رواية قصة أميرة سمرقند الفصل الثالث 3 بقلم كاتب مجهول

 

رواية قصة أميرة سمرقند الفصل الثالث بقلم كاتب مجهول

#قصة_اميرة_سمرقند
الجزء الثالث

«ضحكت فيروز من سخرية الحياة ضدها والتي وضعتها في مثل هذه المواقف ،ثم قررت أن تخرج غداً للعمل مع بلال ، فدهش الرّجل من جرأة قرارها وهي التي لم تضطر للعمل في حياتها من قبل يوماً واحدا ..»
كيد النّساء....

أخبرته أنها لا تطيق هذا الطعام الحقير.،ووأنها تريد أكلا جيدا هكذا خرجت فيروز فجر اليوم التالي مع زوجها الى السوق ..وعندما أراد بلال أن يأخذ البصل من التجار،منعته عن ذلك..وطلبت منه يشحن عربته بالتفاح والفواكه الأخرى،.فاستغرب ،وأخبرها بأنه لا فرصة له في بيعها، لأنها كثيرة في السّوق .

وباعة البصل قليلون،غير أنّ فيروز أمرته بتنفيذ رغبتها . ففعل ذلك على مضضٍ ، لكنه لم يقدر أن يبيع شيئاً من الفاكهة التي لديه ،حتى كاد النّهار أن ينتصف.
فالتفت الى فيروز التي تقف جنبه وقال لها باستياء :ألم أخبركِ ؟؟.. فلقد بُح صوتي ولم أتمكن من أن أبيع ولو حبةً واحدة ..آنذاك كشفت عن وجهها ..ثم وقفت للبيع مكان زوجها..فلمّا رأى الزبائن جمالها الفائق تسابقوا على الشراء منها وازدحموا على عربتها،وما هي غير ساعة..وإذا بالعربة تفرغ تماماً من بضاعتها، ومن دون أن يضطر بلال الى إيذاء حنجرته بصياحه المعتاد ،سرّ الرجل بمنظر النقود التي جمعتها له زوجته ..وفي طريق العودة الى البيت..قامت فيروز بشراء اللحم ،وسائر اللوازم الأخرى من أجل إعداد طعام يليق بها وطبخ لها بلال ما تشتهيه ،فأكلت حتى شبعت .

ثمّ أخبرته بأنها ستواصل البيع لأجله شريطة أن لا يقترب من فراشها ..وبعد مضي إسبوعٍ على هذا المنوال..تجمّع لدى بلال الكثير من المال بفضل زوجته ..ثم قام بتحويله الى ذهب.. فأصبح عنده عشر قطعٍ ذهبية ،وعند المساء.. وضع النقود أسفل وسادته ، لكن فيروز طلبت من بلال ان يريها النقود ففعل،. ثم طلب من زوجته أن تعيد النّقود ، فأحسّ بها وهي تمدّ يدها أسفل وسادته ،ثم أغمض عينيه، ونام ملئ جفونه،.فلما استيقظ صباحاً، تفقّد الذهب لكنه لم يجد شيئا،فذهل بلال وقلب البيت رأساً على عقبٍ، لكن المال كان قد إختفى .

حينذاك التفت الى زوجته ،وسألها عن النّقود فأنكرت رؤيتها ،.فلم يصدّقها بلال ، واتّهمها بأنّها إحتالت عليه ..فكيف تختفي القطع الذهبية وهي الوحيدة التي كانت معه في البيت !!! فلما أصرت على الإنكار ، طلب منها أن يصحبها الى (بيت الصدق)، وهو مكانٌ مقدس يقع في ضواحي سمرقند ..ومن خصائصه العجيبة هو أن الذي يكذب فيه متعمداً فإنه يصاب فوراً ببرصٍ في وجهه ..

وافقت فيروز على الذهاب الى ذلك المكان بكل ثقة .. لكنها اشترطت عليه أن يطلّقها إذا ظهرت برائتها..فوعدها هو بذلك لأنه كان متأكداً جداً من جريمتها ..ثم إصطحبها بلال فوراً وبلا تردد ..وكان بيت الصدق يبعد مسيرة يومٍ كاملٍ على الأقدام ..وأثناء الطريق..مر الإثنان على مستنقعٍ مليئٍ بالقصب،فطلبت فيروز من زوجها قصبة لكي تتكأ عليها لأن المشي قد أرهقها ..أحضر بلال لها ما طلبته ثم استئنفا المسير ..
وعندما بلغا بيت الصدق ، وكان بيتاً من حجرٍ في مكانٍ منعزل ، طلب بلال من زوجته أن تتقدم وتجهر بالحقيقة بشأن النقود ..فناولته فيروز عصاها كي يمسكها ، ثم دخلت بخطى ثابتة، وأقسمت على أن النقود ليست بحوزتها وأنها أعادتها الى زوجها .أصفرّ وجه بلال حينما لم يحدث شيئ..فهذا يعني أنّ فيروز صادقةٌ في دعواها، وأنه قد ظلمها لما إتهمها بالسرقة ،واضطرّ في الأخير أن يطلقها ،لأنّه كان قد وعدها بذلك ...
...
يتبع الحلقة 4


تعليقات



×