رواية رحم بديل الفصل السابع والعشرون 27 بقلم زينب سعيد




رواية رحم بديل الفصل السابع والعشرون 27 بقلم زينب سعيد 






 الفصل السابع والعشرون

آدم بهدوء: لأ يا فرح عشان بحبك، ومتستغربيش لأن أنا نفسي مش عارف حبيتك إمتى ولا إزاي مش عارف؟ ممكن تديني فرصة يا فرح عشان خاطر ولادنا على الأقل مش عشاني.

لتنظر له بحيرة لا تدري بماذا ترد عليه؟! 

لتتحدث أسيل أخيرًا: فرح إنتي عارفة إني بحبك قد إيه، ويعلم ربنا إن صدمتي إن جوزك يبقى أخويا لغاية دلوقتي مش قادرة أستوعبها ومقدرة وجعك وألمك، بس أنا من رأيي تديله فرصة، آه عشان أخويا بقولك كده؛ لأن مفيش أطيب ولا أحن من أخويا ومسير الأيام تأكدلك كده، مامتك الحمد لله بقت بخير وسامحتك لأ وكمان عايشة معاه، وأهلي كمان عارفين يعني ولادك مش هيروحوا منك لأن هيتربوا ما بينكم إنتم الاتنين، وهتكملي كليتك وهيتعملك فرح وكل اللي إنتي عايزاه كمان. لتنظر لآدم بتساؤل: صح يا آدم؟

آدم بلهفة: آه طبعًا، هي تؤمر بس.
فرح بحيرة: عايزة أشوف ماما.

آدم بأسف: مش هقدر أجيبها ليكي ولا هقدر أوديكي وإنتي كده، استني شوية لغاية ما تشدي حيلك وهوديكي ليها إنتي والأولاد.

فرح بعدم اقتناع: طيب.

آدم بتوجس: طيب ورأيك في كلامي؟

فرح بتوتر: لما أتكلم مع ماما الأول، مش هعمل حاجة تاني من وراها.

آدم براحة: تمام.
ليقبل صغاره بحنان وينهض بفرحة: هروح أسجل الأولاد وأرجع ليكم، سلام يا أم يحيى.
ليقبل وجنتها على حين غفلة ويغادر سريعًا! 

لتنظر له بخجل وعدم تصديق، لتضحك أسيل بشدة وبعدها تحتضن فرح بحب لتبتعد بعد فترة: ياه يا فرح، فرحتي بيكي إنك بقيتي مرات أخويا متتوصفش.

فرح بضيق: خلاص بقى يا أسيل.

أسيل بمكر: مش عارفة ليه حاسة إن مش آدم بس اللي واقع؛ ده حضرتك كمان.

فرح بتحذير: بس بقى يا أسيل بطلي رخامة، وقومي هاتي حاجة آكلها علشان جعانة أوي.

أسيل بتذكر: معلش يا حبيبتي نسيت خالص، هجيبلك الأكل بسرعة وآجي.

لتذهب أسيل لإحضار الطعام لتنظر فرح لأطفالها بحب.

****

في سيارة آدم.

يقود سيارته بفرحة غامرة ويتجه لمنزله لإحضار قسيمة الزواج والأوراق المطلوبة وبعدها يذهب لمكتب الصحة ليقوم بتسجيل صغيريه.

****
في شقة أسيل.

تجلس فرح وأسيل على الفراش برفقة الصغار يتناولا الطعام بنهم، لترجع فرح ظهرها وتستند على الوسادة وتردد: الحمد لله، كنت هموت من الجوع بصراحة.

أسيل بنوم: وأنا كمان، يلا أسيبك وأقوم أنام قبل ما حبايب عمتو يصحوا.

فرح بوهن: ماشي يا حبيبتي، تصبحي على خير.

أسيل بهدوء: وإنتي من أهله.

****

في الحارة التي تقطن بها عبير تسير عبير وسط السوق تقوم بشراء الخضار، لتجد الناس يتحدثون عن شيء ما لتقترب بفضول: هو فيه إيه يا ستات؟ مالكم بتتكلموا في إيه كده؟

أحد البائعين بأسى: شُفتي اللي حصل لدكتور أحمد يا أم سحر؟ 
عبير بفضول: لأ، هو إيه اللي حصل؟

البائعة بحزن: قال كان مأجر شقة في إمبابة لتكمل بامتعاض: قال بيقابل فيها ستات يا أختي أستغفر الله العظيم، النهارده الناس في الشارع لقوا الشقة مولعة جابوا المطافي ولاقوه جوة مفحم، وصاحب الشقة بلغ أهله وشريكه في الصيدلية بلغ أهل المنطقة.

عبير بسخرية: يا أختي أهو غار في داهية، ويا ريته مات موتة عدلة، يلا سلام يا ست لما أروح بقى.

البياعة: بالسلامة يا أم سحر.

****
في شركة آدم.

يجلس أمير في مكتبه ويراجع أعماله بتركيز شديد ليفتح آدم الباب ويدخل، جلس أمامه بصمت.

أمير بتساؤل: فيه إيه مالك؟ خير؟

آدم بإبتسامة: لقيت فرح.
أمير بلهفة: بجد؟ طيب هي عاملة إيه؟

آدم بوهن: ولدت.

لينهض أمير بفرحة ويحتضن صديقه بحب أخوي: ألف مبروك يا صاحبي، مبروك ما جالك. 

ليضمه آدم بحب: الله يبارك فيك.

ليجلس أمير أمام صديقه ويتحدث بتساؤل: هي جابت إيه؟

آدم بهدوء: يوسف ويحيى.

أمير بفرحة: بسم الله ما شاء الله، اللهمَّ بارك يا صاحبي، ربنا يباركلك فيهم.

آدم بهدوء: اللهمَّ آمين.

أمير بتردد: مالك يا آدم فيه إيه؟ فرح رفضت ترجعلك ولا إيه؟

آدم بنفي: لأ.

أمير بتعجب: أومال فيه إيه؟!
ليمد آدم يده بالورق لأمير، ليأخذ أمير الورق ويقرأه بتعجب، وسرعان ما ينظر لآدم بصدمة: مش معقول! 

آدم بسخرية: شايف الصدف.

أمير بتعجب: رب صدفة خير من ألف ميعاد، سبحان الله، إنت عرفت إزاي؟

ليتنهد آدم بأسف: دي صورة بطاقتها، كانت في الورق بتاعها في المستشفى وأنا بخرجها. 

ليردد أمير بفضول: تفتكر عبير كانت تعرف إنها عمتك؟

ليحرك آدم رأسه نافيًا: لأ ما أعتقدش.

ليردف أمير بحيرة: طيب ليه مش واجهتها؟ 

ليردد آدم ببساطة: لأني وقتها كنت مشغول بفرح، وموضوع عمتي ده كان هيقلب الدنيا.

ليومئ بتفهم: عندك حق، طيب والعمل؟

آدم بحيرة: مش عارف أعمل إيه؟! أبلغ جدي؟ 

أمير بنفي: لأ، أنا من رأيي تواجهها هي أفضل.

آدم بتأكيد: ده فعلًا اللي هعمله في الأول.

أمير بهدوء: طيب كنت عايز أجيب مراتي ونيجي نزور فرح. ليكمل بتذكر: إنت لقيتها فين صحيح؟

آدم بسخرية: مش هتصدق، كانت عند أسيل.

أمير ببلاهة: أسيل مين؟

آدم بسخرية: أسيل أختي.

أمير بتعجب: لأ بقى! ده كده يا محاسن الصدف فعلًا، بصراحة إيه اللي لم الشامي على المغربي؟
آدم بقلة حيلة: هحكيلك.
ليبدأ في سرد كل شيء عرفه من أسيل.

أمير بابتسامة: سبحان الله، ربنا أراد يحافظلك على مراتك وولادك، خدهم من حضنك لحضن عمتهم عشان تبقى هي أول حد يشوفهم وأول إيد تلمسهم.

آدم براحة: الحمد لله، متعرفش أنا قلبي كان واجعني عليهم إزاي؟ 

أمير بتفكير: بقولك، ما تيجي معايا أروح أجيب ليهم هدية وأعدي آخد مراتي والأولاد ونروح معاك؟ 
آدم بتفكير: طيب ما نجيب مراتك عشان تنقي حاجات أجيبها للأولاد، أنا مش عارف أجيب ليهم إيه بصراحة؟! 

أمير باستحسان: يلا بينا.

****

بعد ساعة في أحد المولات الكبرى.

يقف أمير يحمل طفلته لين وبجواره زوجته حنين تحمل طفلهما الآخر "آدم" الصغير، وبجوارها آدم الذي ينظر لملابس الأطفال بحب.

لتتحدث حنين بتساؤل: إيه يا آدم؟ إنت حابب تجيب إيه بالظبط؟

آدم بحيرة: مش عارف بصراحة، إنتي رأيك إيه يا حنين؟

حنين بتفكير: هما أكيد جابوا هدوم المواليد، إحنا ممكن نجيب هدوم أكبر شوية؛ عمر ٤ شهور ٦شهور، كده يعني.

آدم بحيرة: إنتي أدرى.

حنين بضحك: تعالى يا آدم تعالى، أنا عذراك عشان لسه أب جديد.

ليبدأوا في شراء الأغراض وسط سعادة آدم، لينتهوا وبعدها يتحدث آدم بتساؤل: خلاص كده؟ يلا نمشي بقى ولا لسه فاضل حاجة؟
أمير برفض: لأ إحنا هنجيب الهدية لسه.

آدم بامتنان: كفاية تعبكم معايا.

أمير بعتاب: تعب إيه بس، إحنا إخوات بطل هبل.

آدم بحب: تعيش يا صاحبي.

****

في شقة أسيل.

تستيقظ أسيل على صوت بكاء الأطفال لتنهض بفزع من نومها وتتجه لغرفة فرح.

لتجد الطفلين مستيقظين وفرح تحاول تهدئتهما لكن دون فائدة.

أسيل بقلق: هما بيعيطوا ليه؟

فرح بحيرة: يمكن جعانين؟

أسيل بحيرة: مش عارفة.

لتبدأ فرح بإرضاعهما بمساعدة أسيل ليرتفع صياحهما مرة أخرى.

لتنظر لهما فرح بتوجس وبعدها تنظر لأسيل.

أسيل بعدم فهم: إيه في إيه؟ أكيد مجاعوش تاني!

فرح بتردد: شكلهم عايزين يغيروا.

أسيل بصدمة: نعم؟ ومين اللي هيغير ليهم؟ 

فرح ببساطة: إنتي.
لتنظر لها أسيل بغيظ وبعدها تبدأ في التغيير للأطفال وسط اشمئزازها وضحك فرح، ليهدأ بعدها الأطفال وسرعان ما يغفيان مرة أخرى.

*****

في أحد المحلات الخاصة ببيع المشغولات الذهبية تقف حنين وتقوم بانتقاء خاتمين من الذهب للأطفال وسوار وخاتم لفرح. 

أمير بتساؤل: ها يا حبيبتي خلصتي؟

حنين بحماس: آه، إيه رأيك إنت وآدم؟ 

أمير بإعجاب: حلوين ما شاء الله.

أدم بامتنان: تسلمي يا أم لين. ليكمل بتذكر: ممكن تنقيلي كمان خاتمين وطقم كامل لفرح؟ 

حنين بإعجاب: حاضر.
أمير بضحك: يا قلود.

لتبدأ حنين في انتقاء المصوغات وبعدها يغادروا متجهين لشقة أسيل، ليهاتفها آدم وهم بالطريق إليها.

****

في شقة عبير.

تسير سحر في غرفتها ذهابًا وإيابًا بضيق؛ فهاتف أحمد لا يزال مغلقًا! لتتنهد بضيق وترمي الهاتف بإهمال على السرير وتخرج تقف في البلكونة وهي تتوعد بشر لأحمد: صبرك عليا يا زفت يا اللي اسمك أحمد، اقفل تليفونك براحتك هتلف تلف وترجعلي زي الكلب.

تعود من السوق وتضع الأغراض أرضًا وتنادي على سحر.

لتأتي سحر بامتعاض: أيوة يا ماما، خير؟

عبير بلهفة: عرفتي اللي حصل لدكتور أحمد؟

سحر بلهفة: لأ، هو إيه اللي حصل؟

عبير بتشفي: كان مأجر شقة في إمبابة بيقابل فيها ستات، وفي الآخر الشقة ولعت بيه ومات.

لتنظر لها سحر بصدمة وسرعان ما تقع مغشيًّا عليها، لتصرخ عبير بفزع وتتجه لها وتحاول إفاقتها.
في شقة أسيل.

تغلق أسيل الهاتف وتتجه لغرفة فرح لتخبرها أن آدم وصديقه في طريقهما إليهما.

فرح بتساؤل: مين أمير ده؟ 

أسيل بإيجاب: ده بقى صاحب آدم الأنتيم من زمان أوي، تقدري تقولي بير أسراره كده.

فرح بسخرية: فعلًا، وكان حاضر كتب كتابي كمان. 

أسيل بضحك: مش بقولك بير أسراره، هخرج أجهز الحاجة اللي هقدمها عقبال ما ييجوا.

فرح بهدوء: تمام.

بعد فترة.

يصل آدم وصديقه وزوجته ويعطي آدم الأغراض التي جلبها لفرح، وبعدها تقدم حنين الهدايا لهما، في البداية عاملتهما فرح بحذر لكن سرعان ما تجاوبت معهما؛ فحنين مرحة بشكل كبير وأحبت أطفالها بشدة.

لين بطفولية وهي تنظر للأطفال ببراءة: ماما حلوين أوي دول، أنا عايزة زيهم.

حنين بضحك: لأ يا قلبي كفاية أوي إنتي وأخوكي عليا.

أمير بمكر: لأ بصراحة أنا نفسي في مرة كمان، ويا سلام لو توأم.

حنين ببرود: يبقى بتحلم.

أمير بخبث: لأ يا حبيبتي مش بحلم، يا تجيبي ليا يا هتجوز اللي تجيبهم ليا.

حنين بشر: عشان أقتلك إنت وهي.

أمير بتراجع: بهزر يا رمضان، مبتهزرش؟ 

ليضحك الجميع عليهما وبعدها يستأذنا للذهاب، ليقوم آدم وأسيل بإيصالهما وبعدها يدخل آدم لفرح مرة أخرى.

لتنظر له بتعجب: رجعت ليه؟!
آدم بحب: مش لما أديكي هديتك يا أم يحيى! 

فرح بتعجب: هدية إيه؟

ليفتح آدم علبة الذهب بحب: دي هدية بسيطة ليكي يا قلب آدم، وشبكتك هتكون ألماس بإذن الله وإنتي اللي هتنقيها بنفسك.

لتنظر للعلبة بذهول ووجها أحمر من شدة الخجل، ليخرج خاتمي الصغار وينظر لهما بحب ويلبس كل طفل خاتمه ويقبل يديهما بحنان.

آدم بخبث: تسمحيلي ألبسك الطقم يا حبيبتي؟ 

لتنظر له شذرًا: لأ، وكفاية حبيبتي دي أنا لسه موافقتش.

آدم ببراءة: الله! أومال أقولك إيه؟

فرح ببساطة: فرح.

آدم بتساؤل: طيب ممكن يا فرحة قلبي ألبسك الطقم بقى؟ 
لتعترض بصمت لينهض بلهفة: ميرسي يا روحي كنت عارف إنك هتوافقي. ليقوم بإلباسها طقم الذهب المكون من سلسلة وأسورة وخاتم، ليقبل يدها برقة: مبروك عليكي. ليكمل بغمزة: عقبال ما ألبسك دبلتك.

لتشد يدها بخجل وتنظر إلى الجهة الأخرى، ليضحك آدم بشدة: حبيبي اللي بيتكسف. لينهض بهدوء: يلا همشي أنا، أشوفكم بكرة. لينحني بلهفة ويقتنص قبلة خاطفة من وجنتيها الممتلئة والتي تزينها حمرة الخجل، ليتحدث بمرح: مش آسف بصراحة، بس مقدرتش أقاوم جمالهم، سلام يا قلبي. ليغادر سريعًا تاركًا إياها في صدمتها من جرأته معها في الآونة الأخيرة! 

****

في فيلا آدم.
يصل آدم ويصعد مباشرة لغرفة صفاء ليجدها ما زالت مستيقظة وتنظر لصورة فرح بشرود.

آدم بهدوء: السلام عليكم.

صفاء بانتباه: وعليكم السلام يا ابني، مفيش أخبار عن فرح؟ 

آدم بمكر: اتطمني لقيت فرح وولدت وجابتلك ولدين زي القمر؛ يوسف ويحيى، مبروك يا حماتي ولا أقول يا عمتي أفضل؟ 

صفاء بصدمة: …


الفصل الثامن والعشرون من هنا 



تعليقات



×