رواية قصة أميرة سمرقند الفصل الثاني 2 بقلم كاتب مجهول

 

رواية قصة أميرة سمرقند الفصل الثاني بقلم كاتب مجهول

#قصة_اميرة_سمرقند
الجزء الثاني

«ثم اقترب الملك من بلال وشدد عليه أن لا يطلقها مهما ألحت فيروز عليه بذلك ... وله أن يعاملها كما يشاء ، فهي زوجته وليست أميرة القصر بعد الآن»

خرج بلال من القصر يجرّ عربته ، خالي الوفاض إلا من أميرةٍ حانقة تلعن حظها العاثر في كل خطوةٍ تخطوها باتجاه بيت زوجها ..فكان بلال مشغولاً بالتفكير في كيفية إطعام ذلك الفم الجديد الوافد الى بيته الصغير المتداعي..فرزقه بالكاد يكفيه وحده ..وجلالة الملك لم يساعده بشيئ في زواجه هذا .. باسثناء حفلة الزواج المقتضبة ..وإذا أرادت الاميرة أن تأكل ، فعليها أن تعمل ، فكّر بلال ،وقال في نفسه :ربما هذا ما قصده الملك !!!

وأثناء الطريق..أدرك بلال أن الاميرة قد تعبت من المشي فقال لها بحياء :يا سمو الأميرة ،ثم تذكّر كلام الملك ،فأردف قائلا يا فيروز...هنا... التفتت اليه فيروز بغضبٍ وصاحت : ويحك ،كيف تخاطبني باسمي يا هذا ؟؟.. ألا تعلم من أكون !!!؟؟؟

رد بلال بصعوبة:لكن جلالة الملك هو من أمرني بذلك ..قالت هي :جلالة الملك ليس هنا الآن ... عليك أن تقلق وأن تخشى مني أنا ..والآن.. ماذا كنت تريد ؟؟ قال:إذا كنتي قد تعبتي من المشي فبإمكانكِ أن تركبي العربة ..ذهلت فيروز فتفاقم غضبها وصاحت: أتريدني أن أركب مع بقايا قشور البصل ؟؟ حتى تصبح رائحتي عفنة ؟؟ هل أنت مجنون ؟؟؟

سكت بلال ولم يتكلم حتى بلغا بيته قُبيل منتصف الليل ..فأنار السراج فدخلت فيروز وهي تغطي أنفها بالمنديل كي لا تتأذى من رائحة البيت الخانقة حسب زعمها..جالت فيروز ببصرها في المكان ثم عابت البيت وانتقدته بشدة ..ثم طلبت منه فراشاً تنام عليه لأنها شديدة التعب من بعد الطريق وكثرة المشي ..
فأشار هو الى فراشه ، فلما عاينته أشاحت بوجهها عنه قرفا .. لكنها عادت ووضعت خمارها على الفراش ثم استلقت عليه وطلبت من بلال أن لا يقترب منها بتاتا .. ثم انقادت للنوم ..في الصباح..تحير بلال في أمرها..فهو عليه أن يعمل لكي يأكل .. 
وليس من المناسب ترك الاميرة في يوم زواجه منها..لكن عذره في ذلك أن الزواج كان إجبارياً ، وهو لم يكن مستعداً له ... وأيضاً عليه أن يطعم فيروز مقبولا شيئا، وإلا أسمعته ما لا يرضيه ،وهكذا خرج بلال للعمل رغما عنه .

وعند الظهيرة.. عاد الى منزله ،فوجد الأميرة لا تزال نائمة ..لكنه عندما دخل ،فتحت عينيها، وأخذت تدير بصرها في المكان ثم صاحت :من أنت ؟؟ فرد عليها بلال أنا زوجك عل نسيت ؟ فقالت :آه نعم .. كنتُ اعتقد أن مسألة الزواج برمتها كانت مجرد كابوس مزعج ، وأنه سينتهي ما أن أصحو ..ثم فركت عينيها وطلبت طعاما..فأحضر هو الى فراشها بعض الطعام فانتقدته وقالت :ما هذا ؟؟ فقال :هذا نصف طعامي أشاركه إياكِ ، عذراً إن لم يكن بجودة طعام القصور ،فأنا لم أكن أحلم أبداً عندما خرجت للعمل صباح الأمس بأني سأتزوج بأميرة البلاد عند المساء!!! هنا.. ضحكت فيروز من سخرية الحياة ضدها والتي وضعتها في مثل هذه المواقف ،ثم قررت أن تخرج غداً للعمل مع بلال ، فدهش الرّجل من جرأة قرارها وهي التي لم تضطر للعمل في حياتها من قبل يوماً واحدا ..
...
يتبع الحلقة 3


تعليقات



×