رواية رحم بديل الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم زينب سعيد



رواية رحم بديل الفصل الثامن والعشرون 28 بقلم زينب سعيد 






 الفصل الثامن والعشرون 

صفاء بصدمة: إنت بتقول إيه؟

آدم بأسف: بقول إيه يا عمتي؟ ليه مقولتليش لما عرفتيني؟ ليه؟ 

صفاء بحزن: عرفت إزاي؟

آدم بهدوء: وأنا بخرج من المستشفى كنت بخلص الورق وشفت الاسم وصورة البطاقة بتاعتك.

ليكمل بأسف: ليه هربتي وسبتيهم يا عمتي؟ ليه لما القدر يجمعنا يجمعنا بالطريقة الغلط؟

صفاء بدموع: جدك اللي رفض جوازي من والد فرح عشان كان موظف غلبان، بس أنا وهو كنا بنحب بعض بس جدك رفض وكان عاوز يجوزني عاصم، ساعتها هربت أنا وأحمد. 

آدم بحزن: طيب ليه محاولتيش ترجعي تطلبي السماح؟
صفاء بحزن: عشان عارفة إن جدك استحالة يسامحني وبعدها انشغلت في موضوع الخلفة؛ لأن كان عندي مشاكل فضلت أجري أنا وجوزي لغاية ما ربنا كرمنا بفرح بعد ١٥سنة جواز، ورغم ده كله أحمد كان رافض إنه يتجوز عليا رغم إني اتحايلت عليه، كان راجل بمعنى الكلمة الله يرحمه.

آدم بهدوء: الله يرحمه.

صفاء بتساؤل: عمك عاصم اتجوز رقية صح؟

آدم بضحك: حتى دي عارفاها؟ لأ اتجوز واحدة تانية.

صفاء بضحك: كانت أمنية حياتها تتجوز أبوك، لكن لما اختار أمك رمت شباكها على عاصم لغاية ما أنا هربت وسبت ليها الساحة، وبعد ده كله متجوزهاش بس بنتها اتجوزتك.

آدم بهدوء: بس خلاص اتطلقنا.

صفاء باشتياق: هشوف فرح وأحفادي إمتى؟

آدم بأسف: شوية بس لغاية ما فرح والعيال يشدوا حيلهم وهجيبهم ليكي.

صفاء بحزن: يا رب قرب البعيد.

آدم بحزم: وبعدها هنسافر البلد.

****

في شقة عبير.

تفيق سحر أخيرًا وهي تبكي بشدة. 

عبير باستغراب: مالك بس يا بنتي؟ إيه اللي حصلك طمنيني عليكي؟

سحر بتوتر: صعبان عليا بس الموتة الصعبة دي.

عبير بامتعاض وهي تمصمص شفتيها: يا أختي بلا نيلة أهو غار في داهية، قومي يا أختي قومي عقبال ما أحضر الأكل. 

لتنهض سحر سريعًا وتتجه لغرفتها وتغلق الباب خلفها وتجلس أرضًا تنتحب بشدة وهي تلطم وجنتيها وتردد: يا نهار أسود ضعت، أنا خلاص اتفضحت.

****

في شقة أمير.

يجلس هو وزوجته أمام التلفاز بمرح.

أمير براحة: أخيرًا آدم لاقاها هي وولاده! فرحتي بيه متتوصفش.

حنين بحب: الحمد لله يا حبيبي، ربنا يبارك فيهم. لتكمل بشر وهي تمسكه من التيشيرت: بقى عايز تتجوز عليا يا سي أمير؟

أمير بخوف: إهدي يا قلبي هو أنا أقدر؟ ده إنتي اللي معششة في الحتة الجوانية.

حنين بفخر: أيوة كده اتعدل، رجالة متجيش غير بالعين الحمرا.
أمير بمكر: بقى كده؟ لينهض فجأة ويحملها بلهفة وهو يتوعد لها: أنا بقى هوريكي العين الحمرا.
لتضحك هي بصخب على جنون زوجها المحبب لقلبها.

****

بعد مرور عشرة أيام تحسنت حالة فرح كثيرًا وأصبحت تتحرك في المنزل بأريحية عن ذي قبل، وكل يوم يأتي آدم لهم ولا يكف عن مشاكستها وجرأته معها، حتى أنها أصبحت تشك أنه ليس آدم الذي تزوجته في البداية؛ فهو يغرقها بحبه، وأطفالها واهتمامه بهما فهو يتفنن في إسعادهم.
كما أنها أصبحت تحادث والدتها كل يوم بعد تحسن علاقتها ومسامحة والدتها لها وتبعث لها صور أطفالها.

أما منى فقد جاءت بعد مرور خمسة أيام بلهفة لرؤية الأطفال وانصدمت بشدة عند معرفتها أن آدم شقيق أسيل هو زوجها، لكن فرحت بشدة لاستقرار وضع فرح ومكثت معهما يومين وبعدها سافرت لأهلها مرة أخرى كي تنهي جهازها.

أما محمد لا ينكر راحته بعد أن اطمأن على فرح وعلم من زوجها، هو يعلم عائلة أسيل بوجه عام ويعلم جيدًا أنهم طالما علموا بموضوع فرح لن يتركوها مهما كلفهم الأمر؛ فهي زوجة آدم العمري الوريث الوحيد لحامد العمري وأولاده بالنسبة لهم أمر أساسي. 

عند عبير ظلت تبحث عن عمل دون فائدة؛ فالأموال التي معها تخشى نفادها لكن باءت محاولتها بالفشل؛ فلم تجد أية عمل حتى الآن.

أما سحر تجلس دائمًا في غرفتها شاردة لا تدري ماذا تفعل الآن؟ فأمرها سيفضح في أي وقت فما زاد من مشكلتها هو اكتشافها أنها تحمل جنينًا في أحشائها! 

عند ضحى فهي ما زالت تعيش على أمل عودة آدم لها، فهي على يقين أنه لم يجد فرح حتى الآن وأنه لو وجدها لن تعود، فيسضطر في النهاية الخضوع لها -فهي حبيبته الأولى وزوجته التي تعلمه جيدًا- لا تدري أنه تحول من آدم زوجها إلى آدم العاشق على يد طفلة صغيرة حطمت أسوار قلبه للأبد.

أما آدم فهو يتابع عمله الآن بعزيمة وأمل؛ فقد جاء صغاره أخيرًا لأرض الواقع، فقد انتظرهما طويلًا ليأتي عوض الله له أكثر مما كان يتمنى، فهو كان يحلم بطفل واحد ليشاء القدر أن يأتيه طفلين، لكنه لم يخبر عائلته أنه وجد فرح؛ يرغب في السفر لهم ومفاجأتهم، يعلم أن مفاجأتهم كبيرة فأولها أنه وجد زوجته وثانيها طفليه وآخرها عودة عمته التي طالما سمع عنها من والديه.

أما صفاء؛ فهي تخاف من المواجهة كثيرًا، لكن لا بأس فيجب المواجهة حتى تموت وهي مطمئنة أن ابنتها في يد أمينة وسط عائلتها.

****

في شقة أسيل.

تنتهي أسيل من تجهيز أغراضها هي وفرح والصغار وارتدوا ملابسهم في انتظار مجئ آدم للذهاب لوالدتها وبعدها يسافروا جميعًا لعائلة آدم.

ليرن جرس الباب لتنهض أسيل لتفتح لتجد آدم ومعه حارسين.
آدم بتساؤل: جاهزين يا سيلا؟

أسيل بهدوء: أيوة يا آدم.

ليشير آدم لحرسه لإنزال الحقائب وبعدها يتجه لفرح وصغاره ويتحدث بحب: حبايب بابي عاملين إيه؟ ليقبلهم بحنان وبعدها يقبل رأس فرح: فرحة قلبي عاملة إيه؟

فرح بخجل: كويسة.

آدم بضحك: طيب الحمد لله، يلا بينا. 
ليحمل آدم الصغير يوسف، وأسيل يحيى وتمشي فرح بجوارهما وبعدها يغادروا الشقة بعد إغلاق الباب جيدًا.

****

في شقة عبير.

تدخل عبير غرفة سحر بامتعاض لتجد سحر تجلس شاردة كعادتها في الفترة الآخيرة.

عبير بغيظ: هتفضلي قاعدة كده يا ست سحر؟ فيه إيه؟ إيه اللي شقلب حالك كده فهميني يا بنتي؟

سحر بتوتر: مفيش يا ماما، ما أنا كويسة أهو.

عبير بسخرية: كويسة أهو! ما علينا يا أختي، فيه عريس جايلك.

عبير برعب: عريس إيه؟ أنا مش بفكر في الجواز دلوقتي.

عبير بسخرية: ليه يا أختي مستنية تجهزي نفسك؟ اتطمني فلوس جهازك جاهزة، نفسي أفرح بيكي.

سحر برفض: قُلتلك مش موافقة يا ماما.

عبير بغيظ: مش لما تعرفي هو مين؟ 

سحر بإصرار: مش عايزة أعرف مين.

عبير بغيظ: براحتك.
لتتركها وتغادر الغرفة صافعة الباب خلفها بعنف.
لتضع سحر يدها علي بطنها وتتحدث بحسرة: حلها من عندك إنت ياااا رب.

****

في فيلا آدم.

تصل السيارات أخيرًا لينزل السائق يفتح لآدم أولًا وبعدها يفتح لأسيل وفرح.

لتنزل فرح وهي تنظر للفيلا بشرود تتذكر أول مرة دخلت هذه الفيلا كانت فتاة بائسة مساقة إليها كما تساق الشاة للذبح، لكن الآن قد عادت من جديد بإرادتها كزوجة لآدم وأم طفليه وليس كآلة تفريغ تحمل طفله في أحشائها لا أكثر.

لتفيق من شرودها على صوت آدم.

آدم بحنان: يلا يا حبيبتي، الوقفة غلط عليكي.

لتومئ له بهدوء ويتجهوا للداخل لتتفاجأ بالخدم يقفون في انتظارها يرحبون بها بشدة وبعدها يصعدون لغرفة والدتها التي ما إن رأتها فتحت ذراعيها بشدة لتركض فرح سريعًا وترتمي داخل أحضانها.

ليظلوا على هذا فترة حتى تتحدث أسيل بمزاح: إيه يا طنط؟ مش كفاية كده على فروحة ولا إيه؟ مش ناوية تشوفي أحفادك؟

لتبتعد عن فرح بهدوء وهي تنظر لأحفادها بلهفة ليقترب آدم وأسيل منها ويضعا الطفلين بين أحضانها لتحتضنهما بحنان.

وبعدها يستأذن آدم وأسيل تاركين لهما مجالًا للتحدث.

****

في مكتب آدم.

أسيل بصدمة وهي تنهض من مكانها: مش معقول؟ دي عمتو صفاء؟ وفرح تبقى بنت عمتنا؟

آدم بهدوء: أيوة يا أسيل.

لتجلس بشرود: بصراحة سبحان الله، ربنا أراد يلم شمل العيلة تاني.

آدم بهدوء: ربنا ليه حكمة في كل حاجة.

أسيل بتوجس: إنت قلت لبابا وماما يمهدوا لجدو الأول؟ 

آدم بنفي: لأ حبيت المواجهة أفضل، وبعدين أكيد جدو بعد ما ترجعله بنته بعد السنين دي كلها وهي في الحالة دي أكيد هيسامحها.

أسيل بمزاح: بس أكيد طنط سميرة هتولع، هي هتلاقيها من طنط رقية ولا من عمتو صفاء.

آدم بضحك: هههههههههههه، عندك حق.

أسيل بتساؤل: هي فرح لسه معرفتش صح؟

ليومئ لها بتأييد: أيوة المفروض مامتها تبلغها وبعدين نتحرك.

أسيل بتوتر: ربنا يصلح الحال.
في غرفة صفاء.

تجلس فرح بجوار والدتها تحمل طفلها بينما الطفل الآخر داخل أحضان والدتها.

فرح بعدم فهم: يعني إيه آدم ابن أخوكي؟ أنا مش فاهمة حاجة! 

صفاء بوهن: هحكيلك يا بنتي كل حاجة. لتبدأ صفاء في سرد كل شيء لفرح.

لتنظر لها فرح بحزن: ليه كده يا ماما تبعدي عنهم؟ كان ممكن تروحي ليهم إنتي وبابا! طيب بعد ما بابا مات مرحتيش ليه بدل ما نتبهدل كده؟ 

صفاء بحزن: سامحيني يا بنتي.

فرح بأسى: خلاص يا أمي اللي حصل حصل.

ليطرق آدم الباب ويدخل بتساؤل: خلصتوا؟ نتحرك؟

صفاء بحزم: أيوة يا ابني جاهزين.
لينظر لفرح لتومئ له بهدوء: تمام.

****
بعد مرور أربع ساعات.

تقف سيارة آدم أم قصر العمري لينزل آدم وهو ينظر لعمته وفرح بعزم ويتجهوا للداخل وفرح تحمل طفل وآسيل تحمل الآخر بينما آدم يسند عمته ليقترب من الباب ويطرق الجرس.

ويفتح الباب بعد فترة بواسطة إحدى الخدم ليدخلوا إلي الداخل ودقات قلب صفاء ترتفع بشدة فقد عادت مسقط رأسها من جديد.

ليجدوا الجميع يجلسون سويا بالصالون يشاهدون التلفاز.

ليتحدث أدم بتردد: السلام عليكم. 

ليردوا السلام وبعدها ينهض الجميع بصدمة وأول من تجاوزها وتحدث صالح.
صالح بصدمة: صفاء أختي…


الفصل التاسع والعشرون من هنا 




تعليقات



×