رواية نورهان زوجة السلطان الفصل السادس 6 بقلم كاتب مجهول

 

رواية نورهان زوجة السلطان الفصل السادس بقلم كاتب مجهول

حكاية #نورهان_زوجة_السّلطان
الجزء السادس
كمين في الغابة ....

لم يكن صعبا عن الرّجلان الحصول على بريد السّلطان ،كلّما كان عليهما فعله هو الإنتظار خارج الإستانة بين الأشجار، وحين وصل الفارس المتنكر في هيئة رجل دين أطلقا عليه النّار ،ثم جرّاه بعيدا عن المسرب الضّيق وغطّياه بأوراق الأشجار بعد أن سلباه حصانه ،وما عليه من مال ، وانصرفا ،وفي الطريق قال أحدهما ،واسمه ميخائيل: تلك المرأة نورهان تذكّرني بالملكة نتاليا أوبرنوفيتش التي عملت لصالح وحدة السّلاف ،لكنها ماتت قبل أن تبلغ هدفها !!! أجاب الآخر: وجودها في قصر السّلطان سيجعلها تعرف أسرار العثمانيين ،وهذا سيسهّل علينا حربهم ،قال ميخائيل : سأطلب منها مالا لإنشاء جماعات في كلّ البلقان،لا بدّ من مهاجمة جنودهم وقوافلهم ،لا أمان لهم بعد الآن .

لمّا وصلا إلى القصر مدّا لها ميخائيل جراب الرّسائل ،فرمت له صرّة من النقود ،فهزّها ، وقال :شكرا على كرم مولاتي !!! لكن إن أعطيتني ما أحتاج إليه من المال يمكننا البدأ بمناوشة حاميات العثمانيين، وقطع إمداداتها ،فنظرت إليه ،وقالت: أخبرني إيفان انّ الصّرب نقلوا الكثير من المال لكنه يختفي كلّ مرّة في جيوب النّبلاء الذين لا يفعلون شيئا ،وربّما وجود العثمانيين يخدم مصالحهم أكثر من إبعادهم !!! 

ردّ عليها : قد يكون ذلك صحيحا ،لكن أنا ورفيقي ميلان سنجمع متطوعين من القرى الجبلية الفقيرة ،كانت الملكة تقرأ في الرّسائل وفجأة طلبت منه التّوقف عن الكلام ،ولوّحت في وجهه بإحداها ،وقالت: لقد عرفت ماذا سيرسل إلى البلقان ،وهذا يوم حظك يا ميخائيل !!! 

صاح الرجلان بلهفة : قولي لنا ،فقد زاد شوقنا لمعرفة ما تحمله الرّسالة من أخبار،قالت : هناك حمولة كبيرة من الأسلحة والبارود ستصل بحرا إلى ميناء ريكا في كرواتيا ،وسيتم تفريقها على المراكز العثمانية ،وهكذا سيكون لكم السلاح !!! إسمع يا ميخائيل إذا نجحت في مهمّتك مع رفيقك سأعطيك المال الذي تريده ،والآن يجب عليك أن تغادر الأستانة، وتختفي عند واحد من معارفي في سلوفينيا ،وسيكون أحد تجار القماش الواسطة بيننا ،ولا يجب أن يعرف أحد، لا من الصرب ولا غيرهم بعلاقتنا ،ومن المهم التخلّص أوّلا من إيفان ،لكي لا يقود العثمانيين إليّ إن قبضوا عليه ،وسيظهر موته كوفاة طبيعية فهو يعاني من المرض ،ثم إنّي لا أثق كثيرا في إخلاصه لقضيتنا ،فهو جشع ،كلّ همّه هو الرّبح .

و الآن هيّا إنصرفا ،وهذه صرّة أخرى من النّقود ،أعتقد أنّه لديكما ما يكفي وزيادة !!! أسرع الرّجلان بالإبتعاد في الظلام ،أمّا نورهان فجهّزت نفسها للرّجوع لكي لا يشكّ السّلطان بأمرها ،وعليها الآن أن تمثّل دورها كملكة بإتقان ،فلو وقع السّلاح في قبضة الصّرب، فستحوم الشّبهة حول من يعيش في القصر ،وهي ستكون أوّلهم .





 ولمّا أوت إلى فراشها فكرّت كثيرا ،وإستقر ّرأيها أن تلصق التّهمة بقاسم أوغلو أحد قادة السّلطان ،وهو إنكشاري من البوسنة يحبّ صحبة الجواري . وفي الصّباح رجعت إلى القصر، وأوصت أحد وصيفاتها واسمها ماريانا لتثير إهتمام أوغلو ،ولمّا رآها فتن بها ،وصار يتودّد إليها ،فأعطته موعدا في الغابة التي قتل فيها المبعوث ،وقبل أن يذهب دس أحد الخدم جراب الرّسائل تحت سرج حصانه ،ولم يبق إلا رشوة أحد الحراس، ليقول للسّلطان أنّه رأى أوغلو يأخذ إتجاه الغابة وراء البريد .

في الصّباح علم السّلطان بالأمر، فحبس الحارس، وقال له سأتأكّد من كلامك والويل لك إن كنت كاذبا، فأوغلو من أخلص رجالي ،وأنا أثق فيه!!! في ذلك الحين وصل الرّجل إلى مكان الموعد ،فجال ببصره لعله يرى الجارية ،لكن لم يجد أحدا ،فقال: تبا للنّساء لقد خدعتني تلك اللعينة ،وأخذت نقودي !!! ولمّا همّ بالرّجوع فوجئ بكوكبة من الفرسان تحيط به ،وصاح أحدهم: فتّشوه !!! ولمّا نزعوا السّرج ،وجدوا تحته الرّسائل ،وسألوه: أين الفتى الذي كان يحمل البريد ؟ فردّ : لا أعلم عمّا تتحدثون، وبحثوا عنه حتى وجدوه مرميا وفوقه أوراق الشجر ،فقادوا أوغلو للسّلطان ،فقال له ويحك هل أنت من قتل رسولي ؟ أجاب الرجل ،وهو يرتجف من الخوف :من المؤكّد أنّه هناك خطأ يا مولاي !!! 
...
يتبع


بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-