رواية قلب ارهقته الحياة الفصل الثاني 2 بقلم هناء النمر

 

رواية قلب ارهقته الحياة الفصل الثاني بقلم هناء النمر

قلب أرهقته الحياة. .....الفصل الثانى 

بدأت هدى تلاحظ همهمات بين الناس ونظرات غريبة لها منهم خاصة من أهل العريس أو بمعنى أصح أهل زوجها ، وبدأ ظهور تجمعات من الناس مع بعضهم ، وبدأ ارتفاع الأصوات ، وظهر الارتباك بين كل الموجودين فى الفرح ، 

وجهت هدى انظارها لأمها وأخواتها ، وجدت أنهن فى حالة غريبة ، لدرجة أنها لمحت دموع على وجه أمها ، 
وقفت هدى وأشارت لل DJ أن يتوقف ، وارتفع صوتها وهى تنظر لأمها 

...هو فى ايه ، مالكم ؟

صعدت هوايدا ف اتجاهها وهى مرتبكة تماما لدرجة أنها كادت تفقد توازنها لولا أنها تمالكت نفسها حتى وصلت لها ، 

مالت على أذن هدى وهى تقول بصوت مرتعش 

...الناس بتقول أن انتى حامل ....

نظرت لها هدى بزهول وعيون متسعة وهى تقول 

...إيه ، انتى اتجننتى ...

أشارت هوايدا بيدها على الناس والدموع تملأ عينها وقالت 

...هم اللى بيقولوا ...

التفتت هدى لزوجها الذى قد كان وصله ما قيل هو الأخر ، فوجدته متجمدا تماما لا يتحرك ، 

تقدمت هى للناس ، واستجمعت شجاعتها التى لا تعلم من أين اتتها فى هذا الموقف ، وقالت 

...إيه اللى انتوا بتقولوه ده ...

ساد صمت تام بين الجميع وهم ينظرون لها ،
صرخت بصوت عالى ، 

...ما حد يرد عليا ، مكتومين ليه ؟ ...

ردت والدة العريس ، الحاجة لواحظ ، والتى لم ينوبها من زيارتها لبيت الله إلا المصاريف ، 

...اللى سمعتيه ياعين أمك ، كلهم بيقولوا انهم شافوكى كتير راجعة مع إللى ما يتسمى ده بعد الساعة 10 بليل ...

...دى مرة واحدة ، وكنت راجعة من نبتشية واتقابلنا صدفة ، و مشيت معاه عادى ، لأن مكتوب كتابنا يعنى جوزى ، وبعدين ده اصلا يخليكوا تقولوا الكلام ده ، انتوا عارفين انتوا بتقولو ايه اصلا .... 

....والله جوزك ، مش جوزك ، ملناش فيه ، إحنا عايزين ندخل بيتنا واحدة نضيفة. ..

عند هذا الحد من الكلام ، هاج الجميع على بعضهم ، أهل العريس وأهل العروسة ، أما المحايدين فيحاولون فض الاشتباكات ، وبدأوا بالسباب والشتائم فى بعضهم وبأقزر الألفاظ ،

استدارت هدى لزوجها ، منتظرة منه أن يتكلم ، يصرخ ، يخبر الجميع أنه لم يحدث شئ ، وأن حدث فهى زوجتى ، لكن للأسف لم تجد غير حالة من الجمود الغريبة التى اعتلته ، 

عادت بعينها مرة أخرى واخذت تدور بعينيها بين الجميع ، وجدت أن الزفاف سيتحول إلى مجزرة بسبب الشرف ، 
وقعت عينيها على أمها و أخواتها ، وجدتهم يصرخون ويبكون وكل منهم تحتمى بالأخرى ، 

أن لم تستطع إثبات عكس ما قيل ، سيهدر دم الكثير ، ولن تموت الشائعة ابدا ، 
وستسوء سمعة اخواتها ، وستتحول المتزوجات منهن لمطلقات ، ولن تتزوج الأخريات ، فهم خمس فتيات تربين على يد امرأة بدون رجل فى حياتهم .

لم تعلم هدى كيف واتتها الشجاعة لتواجه ما يحدث 
صرخت فى الجميع بأعلى ما فى صوتها قائلة 

....بس ، بس ، كفاية ....

بدأت الأصوات تهدأ شيئا فشيئا ، وانتبه لها الجميع ، 

...إيه اللى انتوا بتعملوه ده ، وليه ؟ عشان واحد ولا واحدة زبالة بنت كلب ، قالت كلام زى ده من غير أى أساس ، انا واخواتى متربيين فى وسطكوا من يوم ما اتولدنا ، ومفيش مخلوق قدر يقول فى حقنا نص كلمة ، جايين دلوقتى عشان كلمتين فاضيين، صدقتوهم فى ثانية ، وهتموتوا بعض كمان ...

استدارت لمحمود ابن عمها وقالت له 

...روح يامحمود ، هاتلى خالتك أم إبراهيم الداية ...

استدارت لام زوجها وقالت 

...طلبتيها واديكى نولتيها يالواحظ ، مكنتيش عايزة الجوازة تتم ، وأهى مش هتم ...

وعادت تواجه جميع الحاضرين وهى تقول 

...الدخلة هتتعمل بلدى وبإيد الداية ...

والتفتت لزوجها وهى تقول 

...وفى شقة المحترم جوزى وعلى سريره كمان ، جوزى اللى الكتمة جاتلوا ومفتحش بقه بكلمة يدافع بيها عن شرف مراته ، مراته اللى مسمحتلوش يمسك ايدها ولا حتى بعد كتب الكتب ...

ثم استدارت مرة أخرى للجميع وقالت 

... والباب هيبقى مفتوح ، أى واحدة منكم عايزة تتفرج ، تتفضل ، وعلى عينك ياتاجر ...

عادت بنظرها لابن عمها مرة أخرى وهى تقول ، 

...مش سمعت انا قلت ايه ، يلا روح ، وفى دقيقة تكون هنا ...

والتفتت مرة أخيرة للحضور وقالت 

...من هنا لوقتها ، مش عايزة مخلوق يفتح بقه ، لا رجل ولا مرة ، خسارة حد يتأذى عشان كلمتين فارغين من واحدة سافلة ، على بنت ناس أشرف منها مليون مرة ....

قالت كلماتها وهى تقصد بها امرأة بعينها 

رفعت هدى فستانها ونزلت سلم المسرح ، وانطلقت وحدها من بين الجميع باتجاه بيت زوجها تبعها أمها وأخواتها وهم يحاولون أن يمنعوها عن ما نوت عليه ، لكن بدون فائدة ، 

وقفت أمام شقة العرس التى جهزتها بنفسها وهى لم تملك حتى مفتاحها بعد ، 
صعدت عمة العريس وقامت بفتح الشقة ، وتبعها خال العريس وهو يقول لهدى 

...مفيش داعى للى انتى ناوية تعمليه دا يابنتى ، كلنا عارفينك ومربينك على ادينا ..

...لو انتو فعلا كدة ، كنتوا رديتوا عنى ، لكن خلاص ، انا اللى هرد عن نفسى وعن اخواتى ..

دخلت الشقة ، واتجهت لغرفة النوم ، شدت الفستان بعنف ومن شدة غضبها مزقته ، اتجهت هدير لها وهى تبكى لتساعدها فى خلع الفستان ، 

وقفت بقميص النوم الأبيض الداخلى ، اتجهت للسرير، نامت عليه ، وفتحت قدميها ، تقدمت منها الداية العجوز وهى تبكى هى الأخرى ، ووقف أكثر من خمسة عشر امرأة من أهلها وأهل زوجها ، وليس من بينهم والدته، 

تحملت الألم والمذلة من أجل أربع فتايات يبكون حولها ومن أجل امرأة ضاع عمرها عليهن ومن أجلهن، امرأة تقف بجانبها تنوح حظ أقرب بناتها لقلبها ، تنوح حظ سندها وظهرها ، كما كانت تقول دائما عنها ، 

أما فى الخارج فيقف الجميع على أحر من الجمر ، 
وفجأة صدعت الزغاريد من كل أنحاء الشقة ، تبعها زغاريد فى كل أنحاء البيت والشارع ، وكأنها صادرة من كل أنحاء البلد وتدوى أيضا فى كل أنحاء البلد لتنفذ فى أذن كل من أراد تشويه سمعتها وشرفها ، 

سندوها أخواتها لتقف ، طلبت منهم أن يلبسوها عباءة بيضاء ، جائوها بالعباءة المجهزة للصباحية، بيضاء ومرصعة بفصوص فضية ، ارتدتها وخرجت أمام الجميع ، وقفت أمام زوجها وعائلته ، وقالت

...ورحمة أبويا اللى عمرى ما حلفت بيه لأبكيكو بدل الدموع دم ...

وتركتهم وابتعدت وحولها اخواتها الاربعة ووالدتها باتجاه بيتها ، 

********************************************

وقفت أمام مرآتها ، تتأمل نفسها فى ليلة زفافها ، 
خرجت من بيتها عزراء وعادت له فى نفس الليلة بعدما فقدت عذريتها بدون أن يلمسها رجل 

يتبع

بدل ماتدور وتبحث علي الروايات خليها علي تليفونك وحمل تطبيقنا

تحميل تطبيق سكيرهوم
تعليقات



close
حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-