رواية قصة أميرة سمرقند الفصل السادس بقلم كاتب مجهول
#اميرة_سمرقند
غادر حاتم الى حيث وجد القوم يحتفلون خلف تابوتهم ..فسار معهم وهو يفكر بالطريقة التي سيحصل فيها على كنزه دون أن يثير انتباههم .. وإلا اتهموه بتخريب احتفالهم...لذا قرر أن ينتظر..وبعد أن قاموا بآخر الطقوس و دفنوا التابوت في مقابرهم، انصرفوا لحال سبيلهم .وفي الليل عاد حاتم وهو يحمل مجرفة وشرع بالحفر ..وأخيراً وصل الى التابوت...لكنه وقبل أن يفتحه... إذا بعددٍ من الرجال يحيطون به ويقبضون عليه متهمين إياه بتدنيس المقابر .و قرروا قتله في الحال حسب قوانينهم ..
أصيب حاتم بالهلع فلم يقوَ على النّطق أو الكلام .. فاستسلم لهم وأدرك نهايته ..وهنا حدث أمرٌ عجيب..إذا انفتح التابوت من تلقاء نفسه فأصيب الجميع بالرعب وشخصت أبصارهم نحو القبر...ثم خرجت الدمية من التابوت وهي تقف على قدميها وتتحرك وتلتفت كالأحياء تماما...سيطر الذهول على الكل وكادوا أن يهربوا فزعاً لولا أن نطقت الدمية بالقول :إنتظروا ولا تقتلوا زوجي!!!!ثم قامت الدمية بتمزيق القماش عنها ،فإذا هي فيروز !!!كان حاتم هو أكثر المصدومين مما يحدث ..لكن فيروز اقتربت من الرجال وأخبرتهم أن حاتم إنما حفر القبر لينقذها من الموت اختناقا .. وهو سببٌ وجيهٌ جداً ليرفع عنه عقوبة الإعدام ..الرجال الذين اشتروا التابوت منها سألوها عن سبب قيامها بذلك ؟؟
فأخبرتهم بمسألة التحدي بينها وبين زوجها ،وبأنّها قامت بإفراغ الحجارة من الدّمية ثم ولجت داخلها ،بينما قامت زوجته الاولى بخياطة الدمية عليها من الخارج..فيروز لم تخبرهم بشأن العقد الماسي .. لكنها أوضحت لهم بأن شدة حب زوجها لها هو الذي دفعه للمخاطرة بحياته وإنقاذها ..آنذاك..أطلق الرجال سراح الزوجين خصوصاً بعد أن علموا بأن فيروز هي ابنة ملك سمرقند ..في طريق العودة..قال حاتم :إذن فزوجتي الاولى قد اشتركت معكِ في المؤامرة ضدي ؟؟
ردت فيروز : توقها لطلاقي منك هو ما دفعها لمساعدتي، لقد فعلت ذلك لأنّها تحبك وتريد أن تحافظ عليك ،.ثم أخرجت هي من جيبها العقد الماسي وناولته لحاتم وهي تقول :تفضل !!! هذا الذي خاطرت بحياتك لأجله،أخذ حاتم العقد منها فدمعت عيناه فرحاً به ثم قال :يا لكِ من امرأةٍ ذكية وجريئة وشجاعة ، فيروز أنتي طالق..وهكذا عادت فيروز الى أبيها وهي تحمل بيدها ورقة الطلاق الثانية ولمّا ينقضي اليوم السابع على زواجها !!! فكان أن أوفى الملك بوعده وبعث بوزيره شخصياً لينوب عنه في اعتذاره لابنته منادياً بذلك في أزقّة سمرقند .
بعد التّجربتين الفاشلتين اللتين خاضتهما فيروز ، اعتقد الملك أن ابنته ستوافق هذه المرة على أي أميرٍ يتقدم إليها..لذلك قام الملك بتنظيم حفلةٍ في قصره دعا إليها عدداً من الامراء ..وطلب من فيروز أن تكون مضيفة الحفلة وأن تستقبل الضيوف ففعلت ..فيروز كانت تدرك نوايا والدها..وإنه إنما أقام الحفلة حتى تختار عريساً لها ..فأرادت فيروز أن تعلّم أباها درساً في عدم التدخل في شؤونها ..فقررت أن تدلي بتصريحٍ مهمٍ في منتصف الحفلة.. لكنها انتظرت قدوم الامير خلدون حتى يكتمل نصاب قائمة الضيوف التي أعدها الملك مسبقا ..غير أن خلدون لم يحضر..
عندها وقفت الأميرة فوق إحدى الطاولات ،وأعلنتها صراحةً بأنها لن تتزوج إلا بمن يفوقها ذكاءا .. وليس من بين الحاضرين من هو أهلٌ لذلك أبدا...لذا فعلى كل أمير أن يحفظ ماء وجهه وأن ينصرف بما تبقّى له من كرامة ...شعر الجميع بالإهانة..فخرجوا وهم ناقمين من الملك وابنته الشديدة الوقاحة والصلافة كما وصفوها ..أما الملك..وبعد أن أفرغ جام غضبه على فيروز ، فقد عاد وصرح بأنه سيزوجها غداً من أول شخصٍ يدخل سمرقند من بوابتها الوسطى عند أول شعاعٍ للشمس...
...
يتبع الحلقة 7