا يجيبلى زييه ...

...مش هتلاقيهه، مبيبقاش موجود فى الصيدليات. ..

...وانتى عرفتى منين ، سألتى عليه قبل كدة ؟

...لا ابدا ، بس لما اداهولى قاللى كدة ...

...مين ده ، المعدول جوزك ؟

...أه ، تانى يوم فرحك ، كان عندى صداع جامد ، ادانى قرص ، عجبني بقى زى ما عجبك كدة فسألته عليه ، قام ادانى الشريط ده ...

...يعنى انتى لسة بتاخدى منه من قريب اوى كدة ...

....أه ، من اليوم المنيل بنيلة ، يوم فرحك ده ...

...يعنى حوالى كام قرص كدة ...

...باين تلاتة ، بس ليه كل الاسئلة دى ، قلقتينى ...

...قوليلى الأول ، أمك جمبك ...

..لا ، دا انا فى الشقة إللى فوق ، بلم الغسيل ...

...كويس اوى ، عندى سؤال ليكى وعايزاكى تجاوبى بصراحة ...

...متقولى ياهدى ، قلقتينى ....

...جوزك مدمن ياهايدى ؟

...مدمن ! يعنى إيه ؟

...مش عارفة يعنى ايه مدمن ، بيتعاطى حاجة ...

...معرفش ، بس ليه ...

...عشان الشريط اللى ادهولك ده ترامادول يافالحة. ..

...ترامادول ،،،يانهار اسود ،، يعنى انا دلوقتى مدمنة ...

...لا ياستى ، مش مدمنة ، انتى بتقولى مخدتيش منه غير مرتين أو تلاتة ...






...أه والله ، مش اكتر من كدة ...

...خلاص ، يبقى مش مدمنة ، انا عايزاكى بس تهدى وتسمعينى كويس ...

...اهدا ، اهدا ايه ، ابن الكلب كان هيخلينى مدمنة ، بس أما اروحله ، وربنا لأفضحه ، والله لأجيب طين واحط على دماغه ودماغ اللى خلفوه ...

...الو ، الو ، هايدى ، ردى ، يابنت المجنونة ، قال اسمك هايدى قال ، حقهم يسموكى عطيات. ..

اتصلت هدى بهوايدا ، أختها الكبرى ، وشرحت لها باختصار ما حدث .

... سيبك من اللى هتعمله هايدى ، انتى عاملة ايه ...

...ياستى انا كويسة ، حمدت ربنا أن منى كانت معايا والا كانت هتبقى مصيبة ، المهم الحقى البت بس وخليها متعرفوش أنها عرفت ، وكلمينى وانتى معاها ...

لم يمر أكثر من 10 دقائق حتى اتصلت هوايدا بهدى ،وهى أمام هايدى ، ووالدتها أيضا حضرت الموقف وعلمت ما حدث ،

...ها ياهوايدا ، لحقتيها. ..

...لحقتها على السلم ، كانت فعلا خارجة خلاص ...

...اديهالى اكلمها ...

أعطت هوايدا لها التيليفون 

...إيه ياهدى ...

... إيه ياهايدى ، انا كنت فاكراكى أعقل من كدة ..

..فين بس العقل فى حاجة زى كدة ....

...العقل مايكونش إلا فى كدة ..

...يعنى إيه. ..

..يعنى تهدى و تعملى اللى هقولك عليه بالظبط ..

...قولى ياهدى ...

...الشريط اللى معاكى مترموهوش ، يفضل معاكى ، وتفضى منه كل يوم قرص وترميه من غير ما هو يعرف ، كأنك بتاخدى منه زى ما قالك ...

..،وبعدين ...

...تحاولى تفهمى منه بذكاء كدة ومن غير متحسسيه انك عارفة ، إذا كان هو مدمن فعلا وفكرة انه اداكى حاجة زى كدة عادى يعنى ، ولا هو متعمد يعمل فيكى كدة ...

...كمان ، يانهار اسود ، يعنى ممكن يكون عايز يخلينى مدمنة ...

...أه ، وليه لأ ، ما انتى عارفة أخلاق جوزك ، اسمعينى ، انا مش هقدر أطول اكتر من كدة ، اقعدى مع أمك وهوايدا وحاولى تشوفى هتنفذى الموضوع ده ازاى ، ولو قدرتى تباتى عند ماما انهارضة يبقى احسن ، تكونى هديتى خالص ، احسن انا حاسة انك لو شوفتيه انهارضة هتولعى فيه بجاز. ..

...هحاول ياهدى ...

...حاولى بجد ياهايدى، لازم تمسكى اعصابك ، وهبقى اكلمك تانى ، ادينى ماما اكلمها بقى ، 
ايوة ياماما ، حاولى متخليش هدير تروح بيتها الليلادى ، انشالله حتى تقولى انك تعبانة و عايزاها جمبك ، ماشى ، هكلمكم تانى ، سلام ...

أنهت هدى مكالمتها ، ووضعت رأسها بين يديها مما يعتلى عقلها من أفكار دائما ما تسبب لها صداع مستمر ، رفعت وجهها ، فانتفضت فجأة ، فهناك من يجلس ليتابعها ولم تنتبه له ، اتجهت له وهى تقول

... حضرتك صحيت امتى ؟

...من حين ما كنتى بتسألى هايدى عن الشريط. ..

...هو انا كان صوتى عالى اوى كدة ... 

....ماانك حاسة ...

...مش اوى ، كنت مركزة فى الموضوع شوية ... 

...بس ماشالله عليكى ذكية وترباية. ..






... ذكية وفهمتها ، إنما ترباية دى يعنى ايه ...

ضحك بصوت عالى نسبيا على طريقتها فى الكلام ، لكن قبل أن يجيب ، ظهر صوت آخر من عند الباب 

...هالله هالله ، الضحكة من الدان الدان ، 
رقيتك ياأبا خالد ...

ثم اقترب منه وانحنى على يده وقبلها ، فقال الأمير 

...اي والله ، على أساس خالد ما ترك أبوه ...

...لا والله ياأبى ، أبى اخلص كل اللى عندى للحين ، حتى افوق لأبا خالد ..

كل هذا وظهره لها ، لم ترى وجهه بعد ، وهو أيضا ،

عندما وقف واستدار لها والتقت الأعين ، تجمدت مكانها ولم تتحرك ، وهو أيضا ، على نفس الحالة ، 

إنه هو ، شاب المترو ، ذات العيون الساحرة ، 

ليس من الممكن أن يكون الحظ أسوأ من ذلك ابدا ....

يت شاريك برايك وقول رايك في روايه بلاش تم دي؟؟؟

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-