رواية رحم بديل الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم زينب سعيد



رواية رحم بديل الفصل الخامس والعشرون 25 بقلم زينب سعيد 







 الفصل الخامس والعشرون 

دكتور التخدير بتعجب: في إيه يا دكتور؟

الدكتور بشرود: ها، لأ مفيش حاجة، مين اللي جابها هنا؟
الممرضة بإيجاب: أختها.

ليومئ لها بهدوء ويبدأ في إجراء العملية ويقوم بإخراج الطفل ويا لها من صدمة أخرى، فهي تحمل طفلين في أحشائها ليخرج الطفل الآخر لتأخذهما الممرضة وتجهزهما.

لينتهي من تخييط الجرح بسرعة ويغادر غرفة العمليات ليحادث رب عمله ويخبره فكيف له ألا يعرفها وهو من قام بنفسه بعمل العملية لها ومتابعتها في بداية حملها.

لتناديه إحدى الممرضات بسرعة: فيه حالتين ولادة يا دكتور طبيعي ودكتور أسعد قالي أبعتلك.
ليتجه معها بامتعاض فالعمل أهم الآن.
****
بعد ساعة.

تقف أسيل برفقة فرح وهي تنظر للصغيرين وهما نائمين لتتحدث بلهفة: يا خراشي يا فروحة حلوين ما شاء الله.

فرح بتعب: تصدقي إنهم شكلك.

أسيل بضحك: إنتي بتقولي فيها، شكلك كنتي بتتوحمي عليا.

فرح بابتسامة ألم: آه، شفتي بقى. 

أسيل بضحك: طيب يا ستي هسيبك وأخرج أكلم منى برة عشان الكتاكيت دول متسربعين خلقة، جيبتي الهدوم واتولدوا في نفس اليوم، دقيقتين وجاية.

لتومئ لها فرح بوهن وتنظر لطفليها بشرود.

ليطرق الباب وتدخل الممرضة بإبتسامة: حمدًا لله على السلامة يا فرح.

لتنظر لها فرح بتعجب فوجهها مألوف لها.

الممرضة بضحك: إيه نسيتيني ولا إيه؟ ده أنا نعمة اللي كنت ببقى مع الدكتور وإنتي بتعملي العملية وكنتي بتيجي مع آدم باشا تتابعي عنده. لتكمل بفضول: إنتي اختفيتي فين؟ ده الدكتور ساعة ما شافك قبل ما يولدك كان هيتجنن، ده حتى خلص العملية وخرج بسرعة يكلم الباشا، هو فين صحيح؟ وإيه اللي خلاكي تتابعي مع دكتور تاني؟

فرح بصدمة: باشا مين اللي يكلمه.

الممرضة بتعجب: آدم باشا، هيكون مين يعني؟!

فرح بصدمة: طيب ممكن تندهي ليا البنت اللي معايا من برة لو سمحتي؟ 

الممرضة بتعجب: حاضر. لتغادر الممرضة وبعدها تدخل أسيل بلهفة: خير يا فرح؟

فرح برعب: لازم نمشي من هنا دلوقتي، الدكتور اللي والدني هو اللي عمل ليا العملية.
أسيل بصدمة: طيب إهدي، اتطمني المستشفى دي بتاعت عيلتي، اتطمني.

فرح برفض: لأ، لازم نمشي من هنا ودلوقتي.

أسيل بهدوء: أنا هكلم أخويا وهو هيظبط الدنيا اتطمني… 

فرح بمقاطعة: لأ هنمشي وحالًا.

أسيل بقلة حيلة: حاضر زي ما تحبي.

****

بعد نصف ساعة.
تركب فرح في سيارة أسيل في المقعد الخلفي وتئن من شدة التعب لتضع أسيل والممرضة الأطفال بجوارها بحذر وتعطي أسيل الممرضة بعض الأموال وتتحدث بتحذير: طبعًا إنتي ولا شفتينا ولا تعرفينا.

الممرضة بلهفة وهي تأخذ الأموال: ولا أعرفكم يا هانم.

لتركب أسيل السيارة وتبدأ بالسواقة بحذر فهما في الساعات المبكرة من الصباح وتنظر لفرح والصغار في المرآة كل حين لتطمئن عليهم لتجد فرح تحتضنهما بحنان وتغلق عينيها بوهن.

ليصلوا أخيرًا أمام العمارة.

لتنزل أسيل بلهفة وتنادي البواب.

ليأتي بسرعة: نعم يا ست هانم؟ حمدًا لله على السلامة.

أسيل بعجلة: الله يسلمك، معلش تعالى هنطلع البيبيهات دي. 

البواب بطاعة: حاضر يا هانم.

لتفتح الباب الخلفي لتفتح فرح عينيها بوهن: وصلنا؟ 

أسيل بتأكيد: أيوة يا حبيبتي. لتأخذ أحد الأطفال وتعطيه للبواب يسمي الله ويحمله.

لتحمل هي الآخر بحذر بيد وتسند فرح باليد الأخرى. 
في المستشفى.

ينتهي الطبيب أخيرًا من حالات الولادة الطارئة ويتجه لمكتبه سريعًا ويخرج هاتفه وينظر للساعة ليجدها السادسة صباحًا ليحسم أمره ويتصل به فآدم بالتأكيد لن يفرق معه الوقت بعد معرفة هذا الخبر السعيد ليرن عليه وينتظر حتى يرد. 

****

على الطرف الآخر.

يتململ آدم في نومه إثر سماع الهاتف لينهض بتثاقل ويجلب هاتفه ليجده رقم طبيب ضحى لينظر للشاشة بامتعاض ويرد: ألو، أيوة يا دكتور خير؟ لينهض فجأة من مكانه: إنت بتقول إيه؟ فرح كانت عندك وبتولد النهارده؟ إنت متأكد؟ ومين اللي معاها ليكمل بتعجب أختها مين؟ طيب أنا جاي حالًا، اوعى يخرجوا من المستشفى، سلام. ليأخذ أغراضه سريعًا متجهًا للمستشفى.

****
في شقة أسيل.

تتمدد فرح بوهن على الفراش وبجوارها طفليها الغافيين وتنظر لهما بحب.

وأسيل تجلس بجوارهما تنظر لهما بحز، فما ذنب هؤلاء الملائكة أن يولدوا دون وجود أب؟ 

لتتحدث بمرح حتى تزيل الأجواء: ها بقى يا ستي هتسمي الكتاكيت دول إيه؟

فرح بألم: هتفرق في إيه وهما مش هيتسجلوا!

أسيل بحزن: معلش يا فرح بس أهو نسميهم عشان نناديهم إحنا ونميزهم، مش كفاية إنهم نفس الشكل! هنميزهم إزاي؟!

فرح بضحك: من الهدوم، إيه رأيك؟ كويس إن ألوان الهدوم مختلفة.

أسيل بتأييد: فكرة حلوة، هتسميهم إيه بقى؟

لتنظر فرح لطفلها الملتف بكوڤيرتة باللون الموڤ: ده يوسف وتنظر للآخر ذو كوڤيرتة باللون الأزرق: وده يحيى.

أسيل بإعجاب: ما شاء الله تبارك الله، بس ليه الاسمين دول؟
فرح بتفسير: عشان ربنا يفرحني بيهم فرحة سيدنا يعقوب بعودة سيدنا يوسف عليه السلام ويجبر بخاطري ويبشرني بيهم خير كعوض ربنا لسيدنا زكريا بسيدنا يحيى.

أسيل بإعجاب: ما شاء الله عليكي يا فرح، بإذن الله ربنا يعوضك إنتي وهما خير. لتكمل بضحك: البت منى هتيجي آخر الأسبوع وزعلانة منك إنك عملتيها بعد ما مشيت.

فرح بضحك: نصيبها كده.

****

في المستشفى.

يغلق الطبيب الهاتف مع آدم وانتظر آدم بالأسفل ولم يمر نصف ساعة ودخل آدم بهرولة إليه وتحدث بلهفة: هي فين؟

الطبيب بابتسامة: اتفضل يا باشا مستنيك. ليأخذه ويصعدا لغرفتها ويطرق الطبيب ويفتح الباب ويدخل ومن خلفه آدم لينظرا إلى الغرفة الفارغة بصدمة.

آدم بعدم فهم: هما فين؟ متأكد إنها هي في الأوضة دي؟

الطبيب باستغراب: أيوة متأكد. ليخرجا ويسأل الطبيب عنها دون فائدة ليتجه مباشرة للحسابات ويتساءل عن اسمها.

موظف الحسابات بعملية: أيوة يا دكتور الحساب خلصان بعد العملية ومشيوا بعد الفجر، مضت إقرار على نفسها.

الطبيب بعصبية: وأنا إيه؟ طرطور في المستشفى دي ولا إيه يا بني آدم؟ أنا الدكتور المعالج إزاي تخرج من خير إذني؟ 

الموظف بهدوء: حضرتك دي مش مشكلتي ممكن تسأل الاستقبال، التمريض لكن مش أنا، أنا عليا آخد إذن الخروج وأشوف المصاريف فقط لا غير.

لينظر الطبيب لآدم بأسف: مكنتش أعرف إنها هتهرب يا باشا.

آدم بحزن: مين اللي جابها هنا؟

الطبيب بهدوء: بيقولوا أختها كانت معاها.

آدم بتساؤل: أختها مين؟! طيب وحالتها كانت إيه؟

الطبيب بعملية: كانت واقعة وده عمل ليها طلق مبكر بس الرحم مكانش فتح فاضطرينا نولدها قيصري. ليحمحم: بس فيه حاجة لازم حضرتك تعرفها.

آدم بسخرية: لسه فيه حاجة معرفتهاش؟
الطبيب بتوجس: هي كانت حامل في توأم.

آدم بصدمة: توأم إزاي؟
الطبيب بعملية: هو توأم في كيس واحد يا باشا ونتج عن انقسام البويضة وده مش شرط يظهر من الأول ممكن الأجنة يبقوا ورا بعض واحد باين والتاني مختفي مش بيبانوا في الأول زي الحمل، وحضرتك متنساش إننا أهملنا حالتها من وقت حمل مدام ضحى يعني حصل انقسام البويضة في الوقت ده وإحنا معرفناش.

آدم بحسرة: طيب هما كويسين؟
الطبيب بهدوء: حالتهم كويسة يا باشا اتطمن، هما آه مولودين في أول التاسع لكنهم بخير، هما ولدين.

أدم بحسرة: هتفرق في إيه؟ ما هو مكتوب عليا أتحرم منهم.

الطبيب بأسى: آسف يا باشا، لكن كان فيه حالات ولادة مستعجلة معرفش إنها شافتني وهربت.

ليومئ له بحزن ويقود سيارته بشرود لا يدري أين يذهب ليظل يدور بالشوارع حتى يحسم أمره ويحادث شخصًا ما.

****

في شقة في منطقة نائية نوعًا ما……

تقف سحر أمام المرآة تهندم ملابسها بينما أحمد يجلس على الفراش خلفها يدخن سيجارة. 

لتلتفت له بحدة: إيه يا أحمد مش ناوي تطلق مراتك ولا إيه؟ بقالنا شهرين على الحال ده ولسه مطلقتش! 

أحمد بحزن مصطنع: معلش يا حبيبتي إديني وقتي أمهد ليها بس.

سحر بامتعاض: ماشي لما أشوف آخرتها معاك، سلام، همشي قبل ما أمي تصحى. لتغادر بحنق لينظر لها باشمئزاز ويبصق أرضًا ويتحدث بسخرية: قال أطلق مراتي قال عشان واحدة رخيصة زيك باعت نفسها. ليرمي عقب سيجارته أرضًا وينام.
في شقة أسيل.

تتمدد فرح وبجوارها وليدها يحيى أما يوسف فيبكي بشدة فأخذته أسيل وخرجت وتسير به في الردهة ذهابًا وإيابًا لعله يهدأ قليلًا.

ليطرق الباب لتتجه سريعًا بلهفة تنظر من العين السحرية كي ترى من بالخارج بتعجب فمن سيأتي في هذا الوقت المبكر لتلقي نظرة سريعة كي لا تستيقظ فرح والصغير الآخر لتتنهد عندما تجد شقيقها فهي كانت بحاجة إليه بالفعل لكن ماذا جاء به إليها إلي هنا فهذه أول مرة؟ لتفتح الباب بحذر ليتفاجأ هو بالطفل الذي بين يديها.
ليقلب بصره بينها وبين الصغير الذي تحمله بصدمة.



الفصل السادس والعشرون من هنا 





تعليقات



×