رواية نورهان زوجة السلطان الفصل الرابع 4 بقلم كاتب مجهول

 

رواية نورهان زوجة السلطان الفصل الرابع بقلم كاتب مجهول

#نورهان_زوجة_السّلطان
الجزء الرابع

التخلص من صفيّة وياسمينة...

طلبت نورهان رؤية شيخ الرّعايا الصّرب في الأستانة، وكان ممّن ساعدها في ترميم القصر القديم ،ومنذ ذلك الوقت توطدّت العلاقة بينهم ،خصوصا لمّا عرف حقدها على الأتراك ،قال لها : تعالي إلى دكّاني في السّوق،واحذري أن يراك أحد !!! غطّت راسها ، وخرجت .لمّا ابتعدت عن القصر وجدت عربة قادتها إلى السّوق ،ورافقها السّائس إلى دكّان "إيفان " الصّربي ،كان ذلك الرّجل يعمل في تجارة العطور والبخور ،ونقله العثمانيون مع مجموعة من التّجار والحرفيّين لتنشيط أسواقهم ،ورغم أنه من أصحاب النّفوذ ،وتجوب قوافله أرجاء السّلطنة ،إلا أنه لم ينس حقده على الأتراك الذين إنتزعوه من بلدته، و لم تكف عشرون سنة لينسى زوجته التي إإختطفوها أمامه وباعوها في أسواق الرّقيق .

لمّا رآى نورهان رحّب بها، وقال: أيّ ريح طيبة أتت بك إلى هنا ؟التفتت حولها وقالت :لن أبقى كثيرا هنا ،أنا بحاجة إلى جارية عديمة الرّحمة بإمكانها أن تقتل أحدا دون أن ترمش لها عين !!! نظر إليها "إيفان " وقد بانت الدّهشة على وجهه ،حرّك يديه في عصبيّة ،وهمس: إخفضي صوتك !!! فجواسيسهم في كل مكان، هيّا إلى الدّاخل !!! سألها ماذا تريدين أن تفعلي بحق السّماء ؟ هل تدركين أنهم إذا قبضوا علي الجارية ،سيقتلعون عيونها لتعترف بكلّ شيئ ،وإذا علموا أنّها من الصّرب، فسيصبّون على حارتنا جام غضبهم، لا يبدو أنّك تفكرّين في العواقب !!!

 أجابته : أرى أن أحوالك مع الأتراك أصبحت جيدة، بعد أن كنت تاجرا صغيرا ،لقد أعماك المال عن وطنك !!! قال :وما فائدة التهور إذا كان سيزيد من آلامنا ؟ الحكمة قبل الشجاعة يا نورهان ،هل تفهمين ذلك؟ قالت :سأتدبّر الأمر وحدي، لا أحتاج إليك يا "إيفان " ،نم قرير العين ،فلن يلمسوا أحدا منّا ،ولن تجدهم أمام دكاّنك.خرجت من عنده ،وهي تتميّز غيضا ،ثمّ سألت عن بائع العقاقير، فقيل لها إنّه على بعد مائتي خطوة ،لما وصلت إليه وجدت شيخا من سريان الشّام وقالت له: أريد شيئا للقضاء على الجرذان، فقد قرضت كلّ ما في بيتي من متاع، ولم ينفع معها شيئ !!!





إبتسم وقال: سأعطيك شيئا يقتلها على الفور إن أكلت منه ،وعليك بالحذر فهو أيضا مميت للبشر ،ولا طعم له ،المشكلة هو ارتفاع ثمنه، لأنّه مصنوع من سمّ العقارب الرّمادية ،ولا توجد إلا عند الزّنج. أخرجت صرّة من الدنانير ورمتها له، وقالت هل يكفي ذلك؟ هزّ الصّرة في يده ،وقال : أعدك أنّها لن تزعجك هذه الحيوانات بعد اليوم، فقط عليك بوضع هذا الدّواء في بعض الجبن أو الشّحم !!!

في طريقها إلى القصرإشترت قنّينة من شراب اللوز الفاخر، والحلوى الفارسيّة ،وعندما وصلت دست فيها السمّ ،ونادت على صفية ،وقالت لها إحملي هذه الهديّة إلى ياسمينة زوجة السلطان ،فأنا أرغب أن ننسى خلافاتنا !!!نظرت إليها الفتاة وضحكت ،ثمّ قالت : أتظنّين حقا أنّها ستغفر لك سرقة زوجها، وإنجاب الذكور له ؟ أعتقد أنها ستقذف الهدية في وجهي ،لكن سأحمل لها الطبق ،قد تكون في مزاج جيّد وتقبله منّي !!!
عندما خرجت من عندها ،إنتظرت قليلا، ثم أرسلت في طلب رئيس الحرس وقالت له :لقد رأيت تلك الجارية صفيّة تضع شيئا مجهولا في طعام الملكة ،أخشى أن يكون سمّا !!! خذ رجالك وأسرعوا ورائها !!!صاح رئيس الحرس، ووقع هرج ومرج في القصر ،وعندما دخلوا غرفة ياسمينة وجدوها ممدّدة على الأرض دون حراك، وفي يدها قطعة حلوى ،أمّا صفيّة فكانت مستندة عل الحائط ،وظهر على وجهها ذهول شديد . لمّا علم السّلطان إشتد غضبه وقال ،من سمّم ياسمينة هو نفسه من سمّم الطفل !!! ونورهان بريئة ،لكن هذه المرّة أريد أن أعرف كلّ الحقيقة !!!

بعد يومين حضر القاضي لمجلس السّلطان، وإستدعى صفيّة ،وقال لها :أنت متّهمة بتسميم إثنين من زوجات السّلطان ،وقد نجت إحداهما، لكن مات رضيعها ،أما الأخرى فماتت من حينها ،فماذا تقولين لدفاعك؟ أجابت : الملكة نورهان هي التي وراء مكيدة ياسمينة ،أما الطفل فلا أعلم عنه شيئا !!! 
طلب القاضي من نورهان أن ترد على هذه التّهمة ،فوقفت ،وقالت: في اليوم الذي فقدنا فيه الطفل أحسست بآلام شديدة لأني فقط تذوقت من طعامها ، ولو أكلت منه لكنت الآن في عداد الأموات ،و هي الجارية الملثمة التي سلمتكم الرسالة !!! قال القاضي: أحضروا لي ورقة مكتوبة بخطها والرسالة وسأقارنهما ،وإن كانتا متطابقتين، فهي المجرمة !!! 






لمّا سمعت صفيّة ذلك إنهارت، وجثت على ركبتيها ،وقالت: الرحمة ،سأعترف بكل شيئ :أنا من سمّمت نورهان والطفل ،أمّا ياسمينة فإّنني برئة من دمها!!! ،لمّا سمع السّلطان عبد المجيد ذلك لم يتمالك نفسه ،وقبض على رقبة صفية، وقال لها: أعطيني سببا واحد لتغدري بصديقتك !!! نظرت إليه ،وأجابت: أنت السبب !!! هل تعلم ذلك ؟ فضّلتها عليّ رغم أنّها لا تفوقني جمالا، وجعلتني خادمة لها ،أعتقد أنّ هذا يكفي ، ومتى كان التّرك يميّزون بين الجواد والحمار ؟

قال السّلطان: أحضروا طبق الحلوى، وإغمسوا وجهها فيه !!!صاحت صفية: الرّحمة يا مولاي لقد قتلتني الغيرة ،أنت لا تحسّ بذلك !!! هل عندك مشاعر ؟ لكن لم يرد عليها أحد . وضع الحرّاس الطبق على مائدة ،وجروها وهي تصرخ وتستغيث، ثم دسّوا وجهها فيه ،وفي بضعة ثواني ماتت وغطت جسدها زرقة داكنة ،أخفى القاضي وجهه وقال: لم أر في حياتي سمّا أشد فتكا من هذا السّم !!! ثمّ قال: كما تدين تدان ، هيّا علّقوها على أبوب المدينة حتى تذروها الرّياح، وتكون عبرة لمن يحاول الإساءة للسّلطان .

لمّا خرجت نورهان من مجلس السّلطان،ظهرت على وجهها إبتسامة عريضة فلقد إرتاحت من عدوّتين لدودتين دون أن تحرّك إصبعا واحدا، وزادت منزلتها عند السلطان الذي أصبح يقرّبها ويثق فيها ،أمّا إيفان الصّربي فلمّا سمع بالأمر ضحك ،وقال :لقد تفوّقت علىّ في الدّهاء،فهل تكون الملكة التي تحرّر بلدها من الاحتلال العثماني ،وتقود جيوشهم ؟ ما هو مأكّد أنّه سيساعدها ويجمع النّاس حولها عندما تحين المعركة ...
....
يتبع


بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-